محمد سليم سواري
الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 11:10
المحور:
الادب والفن
من الدنيا طفتُ الأقطار والأمصار ، حيث الترحال شرقاً وغرباً ثم شمالاً فجنوباً وعبرت المحيطات... كنت أُمني النفس أن أستقر في ديار أُكون فيها كما خلقني الله وكما أراد أن أكون إنسان يعمل ويفكر ويهوى ... فأكتويتُ بنيران الدكتاتوريات الإستبدادية وحلقت بدون أجنحة في مماليك الديمقراطيات الخيالية وتعجبت من أمر الإشتراكيات الإقطاعية حيث اللقمة نعمة فنقمة ووليت الأدبار من رأسماليات لا تقيم للإنسان وزناً إلا بما يملكه أو يكون في جيبه ... وهكذا ذهبت كل أُمنياتي وآمالي أدراج الرياح ... غالباً وكما يقال تجري ا الرياح بما لا تشتهي السفن .
وعدت الى مملكتي مملكة الحب وبقدرة قادر وما أحلى هذا القدر وأنا أكثر حباً لهذه المملكة التي عشت فيها وسأعيش فيها الأيام الباقية من عمري وآمالي مع أميرتي عاشقة الليل حيث قاموس كلماتي... تلك المملكة حيث يحسدني عليها الكثيرون ... ويُمنون النفس أن يكونوا كما أنا كائن ... نعم يحسدونني حتى على هذا العش الصغير ... نعم يزاحمونني حتى على هذا الحب الكبير .
مملكتي كيان استقل لا بالإنقلابات البيضاء ولا بالحمراء ... كياني اُسقتر لا بالإنتخابات ولا بالمفوضيات ولا بالدعايات ولا بالمباركات ولا في الفضائيات ... كياني أصبح كما أرغبه ، لا خير خلف لخير سلف ولا بالشورى والمبايعات والأحزاب وحرب الطوائف... هذا الكيان أنا إقتنعت به بكل أفراحه وأتراحه وبكل مناجاته وآهاته فلماذا يحسدني عليه الحاسدون ؟؟
هذه المملكة هي مملكة الحب ... حيث جغرافيتها هذا القلب النابض وسكانها كل من يخفق قلبه بالحب أما حدودها ، فيحدها من الشرق الأمل والعمل والعشق والبهجة ، ويحدها من الغرب اليأس والقنوط والحسد ، ومن الشمال تحد مملكتي شموخ الجبال في كوردستاني العزيزة وسريان الأنهار، ومن الجنوب تحدها غابات النخيل وحكمة الأهوار... أما دستور مملكتي فهو دستور العشق الإلهي والحب الإنساني ..أماعمر مملكتي فيمتد من سومر وأكد والى آلاف السنين وحيث أبد الآبدين ... وإن الداخل في مملكتي لا يغادرها ، والخارج فيها أمله أن يكون يوماً بها ... سأفدي مملكتي وملكتها بكل وجدي وحبي ... وسأصونها في بؤبؤة عيني !
#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