أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - بنية- نظام المخزن - بالمغرب














المزيد.....

بنية- نظام المخزن - بالمغرب


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أصبح نظام المخزن في المغرب يشير قدحيا الى نظام عتيق تعود أصوله الى بداية القرن السادس عشر ، مع دولة السعديين . وهو مصطلح متداول في المغرب يشير في الملفوظات السياسية الى ذلك التحالف القائم بين مجموعة من المكونات ، على رأسها المؤسسة الملكية ، ويدخل في مفهومه مختلف الدوائر التنفيذية في المملكة المغربية ، كرجال المؤسستين العسكرية والأمنية ، وكبار الموظفين ، بما في ذلك مستشاري الملك ، وأغنياء الأراضي والمستفيدين من هبات الدولة بدون وجه حق .
وهو يعتمد في الحفاظ على مكانته على مجموعة من الآليات، فهو مثلا يعمل على " توزيع الاموال والاراضي والسيارات الفاخرة والامتيازات والتراخيص في مجالات اقتصادية مُحكمة مثل حفر واستخراج الرمال أو تصاريح الصيد والنقل، من أجل شراء الولاء والتبعية من اعضائه أو لاكتساب أعضاء جُدد ؛وقد إتُهم المخزن بأنه المسؤول عن تفشي الفساد في المغرب" .
وهناك من الباحثين من يخرج الحكومات المغربية من منظومة المخزن ، مع العلم أن مختلف أعضاء الحكومات المغربية ، لا يمكن تعيينهم الا بارادة ملكية ، بعد التأشير على سيرتهم من قبل ضباط الأمن والمخابرات العسكرية والمدنية . بل ان الأمر بلغ حد استوزار موظفين قطاعيين ، في حكومات مختلفة باسم أحزاب لا يمثلونها ،كما حدث في حكومة ادريس جطو حيث تم استوزار عادل الدويري وكريم غلاب في حكومته باسم حزب الاستقلال ، مع العلم أنهما لم ينتميا الى هذا الحزب الا أثناء الانتخابات ، أو بالأحرى كانا قريبي عهد بحزب الاستقلال ، مما أثار جدلا كبيرا بين ابناء هذا الحزب حول أسرار استوزارهما ، وعن الجهات الحقيقية التي مكنتهما من منصبيهما بما يتعارض مع استراتيجية الحزب وأدبياته . وهو ما يوضح بجلاء أن الحكومة هي آلية من آليات النظام المخزني ، والمؤسسة الوحيدة التي تحظى بنوع من المشروعية الانتخابية ، دون أن تحظى بالمشروعية الديمقراطية ؛ لافتقارها لعنصري الشفافية والاختيار الطوعي .
ونحن اذا ما عدنا الى تعريف عبد الله العروي ، نجده يحيد كثيرا عن التعريف الجوهري لمفهوم المخزن ، اذ يرى هذا الباحث أن المخزن في المغرب هو : الحكومة بمعناها اللغوي " ؛ وهو تعريف لا يتسق مع ماهية المخزن وان في جانبه التاريخي والايتيمولوجي ، فهو نشأة يعود الى مركزية الدولة السعدية التي استطاعت أن تؤسس دولة قوية بالمعنى الامبريالي التوسعي لمفهوم الدولة القوية ، وتمكنت من اصدار عملة ذهبية ، كرمز للثراء الاقتصادي الذي حققته هذه الدولة بواسطة مجموعة من الآليات التي وسعت من مجال الموارد المالية للدولة .
وهو تطورا ، ينبني على مركزية مفرطة في ادماج جميع السلط في يد واحدة ، بما يجعل الجميع يخضع خضوعا طوعيا او اجباريا للشكل السلطوي العمودي الناتئ , وبهذا المعنى يكون تعريف الأستاذ عبد الله العروي مجانبا للدقة العلمية والتداولية لمفهوم المخزن .
