أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - لعبة المتناقضات في رواية - إنهم يأتون من الخلف














المزيد.....

لعبة المتناقضات في رواية - إنهم يأتون من الخلف


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


إنهم يأتون من الخلف ولعبة المتناقضات
براء الخطيب

تفاجأنا عندما قرأنا رواية " إنهم يأتون من الخلف " للكاتب المصري براء الخطيب، فالرواية التي كتبت في عام 1978م تتحدث عن الميناء والعلاقة القائمة فيه، وهي بدلك تكون ضمن مواضيع أدب البحر الذي أسهب فيه حنا مينة الروائي السوري، ومع أن الرواية كتبت بوقت مبكر ـ نسبيا ـ إلا أنها لم تأخذ حقها من الاهتمام، إن كان على صعيد الموضوع ( الميناء ) أم الشكل والأسلوب ( التراث والتغريب)، وبما أن أدب البحر لم يتم تناوله إلا بشكل محدود، من خلال حنا مينة وجبرا إبراهيم جبرا من خلال رواية "السفينة" وتم تناول أجزاء من رواية " الرب لم يسترح في اليوم السابع" لرشاد أبو شاور لموضوع السفر بالبحر.
هذه الرواية تقع ضمن الأعمال القليلة التي تناولت البحر وما يتعلق به، من هنا هي تحتل مكانة مهمة في الرواية العربية، من خلال طرحها لموضوع البحر والميناء والعلاقة القائمة عليه، أما على صعيد الشكل والأسلوب فقد استخدم براء الخطيب التزاوج والتقارب بين المتناقضات فهناك الخمارة خلف المسجد " ها هي خمارة الربح البسيط خلف مسجد سيدي البوصيري" ص9، فنجد التناقض بين طبيعة المكانين ومع هذا فهما متلاصقين، وبهذا أراد براء الخطيب أن يقول لنا بان هذا هو العالم لا يوجد فيه فكر أو اعتقاد واحد وإنما عدة أفكار وهي متواجدة وتتعايش مع بعضها رغم الاختلاف والتناقض بينها، وهذا التناقض في المكان ـ المسجد والخمارة ـ انعكس على الأفراد، بحيث نجدهم رغم معاقرتهم الخمر داخل الخمارة إلا إنهم يطلبون من الله الستر "لنشرب ونطلب من الله الستر فهو ستار رحيم" ص13،" … ويبقى لي ثلاثة كؤوس وربنا يرزقنا بخمرة بقية الليلة"ص60، هذا على صعيد الأشخاص المعاقرين للخمرة ورواد الخمارة، أما الآخرين رواد المسجد فقد تناولهم براء الخطيب بطريقة أخرى متناقضة لما يبدون فهم من خلال التلاصق بين المكانين نجدهم يرتادون المكانين رغم التعارض بينهما "صب ريس المستورة كأسين كأسا للحاج ناضوي وكأسا له … فشرب الحاج كأسه " ص12، فهذه الريادة للخمارة وللمسجد كانت تمثل المزاوجة بين المتناقضات وتوحدهما معا، فقد أرد الكاتب هنا أن يجعلنا لا نزدري أيا كان لما تبدي من سلوك فلكل منا عالمة الخفي، الذي لا يظهره لأحد، ولم تقتصر هذه التصرفات ـ شرب الخمر والصلاة ـ المتناقضة للمكانين وللأشخاص وحسب بل تعداها إلى السلوك الذي كان يمثل ذروة الازدواجية للشخصيات الروائية " تقيأ الحاج … جاء عمران ومسح الأرض ومسح عباءة الحاج واحضر زجاجتين نصف كونياك ونصف روم" ص13، لم يكتفي الكاتب بهذا الأمر بل تعداه إلى ما هو ابعد منه بكثير، ممارسة البغاء قبل وبعد صلاة الصبح "وحتى أذن الديك " .. صباح كل جمعة دون أن يراك احد، ثم تصلي الجماعة وتعود … وتعود زبيدة تقول تجدني في انتظارك" ص22، " آه يا زبيدة دثريني جيدا "ص31، " نصف روم يا عمران وسوف نشرب حتى يؤذن الديك" ص35هذا (التغريب) للأحداث جعل الرواية تحمل فكرة التوحد بين المتناقضات أو الازدواجية في سلوك الأشخاص، وكأنه أرادنا الكاتب أن لا نهتم بالشكل أبدا حيث انه لا يمثل سوى قناع يخفي خلفه حقيقة أخرى.
وما يميز هذا العمل الروائي استخدام التراث الديني ـ القرآن الكريم ـ بشكل كبير، فتكاد كافة الشخصيات الروائية تتحدث منطلقة من الثقافة الدينية التي تشكل أساس فكرها، فرغم إقدامها على فعل الكبائر ـ شرب الخمر والبغاء ـ إلا أن الثقافة الدينية تكاد أن تكون ملازمة ـ بالقول ـ لأي حديث تتكلم به الشخصيات، " قل لو كان البحر مدادا ـ كتبتها يد الخالق مختتمة بها كتاب الخلق المقدس"ص13 " وصل داخل حضنها الرحيم، مبسملا باسمه الرحمن الرحيم"ص19" آه يا زبيدة دثريني" ص31" يوم الجمعة الماضية قال الإمام مرة انك أمارة بالسوء وقال مرة أخرى انك لوامة ولذلك وانأ المؤمن لن أتمر بأمرك أنت الأمارة بالسوء هذا ما قاله لنفسه الأمارة بالسوء"ص50، والرواية تحتوي على الكثير من هذه المقولات، طبعا هذا يعكس الثقافة الدينية لبراء الخطيب أولا قبل أن يكون ذلك ثقافة المجتمع المصري.
من خلال قراءتنا المتواضعة الروايات العربية تكاد أن تكون هذه الرواية الوحيدة التي استطاع كاتبها أن يزاوج بين الثقافة الدينية وافعل الفواحش بهذه الطريقة وهذا الحجم، فهناك العديد من الأعمال الروائية التي تناولت فعل الجنس لكن لم تكن ثقافة شخوصها ولا ثقافة كاتبها دينية، وهذا ما جعل فكرة الرواية أكثر عمقا وأرقى شكلا
رائد الحواريً



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي الصفصافة
- لغة الماء غفاف ىخلف
- من اجل غدا افضل
- رواية الاشباح
- جدارية درويش والنص الاسطوري
- رسائل لم تصل بعد
- أتذكر السياب
- رواية الخواص
- أدب القذارة
- لينين القائد
- حكايات العم اوهان
- اتشيخوف ونقد المجتمع
- الراوي وأحداث قصة الأم
- سلام على الغائبين
- غوركى بين الفرد والمجتمع
- ماذا يحدث في سوريا
- قصر رغدان والقمع الادبي
- مريم الحكايا
- شوقي البغدادي
- قارب الزمن الثقيل


المزيد.....




- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - لعبة المتناقضات في رواية - إنهم يأتون من الخلف