أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - لقطات لا تنسى














المزيد.....

لقطات لا تنسى


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


طائرة الملعب البلدي
في صبيحة يوم ما حطت طائرة الهليكوبتر بالملعب البلدي، وكان قد سبقها إلى هنالك أفراد من القوات المساعدة ليهيؤوا المحطة لها بإبعاد لاعبي الكرة عن مدرجها المحتمل. وبعد لحظات فقط امتلأ الملعب بالجماهير ومن كل الأعمار والأجناس ليشاهدوا الطائرة وقد نزلت بمدينتهم، حجوا سِراعا من كل أحياء المدينة وتسلل التلاميذ من أقسام الدراسة وأغلق التجار الدكاكين وغادر الموظفون مكاتبهم متدافعين حتى لا تفوتهم الفرجة . كانوا يدققون في كل تفاصيلها ويقرؤون كل الحروف والأرقام المطبوعة على هيكلها ويحاولون فك سر وجود مروحتين متفاوتتي الحجم، وتطوع بعض الرجال لتنظيم الجماهير التي أفرطت في الإقتراب من الطائر العملاق. استمر الحال هكذا إلى عصر اليوم حيث عاد قائد الطائرة بصحبة رفيقه الجمركي واستغرب الحضور وجود رجل ثالث ضمن فريق الطائرة، ولم يكن إلا واحدا من أبناء المدينة البسطاء ويشتغل في حرفة البناء. وبعد لحظات رأوا عربة كاروا تقترب من الطائرة حيث سيضع صاحبها أحماله من الإسمنت والرمل وقضبان الحديد في جوف الهليكوبتر والتي ستقلع بعد ذلك وسط دوامات من الغبار الذي يدفع جموع الجماهير إلى التراجع بعد أن أعمتها الأتربة الصلصالية. مرت أيام عدة والساكنة تلوك خبر نزول الطائرة دونما الوصول إلى إجابة واحدة عن سبب مرافقة البناء لفريقها إلى السماء البعيدة. وجاء الخبر اليقين الذي سيشفي فضول الناس لما عاد البناء حيث أخبر الجميع أنه طار إلى جبال بوخوالي لترميم البناية حيث تتواجد الهوائيات الضخمة للنقل التلفزي.

الإسعاف...إلى أين؟
كان الوقت ظهرا من يوم السوق الأسبوعي حيث تمتلئ كل الأركان والزوايا والدروب في وسط المدينة بالمتسوقين الذين يقصدون هذا المركز للتزود بحاجياتهم المعيشية والأعلاف والبذور والأسمدة، أو حتى للغذاء وشرب الشاي في المقاهي الشعبية بعد أن يكونوا قد باعوا سلعتهم في السوق والمتمثلة غالبا في خروف أو دجاج أو حصائر أدمأت لنسجها أنامل النساء البدويات. فجأة يتناهى إلى الجميع صوت بوق سيارة إسعاف وهو يقترب منهم، وأكيد فلا وجود لمثل هذه العربة في المدينة ويعتمد الناس لنقل مرضاهم أو جرحاهم على سيارات الأجرة أو الجيران بل ومنهم من نقل مصابا على ظهر جرار أو عربة كارو. ولا يختلف إثنان على أن الإسعاف قادم ولا محالة من مدينة بعيدة، ولكن إلى أين يتجه في هرولته السريعة، فشمر الناس عن سيقانهم الدقيقة ليتراكضوا في أثر الإسعاف الذي يشق طريقه بصعوبة وسط الراجلين الذين تعودوا على المشي في الطرقات في غياب الأرصفة السالكة. الإسعاف تمشي بسرعة كبيرة والبدويون وهم الأغلبية التي تترصدها يكادون يتجاوزونها وقد تطايرت عمائمهم، والناس العاجزون عن الإلتحاق بالركض على جنبات الطرقات ينسجون الحكايات عن وجهة الإسعاف وتوحدوا حول إشاعة أن قد يكون قطار الواحدة ظهرا دهس أحدا ما في جنوب المدينة، ولما تجاوزت السيارة خط السكة الحديدية لتجد أمامها طريقا شبه فارغ من الناس أمعن سائقها في السرعة ليجد الراكضون وراءها أنهم عاجزون عن اللحاق بها، فعادوا أدراجهم إلى وسط المدينة يائسين وهم يلوكون الحكايات المختلفة عن وجهة الإسعاف طالبين اللطف من اللطيف.



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقهى السي إدريس
- ولك أوفياء يا حفيد الذئب
- وتستمر حكايات الوفاء
- رتابة الرتابة
- ويستمر الوفاء
- ذاكرة بسبعة أيام
- السينما المركزية
- سدُم ذاكرة أو المساء السبي
- النجعة الجبلية
- قصص قصيرة للوفاء
- قصص قصيرة حتى لا ننساكم
- قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة: طريق جرادة
- قصة قصيرة: التيه
- قصة قصيرة عيساوة


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - لقطات لا تنسى