أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - حتى القرآن يمنعونه عن النساء














المزيد.....

حتى القرآن يمنعونه عن النساء


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 07:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى القرآن يمنعونه عن النساء
مسكينة هذه المرأة التي تدور في مخيلة بعض المعممين الذين يتناولونها من كل حدب وصوب وكأنها لم تكن مخلوقة من نفس الخالق الذي خلق الإنسان على احسن تقويم . وحينما ذكرالقرآن الكريم هذا الخلق فقد ربطه بالإنسان دون ان يذكر لنا اي تمييز بين الأجناس والألوان والأقوام . وقد اكد لنا القرآن الكريم ذلك في عدة مواقع حينما خاطب خَلقَه هذا بالمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما (الأحزاب 35) . فلماذا إذن ينهش في لحم المرأة كل مَن هب ودب من بعض المعممين ، الذين لا يجدون ما يبرر تغطية رؤوسهم بسود العمائم او بيضها ليصبحوا في عداد مَن يُطلق عليهم رجال دين ، إلا موضوع المرأة ؟ فابتدعوا لها ومن بنات افكارهم كل ما ينتقص من كرامتها ويهمش إنسانيتها ثم نسبوا ذلك كله إلى النص الديني الذي لم يتطرق مصدره الأهم وهو القرآن الكريم لا من قريب ولا من بعيد إلى أمور نقص العقل او النجاسة او العورة لدى المرأة او تشبيهها بالدابة وغير ذلك الكثير من التقاليد التي اوجدتها المجتمعات الرجولية وفرضها بعض الفقهاء كثوابت دينية . إن جل ما تطرق إليه النص القرآني هو معالجة الحالة الإجتماعية للمرأة في العهد الجديد على شبه الجزيرة العربية بعد دخول الإسلام إليها . اما مسألة العورة ونقص العقل وملامسة الرجال للنساء او بالعكس وغير ذلك الكثير مما نُسب إلى السنة باعتبارها المصدر الثاني للإسلام فلا يتعدى كونه جزءً من آلاف الأحاديث التي يناقش صحتها او عدم صحتها كثير من المنشغلين بامور الفكر الديني والتي تعكس في كثير من الأحيان دين الفقهاء لا دين السماء .
وآخر البِدع التي ينشرها بعض المتفيقهين عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة هي النصيحة والإشارة إلى المرأة لما تقرأه وما لا تقرأه من القرآن الكريم وكأنهم يريدون تطبيق خرافاتهم في نقص عقل المرأة ونجاستها وكونها عورة قامت او قعدت ، كما تصورها عقولهم الضامرة ، على مجال قراءة القرآن ايضاً الذي لا يمكن لأي مؤمن ومؤمنة ان يضعه في موضع الإختيار أو الإنتقاء الكيفي فيقرأ هذا النص ويتجاهل ذاك حسب الأهواء والمزاج . وهذا بالضبط ما قدمه السيد رشيد الحسيني على موقع الفرقان حينما قدم نصيحته للرجال بالتمعن في قراءة سورة يوسف ، إذ ان هذا التمعن سيقود الرجال إلى التعفف ، كما تصرف يوسف ، في الوقت الذي نصح سماحته النساء بعدم قراءة هذه السورة لما فيها من المغريات التي قد تقود المرأة إلى ما لا يحمد عقباه حينما تطلع المرأة المؤمنة قارئة القرآن على تصرفات زليخة ومحاولاتها إغراء يوسف . والرابط التالي يقود لمشاهدة السيد بالصوت والصورة وهو يدلي بنصيحته هذه إلى النساء :


http://www.youtube.com/watch?v=O1EXH9NtUGM
لا ادري من اي مصدر فقهي إستبط سماحة السيد هذا التخريج الذي يتنافى اصلاً والقاعدة العامة والبسيطة جداً في نفس الوقت وهي تلك التي أكدها القرآن الكريم نفسه والتي تضع الرجال والنساء على المستوى العبادي الواحد دون تمييز بينهما في هذا الشأن وحسب منطوق الآية اعلاه من سورة الأحزاب . هل يتحمل سماحة السيد وزر الإنتقاء في قراءة القرآن الذي لا يجيزه القرآن نفسه حينما ينهى عن الإيمان ببعض الكتاب وترك البعض ، حيث يترتب على ذلك الخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردُّون إلى اشد العذاب (البقرة 85) .
في الحقيقة كنت أتابع مناقشات السيد الحسيني مع الطائفي بامتياز محمد الهاشمي على قناته الفضائية من لندن ، وكنت اعجب من مشاركته في مثل هذه المناقشات التي لم يستطع ان يبرر فيها مواقفه او يقنع الآخرين بما يأتي به من افكار مما سهل لثعلب الطائفية الهاشمي من إيقاعه في كثير من المواقف المُحرجة التي تستدعي الإشفاق عليه . إن رجلاً بهذا المستوى من التفكير يخرج على المسلمين اليوم لينصح قارئي وقارءات القرآن الكريم بما ينبغي عليهم قراءته أو عدم قراءته ليجعل من الإنتقاء حتى في كتاب الله الذي اراده ، كله وليس قسماً منه ، معيناً وطريقاً لهداية المؤمنين ولم يشر عليهم في اي موضع منه ان يأخذوا بآيات معينة ويتركوا آيات أخرى ، نقول ان رجلاً بهذا المستوى في فهم ما يترتب على المؤمنين والمؤمنات فيما يتعلق بقراءة القرآن الكريم ، باعتباره المرجع الأساسي للدين الإسلامي ، لا ينبغي له ان يضع نفسه مجدداً في موضع الإشفاق عليه ، فيلتزم السكوت الذي قد يكون بالنسبة له من ذهب فعلاً .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد الطائفية
- بماذا يؤمنون إذن ..؟ 2/2
- بماذا يؤمنون إذن ...؟ 1/2
- الحوار المتمدن في ذكراه الحادية عشرة
- مَن يضطهد شعباً لا يسعى لحرية شعب آخر
- التضامن العربي الكوردي على المحك
- الإسلام السياسي التجاري
- مطلب مشروع جداً
- القضاء والفقهاء
- المؤتمر الأول لهيأة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب الديني ...
- النسبية في الإيمان
- سيظل نشيدالجماهير مدوياً ... رغم الكبت
- المواطن يسأل ... فهل من مجيب ؟
- شو صارت مزعطة ...
- تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد
- الإصطفاف الجديد للقوى الوطنية والديمقراطية العراقية
- تدَني التدَيُن
- مفهوم الأخلاق عند الحكومة وعند الشعب
- الصهيونية والسلفية وجهان لعملة واحدة
- حتى يغيروا ما بأنفسهم !!!


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - حتى القرآن يمنعونه عن النساء