أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محسن لفته الجنابي - الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية














المزيد.....

الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 00:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الدروس في حياتنا كثيرة تنخرط كعقد غير منتهي من اللؤلؤ والدرر معها الطالح و الحاشف يرسخ دوما" كل ما يوافق نهج الأنسان من أتجاهات معها الميول الوقتيّة ليراجع مكتبة الذاكرة يستعير منها منجدا" يراه أمل على شكل مملكة من التناسق تشبع الغرابة لتعيد الأمور الهجينة الى نصابها , أتناول هنا بعض المشاهد التي كنت راصدا" لبعضها أو مشتركا" كفرد في أحداثها تناقش الشخصية العراقية المثيرة للجدل .
في العام 1993 كنت صدفة في الفلوجه في زيارة لآل هربود كلفني بها آمر وحدتي في الجيش , دعيت يومها على مأدبة فلاضيف يفلت من كرمهم وأثناء الغداء وجدت الأجواء متأزمة والرجال قلقين ودار حديث , عرفت أن البونمر في الرمادي سخروا من الحكومة حين وزّعت في الحصّة التموينية ( دجاجة مذبوحه في كيس عدد واحد لكل عائلة ) فقد أخذوا أحد الدجاجات و وضعوها على مقدمة سيارة تم تزيينها كسيّارة زفّة وخرجت ورائها عشرات السيارات و كل من فيها يهتف :
جبناها وأجت ويّانا .. وبثوب العرس فرحانه
وأرسلت الحكومة في حينها فوجين من جهاز الأمن الخاص ليلقي القبض على كل من شارك في تلك المظاهرة الشبابيّة العفوية ولم تفلح الحكومة حينها في فهم الرسالة ولم تستقي منها الجدوى التي كانت ستنقذها بعد عشر سنين حين سقطت

وفي العام نفسه أستذكر حادثة حصلت مع موجة (سامكو وعلائكو ) حين خرجوا من الكرّادة والزعفرانيه ليمارسوا الأحتيال المزدهر في بلاد الفقر المدقع حين طلب أحد أبناء (الخربيط ) موافقة رسمية لشراء طائرة شخصية !
لم توافق الحكومة و أعتبرتها أهانة كبيرة و وضعت ألف علامة أستفهام خرج بعدها أبناء خربيط من العراق مهاجرين وكانت رسالة أخرى لم تفهمها الحكومة المتوحده

وفي مشهد آخر حصل في العام 2003 بعد الأحتلال بفتره علمت أن قوة أميركية كبيرة نزلت في بيت الشيخ حاتم (شيخ الفرات الأوسط) بكل أسلحتها وكان مشهدا" غريبا" مقلقا" جدا" حينها فزرته وبعض الأحبة على جناح السرعه لنطلّع على ماجرى
كان شامخا" واثقا" حين تكلم :
أتى الأمريكان وطلبوا مني أن أسلمهم باسم الصحاف ( شقيق الصحاف وزير الأعلام السابق) و معه كل جماعة النظام السابق ..... وضحك طويلا" وأسترسل , أستقبلتهم بالدشداشه ولم يكن في البيت سواي معي فقط أبو سرمد , وقدم المارشال نفسه ليكرر كلامه المترجم و تحدث بأستعلاء حسباله كل مدعبل جوز , كعدت وحطّيت رجل على رجل ودخنت جكاره , وجاوبته :
راح تتندمون على فعلتكم باحتلال العراق لأن أحنا نمتلك أخلاق ونحترم نفسنا مو مثلكم , اذا كنتم جايين ضيوف المفروض تحددون موعد معي , والأفضل أن تجون مدنيين مو عسكر واذا تشوفون نفسكم كبار فأحنا أكبر منكم
أكمل أبو سرمد (وكيل أعماله ) :
المارشال وربعه كام واحد يباوع بوجه الثاني وصارت وجوهم صفر مثل النومية و غيروا طريقتهم و تحدث المارشال مرة أخرى غير شكل :
نحن بخدمتك وخدمة العراقيين , و قررنا منحك بعض المال و نتمنى أن تقبل هديتنا و سنرسل لك فريقا" طبيّا" يزورك كل يوم خميس ليتابع حالتك الصحيّة
رفض الشيخ حاتم كل عروضهم و أكد لهم أنهم سيندمون كثيرا" على فعلتهم وغادروا وهم مذهولين من عزيمته و قوّة شخصيته التي لم يروها في كل من تعامل معهم وبقي أن أشير الى أن الشيخ نفسه قد ذاق الويل على يد النظام السابق فقد أتهموه بالشيوعية تارة وبالماسونيّة تارة أخر لأنه من أشد معارضي التيارات المتطرفة سواء القومية أو العنصرية خصوصا" التي تقتل بأسم الدين وكان مترفعا" عن كل الدبق الذي حمله (بوش) في حقائب طائرته حين هبطت في البغدادي ليشكل الصحوة والأسناد وغيرها وبقي يردد منذ زمن الملكية التي عاصرها بأننا باقون والحكومات تذهب وكانت رسالته جليّة واضحة وذهب الأميركان الى غير رجعة .
الشخصية العراقية ليست مطاوعة ولايمكن أن تستعبد للأبد فمع التلون بمبرر البقاء تبقى تلك الشخصية أصيلة عند الغالبية , تحيد عند البعض وتعود من الرماد لتنتفض , فعمق الحضارة مع الكم الهائل من الموروث الفكري تمنح تلك الشخصية قدرات كبيرة على أرسال رسائل يمكن أن تعطي صورة واضحة عن القادم من كل مشهد , و مع تيار التخندق العنصري الذي يحاول العابثون بالوطن أن يؤسسوا له كي يرسم شكلا" يخدم بقائهم في حكومة أبدية نجد اليوم من يجسد بأروع الصور أصالة الشخصية العراقية فهي ترسل الآن رسالة لتعكس ما أعتدنا من أحداث , كان الشارع يتحرك من الساسه بينما نرى الساسه يتحركون بأمرة الشارع الذي تحركه أصالة تلك الشخصية الفريدة المثيرة للجدل وتلك الرسالة التي ترسل الآن ستحدد بالتأكيد ما سيحدث في المستقبل فالأيام حبلى بالأحداث والقادم مؤكدا" أفضل .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه
- تساؤلات مشروعة معها رسالة .. التوبه ومراح ننتخب
- الملّة عبود الكرخي أستذكار مع مرتبة الشرف في ذكراه
- دردمه بغدادية على لسان أبو الدكّان
- الأحتباس الأنساني مابين مهرجان المفخخات و ندرة القطرات
- شعب وين ... برلمان وين
- البدوي الذي رأى شيبه للمرة الأولى بواحة في الصحراء
- أزدواجية التكوين مابين الطفولة ورداء الراشدين
- التربية والتعليم و شرف العذارى الأنصع من البياض : الحلقة الأ ...
- مرّات ومرارات من مشاهد حقيقية لواقعنا المحتدم
- حين تنقلب الدعاية كرهاً
- ثماني سنوات بين الكوت والموصل - في ذكرى الحرب العراقية الأير ...
- مشاهد واقعية لغزوات المتطرفين الفكرية في عراق الديمقراطية
- أمور يدبرها حليم ويطلع من عواقبها سليم - أستعراض للمشهد العر ...
- وراء كل رجل عظيم أمرأة تبيع السمك
- حصار الأستحمار - قصة حقيقية قصيرة تؤرخ لحقبة الحصار في بداية ...
- هنا في العراق ولدت الحريّة وأسست ركائز الدولة المدنية


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محسن لفته الجنابي - الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية