أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - الجزء III














المزيد.....

الجزء III


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 05:39
المحور: الادب والفن
    



فقيه القبيلة ، خياط للعامة

وقف على باب الدكان رجل يضع على كتفه بردعة حماره الذي أودعه في اسطبل قريب ويسندها بيده حتى لا تنزلق، ويحمل باليد الأخرى سطلا محشوّا بالنخالة كي لا ينكسر البيض الذي سيقايضه بسلعة ما. وبعد أن ألقى بسلام مقتضب تسلل إلى الدكان وسط موجة من الغبار الذي أثاره إلقائه العشوائي للبردعة على الأرض المتربة. كظم الفقيه غيظه لما حل بالمكان من عجاج كان قد قضى ردحا من الزمن في تنظيفه. أحس الرجل بشيء من الخجل وليداريه بادر إلى تقديم طلبه إلى الفقيه، حيث ترجاه أن يعجل له بخياطة سروال وقميص على موضة الگولف التي كانت سائدة في ذلك الزمن، ليعود إلى تسلمهما في عصر نفس اليوم . فتقدم منه الخياط ليأخذ له المقاسات بالطول والعرض، ثم دعاه إلى شراء ثلاث أكياس لدقيق التضامن، فمن أثوابها كانت تصنع الملابس محليا للإناث والذكور. أشار البدوي إلى تلك المرصوصة في زاوية الدكان، ليخبره صاحب المحل أنها تخص زبائن آخرين. وقبل أن يهم الرجل بالمغادرة طلب منه الفقيه أن يبادر إلى اقتناء القليل من الشاي والسكر، ثم يوصلهما إلى صاحب المقهى المجاور، فيخبره أن يصنع الشاي على الطريقة التي يرتضيها الفقيه.

بعد مدة من الزمن، والفقيه منهمك في عمله، دخل عليه رجل وقور يرتدي جلبابا أنيقا وينتعل بلغة بيضاء نظيفة. في حين ظل مرافقوه وقوفا بالباب وأسمالهم تشي على أنهم خدمه، ويكد أحدهم في العناية بالسرج الأنيق الذي يرفعه على كاهله، بينما الآخر أنزل وعلى مهل قفة فيها خابيتي سمن وعسل، وأما ثالثهما فيداعب ناصية حصان قوي أسود والذي بدأ يصدر من منخريه القُبَعَ منفرا من احتشاد الأطفال حوله. تبادل الرجلان عناقا طويلا وتحدثا عن أمور كثيرة وهما يرتشفان الشاي. وبعد أن سلم الزائر للفقيه مجموعة أجواخ صوفية ليحيك له جلبابا، غادر الدكان وفي أثره حاشيته بأثقالها ودون أن يحتاج الفقيه إلى أخذ مقاسته، فذلك الرجل من أهم الزبائن الذين لا يتغيبون عن المحل طويلا.

وكانت خياطة الجلابيب من اختصاص الأئمة والفقهاء، ويتعلمونها خلال سنوات الحفظ القاسية، بعد أن يقضوا طفولتهم الأولى في معاونة الفقيه المعلم بفتل جدائل البرشمان اللامعة، التي تطبع الجلباب بجمالية أصيلة.
يتبع...



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفاء للصامدين على رصيف الموقف*
- فقيه القبيلة
- إمام القبيلة
- وتتوالا حكايات الوفاء
- البحر ضريخه
- لقطات لا تنسى
- مقهى السي إدريس
- ولك أوفياء يا حفيد الذئب
- وتستمر حكايات الوفاء
- رتابة الرتابة
- ويستمر الوفاء
- ذاكرة بسبعة أيام
- السينما المركزية
- سدُم ذاكرة أو المساء السبي
- النجعة الجبلية
- قصص قصيرة للوفاء
- قصص قصيرة حتى لا ننساكم
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: طريق جرادة
- قصة قصيرة: التيه


المزيد.....




- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - الجزء III