سوريا وخروج اللعبة من يد النظام

خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 01:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

سوريا وخروج اللعبة من يد النظام
************************
منذ البداية ، اوضحت موقفي مما يجري في سوريا الغالية ، وكل شبر من الوطن العربي أغلى عند كل عربي حر وشريف .
لكن ما يؤلمني الآن هو هذا التصريح الغبي من رئيس الديبلوماسية الروسية السيد لافروف ، وهو ينبه الغرب ، وليس العرب ؛ سواء ثوارا أو دولا وأنظمة ، من كون خروج واستبعاد الرئيس بشار الأسد من السلطة ، يعني مزيدا من أنهار الدم ، وهو ما دعمه رئيس الاركان الحربية الروسية .
والقراءة واضحة لا تحتاج الى لبس ، فالمنحى الشوفيني لتصريحه لا يحتاج الى تدقيق ، وربط شخص الرئيس بمصير بلد في هذا التصريح لاغبار عليه ، فهو لم يتحدث عن النظام ، بل تحدث عن الرئيس اسما وصفة ، مما يعني أن النظام نفسه لا يعني روسيا ، بقدر ما يعنيها شخص بعينه ، والا فان أنهار الدم ستزيد جريانا .
هو تهديد صريح ، وقد يقبل التهديد في حالة الدفاع عن قضية عادلة ، وقد نجد له أكثر من مسوغ ، لكن التهديد في قضية باطلة وساقطة ، لايعني الا بلطجة دولية ، وتشبيحا أمميا ، لايمكن القبول به في ظل ما تعرفه الشعوب العربية من غيلان وانفجار للمطالبة بحقوقها واستعادة جزء من كرامة الانسان وجزء من حريته .
قبل أيام سمعنا في الكويت عبارة يندى لها الجميع ، المس بالذات الأميرية ، وهو مصطلح غريب ودخيل على الثقافة العربية ، بيد ان هذه الذات كان لها ثمن هو عشرة آلاف دينار ، تم على اثرها الافراج عن المعارض الكويتي مسلم البراك .فكم هو ثمن بشار يا ترى ؟ هل هو مصير سوريا كله كما عبر عن ذلك لا فروف ، ورئيس الاركان الحربية لروسيا ؟ .
وها نحن نتابع تدخل الضين الديبلوماسي لأول مرة في قضية سوريا عبر اقترح مجموعة من الشروط من أجل حل القضية . وهو تدخل لا يعني الا شيئا واحدا ، هو أن دور روسيا بدأ يحتجب فيما خص القضية السورية ، وقد وصلت الى الباب المسدود من خلال التصريح الأخير لرأس ديبلوماسيتها .
ان تقليص الشروط لانهاء النزاع والاقتتال البيني في سوريا تقلص الى البحث عن منفذ ، لو كان تبناه المنتظم الدولي منذ البداية ، وقبلهم اطراف النزاع السوري ، لما كان الأمر قد وصل حد تدمير أعرق حصارة عربية ، وهو عقد مفاوضات بين المعارضة والنظام ، وتبني اصلاحات عملية ، واحداث تغييرات في بنية النظام . وهي أمور لا تحتاج الى مال او تنازلات كبيرة أو تخلي عن السلطة ، لكن العقل العربي جبل على العناد السلبي ، وعلى مفاهيم منتفخة سرعان ما تفشها وقائع نبض المجتمعات العربية .
والان لم يبق للنظام السوري من فعل او رد فعل ، بل اصبح أمر سوريا بين أيدي روسيا والصين وايران ، فحتى سحنات بشار الأسد وهو يستقبل مختلف الوفود يبدو عليها سحنات رجل ضعيف خاسر وخائف . وهو ما يعني ان انهيارا نفسيا ضخما أصاب راس النظام السوري ، مما يستدعي تدخلا عفويا وان مرضيا من قبل الآخرين ، كما جاء على لسان رمزين من رموز النظام الروسي .

#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل