جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 11:24
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من الطبيب الى التاجر
تهافت بنات و ابناء الشرق على دراسة الطب معروفة منذ فترة بانه عادة ليس بدافع العلم و المعرفة بل بحافز المال (التجارة) و المكانة الاجتماعية المرموقة التي لا تزال تتمتع بها هذه المهنة و رغبة الوالد القوية ان يكون ابنه طبيبا يوما ما ليرفع رأسه بين الناس و يفتخر و سهولة الحصول على زوجة و عمل على الاقل في المستشفيات حتى دون توفر الدرجات و الكفاءات العلمية لدى خريجي المدارس الاعدادية لان الانسان يعلم (انما الاعمال بالنيات) و هناك عدد من الدول تقبل الطلاب من ذوي الدرجات الضعيفة ايضا على امل الحصول على موارد قتصادية اضافية.
و لكن الرواتب التعيسة التي تدفعها المستشفيات الالمانية على سبيل المثال بالمقارنة مع تلك التي تدفعها البريطانية تدفع خيرة الاطباء الالمان الى ترك المانيا مما يشجع الاطباء الاجانب القدوم الى الى المانيا و تضطر المستشفيات الالمانية الى تعين عادة طبيبات متواضعات من افغانستان و دول شرقية اخرى رغم الفرق بين الدراسة في اوربا الغربية و الشرق و صعوبة الاعتراف بالشهادات الشرقية بصورة عامة. زاد فعلا في الاونة الاخيرة عدد طالبات كليات الطب بسبب تفوق الطالبات على الطلاب في المانيا و الذي يعتقد انه بسبب ازمة هوية لدى الابناء و غياب الاب في العائلة الالمانية لزيادة نسبة الطلاق بطلب من الزوجة قبل الزوج.
نجد اليوم عيادات الاطباء في المانيا تمتليء بالمراجعين واذا خابرت عيادة لاجل موعد فسوف تحصل عليه رغم الازدحام و السؤال الذي يتبادر الى الذهن حالا هو كيف يستطيع طبيب مرهق بالعلاج بشكل مقنع و كم هي الفترة الزمنية التي يمنحها لكل مريض لان القوانين الالمانية لا تحدد عدد المراجعين باليوم الواحد بعكس بعض الدول الاسكندنافية. اضافة الى هذا تصاب بالشك من نزاهة الطبيب للاسباب الاتية:
اولا لانه لربما يصف لك دواء معين دون حاجتك اليه لزيادة ارباح شركات الصيدلة
ثانيا لان شركة ادوية معينة تغري الطبيب و تقنعه بوصف ادويتها قبل غيرها بسبب المنافسة في سوق الادوية
ثالثا لتوفر العلاجات الطبيعية البديلة alternative medicine وخوفا من الاعراض الجانبيةside effects و تفشي الطب الصيني مع البضائع الصينية في كل مكان
رابعا استعداد الطبيب بتلبية رغبتك بشهاة مرضية و بمخابرة هاتفية فقط لاجل الحصول على اجرته العالية بسهولة
اينما تذهب تجد الغش على قدم و ساق كما نعاني اليوم من خلط الشركات لحم الحصان مع اللحوم الاخرى دون اية اشارة تذكر.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