أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد الصلعي - دروس حرب الأسبوع














المزيد.....

دروس حرب الأسبوع


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 12:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


دروس حرب الأسبوع
_______________

لأول مرة في تاريخ الحروب الاسرائيلية في المنطقة تهرع القيادة الاسرائيلية والأمريكية الى استجداء الهدنة من العرب . ولأول مرة تدخل اسرائيل حربا وهي مخطئة كليا في حساباتها ، ولأول مرة تنكشف عورة الداعمين الغربيين بكل عماء للعدوان الاسرائيلي على كيان عربي .ولأول مرة تحس الشعوب العربية أنها فعلا في قلب الصراع الفلسطيني العربي الاسرائيلي ، بعد ان فرضت على ممثليها _قادتها_ نوعا من الهجوم المخفف على السياسات الاسرائيلية الرعناء ، وبذلك تكون قد رفعت بطريقة غير مباشرة عصيانا مرنا ضد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وأذيالها الغربيين .
هذه هي العناوين الكبرى التي يمكن استخلاصها من حرب الأسبوع، بعد فشل اقرار الهدنة الذي كان مقررا قبل أكثر من عشر ساعات . ولعل اسرائيل أدركت حجم الخسارة التي تكبدتها في عدوانها ،وها هي تحاول حصد بعض المكاسب على حساب المدنيين الأبرياء ، وخاصة أطفال غزة العزة ،فما عجزت عنه ضد المنظمات الفلسطينية المسلحة الأبية ،تحاول تعويضه عبر قصف جنوني على كل مظاهر الحياة المدنية ، بل اخذت تقصف مقرات وسائل الاعلام الدولية ،والمنشآت السكنية ، والمقرات الأمنية ، والأحياء الشعبية . انه الافلاس الأخلاقي والانساني الذي باتت تجسده اسرائيل كممثل وحيد له في العالم المعاصر .
اسرائيل خارج التاريخ ، وهذا ما تؤكده تخبطات القيادة الاسرائيلية ، فكل ترتيباتها الأمنية وأطماعها التوسعية ، وعشقها للهيمنة على مجمل الأنظمة العربية ، تراها استراتيجيات كبرى وقد تحولت الى أضغاث أحلام .
وفي قلب هذه التحولات تبدو تشققات واضحة في جدار السياسة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، وهي ارتدادات طبيعية بفعل ما يعرفه النظام العالمي من تحولات هيكلية وتغيرات جيوستراتيجية ، يلعب فيها ترحيل الثقل الاقتصادي الى الجهة الشرقية في دول جنوب شرق آسيا الذي يضم روسيا دورا حاسما. يضاف الى هذه التحولات ما أحدثته الثورات الشعبية العربية من ابدال في أولويات واهتمامات الأنظمة العربية ،التي باتت تتوجس من تقلبات مزاجية قد تعصف بها وبمصالحها الى الأبد . خاصة وهي تدرك مدى عمق الأخطاء التي اخطأتها في حق الشعوب العربية وفي حق تطلعاتها وحرياتها وكرامتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها .
فالقضية اذن وان كان مركزها مساحة أرضية لا تتجاوز 360كلم ، فهي تمتد الى جميع رقعة الدول العربية الجغرافية،وتحفر في عمق التاريخ القريب للحضارة العربية ، وتسافر في مستقبل الحلم العربي . كما تنفتح على مجمل العلاقات الدولية ، متشابكة مع تضارب المصالح المختلفة لدول تتصارع من أجل اثبات الذات وتأكيد الوجود كايران مثلا .
ففي ظل هذه الشبكة المعقدة من خيوط اللعبة الأممية ، يستحيل على اسرائيل من الآن فصاعدا أن تفرض شروطها ،كما كان يحدث قبل الثورات الشعبية العربية ، فقراءة عميقة لأدوات اللعب المستجدة على أكثر من صعيد ،تحتم استبدالا جذريا لجميع الرهانات القديمة ،خاصة اذا أدركنا أن التاريخ حين يفرض شروطه الموضوعية ، فان كل الشروط الذاتية تصبح بالضرورة خاضعة له .
ولو كان العرب يتقنون فن اللعب السياسي ، لاستفادوا كثيرا من هذه التحولات الكونية التي يشاركون فيها بفاعلية كبرى ،لكن بدون ارادة واعية ومدركة ، ولاستطاعوا أن يبرزوا كقوة دولية ، ليس بمعنى القوة العسكرية لكن بما يشكلونه من جزء هام في الجسد الدولي ،الذي يمكن تشبيهه بمثابة القلب بالنسبة للقلب الانساني .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر في سحب الحب
- للورد أن يقرأ ....عطره
- ميزانية القصر وروح العصر
- مزامير الجمر
- هل عادت الطيور الى أعشاشها ؟
- المثقف العربي وفراغ الانسان
- الأنظمة المتجاوزة
- لغزة اسم الله
- حين يكون الكاتب أكبر غائب
- توضيح هام لامرأة مغرورة
- هوامش أولية في جينيالوجيا الكتابة
- أنت تعدد النساء
- الشعر والشاعر
- الشريعة الاسلامية والهوية الضائعة
- قدر نائم...
- الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية
- التربية السياسية والمجتمع الناضج
- عبد الله العروي وانكشاف المثقف اليساري
- هذا فراق بيني وبينك
- سوريا وخروج اللعبة من يد النظام


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد الصلعي - دروس حرب الأسبوع