أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن لفته الجنابي - حنتو البريسم ومباديء الأعلام














المزيد.....

حنتو البريسم ومباديء الأعلام


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 19:44
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الشعبي الفراتي حنتو البريسم وهذا هو أسمه في شهادة الميلاد ليس لقبا" كما يتصوره البعض فهو أنسان عراقي بالكامل والكمال لله , كثيرا" ما أستأنس مجلسه ففي لقائه رحلة مجانية تكسر مفهوم الأتجاه الأحادي للزمن يجعلني أعيش عهود الأربعينات و ماتلاها وصولا" الى منتصف الستينات حين توقف الزمن عنده , وأنطوى في محارة تاركا" أخبار ماتلا من الغزوات فهو لا يعلم بغزوتي القمر ومنهاتن ومارافقها من سباق الحروب المتفاوتة بالحرارة والمستمرة بخليط العولمة والحداثة و الأنكفاء الى الآن , لايوجد في بيته (لا كهرباء , ولاستلايت ) ولا أي جهاز آخر عدا (راديو ) عتيق (أبو الحجرات) , سألته :
أبو سلمان بعدك شاعر لو بطلّت ؟
أجابني ضاحكا" : وليدي ماكو شي بالدنيا يستحق نكَول الشعر بيه , الدنيا الصدكَ بس أيام زمان

بادرته : عمي أبو سلمان الدنيا كبيرة وبيها أشياء ومشاهد و أفكار كثيرة ومتجددة , معقولة ماكو شي يستحق الذكر لتكتب عنه في قصيدة ؟

أجاب : كتبت مئات القصائد وأذا كتبت الشعر الآن فآني أقشمر على نفسي قبل أن أقشمر على الناس ... هذا الوكت مو وكتي , أفكاري هي لعهد مضى و أنتهى و ما أريد أخرب عقول الناس والشعر أمانه لازم نصونها من الكذب والنفاق و الرياء .

جوابه جعلني أصمت فقد رأيته كبيرا" وكأنني أعاصر أحد شعراء المعلقات ...
تصارعت في نفسي بين أفضلية نظريته ونظريتي , رغم أنه يعيش حياة نقيّة خاليه من الفواجع و الألم و الأحصائيات , لكن وجهة نظري تخالفه رغم أحترامي الكبير لفكرته , فالأنسان رسالة , خصوصا" الشاعر أو الأعلامي فحمله ثقيل ومسؤوليته كبيرة عليه أن يؤديها على أكمل وجه , فبها ينضج التوجه المجتمعي و منها يتبلور الرأي العام .
أرى فيما رأيت أن الشاعر الجليل المنعزل ليس وحيدا" في عراقنا فهنالك أعلام بائس يثير الشفقة و كأنه يعيش نفس الحقبة من سني الأربعينات والخمسينات و الستينات , نجد جل برامجهم ولقاءاتهم مع (فتاحين فال) و مشعوذين و يسوقون لأمراض أخف مافيها التطرف و أشاعة الخزعبلات حين يخلطون القضايا المصيرية الجوهرية بالكسب والأعلان ليمارسوا الردح المتلوّن المخجل والمجاملات على حساب شرف المهنة , يهادنون الأشرار والجهلاء لأنهم يخافونهم فلايسمّون الأشياء بأسمائها وكل أهدافهم أن يسترزقوا بتغيير مافي قصائد المدح من أسماء مما يجعلهم في وضع يستحق الرثاء يعيث فسادا" من لون جديد ليضاف الى الكم الهائل من جهات الفساد , يشتتون أفكار المواطن المخدر أصلا" بالهموم و الجهل والأحتقان
الفرق الوحيد والكبير بين أعلام الظلام الذي يمارسه البعض دون حياء الآن وبين (حنتو أبو سلمان) أن الأخير أمتلك شجاعة أسطورية حين قرر أن ينزوي بعيدا" في بوتقة التوحد كي يبريء ذمتّه من العبث في زمن لايراه مناسبا" لفكره و لايستهوي مخيلته كي يحافظ على مبادئه , وليس كما يفعل البعض الآن .. فهم طول الوقت يردحون أو يبكون ليضحكوا على ذقون البسطاء ويعيدوا الناس الى عصور الجهل بهدف التعايش السلمي مع العبودية والتخدير والبلاء فخسروا شرف صون المباديء وأجرموا بحق الرسالة الشريفة في التنوير وكشف الحقائق و أمانة أطلاع الناس على مايجري علانية و في الخفاء ... نريد رأيا" شجاعا" من مثقفي العراق من أجل فضح أعلام الجهل والأرتزاق فوقف التدمير الفكري أهم كثيرا" من أوّل الأولويات , وشتان مابين (حنتو) الشجاع وأعلام الظلام المنافق الجبان



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه
- تساؤلات مشروعة معها رسالة .. التوبه ومراح ننتخب
- الملّة عبود الكرخي أستذكار مع مرتبة الشرف في ذكراه
- دردمه بغدادية على لسان أبو الدكّان
- الأحتباس الأنساني مابين مهرجان المفخخات و ندرة القطرات
- شعب وين ... برلمان وين
- البدوي الذي رأى شيبه للمرة الأولى بواحة في الصحراء
- أزدواجية التكوين مابين الطفولة ورداء الراشدين
- التربية والتعليم و شرف العذارى الأنصع من البياض : الحلقة الأ ...
- مرّات ومرارات من مشاهد حقيقية لواقعنا المحتدم
- حين تنقلب الدعاية كرهاً
- ثماني سنوات بين الكوت والموصل - في ذكرى الحرب العراقية الأير ...
- مشاهد واقعية لغزوات المتطرفين الفكرية في عراق الديمقراطية
- أمور يدبرها حليم ويطلع من عواقبها سليم - أستعراض للمشهد العر ...
- وراء كل رجل عظيم أمرأة تبيع السمك
- حصار الأستحمار - قصة حقيقية قصيرة تؤرخ لحقبة الحصار في بداية ...
- هنا في العراق ولدت الحريّة وأسست ركائز الدولة المدنية
- سحر الخيانة
- الأغنية التي أنقذتنا من أبو غريب


المزيد.....




- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن لفته الجنابي - حنتو البريسم ومباديء الأعلام