أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني














المزيد.....

شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 00:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كان سعر الأرض غاليّا" لكن الدلّال أبو دعاء يمتلك طريقة سحرية جعلتني أحث الخطى لأكمال الصفقة بأسرع وقت لاسيما وأننا في بداية العام 2004 و أمورنا تسير للمجهول وكعادتي في الحرص أقمت وليمة حضرها مجموعة من الشخصيات المعروفة للطرفين لأوقع مع البائع و وكيله العقد و أسلمهم قيمة الأرض فقد أكملت المبلغ حتى أنني أستعنت بأحد الأصدقاء و هذا عرف بيني وبين القريبين منهم بأن يسند أحدنا الآخر وجرت الأمور على مايرام و بعد حضور البائع الأصلي الذي تبين بأنه واحد من معارفنا منذ قديم الزمان ورغم الشعور المزعج الذي داهمني (فأنا لأ أحبذ التعامل مع الأقارب والمعارف فيما يتعلق بالبيع والشراء) لكنه بالتأكيد مميزا" كونه من القادمين الجدد ممن عادوا للعراق بعد السقوط (حاولت تطمين نفسي بذلك) , رحّبنا به وحضر الغداء مما لذ وطاب و بعد أحتساء الشاي بدأنا الأتفاق و أكمال التوقيع و أتفقت معه على موعد لتسجيلها في (الطابو) وكان متفاعل ويتكلم بطريقة عملية أعجبتني عدا ملاحظة أبداها , أقلقتني , فقد أنتقد مشاهدتنا لقناة عشوائية كانت تظهر على التلفزيون و قال لنا بطريقة الناسك الناصح الواعظ : لاتشاهدوا تلك القنوات المسمومة .. عليكم بالقنوات الدينية و ذكر لنا عددا" منها و لا أخفيكم أنني لم أسمع بها من قبل .. شاب صمت حاولت أن أشتته حين سألته :
لم تكلمنا عن سنين الغربة العشرين وكيف قضيتها في الخارج ؟

أجابني : بعد هروبي من العراق عندما كنت عسكريا" عانيت الكثير لكن الأمور تغيرت بعد ألتحاقي بالمعارضة حصلت على عمل ومرتبا" لابأس به والحياة في الخارج لايمكن وصفها لجمالها (وبدأ بوصف طويل تخلله زواج و علاقات وتطليق) و لكن للضرورة أحكام فهي التي أعادتني لأبني العراق , وأسترد حقوقي التي سرقها النظام السابق , فقد حصلت على بيت في الجادرية و شقّة على أبو نؤاس ومنحت رتبة ضابط كبير و في نفس الوقت أعمل في أمانة بغداد فأنا لست مثلكم والفرق بيننا كبير , أنتم عبيد للنظام السابق بل أنتم من أنصاره وبكم كان يستمر , أنتَ مثلا" (وكان يقصدني ) تعمل في النظام لأنك موظفا" في الدولة منذ كذا سنة , و هذا الآخر ( يقصد أبو دعاء ) يعمل معلما" ويلقن الأجيال حب النظام , أما أنت ( كان يقصد شيخا" معروفا" يجالسنا ) كنت توقع بالدم وتردح ومعك كل عشيرتك وفي كل المناسبات تصفقون له وكان من بين الحاضرين ضابطا" سابقا" (أكله وشربه ) وكال له عبارات الأتهام بأنه وأمثاله هم أسباب كل الحروب التي جرت في العراق حتى خيّل لنا وجوب أحالته الى محكمة لاهاي .. عم الصمت بعدها وخرج القادم من بلاد الضباب فتنفس الحضور الصعداء ...
أتفقت معه حين وقفنا في الشارع قرب سيارته الفارهة على موعد ولتلطيف العبارات ذكرت بأن خير البر عاجله و أن لا نؤجل عمل اليوم الى غد
أستدار نحوي و قال : لاتؤجل عمل اليوم الى غد ؟ تلك من شعارات النظام الأزلامي ... طهروا أنفسكم منها و لاترددوها .. سكَتُّ على مضض ليغادر تاركا" شعورا" غير مريح
عدت الى مجموعتي وأعتذرت لهم فهو (مناضل) قادم من الخارج محررا" أو فاتحا" لافرق و الزمن معه وهذه فرصته و أحتسينا الشاي مرة أخرى ليعم الصمت
أكملت تسجيل الأرض في (الطابو) و المفارقة الغريبة أن القطعة التي أشتريتها تبين أنها كانت هدية من رئيس النظام السابق الى صاحبي (المناضل) الذي أشتريت منه كونه من قوات النخبة وتم تكريمه بها لجهوده الأستثنائية المبذولة قبل أكثر من عشرين سنة بموجب مرسوم مشفوعا" بقرار قبل هروبه من العراق وهذا ما ذكر في أضبارتها الموجودة في دائرة التسجيل مع كل الأوليات ..
مرت السنين و الأيام حتى وردني خبر غريب أن (معارفي المناضل ) ذاك التقي الواعظ الورع القادم من الخارج قد ألقي عليه القبض , بقضية لا أستوعبها الى الآن , وهي المتاجرة بالمخدرات , فقد أعترف عليه أحدهم ممن ألقي القبض عليه متلبسا" بأنه المجهز الرئيسي للمخدرات في معظم مناطق العراق .. أصابني شعور بالمرارة ولم أصدق حتى حضرت في مجلس الفاتحة التي أقيمت على روحه في بغداد الجديدة , فقد توفي في السجن بعد أدانته بخمس سنوات لأرتفاع معدل السكر في الدم و لعدم وجود طبيب أو مسعف داخل السجن ... رحمه الله
شعور المرارة لازال بأزدياد وأنا أرى رفاقه المناضلين على التلفاز يرددون نفس الأتهامات بأن الشعب العراقي مجموعة من الأزلام وأنهم وحدهم المناضلون الكرام
قصة حقيقية بكل شهودها و مشاهدها حصلت في العهد الثاني لحكم الأزلام



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرابعة عصرا- في بغداد حسب توقيت الفوضى
- الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه
- تساؤلات مشروعة معها رسالة .. التوبه ومراح ننتخب
- الملّة عبود الكرخي أستذكار مع مرتبة الشرف في ذكراه
- دردمه بغدادية على لسان أبو الدكّان
- الأحتباس الأنساني مابين مهرجان المفخخات و ندرة القطرات
- شعب وين ... برلمان وين
- البدوي الذي رأى شيبه للمرة الأولى بواحة في الصحراء
- أزدواجية التكوين مابين الطفولة ورداء الراشدين
- التربية والتعليم و شرف العذارى الأنصع من البياض : الحلقة الأ ...
- مرّات ومرارات من مشاهد حقيقية لواقعنا المحتدم
- حين تنقلب الدعاية كرهاً
- ثماني سنوات بين الكوت والموصل - في ذكرى الحرب العراقية الأير ...
- مشاهد واقعية لغزوات المتطرفين الفكرية في عراق الديمقراطية
- أمور يدبرها حليم ويطلع من عواقبها سليم - أستعراض للمشهد العر ...
- وراء كل رجل عظيم أمرأة تبيع السمك


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني