أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - السنة الماضية _1_














المزيد.....

السنة الماضية _1_


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 05:42
المحور: الادب والفن
    


مرت سنة ، وحلت أخرى ولم أذهب الى أي مكان ، مر الزمن وبقيت أنا ثابتا ، لكنني لست مكانا / حِرت في ماهيتي ، اذا لم أكن من ماهية الزمن ، حيث لم أتحسس أي تغيير على مستويات استمرارية زمنيتي ، عكس السنة التي مضت بكليتها ، بأحداثها وتحولاتها ، بدمها المراق ، وبعواصفها الباردة ، بزلازلها الطبيعية والاجتماعية ، بتصاعد أبخرة الحقد العدمي الذي يلبس تارة عمامة الدين وأخرى نظارة العلم ، وثالثة صكوك الديمقراطية ورابعة فهلوة العلمانية ، والانسان ،انا الانسان لا أتابع غير طحيني الذي تذروه رياح التعصب الدونكيشوتي ، باسم أسماء تخجل من حشر صفاتها ونعوتها في معارك لا يكون فيها غير البؤساء والفقراء والمحرومون هم ضحايا تجار القيم والمبادئ والأحلام ...
ذهبت سنة ، والسنة ليست رقما اضافيا كما يتوهم ذوو النوايا الطيبة ، وان كان يصعب في هذا الزمن أن تجد من يحتوي على نية طيبة ، السنة هي مجموع رزنامة أيام تبلغ 365 يوما ، كل يوم تبلغ عدد ساعاته 24 ساعة ، وكل ساعة تتجزأ الى ستين دقيقة ، وكل دقيقة تتفتت الى ستين ثانية ، والى اجزاء لا متناهية من الثواني ، وما الى ذلك من البرهات واللحظات التي قد تتأسس فيها نظرية ما ، تهز الكون لعقود ، اذ لم يبق أمل لأي نظرية أن تصمد لقرون ...
انتهت سنة ، والعرب قوامون على الحروب والنعرات ،أشداء على أنفسهم ، رحماء ولطفاء بأعدائهم ، يحتفلون بكرنفالات دموية من أقصى الشام الى أدنى المغرب ، من أجل برميل نفط او كرسي حكم ، وما الحكم الا للمعتوهين هنا ، أما هناك وهنالك ، فالحكم لذوي الرشد والقدرة على تمتيع الشعوب بالسلام والرخاء ، والا ، فان الأزمة التي تعصف بالغرب ، لو كانت أصابتنا نسبة خمسها ، لتفتتنا الى دويلات ، كل حي مستقل عن الحي الآخر ، وكل منزل له علمه وشعاره ونشيده الوطني ...
انقضت سنة ، ولا تغيير في الأجواء الا الى الأسوأ ، فالانقياد للغرائز يأتي بنتائج بسوسية لاترى الا النقع ولا تسمع غير النواح ،وحين تسأل عن العقل ، يفصلونه على مقاس النص ، المتن هو الأساس والمعنى حالة شاذة ، ولا عنوان للهوامش ، فالهوامش قد تحصر فيض النص اليابس ، اذ نحن نفيض يبوسة وثباتا ، ونشمئز من الانسياب والسليقة والرشح ، الحجر هو النموذج المتأصل في لا وعينا ، مهما لبسنا من حرير ودمقس وكتان وكشمير ، أو أفخر الأثواب المستوردة من أرقى بوتيكات باريس ولندن وروما .الحجر هو أصلنا ،اسأل واقع الشعر قبل واقع السياسة ، وواقع الفن قبل واقع الاقتصاد ، واقع العلاقات قبل واقع الانغلاقات .
بئر ينضح نارا ، فلا نشرب غير الحميم ،
وشارع يعج انفجارا ، كأن القدر أنين ،
وفقر يمشي افتخارا ،
كأن العوز هو الصميم ،
وأرض تفيض أنهارا ،
لكننا لانسبح في غير الجحيم ..........
ولت سنة ،عليها ما عليها ،وليس لها الا صحوة ترى بصيصها البعيد ،تنتظره بفارغ صبرك الأيوبي ، لكنه لا يبشر في المدى القريب الا بالانكسار الذي يعقبه انكسار ، لصوص يحكمون والجرائم واضحة ،بينة ، صريحة ، مثبتة ، معلومة ، يُسجن المظلوم والبريئ ، يعدم صاحب الحق ، بأمر من المجرم المعلوم ، ويؤبد على كرسي الحكم ، فأمة الأنبياء ، لايبعث لها الا الأنبياء ،والبقية رعية ترعى في مراعي الجفاف والقحط والعجف ، من طنجة الى النجف .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلماني والمواطن وحقوق الانسان
- نقاش مع وزير الخارجية الروسي
- الشعرية المبكرة -شارل بودلير-2-
- الدولة الانشائية
- أمطار الجحيم -رواية-16-
- الشعرية المبكرة -1-
- بارمينديس يتهجى أفكاره
- الفيتو الأمريكي والصمت العربي
- تعزية لا شماتة
- الشريعة أم السياسة-3-
- النفاق أو لغة الكون
- العرب والانقسام الأزلي
- شهود لا متأثرون
- الشريعة أم السياسة_2_
- في مفهوم التواضع
- اعدام شاعر
- الجزء 12 من رواية -أمطار الجحيم
- الشريعة أم السياسة...
- الشعوب وما أدراك ما الشعوب
- الشعر والدين ، وتجاوز المتن القديم _1_


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - السنة الماضية _1_