أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - ارحلوا عنا فقد تعبنا من مهازلكم














المزيد.....

ارحلوا عنا فقد تعبنا من مهازلكم


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 02:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ليس هناك حكومة في عالم اليوم ، تباشر عملها داخل هذه الأجواء الاحترابية الموبوءة ، التي تشتغل ضمنها الحكومة المغربية الحالية ، ولم يمر في تاريخ الحكومات العالمية أن يصل الأمر بقطبي تجربة حكومية ما ، ما وصل اليه حزبان يعتبران من أعمدة حكومة بنكيران ، هما حزبي الاستقلال وحزب العدالة والتنمية ، حيث طفح الكيل بالمواطن المغربي من صراع يصل أحيانا الى صراع الديكة من نتف ونقر وعض وصراخ . والغريب في الأمر أن الحكومة مستمرة في أداء مهامها ، وكأن شيئا لا يحدث ولا يقع . وكأن الأمر يتعلق بصراع بين أقطاب حكومة في دولة أخرى وليس بين أمين عام حزب الاستقلال وأمين عام حزب العدالة والتنمية ، مع مناوشة عساكر هذا وذاك في الخرجات الاعلامية العشوائية .شيئ محير طبعا .
وقبل الوقوف على أهداف هذا الصراع ووظيفته السياسية ، دعونا نحاول التقاط ما تنضح به مداليل خطاب واشارات ورسائل السيد رئيس الحكومة ، الذي ما يزال يعلق بقاء معطفه برضى الملك وحكامته ، الى درجة أن الرجل أضجرنا بعدد المرات التي يلجأ فيها ، مهددا مرة ، ومتوعدا أخرى ، الى التشبث بأهداب الملك ، وقد كانت آخر خرجة له في هذا الشأن قبل ثلاثة أيام في اجتماع مستشاري حزبه ، حيث اعتبر أن قرار رحيله بيد الملك ، اذ قال بالحرف حسب ما ذكرته احدى الصحف " اذا قال لي الملك ارحل ،فسأرحل " وكأن الرجل مياوم في مزرعة الملك ، وليس منتخبا من قبل الشعب ، مع العلم ان مقتضيات حل الحكومة دستوريا معلومة للمشتغلين بالسياسة في المغرب ، من خلال نص الفصلين 42 و47 من دستور 2011 ، مما يربك جميع المتتبعين للشأن السياسي بالمغرب ، وكأن لا شيئ في هذه البلاد تغير ، مع العلم ان الدستور وثيقة قانونية وميثاق شرف بين الفرقاء السياسيين من جهة ، وبين جميع مكونات المجتمع .
فلماذا يلجأ السيد بنكيران الى هذا التكتيك الاحتمائي بالملك ؟ هل هوأمي قانونيا ودستوريا الى هذه الدرجة ؟ ،
لقراءة هذا المظهر السياسي المغربي الخالص ، يجب الغوص في تحليل هذا الهروب الى الأمام من قبل رئيس حكومة المغرب ....!!!!!!!!!!!!
والفصل الوحيد في الدستور الذي يتحدث عن امكانية شغور منصب رئيس الحكومة بشكل مباشر هو الفصل 47 ، الذي يحدد بوضوح السبب الذي يمكن من حلاله افراغ كرسي رئاسةالحكومة من صاحبه ،وهو استقالة رئيس الحكومة نفسه ، أما الفصل 42 الذي عوض الفصل 19 المشهور من الدساتير السابقة ، فهو نص ملغوم ، وعائم ، ومهيمن ، اذ يمكن حسب أحدالباحثين اعتباره دستورا قائم الذات ، وله أكثر من قراءة ، وفي ظل القراءة القانونية البحثة فاننا نكتفي بظاهر نص الفصل 47 من الدستور الجديد السلس والواضح ، وربما كان رئيس الحكومة يعتمد على العرف الساري به العمل في النظام المغربي الفريد من نوعه عالميا ، حسب مقال في جريدة الكترونية لم تذكر اسم كاتب المقال وهي "منتديات ستار تايمز " حيث بنى الباحث مجمل مقاله على دراسة للأستاذ مصطفى قلوش ، الذي حدد الفصل 42/19 ، بميزتين اثنتين ، ميزة تقليدية ،وميزة حديثة ، ومن خلالهما استخلص الباحث مجموعة من الاختصاصات والامتيازات التي منحها الملك لشخصه من خلال الفصل هذا الفصل ، ومن ضمن هذه الاختصاصات امكانية اقالة الحكومة واعفاء رئيس الحكومة تحت أي مبررات . لكن بعض الدارسين ذهبوا الى تشبث الملك بالمنهجية الديمقراطية التي منحت دستوريا للحزب الأول في الانتخابات حق تشكيل الحكومة . اذن فمن خلال هذه الاطلالة القصيرة على امكانية اقالة رئيس الحكومة ، يتبدى جليا أن الأمر صعب ، خاصة اذا استحضرنا الظروف السوسيوسياسية ، التي تتسم بتوترات اجتماعية وبصعوبات اقتصادية لا يمكن على اساسها احداث أي بلبلة سياسية من قبيل اقالة الحكومة أورئيسها من قبل الملك ،مما ينذر بادخال المغرب في توترات قد لا تحمد عقباها .
