أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - الشريعة أم السياسة...














المزيد.....

الشريعة أم السياسة...


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشريعة أم السياسة_1_
______________________

لست ضد الغنوشي ، ولا ضد اي تيار كيفما كان ، لكني طبعا ضد الواحدية الدنيوية ، ضد محاولة استنساخ الواحدية الالهية فوق أرض الانسان ، والغنوشي حين يحلم بهيمنة الاسلاميين ، يفتقر الى الحس النقدي المعرفي ، فلو كان صاغ حلمه بلغة أعم ، وأسند الهيمنة للمصدر والمرجع ، لكان لي معه خطاب آخر . لكنه أخطأ منهجيا في اسناد الهيمنة للاسلاميين ، تماما كما فعل قبل سنة شيخنا المغربي محمد الفيزازي حين أعلن بلغة الغائية واقصائية أنه دورهم_السلفيين - ولا بد لهم من قيادة المجتمع ، لأنهم لايمكن أن يتساهلوا في تعويض أيام السجن . وكأن الشيخ التونسي أيضا يريد تعويضا عن أيام المنفى في فنادق خمسة نجوم . لتطفو العقد النفسية الانسانية التي لاتميز بين اسلامي وعلماني ، أو بين مسلم وبوذي .
مع الوطن للجميع وضد الوطن لطائفة بذاتها ، مع لغة التشارك وضد لغة الهيمنة ، وهذا ما أسقط الشيخ راشد في مطب اللغة ، واللغة مخاتلة بطبيعتها كما يؤكد ذلك مرارا المفكر علي حرب ، لتنكشف أعماق الدواخل ، فالرجل يتكلم عن الهيمنة ، ولا يتكلم عن القيادة أو التدبير أو التسيير ، انها الهيمنة بكل مداليل الانقياد والتبعية والاستحواذ .
عندما كتب المفكر علي حرب مداخلته وهو ينتقد سلبيا التجربة التونسية ، وصعود الاسلاميين عبر صناديق الاقتراع ، دافعت عن التجربة الديمقراطية التونسية الفتية ، وكنت من المناصرين لتجربة الاسلاميين في الحكم ، كي نعايش طرائق تدبيرهم وحكمهم وسلطانهم عن كثب ، دون الارتهان الى تجارب السودان البعيدة عنا ، والتي لم تكن تصلنا الا أصداء باهتة عنها ، بين مشايع أعمى ، وبين رافض أشد عماء ،ودون الاقتداء باسلام الامارات الطائفية البترولية ، وكتبت مقالا ارد فيه على الدكتور علي حرب مدافعا عن عتبات الديمقراطية العربية ، وعن حلم التناوب والتدافع السياسي العاقل والراشد .
لا يمكن أن نصادر ارادة شعب واختياره من منطلقات اسقاطية وقياسية ، لا بد من الحكم على الشيئ في فعله وتفاعله ، في تجربته الواقعية ، الممارسة غير النظرية ، والحكم انطلاقا من خلفيات جاهزة يفرق عن الحكم انطلاقا من واقع معيش .
يبدو ان الاسلاميين كانوا متلهفين عطشين ، فطفوا فوق خارطة الفعل السياسي العربي بكل الهيجان والسوْرة ، وحالما انكشفت خططهم وأهدافهم ، في أقصى المغرب ، الى مصب النيل ، أخذتهم العزة بالحكم ، فمن كان ضد الديمقراطية ويعدها مروقا ،أصبح من دعاتها وحماتها _الفيزازي_ ،ومن صعد على أكتافها تولى مهمة اقبارها _الاخوان _ ومن أشاد بها كأسلوب لتدبير شؤون الناس استثمرها للانقلاب عليها لقطع الطريق أمام الآخرين _النهضة_ ، فوقع الفساد والافساد بين حدود الشريعة وحدود السياسة ،كأننا مجبرين على العودة الى نفس ما انطلقت منه الدولة العربية ،سواء على يد الأمويين ،حيث مناورة الأمويين باعتمادهم رفع القرآن ، فكانت بداية الملك العضد ،أو مع العباسيين الذين اعتمدوا فقهاء ضعاف سوغوا لهم ما يحلو من فتاوى وأحكام تمكن لهم في الأرض كما يرى ابن قيم ،في كتابه مجموع الفتاوى .
