أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟















المزيد.....

اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعلم جل العراقيين أن عرب العراق بشيعتهم وسنتهم قد أصابهم ظلم صدام وحيفه ، مثلما أصاب أقوام العراق الأخرى ، وفي المقدمة منهم الأخوة الأكراد، رغم أن نسب هذا الظلم ظلت مختلفة عند هذا الطرف أو ذاك ، ولو أمعنا النظر طويلا لوجدنا أن جند صدام الذين حملوا ذلك الظلم للعراقيين والعراقيات كانوا هم جنودا عراقيين ، سواء أكان هؤلاء العراقيون في هرم النظام أم في قاعدته ، فقد نهض ظلم صدام على اكتاف الشيعة والسنة والعرب والاكراد ، وبقية مكونات الشعب العراقي ، فمن الشيعة كان صنديدهم القذر ، ناظم اكزار ، وجبار كردي ، وعبد الوهاب الاعور ، ومن السنة المجرم حسين كامل واخوته ، ووطبان واشقاؤه ، ومن الاكراد طه الجزراوي ، وقوات الفرسان ( الجحوش ) ، ومن المسيحيين طارق عزيز وبطانته .
لقد سخر صدام اعدادا هائلة من ابناء شعبنا المظلوم في خدمة نظامه ، والدفاع عنه ، وبهذه الوسيلة أو تلك ، إذ تراوحت سياسته في اخضاع جماهير كثيرة من الناس في العراق بين وسيلتي الترغيب والترهيب ، وبذا انضوى تحت لواء حزب البعث في العراق ما يزيد على مليوني شخص بين رجل وامرأة ، ولكن الكثير من هؤلاء انضم لهذا الحزب بدافع الحفاظ على حياته ، وحياة أسرته ، أو بدافع مصلحة في وظيفة وعمل ، أو بالقوة والاكراه ، طبقا لقرارات الطاغية بتبعيث قطاعات وظيفية كثيرة ، مثلما جرى ذلك مع أجهزة التعليم والجيش ، والشرطة ، وغيرها من أجهزة الدولة أخرى .
وعلى هذه الصورة لايمكن اعتبار كل من وقع على استمارة الانتماء لحزب البعث ، ولهذا السبب وذلك ، هو بعثي سيء الطبع ، أو مجرم يجب اجتثاثه من الحياة السياسة في عراق اليوم الذي يريد البعض أن يقدمه لقمة سائغة لايران التي بثت عناصر استخباراتها في أجهزة الدولة العراقية الجديدة ، وفي أنحاء كثيرة من العراق ، والى الحد الذي تربع البعض منهم على كراسي المجلس الوطني العراقي الجديد ( البرلمان ) ، تلك العناصر التي كانت المخابرات الايراينة ( اطلاعات ) في مدينة قم الايرانية تفتح طرقا خاصة للسيارات التي تحملها ، وأمام أنظار العراقيين القاطنيين فيها ، والذين يعرفونهم بالاسماء ، مثلما يعرفون أن ولاء هؤلاء سيظل لايران أبدا ، وليس للعراق المستباح .
لقد بدأت تلك العناصر المرتبطة بجهاز المخابرات الايرانية حربها الخفية ضد كل عراقي معتز بوطنيته ، ويريد الوقوف في وجه تسللها الهادىء الى هيئات السلطة العراقية الجديدة ، وقد جرى ذلك ويجري تحت ذرائع واهية ، بدأت تتكشف للناس في العراق يوما عن يوم ، فقد دثرت تلك العناصر نفسها اول الأمر بالدفاع عن مصالح الطائفة الشيعية ، وكأن الشيعة العرب في العراق لا يوجد من يمثلهم إلا ذلك الشخص المبارك من السلطات الايرانية ، وبنفس عنصري ، وشوفيني ، هو ذات النفس العنصري الذي آمن به صدام ، ووقف العراقيون الشرفاء ضده ، حتى حين شن صدام حربه القذرة على الشعب الايراني الجار ، فهل تريد عناصر المخابرات الايرانية هذه ، والتي ارتقت كراس الحكم في العراق الجديد ! أن تنتقم من عرب العراق بجريرة المجرم صدام تلك ؟
بعد ذاك الدثار جاء الدثار الثاني ، وهو التعلق باذيال المرجعية الدينية في النجف الاشرف ، حيث راحت تلك العناصر تنقل عنها فتايا ونصائح وارشادات عادت من المسلمات ، أو من مراسيم مجلس قيادة الثورة التي توجب على كل عراقي أن يخضع لها ، حتى لو كان العراقي لا تربطة بالمرجعية روابط مذهبية كالاخوة من ابناء السنة في العراق ، أو حتى لو كان العراقي هذا من ملة غير ملة الاسلام كالمسيحيين وغيرهم ، مع علم هؤلاء أن العرب جادلت الرسول الكريم باللسان ، وجالدته بحد السيوف ، ونادوه من وراء الحجرات ، ووصفه القران الكريم بوضوح ما بعده وضوح : إنما هو بشر مثلكم ، ومثلما جادل العرب النبي الكريم جادل العراقيون أئمتهم ، وفي مقدمتهم الامام علي عليه السلام ، فهم الذين فرضوا عليه قبول لعبة المصاحف ، ووضع نهاية لحرب صفين، وكان في مقدمة هؤلاء الاقطاعي الكبير ، وسليل الملوك ، محمد بن الاشعث0 أوليس الامام علي ، بعد ذلك ، هو من قال للعراقيين قولته المشهورة : لا رأي لمن لا يطاع ! ؟ فعلى هؤلاء الذين يريدون للعراقيين أن يؤلهوا البشر من رجال دين هذا الزمان ، والذين هم مثلنا على حد تعبير القران الكريم ، أن يدركوا أن العراقيين لن يسمحوا لاحد ، أيّا كان هذا الاحد ، أن يكمّ أفواههم بعد الظلم الطويل الذي تعرضوا له خلال حكم صدام المجرم ، والذي يريد أن يزج نفسه في الامور السياسية عليه أن يتحمل تبعات ذلك ، فالسياسة عاهرة ، مثلما ينعتها الروس ، لها في كل يوم لباس جديد !
أما الدثار الثالث ، الذي تدثرت به تلك العناصر في تسللها لمصادر القرار العراقي ، فهو تهمة الانتماء لحزب البعث ، تلك التهمة التي تريد حرمان الكثير من عرب العراق شيعة وسنة ، ممن يخالف تلك العناصر الرأي ، من المشاركة في الحياة السياسية ، وذلك بعد أن تكشفت أهداف تلك التهمة ، ونوايا مطلقيها ، فقد تمّ تهويل التهمة تهويلا مبالغا فيه ، وشملوا بها الابرياء من البعثيين ، وذلك حين ظهرت على الموقع الالكتروني لوزير حرس الثورة الايراني السابق ، محسن رضائي بعيد اتهام وزير الدفاع العراقي ، حازم الشعلان ، لايران بدعمها المتواصل للعمليات الارهابية الشريرة التي قتلت الكثير من شيعة العراق قبل أن تقتل غيرهم ، بعدها راح اللوبي الايراني في الحكومة العراقية وفي المجلس الوطني ، يصلق تهمة البعث برئيس الوزراء ، أياد علاوي نفسه ، وبأركان حكومته ، مع علم عناصر هذا اللوبي أن تنظيماتهم نفسها تضم الكثير من عناصر حزب البعث ، خاصة تلك العناصر التي وقعت في أسر القوات الايرانية ، والتي اطلقت عليها المخابرات الايرانية تسمية : حركة التوابين* قبل أن تضمها تلك المخابرات الى فيلق بدر الذي تشكل على الأراضي الايرانية ، ردا على استقدام صدام لعناصر كثيرة من منظمة مجاهدي خلق ، وتكوين قوات عسكرية منها ، رابطت على الحدود العراقية- الايرانية ، وإن انسى لا أنسى ذلك اليوم الذي كنت أسير فيه مع صديق لي من حزب الدعوة الاسلامية في العاصمة طهران حين اشار بيده الى رجل عراقي لا اعرفه أنا قائلا لي : أتعرف هذا الشخص ؟ قلت : لا . قال : كان هذا الشخص عضو فرقة في حزب البعث العراقي ، ومن تنظيمات منطقة الكاظمية في بغداد ، لقد أخبرت السيد محمد باقر الحكيم ، واصل صديقي حديثه ، عن تاريخ هذا الشخص ، وبعدها سالته لماذا يضم المجلس مثل هؤلاء الاشخاص في صفوفه، فرد علي السيد الحكيم ، والكلام مازال لصديقي ، قائلا : ماذا تريدني أن افعل بعد أن اصبح شعبك كله بعثيا ؟ فإذا كان واقع الحال مثلما صرح به السيد الشهيد، فعلام يريد الشهرستاني أن يطهر المجلس الوطني العراقي من العرب العراقيين ، وبتهمة انتمائهم لحزب البعث ، او بتهمة موقفهم من انتفاضة آذار عام 1991م ، وهو يعلم أن اول من شجع على قيام الانتفاضة هو السلطات الايرانية ، وأول من خذلها هم الايرانيون كذلك ، وذلك حين اغلقوا حدودهم بوجه المنتفضين ، ولم يمدوهم بالدعم والعون ، إلا أؤلئك الذين رضوا لانفسهم أن يكونوا مخبرين ضمن جهاز المخابرات الايرانية ( اطلاعات ) ، ولا أظن أن الشهرستاني لم يسمع بالادانة الواضحة لتلك الانتفاضة ورجالها وشهدائها التي فوجىء بها العراقيون في الداخل والخارج من قبل المرجعية الدينية في النجف الاشرف ، وذلك حين نعت السيد الخوئي ، وامام صدام ، ومن على شاشة التلفزيون العراقي ، ابطال تلك الانتفاضة من شيعة العراق بالغوغاء ، مثلما كان يريد صدام ، وفي الوقت الذي كانت فيه دبابات المجرم حسين كامل تدك الضريح الشريف للامام الشهيد الحسين بن علي عليه السلام ، رافعة شعارها القذر : لا شيعة بعد اليوم ! تزامنا مع صواريخ المجرم صدام التي راحت تدك مواقع المنتفضين في مقبرة النجف ، وهي تدوي في آذان الحوزة الصامت، والحوزة الناطقة ، وفي آذان الشيخ أسعد البصري الذي داس على اعراض العراقيين في البصرة جهارا في فعلة تفوق أفعال صدام في الخسة ، وانعدام الضمير ، ومن دون أن نسمع صوتا خفوتا ، يشجب وقتها جرائم صدام تلك من كل أؤلئك الذين مر ذكرهم !
