|
جِدارِيّةٌ لِمطضر الليْل
محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 23:04
المحور:
الادب والفن
شامِخٌ مَطرُ الليْل.هُوَ حُرٌّ..تزْدَحِمُ الأحْزانُ في عَينيْهِ وأرَقٌ شاسِعٌ.تَعالوْا ..ها هُوَ يقْتادُني مِن يَدي كانَ وَيَشْتهيهِ النّهارُ.يتَسَلّـلَ مِنْ بَيْنِ حِبالِنـا الصّوْتِيـّةِ وَعائِدٌ مِنْ سُومَرَ البَعيدَةِ . ابْدَأوا الْهُتافَ.ها هُوَ الشّـرْقُ يَقومُ عَلى السّاقِ..تَشِعُّ فِخـاخُ زَهْوِهِ البابِلِيّةُ.بَجَعٌ سَيِّدٌ في سَماء هَوايَ.وغَسَقٌ لا يُحَدُّ.هـذا الْحُضورُ كانَ ارْتِياباً.كان مُحاصَراً بِحَريق.غائِباً يَنْفُخ جَذْوَتي ناديْتتُهُ سَبْعاً.وها خُصوبَةٌ تَقول أسْرارَها الفَوْضَوِيـّةَ تَحْتَ ألْوِيَـةٍ.يَمْكُـرُ هذا الْبَيْنُ..يَثِبُ الْمَكائِدَ إلى أعْتابِنا.وَيشْرَعُ بابَ نَهـارٍ فَخْم.لهُ فِيّ اهْتِزازاتٌ.. إشْراقاتٌ تَمْضي أكْثرَ.وَأخاديدُ يطيرُ مِنها الْحَمـامُ بِداخِلي.لَمْ أعُدْ ضائِعاً..يا الْكامِنُ في باطني!؟..الآنَ أتَفَيّأُ صَهيلَكَ الْوَريفَ وَأسْمعُ..أهازيجَكَ في قصَبٍ.ما عُدْتُ أتَعثّرُ في الْمَجْهولِ مُذْ بَدأْتَ تلْمَعُ.بَسيطٌ هذا الْمَنارُ الْمُشَرّدُ..الْهَمَجِيُّ الْبارُّ.هذا الصّخَبُ يكْتُـبُ اعْتِرافَ دَمي.لِخَفْقِه فـي الأمْكِنَةِ انْتِفاضاتُ نُسور! اُنْظُروا مَلِيّاً.أَريبٌ هـذا الحَنْكَليسُ الْمُتهَتِّكُ.يَزْدري الْهَياكِلَ وَيَشْمخُ..يُظَلِّـلُ الْمَدائِنَ وَيَعْرى ! بَشاشَةٌ شاسِعَةٌ لِهذا السّرْوِ فـي زُبَرِ الحَديدِ..بِالرّغْمِ مـِن سَكاكينِ الأهلِ والغُزاةِ ! هَيِّئْ لـِيَ كَأْسَ اشْتِهائي كَيْ أثْملَ مَعَ حَميد الْخِصالِ يا فَتىً.لَكِ أن تَحْكِيَ شَهْرزادُ عَنِ الدُّخّانِ وَالطّائراتِ وَاْلبَوارِجِ عَلى الطّريق ِالْمُؤَدّي! كُلّ الْمَفاتيحِ في كَفِّهِ.الآنَ ينْزِلُ جِراحاتِنا الْمَنْسِيّةَ فـي الْفَلَواتِ كَأقْبِيّةٍ.اِنْكَشفَتْ نَواياهُ وَيُعَدِّدُ الْمَباهِجَ في جِهاتي فَلا غـَرْوَ أنْ يَثِـمَ معَهـا الْحَبَقُ وَالمِسْـك.فَلْيتَمادى الْحَفيف عَلى ضَراوَةِ هذا العَراءِ ثَبْحَثُ. هُنالِكَ أنْهُرٌ ظِلالٌ زَرْقـاءُ وَهَياجٌ لا يُحَدُّ..اَلآنَ أعْدوا بِاتّجاهـِكَ وَطني الْكبيَر على نغَماتِ أُورْكيسْترا.أخيراً رَمى بـِيَ الْمَعْدِنُ فـي مَصَبّاتِهِ.سَأذْكرُ أنِّـيَ تنَزّهْتُ طويلاً هُناكَ وَآوتْني بَنادِقهُ. عَفْوَكَ اللهُمّ إنْ شُغِلْتُ بهِ.ها هُوَ ينْهَضُ.مَضى العُمْرُ ريحاً وكُنْتُ غافِلا عَنْ هذا الْمُسْتَبِد ِّالْعَذْب.لا تبْكي سَبِيّةُ.عُرْيُكِ الْكَهْرُمانِـيُّ سيُطلِقُ أوَزّهُ في القُدْس.ظَلّليهِ في هذا الْوَغى.بِالله يا غَمامَةُ.هـُوَ ذا الْجَنوِبيُّ يَمْسح ُعُيونَ الْخَيْلِ.بِجَيْبِ سَرْجـهِ الْحِجارَةُ امتِداداتُ نَدىً..بَيْروتاتٌ وَبَغْداناتُ بِسَوالِفها تنْهَضُ.