أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل سعيد - بصقة دم في الضمير!!














المزيد.....

بصقة دم في الضمير!!


عادل سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 14:44
المحور: الادب والفن
    






في دمشق ، منتصف الثمانينات ، وفي مكتب مجلة ( دنيا العرب ) جمعتني جلسة مع الكاتب و الروائي
الفلسطيني ( محمد ابو عزة ) سكرتير تحرير المجلة . وفي خضم الكلام اكتست ملامحه مظهر التأمل
والشرود ، ثم قال فجاة ؛ في ضميري ( مشهد ) مشهد لم يغب عنه ، ومازال يثقل عليه ،
و لابد ان ارويه ، ولكن ليس في سورية ، لأن الأمر يتعلق بحقبة من تاريخ البعث ، وان
كان الأمر يتعلق بالبعث العراقي ، ولكني سأرويه لك ، وعدني بأن ترويه انت حين تغادر سورية
فيما بعد . المشهد يعود الى العام 1963 و تحديدا في الأيام الأولى بعد انقلاب 8 شباط
كنت ضمن طاقم الحرس القومي في مديرية الأمن العامة ، ومن بيننا مجموعة من العرب و الفلسطينيون
تحديدا ، و لاسيما بعض ممن اصبح في الخط الأول من قيادات منظمة التحرير
ضمن حركة القوميين العرب ، كأبي علي مصطفى الذي قال يوما ، بأنه يود لو يقطع يده التي
ساهمت في تعذيب الشيوعيين و المناضلين العراقيين في تلك الفترة . وفي نهار يوم كان لدينا
ضيف ( دسم ) اقمنا له وليمة دسمة هي الأخرى من صنوف التعذيب والهتك الجسدي
والنفسي على مدى ساعات . ( الضيف ) كان سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي .
كانت طاقتنا على الإبداع في التعذيب و القهر لا توصف ، وكانت طاقته هو على الصمود
و التماسك لا توصف ايضا ، وحين بدا ان الرجل في طريقه الى النهاية الأكيدة ، جاءتنا اوامر
بالإبقاء على الرجل ، لأن شخصية مهمة في الطريق الينا. ولم تكن تلك الشخصية سوى علي
صالح السعدي وزير الداخلية و الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي . و في ( صالون
ابداعنا ) بدا المشهد طويلا ، حين وقف السعدي يحدق في سلام عادل الذي لم يبد انه على
وشك الإنطفاء بعد . ثم قال السعدي مقربا فمه من عادل ؛ انت منتهٍ وليس عليك الا الإعتراف .
ثم كرر طلبه غير مرة ، وفجأة رفع سلام رأسه وحدق في وجه السعدي طويلا ، ثم قال بكلمات متقطعة
و لكن واضحة و مفهومة ؛ انت سكرتيرحزب يفترض انه من ضمن احزاب التحرر ، و تطلب مني انا
سكرتير حزب شيوعي ان اعترف.. انت لست اكثر من شرطي من هؤلاء . و سكت سلام لحظات ثم بدا
وكأنه يستجمع قواه مرة اخرى ، و فجأة بصق في وجه سعدي بصقة يخالطها الدم ، لم يبد من سعدي للحظات
اي رد فعل سوى ان يمسح البصقة ، وبدت منه حركة واشارات عصبية فهمنا المقصود منها ؛ اجهزوا على
الرجل. . لا اريد ان اسهب في كيف اجهزناعليه ، ولكن الأمر بدا و كأنه قريب من رواية الشيعة لطريقة
الإجهاز على الحسين في لحظاته الأخيرة .



#عادل_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولمبياد الدموع
- سحابة .. كاسرة
- هذا العربي .. المُدلّل!
- صلاة السلفي
- هذا النادل
- نشيد بلبالا .. ام نشيد الأنشاد!؟
- الشيوعي الأخير .. قي محنته
- سفارات
- نوافذ
- شعراء
- العائد الذي لم يجد
- بقعتا ضوء
- الشاعر الكواز
- آلهة
- دلشاد مريواني
- تقاطيع
- احلام
- جرأة
- ما دار في المدينة
- هبوط


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل سعيد - بصقة دم في الضمير!!