فهل سأل حسين الشهرستاني نفسه يوما عن تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ العراق ، واهله ، وفي تاريخ الشيعة على وجه الخصوص ؟ فإذا كان السيد الخوئي قد تبرأ من المنتفضين ، وهو يمثل قمة المرجعية وقتها ، فما الذي يستطيع أن يفعله بعثيّ لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، مثل طاهر البكاء ، وزير التعليم العالي اليوم ، لصدام وقت الانتفاضة ، ليطالب الشهرستاني باجتثاثه الآن من المجلس الوطني الجديد، وذلك لأنه عضو في القائمة العراقية ، قائمة رئيس الوزراء ، أياد علاوي ؟ وماذا قدم حسين الشهرستاني نفسه للمنتفضين الذين بفضل انتفاضتهم خرج هو من سجنه ، ولكنه ظل صامتا عما ألحقه بهم صدام من موت ودمار على مدى سنوات ؟ والعراقيون ، بعد هذا ، ما سمعوا برجل خاض غمار السياسة ، وقاد حركة سياسية معروفه ، اسمه حسين الشهرستاني ، وإذا كان المجرم صدام قد غيب الشهرستاني بالسجن لعشر سنوات ، فقد غيب صدام ملايين العراقيين غيبة أبدية في القبور ، وما من عائلة عراقية تعيش اليوم على أرض العراق لم تفقد عزيزا عليها زمن حكم الطاغية صدام وعصابته من المجرمين الذين يجب ان ينالوا جزاءهم العادل في محكمة عراقية ، وأما من أساء من البعثيين اساءات لا ترقى الى الجرائم ، فيجب محاسبتهم بقدر اساءة كل واحد منهم ، ووفقا للقانون ، وليس وفقا لهيئة الاجتثاث التي بدأ العراقيون يشمون رائحة العنصرية تفوح منها ، حيث أخذت تستهدف عرب العراق دون غيرهم، وبجريرة المجرم صدام ، أو جريرة الانتماء لحزب البعث ، مثلما أفتى وزير حرس الثورة الايراني السابق ، محسن رضائي !
- - - - - - - - - - - - -
* في سنة خمس وستين للهجرة سار جمع من شيعة الكوفة يقودهم سليمان بن صرد الخزاعي صوب الشام لقتال الجيش الاموي مطالبين بثأر الحسين عليه السلام ، تائبين ، نادمين على عدم نصرته ، وذلك حين حل بين ظهرانيهم .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعجميان وفوضى الحكم في العراق !
- البصرة وضراط القاضي !
- شيوعيون في ضريح الامام الحسين !
- الى وزير خارجية العراق ونوابه !
- الجعفري بين الرضا الانجليزي والحذر الامريكي !
- قراءة أخرى في نتائج الانتخابات العراقية !
- التوافقية !
- المقهى والجدل *
- جون نيغروبونتي ملك العراق الجديد !
- ظرف الشعراء ( 34 ) : بكر بن النطاح
- الجلبي يفتي بحمل السلاح !
- أوربا وقميص عثمان !
- الما يحب العراق ما عنده غيرة !
- من أسقط صداما ؟
- ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !
- نيران الفتنة قادمة من أيران ! سهر العامري
- الجلبي دولة مرشدها آية الله الخامنئي !
- الانتخابات خيط من فجر الديمقراطية في العراق !
- ما بين الجبهة الوطنية وائتلاف المرجعية !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : عُلية بنت المهدي


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - اللوبي الإيراني : اجتثاث البعث أم اجتثاث العرب ! ؟