أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد















المزيد.....

تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد
جميع المقابلات التلفزيونية والصحفية والإذاعية التي إستمعت إليها لحد الآن والتي تحدث فيه المتحدثون عن عملية هروب الإرهابيين من سجونهم المرة تلو المرة وخاصة في عملية الهروب الأخيرة التي تمت بهجوم على سجن تكريت وأستيلاء الإرهابيين على السجن وتحرير اقرانهم منه ، تحدثت عن سبب واحد لكل ذلك . وهذا السبب هو ليس عدم كفاءة حراس السجن أو إهمالهم لواجباتهم . فالشرطة المساكين لديهم واجبات معينة ومقننة تدلهم على كيفية القيام بالواجب المكلفين به والمنوط بالأوامر الصادرة لهم من الجهات العليا بين مراتب الضباط الكبار . كما ان هذا السبب ليس رداءة المبنى التي سهلت للسجناء إختراق جدرانه وتهديمها بما لديهم من أدوات بسيطة لا ترقي إلى معاول الهدم . كما ان هذا السبب لم يكن إنعكاساً لموقف اهالي تكريت من السجناء ووقوفهم إلى جانبهم ووضعهم إدارة السجن تحت الضغط لتسهيل عملية هروبهم . ولم اسمع ممن تحدثوا حول هذا الموضوع سواءً من اهل تكريت او اهل بغداد او ما تحدث به الناس في مناطق اخرى من العراق عن اي سبب يتعلق بالأمور الفنية او العمرانية التي كانت تكتنف السجن او السجون التي تكررت فيها عمليات الهروب والتي كانت السبب الرئيسي لهذه الكارثة الأمنية التي اصبح فيها عتاة المجرمين المحكومين بالإعدام والذي لم ينفذ حكم الإعدام الصادر بحق سبع واربعين منهم منذ شهور ،إلا ان سبب الهروب هو الكامن ايضاً وراء عدم تنفيذ هذه الأحكام . فما هو هذا السبب الذي لم يختلف إثنان في العراق عليه والذي يسبب لنا هذه الكوارث اليومية التي إشتدت وطأتها على الناس خلال الأشهر الماضية وبالضبط منذ بدء تقديم الهاشمي إلى المحاكمة ومن ثم صدور الحكم عليه ؟ ما هو هذا السبب الذي الذي يبدو وكانه معروف حتى للطفل العراقي وليس للسياسيين النشامى في هذا الوطن الذي أبتلي بهم معممين كانوا او افندية ، من سياسيي الصدفة الذين يجهلون ابجدية لغتهم فكيف بأبجدية السياسة إذن ؟ إن هؤلاء الساسة يمثلون نفس المسرحية التي تعودنا على مشاهدتها وسماعها حتى القرف والتي يمثل فيها كل منهم دور البريئ من هذا السبب القاتل شاكياً متضرعاً ماسحاً جبينه المكوي ببقع الباذنجان التي إن دلت على شيئ فإنما تدل على مدى إسوداد قلبه قبل جبهته ، باكياً بكاء التماسيح على الإنتهاكات الأمنية وهو الضالع بها حتى النخاع والمسبب لها حسب الأقوال التي يرددها الشارع العراقي والتي لا تشير إلا إلى الفساد المالي والفساد الإداري وإبتزاز الأموال وأخذ الخاوات وتقاضي الرشاوي المنظمة والمقاولات المليونية الضخمة التي تعقد على حساب قوت الشعب وامنه وما يطالب به منذ سنين من خدمات في مختلف المجالات الحياتية . السرقات والسلب والنهب في دولة الإسلام الجديد الذي يسوقه هؤلاء وكأنه النحيب وإقامة العزاء والركض او السير على الأقدام لمئات الكيلومترات وغير ذلك مما اصبح تجارة رابحة ايضاً لهم ولوكلائهم وأقرانهم من ناشري الخزعبلات الدينية والفتاوى الهزلية . اما قوت الناس وحياة الثكالى وانين اطفال الشهداء والحياة في بيوت الصفيح في البلد الذي ينهب دهاقنة الإسلام السياسي خيراته باسم الدين كل يوم ، وإهمال بل وتدمير البنى التحتية والثراء الفاحش الذي دخل فجأة على مَن لم يكن يملك شروى نقير فأصبح من ذوي القصور الفارهة والحسابات الضخمة خارج العراق ولا يتردد بتكرار المسرحية التي ينوح فيه على العدالة والقانون وهو إما مزور شهادة او زيتوني الأمس اخضر اليوم او نشط في تجمعات من وكلاء النواب او الوزراء او المتنفذين في الأحزاب الحاكمة أو اية مهنة أخرى ينأى عنها كل مَن يملك ولو ذرة من الضمير. إلا ان كلمة الضمير هذه اصبحت في عراق دولة الإسلام السياسي ، في دولة المحاصصة والشراكة في سلب الوطن وخيرات اهله ، اصبحت هذه الكلمة مجهولة في قواميس ساسة العراق الجدد إذ ان قواميسهم هذه إحتشدت بكل المفردات