أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - قصص قصيرة للوفاء














المزيد.....

قصص قصيرة للوفاء


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 02:58
المحور: الادب والفن
    


إهداء: إلى كل الشرفاء الذين بصموا على ذاكرة المدينة ببساطتهم وأنفتهم، الحاضر منهم والغائب.
=======================


مجنون الرقص
ما أن تتناهى إلى مسمعه دقات الدفوف وأصوات المزمار على إيقاع "لعلاوي"* أو "النهاري"* و"المنكوشي"* حتى يقشعر جلده وترتعش أكتافه فترخي يده أحمالها، وتهز رجليه الأرض هزا، فتعلوا وجهه تقاسيم الجدية والسعادة الغامرة. ينتقل إلى أي مكان ولو كان بعيدا ليشارك الناس أفراحهم لأجل أن يرقص ليس إلا. يداعبه الجميع ويحاول الشباب تقليد خفته في الرقص، يخبط الأرض خبطا ممسكا بطرفي العصى يدور ويتلوى مع الإيقاع حتى تتطاير عمامته ويظهر صلعه ولا يهتم، يوجه القارعين على الدفوف إلى عدد الحركات، وإن أخطأوا واختل الميزان هددهم بعصاه. أينك يا بوتخيل الآن؟.

كروي القلب
يتابع مسار فريقه المفضل من بداية المواسم الكروية ولا تنتهي عنده أبدا. يحضر إلى حصص التدريب يراقب المدرب وهو يوجه اللاعبين، يصرخ فيهم إن تهاونوا ويصرخ في المدرب إن شق عليهم. يرافقهم إلى المباريات التي يخوضونها خارج مدينته. يتطاير الرذاذ من فمه وهو يصرخ طوال أطوار المباراة، يشجع، يشجب قرار الحكام الذي يراه مجحفا، يحتج على تغيير غير مناسب للاعب ما أو لبرودة الجمهور.عاش للكرة فقط .

بوغايدن*
قضى عمره وحيدا في غرفة واحدة بنيت من حجارة وسقفها من قصب وأخشاب. له عربة خشبية ويفتخر بعجلتيها الفريدتين واللتين تشبهان عجلات الدراجات النارية العسكرية في أفلام الحروب الألمانية. ينقل أغراض الزبائن إلى مختلف وجهات المدينة، معروف عند الجميع بالحزم والأمانة ولا يحب التفكه والتندر، قليل الكلام مغال في ثمن أجره عن تنقيلة لبضاعة ما. وإن تعب يسترخي داخل عربته فينام قرير العين وسط ضوضاء الشارع. ويتذكره الناس بعبارته الشهيرة لما انثقبت إحدى عجلتي عربته خلال عمله حيث قال "لعنة الله على من يضع ثقته في الحديد" شاخ وطرد من مؤواه فعاش في العراء شريدا حزينا ما تبقى من عمره مرتعشا من برد ومن هرم .

عاشقة الأساور
لها عينين ناعستين تكد في فتحهما مستعينة إلى ذلك بعضلات جبهتها حتى تجعدتا من كثرة التقطيب. تضع في معصميها الكثير من الأساور النحاسية والفضية والبلاستيكية، تتقلد مجموعة من السلاسل من معادن رخيصة، وقد علقت في أطرافها عدة أحراز وعيون وأكف لطرد كل الشرور التي تخالها تحدق بسلامتها. تغطي رأسها بأكثر من وشاح ولباسها متعدد الألوان. وتتمنطق بإزار تلم فيه أغراضها. تكون قد جاوزت عقدها الخامس في تطوافها بين الدكاكين والحواري والأسواق لتجمع الصدقات. تعرف الجميع بأسمائهم وأسماء من رحل من آبائهم، ترد بالرفض وتهدد بالضرب من يطلب يدها في مداعبات سمجة تصدر عن بعض الشباب. إنها "فاطنة" دامت لها الصحة ودام لها منا جميعا الوفاء .
-----------------------
-*لعلاوي والنهاري والمنكوشي : رقصات فولكلورية بشرق المغرب
-*بوغايدن : عتال معروف عند ساكنة العيون الشرقية
======================================
*كاتب من المغرب



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة حتى لا ننساكم
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: طريق جرادة
- قصة قصيرة: التيه
- قصة قصيرة عيساوة


المزيد.....




- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - قصص قصيرة للوفاء