فلماذا اذن كل هذا الصراخ وهذا العويل والنحيب ،و لماذا هذا الخطاب الانهزامي الذي يتمسك به رئيس الحكومة ؟،مع العلم أن خطاب الانهزام يلزمه ضرورة تقديم الاستقالة فورا ، فالمغرب في أمس الحاجة اليوم الى قائد قوي وراسخ المبادئ وثابت المواقف ، وليس الى مشجب سريع الانكسار ، كما هو شأن رئيس الحكومة اليوم .
لكن القراءة السياسة العميقة لا تكتفي بقراءة سطح الخطاب بقدر ما تحفر في اعماقه وتستبطن اغواره ؟ لماذا يصر الأخوين العدوين على التناطح ، منذ تولي شباط أمانة حزب الاستقلال ؟
ان الأمر لا يعدو أن يكون وبكل بساطة سكيتشا مغربيا رديئا ، فجوهر النظام المغربي لا يسمح بهذا اللعب الصبياني الا في اطار الهاء المغاربة وتحريف انتباههم عن المشاكل الأساسية التي تتخبط فيها المملكة السعيدة ، والتي تمس جميع الحقول والمجالات الحكومية والسياسية والحزبية والمؤسساتية .
فمؤسسة القضاء تشهد حسب التقارير اليومية تدهورا ملحوظا ، كما ان ملفات الفساد أصبحت تفوح روائحها من كل الجنبات والادارات المغربية ، مؤسسة الشرطة والقوات المساعدة والجيش لا تعرف الا لغة القمع المباشر ، بما في ذلك قمع ممثلي الشعب أنفسهم ، وحالة عبد الصمد الادريسي لم تعرف حلها المؤسساتي بعد . ومؤشر البطالة في استفحال مضطرد ، كما أن غلاء اسعار جميع المنتوجات أصبح شغل المواطنين الشاغل ، وتجميد أجور العمال البسطاء والموظفين الصغار لم يعرف أي حركة منذ سنين . انها الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المهزلة الهزلية التي يقودها قطبي الحكومة في شخص أميني عام حزبي الاستقلال والعدالةوالتنمية .
لهذا اقول بكل هدوء ارحلوا عنا ، لقد تعبنا من مهازلكم .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمطار الجحيم -19- رواية
- انتقام اليوطوبيا
- التفاحة لم ترث خطيئتها
- العاصفة والجعة -قصة طويلة
- اطار عام لقصيدة ما
- ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين
- دعاء التماسيح
- مزامير صامتة
- خايف ومش خايف
- أمطار الجحيم -18- رواية
- الديمقراطية الانسانية -3-
- النوم صحوالروح في روحها
- الديمقراطية الانسانية -2-
- استسلام لا بد منه
- الديمقراطية الانسانية
- خطاب الانهزام ملامحا ولغة
- طين جا.........طين جا
- النظام المغربي وواقع السياسة
- عصر الشعوب مرة أخرى
- السنة الماضية _1_


المزيد.....




- -أكسيوس-: الولايات المتحدة قد توقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل ...
- طهران تؤكد على تطوير علاقاتها مع روسيا في مختلف المجالات
- الخارجية المصرية: لا يمكن أن تستمر الانتهاكات الإسرائيلية دو ...
- المغرب.. ارتفاع جديد في حصيلة ضحايا التسمم الغذائي بمراكش
- رويترز: مدير الـ -سي آي إيه- يزور إسرائيل الأربعاء
- كيم جونغ أون يهنئ الرئيس بوتين بمناسبة تنصيبه رئيسا لروسيا ل ...
- الخارجية الأمريكية توافق على بيع معدات تحديث صواريخ للإمارات ...
- بعد تعليقها لساعات.. استئناف حركة الملاحة في مضيق البوسفور
- قوات كييف تستهدف مستودعا للنفط في لوغانسك بصواريخ -ATACMS- ا ...
- مصدر مصري: تم إبلاغ إسرائيل بخطورة التصعيد وجاهزية مصر للتعا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - ارحلوا عنا فقد تعبنا من مهازلكم