أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - حين يكون الكاتب أكبر غائب














المزيد.....

حين يكون الكاتب أكبر غائب


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


حين يكون الكاتب أكبر غائب
_____________________

الكاتب هو ذلك الكائن المفتون بتفكيك المعنى ، بخلخلة ما تراكم من مواضعات صلبة خشنة ، هو ذلك الباحث بنهم عن الجديد الممهور بروح العصر وبنبض المتغيرات الكونية ، المستشرف للآفاق الممدودة في الزمان والمكان ،المغلوقة بارادة الظلام القابع في جوهر سدنة أوصياء ، لا ترى الا مانرى ، ولا تخطو الا القهقرى .
هل استنفذ العالم معناه ؟
سؤال ضخم ينهض بعفويته الفطرية عندما نتساءل ، هل استوعب القدماء كل امكانات الجمالية وكل مخزونات الفن ولم يبق للاحقين أي هامش للاضافة ؟ ولتوسيع السؤال على الراهن ،هل الحقيقة ودروبها المتعددة في ملكية أحد أو مجموعة ممن نصبوا أنفسهم ادعاء واستيلاء ،حراس المعنى والدلالة والشكل ؟
دعونا نجيب بالايجاب ، ونقرهم على وصايتهم ، أما السؤال الأول فاجابته محسومة ،لنناقشهم بكل حب وود ونسألهم ، فأين فواكه أشجاركم ؟ وأين هم تلاميذكم ؟ وما هي الملامح الانسانية والحضارية التي بوأتم بها العرب أدبا وثقافة وسياسة مكانتها التي يتباكى عليها الجميع ؟
في انتظار الجواب سنظل صامتين .
ولنبدأ من عتبة الموضوع الأولى ، كي نصعد ما توالى من عتبات بكل هدوء وتؤدة ، لا ننكر أن مرحلة الستينيات والسبيعينيات ،قدمت للأدب العربي وللفكر العربي ارهاصات لابأس بها ، نحترمها ونجلها ، لكنها كانت ارهاصات أولى توقف أصحابها لسبب أو آخر عند نشوة ابداعها الجنيني ، ثم مالبث العرب أن جلسوا عليها يمزقونها اربا بالمدح والتطبيل ،أوبالقدح والتنكيل ، كل من مشربه ينهل لوحده ،الى أن جف النبع ويبس الضرع ، وكانت سرعة العودة الى القبر صاعقة لملَك الموت .
وهذا ليس قضاء وقدرا ،بل هو بفعل فاعل عاقل وفي كامل قواه العقلية ، وفجأة اختفى الكاتب المبدع المكتشف المحرك والدافع ، واستأسدت القطط في معركة كبرى هي معركة الوجود الجمعي .
مات الكاتب ،وليس موت الكاتب كما قعد لذلك رولان بارت مستفيذا بذكاء العباقرة من ارهاصات من قبله. مات الكاتب هنا تعني موته السريري ، فلا هو غائب غيابا فيزيقا ،ولا هو حاضر حضورا دلاليا ، وانما هو نوع من الوجود المعلق الى حين .

ومات الكاتب يعني أن القارئ أيضا ميت ،وهو مايشهد به واقعنا العربي ، عكس ما تشهده جميع الأمم الحية حقيقة . وحين يموت الكاتب ويغيب ويتبعه ضرورة موت القارئ ، يعلن الدود عن موسم الرقص على جثث الموتى .
لم يكن لغياب الكاتب الا أن يفسح المجال كله ، للثغثغة والميوعة والانحدار، في تواطؤ صريح وغير ضمني مع سلطة الاكراه التي تربعت على أنفاس القارئ ، فالقارئ يحس بطغيان الديكتاتورية والتسلط أكثر مما يحس به الكاتب . والسبب ،أن الكاتب له قدرة على تفكيك نسق سلطة الاكراه وبنيتها ، وتجاوزها ، متكا على مبدأ كل مُدرك متجاوز ،بينما القارئ ينتظر من يقدم له العون في فهم واقعه المتكلس .
وحين ييبس المعنى تيبس الحياة ، والكاتب وحده من بقدرته تليين صدأ الوجود ،وجعل الحياة أكثر مرونة .
فبغير الكاتب لايمكن تفكيك طلاسم الواقع المكلكلة ، وبغيره هناك استحالة مستقرة على اعادة تشكيل الواقع برؤية جمالية ،وبرؤيا قد تلامس النبوءة .
الكاتب الحق هو هذا المزيج من العقل والروح والعاطفة والجسد ، كل أقنوم يصب في الآخر ،وكل مكون يندمغ في باقي المكونات ،كي يتم تعصير روح الدلالة والمعنى لنشربها على نخب الحياة .
غياب الكاتب يعني حضور الفوضى ، سيادة الموت ، لاوجود الانسان ،الغاء الوجود.



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح هام لامرأة مغرورة
- هوامش أولية في جينيالوجيا الكتابة
- أنت تعدد النساء
- الشعر والشاعر
- الشريعة الاسلامية والهوية الضائعة
- قدر نائم...
- الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية
- التربية السياسية والمجتمع الناضج
- عبد الله العروي وانكشاف المثقف اليساري
- هذا فراق بيني وبينك
- سوريا وخروج اللعبة من يد النظام


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - حين يكون الكاتب أكبر غائب