القبيحة والساقطة التي ألفها الشعب العراقي اثناء دكتاتورية البعث المنهارة لتستمر بعد هذا السقوط من قِبل أولي الأمر الذين وضعهم الإحتلال الأمريكي على قمة السلطة واستمروا في هذه السلطة حتى الآن دون ان يتحرك فيهم وازع من ضمير او وجدان لما تعانيه جماهير الشعب العراقي من بؤس في الحياة وانتهاك للأمن وخراب في البلد وسلب ونهب للخيرات وتراجع رهيب في العلم والمعرفة وانتشار للخرافة وهدر للثقافة وإهمال متعمد لإصلاح ما خربته البعثفاشية في كافة مجالات الحياة ، وقد زاد عليها خريجو جامعات سوق إمريدي في الطب والهندسة والفيزياء والذرة والميكانيك والزراعة والصناعة بكل فروعها ، زادوا على كل هذا الخراب فيضاً من علومهم التي إكتسبوها في جامعاتهم التي يحتل ثلاثون الف من خريجيها مواقع متميزة في قيادة العراق الجديد.
فإلى متى الصمت ايها الناس ؟ إلى متى تظل ألسنتكم تكتم امام المسؤولين ما تصرح به علناً على الشارع ؟ إلى أي حد يسمح الإنسان العراقي بأن يساق خلف التبجحات التي تصف نفسها بالدينية وما هي إلا هرطقات جهلة وتقولات كذابين ينسبونها إلى مقدسات إسلامية حقة لا ولن ترضى بمثل هذا الظلم والإنتهاك وسرقة الخيرات وكل ما يتعرض له الشعب العراقي منذ مجيئ هؤلاء المدعين إلى قمة السلطة ، ولنا في حياة الإمام علي بن أبي طالب (رض) المثل البارز لمَن يدعي من مثل هؤلاء السير على نهجه ، وما هم إلا أعداء لهذا النهج وبالتالي فهم أعداء لصاحبه .
ألشعب العراقي الذي قال لا للصراع العثماني الصفوي الأهوج بغية التسلط على مرافق وطنه والذي ظل يصرخ باسم العراق فقط ، والذي قال لا للإحتلال الإنكليزي في ثورة العشرين ، والذي قال لا لمعاهدات العبودية في ثلاثينيات القرن الماضي ، والذي قال لا لبورتسموث ومخابرات نوري السعيد وبهجت العطية ، والذي قال لا بإضرابات عماله في البصرة وبغداد وكاورباغي وغيرها من الإنتفاضات العمالية التي هدت مضاجع حكام العهد الملكي البائد ومخابراتهم وجواسيسهم بالرغم مما نصبوه من مشانق وما اسسوه من سجون .الشعب العراقي الذي قال لا بإضرابات واعتصامات طلابه ومثقفيه حينما دعاهم الداعي للوقوف بوجه المد الإستعماري وشركاته وعملاءه. الشعب العراقي الذي قال لا في إنتفاضاته في خمسينات القرن الماضي ضد سياسة وكلاء التاج البريطاني . الشعب العراقي الذي فجر ثورة الرابع عشر من تموز التي قالت لا للإقطاع ورموزه وقوانينه السائدة آنذاك . الشعب العراقي الذي قال لا لدكتاتورية البعث التي نالت ما نالت منه لأربع عقود من تاريخه الحديث . إن هذا الشعب لقادر ان يقول لكم يوماما لا ايضاً ، يا سياسيي الصدفة ، وعندئذ سيكون :
" يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " ( سورة قاف ، الآية 42) " فذلك يومئذ يوم عسير " (المدثر ، الآية 9)



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصطفاف الجديد للقوى الوطنية والديمقراطية العراقية
- تدَني التدَيُن
- مفهوم الأخلاق عند الحكومة وعند الشعب
- الصهيونية والسلفية وجهان لعملة واحدة
- حتى يغيروا ما بأنفسهم !!!
- لله درك ايها الشيخ الصغير
- لنحمي القضاء العراقي من الإنفلات
- الشعب الذي لا يثور
- الخطاب المخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الثالث وا ...
- الخطاب المخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الثاني
- الخطاب المُخادع علامة فارقة للإسلام السياسي - القسم الأول
- دور ومستقبل الخطابين اليميني الديني واليساري الديمقراطي على ...
- مآل التنكر لمبدأ حق ألأمم والشعوب في تقرير مصيرها
- سأكون شاكراً للسيد سليم مطر لو دلني على بيتي العامر في اربيل
- السماح باقتناء السلاح يقوي خطر الإرهاب ويساهم في هدم الأمن
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي ومهمات المرحلة
- الأنفال نص ديني مقدس أم سُلَّم للجريمة ؟ مع آلام ذكراها
- انقدوا القرآن من هؤلاء المهرجين
- ثلاثة أيام من التضامن الأممي
- هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد