أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - الجزء V














المزيد.....

الجزء V


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


فقيه القبيلة، خياط للعامة:


حيى الفقيه الرجل العجوز باحترام شديد، ثم دعاه إلى الجلوس على وسادة وضعها فوق برميل قصديري. فأطنبا في الحديث عن كل شيء والفقيه لا يرفع عينيه عن محوكاته. وفي هذه الأثناء دخل عليهما النادل محملا بإبريق القهوة التي جذبت روائحها الجار الذي هب إلى صب كوب منها، دونما الانتباه إلى الزائر. سأل العجوز الخياط عن هوية نادل المقهى، فنفى الخياط أي معرفة به، ليبادر إلى إخباره أنه حل بالمدينة صبيا قادما إليها من مدينة الناضور هاربا مع الكثيرين من المجاعة التي عرفتها البلاد في الأربعينات، وقد آواه رجل كريم يسكن في الضفة الأخرى لوادي ميه جديد، ولما اشتد عوده عمل في تلك المقهى وسمح له صاحبها أن يتخذها سكنا له.
وقبل أن يهم بالانصراف، طلب الضيف من الفقيه أن يشرفه بالحضور إلى بيته في مساء اليوم الموالي، ليقرأ بعض الأوراد في حفلة زفاف حفيدته.

بعد ساعات من العمل، عاد البدوي ليتسلم لباسه، فألقى بالبردعة على الأرض كما فعل في الصباح، فصدرت عن الفقيه هذه المرة زمجرة سرعان ما ندم عليها فتعوذ وحوقل. وقابل الرجل ذلك بابتسامة تشي ببلاهته و براءته. ودون أن يقلب الكسوة غادر البدوي الدكان مسرعا وفي أثره الفقيه الذي يطالبه بأداء أجر العمل، فقال الزبون إنه قد دفع ذلك في براد الشاي الذي جلبه له في الباكرة، ولم يتبق له غير أجر الإسطبل حيث يودع حماره .ووعده بأن يؤدي ثمن ذلك في الأسبوع المقبل إن تمكن من بيع ربطات سعوف الحلفاء للنسوة الناسجات للحصائر، أو خشب السدر لصاحب حمام عمومي أو مخبزة . رجع الفقيه خائبا إلى عمله راجيا أن لا تلقى أعماله نفس المصير.

بعد صلاة العصر، عاد بعض الزبائن لتسلم ملابسهم، فسعد الفقيه لما لاقاه منهم من كرم أنساه جفاء الزبون الأول.

يتبع…





#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقيه القبيلة ، خياط للعامة
- الجزء III
- الوفاء للصامدين على رصيف الموقف*
- فقيه القبيلة
- إمام القبيلة
- وتتوالا حكايات الوفاء
- البحر ضريخه
- لقطات لا تنسى
- مقهى السي إدريس
- ولك أوفياء يا حفيد الذئب
- وتستمر حكايات الوفاء
- رتابة الرتابة
- ويستمر الوفاء
- ذاكرة بسبعة أيام
- السينما المركزية
- سدُم ذاكرة أو المساء السبي
- النجعة الجبلية
- قصص قصيرة للوفاء
- قصص قصيرة حتى لا ننساكم
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - الجزء V