يَلُوحُ فـي الْمَدائنِ تَفْتَرُّ ثناياهُ عَن أُفُقٍ رُبّما هُو الآن يُصَلّي في حانَةِ الّله أوْ يُكابِدُها معَ قَدَحٍ يُخَطِّطُ كَـيْ يَهُزَّ الكراسِيَ بِالْجِنرالاتِ .يَهُدَّ القُصورَ عَلى الملوكِ الطّواغيتِ فَيُهنْدِسُ لِعَرْبدَةٍ مائِيّةٍ!..هذا ارْتِمـائي الفادِحُ خَلْفَ أُغْنِيّةِ مُتَوَّجِ الْمَرايا..يَعْتـريني كنَبيـذٍ.بِإذْنِـهِ تسْكُن عَواصِف جِراحي أوْ تَهُبّ.يَهُزّنـي يا أمّي.ويَرْسُمُ الْحُبَّ أنْهُراً.طالَما خامَرَنـي هذا القَصيدُ..كمْ مَشَيْتُ بـِىَ إلـى أبْعادهِ الْحِسِّيّةِ. سِرْتُ مُعْجمَ بُلْـدانٍ.ونُحْتُ بِشـِدّةٍ مَعَ النّوارِسِ إلـى هذا النّصّ.سَلُوا الرّواةَ..إذْ فاحَ مِنّي الوَجْدُ حَتّى يَسْمَعَ آهاتـي. سِرْتُ غاباتِ بِلَّوْرٍ.سِرْتُ أرْدافاً ومَواشيرَ..وَسِياطٍ وخَوْف. وما كنْتُ أعْلمُ أنِّيَ مَوْعودٌ بِهذهِ الحضْرَةِ.صِرْتُ الضّئيلَ… الضّئيـلَ.حتّى عَرَفْـتُ الصّبابَةَ.وهذا وجَعي أُزَمِّلُهُ..أُأَكِّدُ لكُمْ عَلى وارِث ِالْحَضاراتِ والْمَدائنِ الّتي تنْهارُ..مَديداً يَتقَصّى آثارَ العُشْب.بِاسْم الرّبيع بَدأَ احْتِراقي! ها هِيَ شَعْباذُ تُضَوِّئُ في أفْيائـهِ..تَنِمُّ عَنْ بَدْءٍ.سَوْف يَصِلُ الـ ((جَلْجميشُ)) إلـى بَرِّنا يفْتَضُّ الْمَمالِكَ جِهاراً.آنَ أنْ أسْتريحَ مِن اللّوْعةِ.ضارِعاً كنْتُ فـي مَضايِقَ مَجْهولَةٍ.كنْتُ سَئِمْتُ الإبْحارَ.وها هُـوَ.. اَلانْدِياحُ أيْقَضَ مُجَدّداً رَغْبَـتي الآنَ.لا تبْكـي ياسَبِيّـةُ .. اسْتَحِمّي نشْرَبْ نَخْبَ اقْتِرابهِ مِن ناري وَسَريرِكِ الْحَجَرِي!؟. فَأنـا وَأنْتِ كُرومٌ خَضْراءُ فـي((داحِسٍ)) الْعَصْر.بِالِله يامَآذِنُ..كُنْ عُرْياً آخَرَ يُؤْويهِ فـي برْدِ لَيالـي الْغَرْبِ وَ الشّرْقِ. وبِاللـهِ يانَواقيسُ.أُحيّيكَ أيُّها الْوَعْلُ النّهارِيُّ توقِدُ فـي الّليْلِ ناراً وتتَعَقّبُ الشّمْسَ.أراكَ..عِنْدَ رُكْبتَيْها تسْتَقيمُ..تُحَلِّقُ لِتنْسابَ مِن عُلُوٍّ.اِقْذِفْ بـِيَ فـيجوْفِكَ ياالخِضَمُّ.. لَكَ أن تتَغَنّى في قِفارِ أغْوارِيَ بِمَراعٍ وجِيادٍ باسْمِ الببَياضِ لِبَغْدادَ وبَيْروتَ وَالقُدسِ والإنسانِ أُصَلّي ونَصْرُنا فـي هذهِ الْغابَةِ شَجَرٌ
م .الزهّراوي أ . ن
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كِتابُ الغَريبة
-
سيِّدة البحْر
-
يَقول الرّائي
-
انْصِراف العاشِق
-
أوان العشْب
-
مُناجاةٌ معَ الهدْسون
-
صيد البياض
-
على جسْر الرايْن
-
أسْعَدُ النّاس/إلى ناظِم حِكْمت
-
معارح
-
العنْقاء
-
مجوسِيّةٌ نضَتِ الثِّيابَ
-
حُسين مروّة/إليه دائِماً مع حُبّي
-
الحمامة وأقْرأُها لِلذِّكرى
-
امرأةٌ حبُّها يُنوِّرُ الوَجْه
-
كأس
-
إلى شمْسٍ أُخْرى
-
صوت النّهر
-
مدينتي
-
ركب امرأة الشمس
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
المزيد.....
|