|
نقاش مع وزير الخارجية الروسي
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 18:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يهمنا نحن كعرب أن نشارك العالم رؤيته السياسية الكونية ونتشارك معه في بناء مستقبلنا كحق طبيعي ، باعتبارنا كيانا له وجود وطموح ، بعد أن منح أجدادنا وآباؤنا الغرب ، الا قلة قليلة ، حق تدبير شؤوننا وادارة أوضاعنا وأحوالنا لفترة غير هينة من الزمن . والزمن بالنسبة الي كالثروة ، لا ينفذ الا على المستوى الشخصي المحدود بفعل محدودية عمر الانسان الفرد ، لكنه أبدا يظل مفتوح ولا محدودا من زاوية الديمومة الوطنية أوالشعبية . من هنا أجدني ملزما للرد ومناقشة السيد وزير خارجية روسيا ،وهو ينعت السيد أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري ، وكأن السيد لا فروف قد اصبح أستاذا مبرزا في علم السياسة ، وهو ينعت السيد احمد معاذ الخطيب بالهاوي سياسيا ، عندما يصر الأخير على اسقاط بشار الأسد من أي أجندة تهتم بمستقبل سوريا ، وكأنه يطلب المستحيل أو يطلب طلبا لا يوافقه عليه الا قلة قليلة من السوريين ، رغم أن سوريا تكاد تسحق عن بكرة أبيها ، وعادت كثير من مدنها الى ما يشبه ميونيخ وهانوفر وغيرهما من المدن الألمانية التي دمرت في الحرب العالمية الثانية ، مع اعتبار الفروق بين الحربين وبين القوات الدولية المشاركة في الحرب العالمية الثانية، ومع عسكر النظام السوري . كل السياسيين والمراقبين والمتتبعين والمحللين يدركون أن بشار الأسد ترمد سياسيا واحترقت جميع أوراقه ، وللتدليل على ذلك نسوق تصريحات لا فرروف نفسه ، الذي عودنا أن يمحوكلامه المس ما قاله قبل الأمس ، فهو في تصريح للافروف بعيد تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تركيا بكون روسيا غير متشبثة بشخص الرئيس ، بقد اهتماتمها بالشعب السوري وبمستقبل سوريا ، فقد صرح لافروف بعدها مباشرة بعظمة لسانه ، أن روسيا لا تدافع عن شخص بعينه بقدر ما تدافع عن الشعب السوري ، لكنه عند المنعطفات الحاسمة يقرر الدفاع عن شخص الرئيس فقط ، وكأنه يحاول شخصنة المأساة السورية في فرد واحد هو رئيسها ، وهذا خطأ سياسي كبير ، كما يعتبر فشلا فادحا في الخط الديبلوماسي وفي الاستراتيجيةالديبلوماسية ، بمعنى أنالاستراتيجية الديبلوماسيةالروسية لا تنبني على أسس راسخة ، بقدر ما تعتمد تكتيكات بدائية وحربائية سرعان ما تتلون خلال يومين أو خلال أسبوع على أبع دتقدير ، وهذا خطأ سياسي وديبلوماسي كبير أيضا ، لا يجدر بدولة تطرح نفسها بديلا أومشاركا للولايات المتحدة الأمريكية في ترتيب شؤون العالم أن تسقطفيه بهذه الخفة والسذاجة ، وهي تدرك ان ديبلوماسية القوة العسكرية هي التي جعلتها تناطح اليوم الولايات المتحدة الأمريكية التي تراجع تأثيرها الدولي بسبب الأخطاء العسكرية التي ارتكبتها في العراق وأفغانستان . أن يطالب معاذ الخطيب بتنحي بشار الأسد كشرط أساس لأي مفاوضات ، فهذا حقه كمعارض لنظام أمعن وأفرط في استخدام القوة ضد شعبه الذي لم يعد شعبه ، وهل لنا أن نذكر السيد لافروف الذي لا يزال يحكم باسم ثورة 1917 البلشفية ما فعلته المعارضة بالقيصر نيكولاس الثاني وأفراد عائلته ، رغم أننا ضد جرثومة الانتقام ،وسفك الدماء ، ولم نسمع احدا من المعارضين السوريين الملتزمين سياسيا ،يطلب اعدام أومحاكمة بشار ، برغم الجرائم التي ترتكب باسمه في حق شعب أعزل ، بل يطلبون تنحيته ،وعدم اشراكه في أي ترتيب يخص مستقبل سوريا . سنتعلم منك السيد لافروف علم السياسة وفعل السياسة ،حين تعود الى سياسة الواقع ، قبل أن تعيدك هي -سياسةالواقع- الى ترتيباتها ووقائعها ، وهذا ما يحدث معك . وأحب في النهاية أن أنوه أني لا أدافع عن السيد أحمد الخطيب ، بقدر ما أحاول أن أنبه ان العرب يستطيعون أن يدبروا شؤونهم بما يخدم مصالحهم العليا بعيدا عن أي وصايةخارجية ، كيفما كانت . وحين يشتد العضد سترون العجب ، ليس من قبيل اتيان ما قد لا يأتيه أحد ، بل لأن من شأن الانسان أن يبدع انطلاقا من قدراته الشخصية والوطنية والكونية . وللعرب تجربة في ذلك .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعرية المبكرة -شارل بودلير-2-
-
الدولة الانشائية
-
أمطار الجحيم -رواية-16-
-
الشعرية المبكرة -1-
-
بارمينديس يتهجى أفكاره
-
الفيتو الأمريكي والصمت العربي
-
تعزية لا شماتة
-
الشريعة أم السياسة-3-
-
النفاق أو لغة الكون
-
العرب والانقسام الأزلي
-
شهود لا متأثرون
-
الشريعة أم السياسة_2_
-
في مفهوم التواضع
-
اعدام شاعر
-
الجزء 12 من رواية -أمطار الجحيم
-
الشريعة أم السياسة...
-
الشعوب وما أدراك ما الشعوب
-
الشعر والدين ، وتجاوز المتن القديم _1_
-
من المسؤول...؟
-
طريق أبيض
المزيد.....
-
فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت
...
-
شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ
...
-
شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية
...
-
وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ
...
-
بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
-
تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م
...
-
دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
-
مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
-
روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
-
الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|