أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - الشعرية المبكرة -1-














المزيد.....

الشعرية المبكرة -1-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


الشعرية المبكرة -1-
**************

الشعر لا عمر له ، والمبدع الحقيقي ،يولد مبدعا ناضجا ،قبل سن أو مرحلة ما أجمع عليه النقاد ،بسن النضج والصقل ،فالموهبة شأن اسثنائي لا علاقة له بتحديدات مدرسية أو أكاديمية أو منهجية .
وللتدليل على ذلك تم اختيار ثلاث شعراء من كبار شعراء بلدانهم ،بل هم من كبار شعراء التاريخ الانساني لما خلفوه من ابداع استثنائي ،وما تركوه من أثر على حركة الشعر الانساني ، برغم اختلاف بيئاتهم وثقافتهم ومحفزاتهم . لكل شاعر لغة مختلفة ،وظروف نشأة لا تتشابه اطلاقا ، لكنهم يشتركون في عامل التجديد ،وفي سمة التأثير ، وفي رحلة العمر القصيرة . ولعل عمرهم القصير هو مركز السؤال ومحوره الذي يفجر أسئلة ابستيمية ونفسية واجتماعية ، ويفرض علينا ربط الشعر بالوجود كوعي انساني يعصف بمجموعة من الشروط والتحديدات الأكاديمية التي أصبحت مجرد كتابات تقليدية ، لا تعكس حقيقة الابداعية والقدرة على تحقيق نوع من العطاء الذي يتجاوز مراحل العمر كلحظات محددة لنضج الرؤية الشعرية والرؤية الانسانية باعتبارهما انبثاقا انسانيا قبل أن يكون تراكمات حقبية .
ا وهذا ما يجعلنا نبحث في الشعر على اعتباره حالة وجودية قبل أن يكون حالة شخصية أو مزاجا شخصيا . وبما أنه كذلك ،فقد تعددت تعريفاته ، الى درجة التعارض والتناقض أحيانا ، فهناك من يقف عند عتبة الشكل وهناك من يتجاوزه الى ضفاف المعنى والاستعارة والرمز ، وهناك من يتجاوز ذلك الى مراتب أرقى كالحدس والرؤيا . وفي كل ذلك يثبت الشعر أنه كائن عصي على التحديد والمحاصرة ، وفوق التقعيد والمنهجة .فمن كان الشعر هويته ، صار الشعر هو الشاعر ، وأصبحت الحياة قصيدة شعرية لا نهاية لها ، ولا حدود تحدها. فيصبح معيار السن معيارا متجاوزا ، لا قيمة له ، ويصبح التراكم الشعري مجرد ثقل قد لا يضيف شيئا الى تجربة الشاعر ، فبالأحرى الى قيمة الشعر وماهيته .

وباعتبار الشعر حالة وجودية ، نكون أمام انفتاح لا سبيل الى سبر كل متاهاته وعتماته ، ليمتزج الشعر بالحياة بكل دقائقها ومجملاتها ، وبكل بياضها وسوادها وجميع الألوان التي تتخلل طرفي النقيض .
هكذا يصبح الشعر عالما قد يدخله الانسان في سن مبكرة ، وقد يبدع فيها في وقت قصير ما يعجز عنه المعمرون.
ومن كان الشعر هويته ، صار عامل الزمن والعمر عاملان ثانويان ، لا أهمية لهما ، فحين يمتزج الانسان بالحياة ، ويلمس قشرتها الهلامية ، يصبح الوجود شأنا باطنيا ومحايثا للوعي الانساني ، خاصة وأن هذا الوعي ق تفجر في سن مبكرة . اننا أمام حالة انسانية استثنائية ، والاستثناء لا يقاس عليه كما يقول المناطقة العقلانيون .
أن يصبح الشعر حالة وجودية ، تتلبس الأحوال الشخصية وتنصهر بها ، فذاك ما لا يؤتاه الا قلة قليلة من النوابغ الذين يعدون على راس الأصابع ، برغم هذا الكم الهائل من الشعراء الذين عبروا جسر الحياة بكل اطمئنان وهدوء ، عكس ما من وقع الاختيار عليهم ، وهم على التوالي : شارل بودلير ، وماياكوفسكي والشاعر العربي أبو القاسم الشابي.



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بارمينديس يتهجى أفكاره
- الفيتو الأمريكي والصمت العربي
- تعزية لا شماتة
- الشريعة أم السياسة-3-
- النفاق أو لغة الكون
- العرب والانقسام الأزلي
- شهود لا متأثرون
- الشريعة أم السياسة_2_
- في مفهوم التواضع
- اعدام شاعر
- الجزء 12 من رواية -أمطار الجحيم
- الشريعة أم السياسة...
- الشعوب وما أدراك ما الشعوب
- الشعر والدين ، وتجاوز المتن القديم _1_
- من المسؤول...؟
- طريق أبيض
- بنية- نظام المخزن - بالمغرب
- الشوهة
- أغاني العربي
- دروس حرب الأسبوع


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - الشعرية المبكرة -1-