ونحن حين نذكر مصطلح المخزن تتداعى أوتوماتيكيا مجموعة من المصطلحات المرتبطة بهذا المفهوم ارتباطا عضويا ، كالسلطان والأعيان والرعية والمركزية ، فمفهوم المخزن من هذا المنظور يستند الى حقل من المفاهيم التداولية والسياسية التي تؤطر فعل المجتمع وتؤثر فيه انطلاقا من القيمة الرمزية والواقعية التي تجسده تلك الارتباطات التسلسلية ، التي تتطور تنازليا الى مستوى عون السلطة الذي يشتغل هو نفسه رغم هزالة راتبه الشهري على مساعدين لا راتب لهم ، لكنهم يستفيدون من ارتباطهم بهذا الممثل البسيط للمخزن ، بطريقة أو أخرى .
من هنا يتبدى تعَضْوُن النظام المخزني ، وتغلغله في الجسد الاجتماعي وسيطرته عليه ، فهو لايترك هامشا الا واستثمره بحسب شروطه وقوانينه وتطوراته ، واذا كان الباحث الاسلامي "عبد العالي حامي الدين " قد أكد أن نظام المخزن يتجدد دون أن يتغير ، فلأن بنية المخزن العميقة ، ظلت دائما بنية تقليدية ، ولم يعمل المخزن نفسه على تطويرها ، وهذا اشكال سياسي عويص ، لم يمكن النظام المغربي من تطوير شخصيته . بل اننا نلاحظ أن الملك محمد السادس ، ورغم الاشارات التي بعثها في بداية توليه عرش المغرب ، وهي اشارات تمتح دلالاتها من عناصر مظاهر الحياة لمعاصرة ، لكن سرعان ما تبين أن طقوس المخزن أكبر من ارادة عصرنته ، وان من قبل أعلى ممثلي نظام المخزن وهو الملك . مما يجعلنا نتساءل عن البنيات الحقيقية المتحكمة في انتاج سلوك المخزن والسهر على تصريف رموزه وعلاماته .
ولن يجد الباحث جوابا عن صعوبة تجديد بنية المخزن ونسقه ، الا بالعودة الى التاريخ ، حيث حاول السلطان عبد العزيز ادخال تعديلات على نظام المخزن ، وتبقى المبادرات الاصلاحية التي عمل على ادخالها لتحسين الأداء المخزني ، وتمتين لحمته الشعبية ضد نوايا الاستعمار المبيتة . لكن محاولته هاته عادت عليه بنقمة الاستعمار المتحالف مع أتباعه وبيادقه في الداخل ، وقد كانت مجموعة من التعديلات التي أدخلها هذا السلطان تعتبر تعديلات جوهرية وثورية ، اذ عمد الى اقرار نوع من المساواة الجبائية والضريبية على جميع فئات الشعب المغربي . لكن لوبي الامتيازات والمصالح الكبرى قلب الطاولة على السلطان وتمت تنحيته ، ونزع البيعة منه ومنحها الى أخيه عبد الحفيظ الذي كان يتخذ من مراكش منطلقا لتمرده .
في هذه الالتفاتة التاريخية نجد الجواب الصريح عن امتناع وصعوبة تطوير وتجديد النظام المخزني بالمغرب . وذلك لأن أهم أسس قوته وبقائه تكمن في تلك الامتيازات والعطايا التي يمنحها للحاشية القريبة والبعيدة عبر تراتب ولائي يعتمد نظام الريع كنظام هبوي ومنحي معقد ، لكنه محكم ودقيق.



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشوهة
- أغاني العربي
- دروس حرب الأسبوع
- سفر في سحب الحب
- للورد أن يقرأ ....عطره
- ميزانية القصر وروح العصر
- مزامير الجمر
- هل عادت الطيور الى أعشاشها ؟
- المثقف العربي وفراغ الانسان
- الأنظمة المتجاوزة
- لغزة اسم الله
- حين يكون الكاتب أكبر غائب
- توضيح هام لامرأة مغرورة
- هوامش أولية في جينيالوجيا الكتابة
- أنت تعدد النساء
- الشعر والشاعر
- الشريعة الاسلامية والهوية الضائعة
- قدر نائم...
- الدستور المغربي أو التقليدانية الدستورية
- التربية السياسية والمجتمع الناضج


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - بنية- نظام المخزن - بالمغرب