خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 01:27
المحور:
الادب والفن
أبحث عن امرأة ثائرة
**************
عالمنا العربي عبارة عن دائرة ،
كل أفراده محاصرون في ظروف قاهرة ،
رجاله كأنهم عيدان متسمرة ،
ونساؤه كائنات للأسف بائرة ،
وأنا منذ قذفت في لج الحرف ،
لم أستيقظ بعد من حالتي الحائرة ،
أبحث عن امرأة لا تشبه تلك النساء ،
لا في اللون ولا في الشكل ولا في الخاصرة ،
ولا في البكاء والنواح والشكوى الخاسرة ،
أما الضحك فربما لم يسمعن به ،
لا تجد امرأة في بلادي مستبشرة ،
كأنها جندي خسر معركته الأخيرة ،
أو كأن السماء أبدا لم تكن ممطرة ،
فماذا أصنع أنا الثائر المنتفض الهائج ،
هل أصنع امرأة من طين ولست ساحرا ؟
أم أعتمد على الخيال حتى في معاشرة امرأة ،
أخاف أن تخونني الذاكرة ،
فتتحول من توهمتها أجمل امرأة ،
جدارا أو شيطانا أو طفلا قاصرا ،
عاجز عن ضمان شخوص ذاكرتي ،
فقد احتلتها الصور العاهرة ،
في وطن كل شيئ فيه مرتهن للعدم ،
لا حق لك حتى في امتلاك الخاطرة ،
ورغم ذلك فلأنني من اهل الحياة ،
لن أفقد الأمل في البحث عن امرأة ثائرة ،
تعوضني عن خصائي ووحدتي ،
وشقائي بلحظاتي العابرة ،
وتلثمني ، بل تقبلني أمام العالمين ،
علهم يدركون ان لهم شفاها وقلبا منفطرا ،
الحب يا أيها الفراغ العظيم ، يا وطني ،
ليس كلاما وأغاني ونفاق الأيام والثواني ،
الحب ثورة تغسل القلوب الطاهرة ،
كأن نساء بني وطني كلهن مريم ،
ولا واحدة ترضى ان تسمى بالفاجرة ،
وكأن رجال بني وطني ،
قساوسة لكنهم يغتصبون القاصر ،
أريد امرأة من دم ولحم تشتهي زوجها ،
في فضاء أحلامي دوما ساهرة ،
ترقص على ايقاع الأنغام ،
تذهلني اذا غنت أفتح فاهي حائرا ،
لا حيرة ،لا دهشة ، لا غرابة أو استغراب ،
في نساء وطن يشبه حفرة غائرة ،
أريد امرأة من زمن الريح ،
أينك أيتها الريح الماطرة ،
هلا هطلت بنساء ،
اذا ارتوى الرجال بهن ضجت بالحياة الحاضرة ،
هنا موت وقحط وجماد وتصلب ،
كأن شرياني غدا مجرد فولاذ القاطرة ،
اريد امرأة متجبرة متسلطة بل وظالمة ،
هرمت من نساء كأنهن أشجار يابسة غير مثمرة .
18--2--13
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