أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - موت حزب الاتحاد الاشتراكي














المزيد.....

موت حزب الاتحاد الاشتراكي


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 09:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


موت حزب الاتحاد الاشتراكي
********************
ان على اللعبة السياسية كشأن يرتكز أساسا على المدى البعيد ، وعلى استراتيجية مفتوحة بأهداف غير معلنة ، لكنها مدروسة بدقة ، وتعتمد على آليات تنفيذ ناعمة ، ان هي أرادت أن تنجح ، أن تحيل العمل السياسي الى رماد دون معاينة ظواهر الاحتراق ومظاهره . انها تقدم للمتتبع في نهاية المطاف رماد العدو ،دون أن تٌذرف عيني المتتبع دموعا على الجثة /الرماد .
وهذا ما ينطبق على حزب الاتحاد الاشتراكي كأول حزب انبنى على ايديولوجية واضحة بالمفهوم العلمي للايديولوجيا ،عكس الحزب الأم- حزب الاستقلال - الذي اعتمد على ميكانيزمات عاطفية أكثر منها ايديولوجية .
ان اعلان ما أطلقوا عليه "تيار أحمد الزيدي " ، قطع كل علاقاته التنظيمية والايديولوجية ،مع تيار الأمين العام الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي ،السيد ادريس لشكر ، بما في ذلك 25 برلمانيا ، يعد في حد ذاته رصاصة الرحمة التي أصابت هذا الحزب الذي ما زال يمثل في الذاكرة السياسية المغربية ، ذلك الحزب العتيد الذي راكم تجربة ريادية في النضال السياسي المعاصر بالمغرب ، والذي كان يعتبر الى حدود قبوله الدخول في اللعبة الحكومية سنة 1998 ، القاطرة العقلانية التي كانت تمنح قطار السياسة المغربية مشروعية الانطلاق نحو آفاق التجاذب السياسي الحداثي .
لقد نقل عن السيد محمد الأشعري الذي تقلد منصب الوزير في تجربتين حكوميتين ، وهو الشاعر والمثقف والسياسي النخبوي ، أنه قال " لقد غسلت يدي من الاتحاد الاشتراكي " وتتابع جريدة "أخبار اليوم " في حوار له قوله : ان هذا الحزب لم يعد موجودا أصلا " ، بصيغة النفي القطعي لاستمرارية حزب الاتحاد الاشتراكي ، بصيغته المنقحة والمعدلة بعد تجربة 1998 الحكومية .
ان خروج احد أهم مؤسسي حزب الاتحاد الاشتراكي ، وقبله حزب الاتحاد الوطني السيد محمد الحبابي ، بعيد تسلم السيد ادريس لشكر الأمانة العامة للحزب ، وقبله كان قد أعلن السيد علي بوعبيد ابن الزعيم الكاريزماتي عبد الرحيم بوعبيد ، عن انسحابه من قلعة الحزب المهترئة ، يعد بداية التصدعات الكبرى في جدار هذا الحزب التقدمي الحداثي ، كما يحب أعضاؤه وكوادره وصفه . وهنا لن نعود الى الانشقاقات الأولى التي عرفها الحزب غب قبوله اللامشروط الدخول في كواليس المخزنة بعد قيادته لحكومة 1998 ، حيث خرج منه نخبة من كوادره الشبابية وغيرهم ، تشكل من بعضهم حزبان ، ومنهم من اعتمد تقنية تجميد العضوية كالمشاغب محمد الكحص .
وبعد أن قام تيار أحمد الزايدي في هذا الانشقاق الأخير باعلان القطيعة النهائية يوم الاثنين 28--1--13 ، اثر اجتماع لجزء هام من القيادات الحزبية ، نكون أمام موت حقيقي لهذا الحزب الكبير ، برغم الاختلافات الجوهرية التي قد نختلف معه فيها بعد تجربة قيادته لحكومة 1998 ، وقبوله المخجل للاستمرار في حكومتين أخرتين بعد انتزاع رئاسة الحكومة منه رغم شرعية رئاسته ، حيث سيبرز الى الوجود مفهوم المنهجية الديمقراطية في القاموس السياسي المغربي المعاصر .
لم يبق اذن مجال للشك في كون هذا الحزب أصبح في خبر كان ، فاذا ما تم انسحاب 24 أو 25 من برلمانييه منه ، فلن يبق ممثلا في البرلمان الا ببضع نواب ، لن يكون بمقدورهم تشكيل فريق نيابي ، نظرا لافتقادهم العتبة القانونية لتشكيل فريق نيابي وهي في حدود 20عضوا كما هو منصوص عليه في القانون الداخلي للبرلمان المغربي .
كما أن انسحاب هذا العدد الكبير من البرلمانيين ، يجب أن يجعلنا نتساءل عن الكتلة الناخبة التي منحت أصواتها الى هؤلاء النواب ، تعاطفا أو تشاركا ، وهو ما سيجعل الحزب يفقد كتلة هامة من ناخبيه المفترضين ، الأمر الذي يبرز المدى المهول للفقر القاعدي الذي سيجد نفسه فيه حزب الاتحاد الاشتراكي ، اذ سيضاف الى أحزاب لا سند جماهيري لها ، كما هو شأن معظم الأحزاب المغربية .
فعلى أي أساس مرجعي ، وعلى أي قاعدة سيستند هذا الحزب بعد هذه الضربة القاصمة والقاسية في صيغته الراهنة ؟
انه حدث السنة الجديدة بامتياز ، وهو يعتبر بمثابة الارتدادات التي صاحبت تجربة المشاركة في حكومة 1998 دون سقف سياسي واضح ، ودون استراتيجية سياسية ناضجة ، ويعتبر أيضا من التأثيرات المباشرة لا نهيار تجربة ، كان من شأنها أن تمد التجربة السياسية المغربية بزخم سياسي خصب ، كما كانت قبل تجربة الحكومة الأولى ، وبالتالي انضاج تلك الحقول المتاخمة للعمل السياسي ، وخاصة منها الحقول الثقافية والفنية والاجتماعية .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا للغراب
- نضج الثورة المصرية
- أمطار الجحيم -20- رواية
- أمة جاوزت مدة حمل حلمها
- الفساد حالة طارئة
- ارحلوا عنا فقد تعبنا من مهازلكم
- أمطار الجحيم -19- رواية
- انتقام اليوطوبيا
- التفاحة لم ترث خطيئتها
- العاصفة والجعة -قصة طويلة
- اطار عام لقصيدة ما
- ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين
- دعاء التماسيح
- مزامير صامتة
- خايف ومش خايف
- أمطار الجحيم -18- رواية
- الديمقراطية الانسانية -3-
- النوم صحوالروح في روحها
- الديمقراطية الانسانية -2-
- استسلام لا بد منه


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - موت حزب الاتحاد الاشتراكي