والسبب في ذلك أنَّ الذين انتسبوا إلى الشرع قصَّروا في معرفة السنة، فصارت أمور كثيرة؛ إذا حكموا ضيعوا الحقوق، وعطلوا الحدود، حتَّى تسفك الدماء، وتؤخذ الأموال، وتستباح المحرمات، والذين انتسبوا إلى السياسة صاروا يسوسون بنوعٍ من الرأي من غير اعتصام بالكتاب والسنة،......، ويتحرَّى العدل، وكثير منهم يحكمون بالهوى، ويحابون القوي ومَن يرشوهم، ونحو ذلك».
ألا يعبر هذا النص دون أن نضطر الى تعديله أو تحسينه حسب أهوائنا ، عن حقيقة ما تعيشه الأمة العربية اليوم من تصدعات كبرى على مستوى تدبير الشأن العام ؟ انه نص نفاذ ينفذ الينا بعد ما يقرب ثمانية قرون من كتابته ،ويصف حالنا وحال سياسيينا وفقهائنا بكل دقة وتجرد ,
والسؤال الذي نطرحه على المنادين بتطبيق الشريعة ، ما المقصود بالشريعة عندكم ؟، وكيف ستطبقونها ؟، وعلى من سيتم تطبيقها ؟ وعلى أي أساس ستطبقونها ؟بل ما هي الشرعية والمشروعية التي تستندون اليها للدعوة الى تطبيقها ؟ وهل راعيتم الفروق الزمكانية ، وهي من لوازم الشريعة ؟ حدثوا الناس بما يعرفون ،أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟ حديث شريف ، وجاء عن علي بن أبي طالب قوله "ربوا ابنائكم غير تربيتكم فإنهم ولدوا في زمان غير زمانكم " وهو ما يتجاور مع قول عمر بن الخطاب : لاتجبروا أبناءكم على عاداتكم ،فانهم ولدوا في زمن غير زمانكم " .
لن ندخل في فلسفة الأثرين والحديث الشريف ، لأنها تلزمنا تفكيك تفاصيلها ودقائقها ، وحسبنا ،أن نستأنس بما قاله ابن قيم الجوزي في هذا الشأن :"
"هذا موضع مزلة أقدام، ومضلة أفهام، وهو مقام ضَنْك، ومعترك صعب، فَرَّطَ فيه طائفة فعطَّلوا الحدود، وضيَّعوا الحقوق، وجرَّأوا أهل الفجور على الفساد، وجعلوا الشريعة قاصرةً لا تقوم بمصالح العباد، وسَدُّوا على أنفسهم طرقًا صحيحةً من الطرق التي يعرف بها المُحِقَّ من المُبطِلِ، وعطلوها مع علمهم وعلم الناس بها أنَّها أدلة حقٍّ، ظَنًّا منهم مُنَافاتها لقواعد الشرع."
كم نحن بحاجة الى مفكرين من قبل المبدع المجدد محمد اقبال وهو يفصل في ضرورة تجديد الفكر الديني .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب وما أدراك ما الشعوب
- الشعر والدين ، وتجاوز المتن القديم _1_
- من المسؤول...؟
- طريق أبيض
- بنية- نظام المخزن - بالمغرب
- الشوهة
- أغاني العربي
- دروس حرب الأسبوع
- سفر في سحب الحب
- للورد أن يقرأ ....عطره
- ميزانية القصر وروح العصر
- مزامير الجمر
- هل عادت الطيور الى أعشاشها ؟
- المثقف العربي وفراغ الانسان
- الأنظمة المتجاوزة
- لغزة اسم الله
- حين يكون الكاتب أكبر غائب
- توضيح هام لامرأة مغرورة
- هوامش أولية في جينيالوجيا الكتابة
- أنت تعدد النساء


المزيد.....




- الإمارات ردا على قرار السودان بقطع العلاقات معها: -سلطة بورت ...
- هيئة البث الاسرائيلية: إصابة 3 جنود في معارك جنوب قطاع غزة ب ...
- محاولات يامال وتصديات سومر وهدف أتشيربي القاتل يلخصون ملحمة ...
- تنديد أممي وأوروبي بتوسيع الهجوم على غزة وحظر دخول المساعدات ...
- اليمن.. -أنصار الله- تعلن استهداف مطار رامون الإسرائيلي وحام ...
- نتنياهو في أول تصريح له بعد القرار الأمريكي بشأن الحوثيين: إ ...
- استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في مطار موسكو
- اتفاق مصري يوناني بشأن فلسطين وإسرائيل
- 50 شركة ألمانية تحيي ذكرى جرائم النازية وتقر بمشاركتها في ال ...
- رهانات ماكرون باستقبال الشرع؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - الشريعة أم السياسة...