أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟















المزيد.....

هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟
الحقيقة التي افرزتها الإنتفاضات الجماهيرية في المجتمعات العربية اجابت على السؤال القائل : هل ان إستمرار الأنظمة الشمولية في هذه المجتمعات ولعقود طويلة من الزمن كان بسبب قوة هذه الأنظمة او بسبب تشتت وضعف القوى المعارضة لها ؟ الجواب على هذا السؤال اصبح واضحاً الآن بعد ان سقط بعض هذه الأنظمة وظل البعض الأخر يترنح ماثلاً إلى السقوط السريع ، في حين حل الخوف والفزع الذي كان ينشره النظام بين الجماهير في قصور البعض الثالث الذي ينتظر السقوط الحتمي مهما عمل على إطالة بقاءه .
يتجلى الوضوح في الجواب على هذا السؤال من خلال دراسة واقع الأنظمة الشمولية جميعاً ، والمنطقة العربية لا تشذ عن ذلك ، التي تزداد قوة جبروت وتسلط وتطورالأجهزة القمعية فيها بمرور الزمن وطيلة فترة بقاء حكامها في السلطة . أي ان هناك علاقة ثابتة اقرتها كل الوقائع التاريخية تشير إلى التناسب الطردي بين جبروت وقمع النظام ومدة بقاءه في الحكم . وما ذلك إلا نتيجة لتطور أساليب القمع في الملاحقة والسجون والتعذيب والتغييب . هذا إضافة إلى إزدياد الواردات المالية التي خصصتها هذه الأنظمة لمسايرة التقدم التقني والحداثة في أساليب حمايتها التي لم تعد اجهزتها الأمنية باساليبها القديمة بقادرة على تحقيقها . إن كل ذلك يشير إلى ان هذه الأنظمة أصبحت ذات قوة وحصانة ومنعة بتقادم وجودها على قمة السلطة السياسية وبذلك تنوعت وتجددت اساليب قمعها والوسائل التي سلكتها لحماية هذا الوجود.
لقد بدى هذا الوضع السائد في المجتمعات العربية وكأنه يشير إلى الديمومة التي لا نهاية منظورة لها . إذ لا توجد قوة سياسية على الساحة تستطيع الوقوف بوجه هذا النظام او ذاك الذي عمل بكل ما بوسعه، ليس لتحديث وزيادة حجم وعدد اساليب تسلطه وجبروته فحسب ، بل انه عمل أيضاً على شراء الذمم لبعض العاملين على الساحة السياسية أفراداً وجماعات . ومَن يسأل عن اسباب تبلور هذه الصورة القاتمة يجد الجواب في فراغ الساحة السياسية من تلك القوة التي تستطيع الوقوف بوجه النظام بالرغم من الحقيقة الأكيدة القائلة بأن الأغلبية العظمى من الناس في اي مجتمع من هذه المجتمعات هي ضد النظام الحاكم وتستهجن كل ما يقوم به وتعلم علم اليقين اين تصب توجهاته وكيف تعيش الفئة المتربصة على قمة السلطة فيه وكيف انها تنعم بالحياة المرفهة على حساب قوت الطبقات الفقيرة المعدمة التي تزداد جموعها كل يوم . فكيف يستقيم الأمر إذن بنظام غير مرغوب فيه من قبل الأكثرية ؟ إن غياب الديمقراطية التي تسمح للمواطنين بتحديد ماهية النظام الحاكم فسحت المجال امام هذه الأنظمة لأن تعمل بكل الوسائل المتاحة لها على إطالة فترة غياب الديمقراطية عن الساحة السياسية لتنفرد بأمر الحكم ، وقد نجحت في ذلك لعقود عديدة من الزمن . إن غياب الديمقراطية هذا لا يعني بأي حال من الأحوال غياب المؤمنين حقاً بهذه الديمقراطية في مثل هذه المجتمعات . إلا ان الإيمان بالديمقراطية والعمل على تفعيلها امران مختلفان تماماً . إذ ان القناعة التي تُمارَس بين أربعة جدران في المحافل والأندية الفكرية وبين رفوف المكاتب ومن خلال القراءات السجينة ، تختلف عن تلك القناعة التي تُمارَس على الشارع وبين صفوف المعنيين فعلاً بتفعيل هذه الديمقراطية على الواقع العملي وليس النظري فقط . وهذا ما ادركته وحققته الثورة المعلوماتية التي فسحت المجال لخروج المارد الديمقراطي من قمقمه المغلق إلى فضاء الجماهير التي تطلب التغيير منذ أمد بعيد ، إلا ان العوز والجهل والتشتت هو الذي حال بينها وبين هذا التغيير المنشود . الثورة المعلوماتية التي سخرها شباب ناقم ثائر على واقعه لتخرج بهذا الواقع إلى العلن ، والتي تلقفتها الجموع التي كانت كالهشيم الذي ينتظر الشرارة الأولى ليشتعل ناراً تضيئ وتحرق في نفس الوقت .الثورة المعلوماتية التي مهدت بحركات بسيطة لتحقيق تجمعات لم يدعو لها حزب معين او تقودها منظمة بذاتها، أفرزت حقيقة لا مجال للجدال فيها ملخصها تحقيق ما عجزت السياسة التقليدية لأحزاب وتجمعات المعارضة السياسية للأنظمة القائمة منذ عشرات السنين على تحقيقه . أفرزت لقاء أفراد وجماعات لم يعرف بعضها البعض من خلال تنظيم معين او نشاط مسبق ، جماعات كانت حتى الأمس القريب مشتة المواقع حتى وإن إلتقت في هدف تبني الديمقراطية ، ولكن كل في موقعه . وحينما إلتحم الفكر بالموقع واصبح الشارع بجموعه التي اصبحت مليونية في بعض الأحيان ، لا الأندية والمكاتب ، المكان الذي أخرج هذا الفكر من زوايا إختفاءه من خلال الهتافات العارمة والمطالبات الهادرة التي وحدها الهدف المشترك ، بدأت هذه الأنظمة القوية الجبارة تتهاوى امام الجموع التي لا تملك من السلاح والذخيرة والتقنية الحديثة في المواجهة المسلحة مثلما بحوزة هذه الأنظمة . إلا ان هذه الجموع اصبحت تملك سلاحاً أقوى وأمضى ألا وهو سلاح وحدتها نحو هدفها المنشود الذي أصبحت تردده على الشوارع والساحات والمتمثل بإسقاط النظام وسلمية هذه الجموع الغاضبة ،فوحدتها جديرة بدحر أي سلاح آخر .
المثل القائل : ما ضاع حق وراءه مُطالِب ، حققته الثورة المعلوماتية الحديثة ووسائلها التي سهلت إلتقاء هؤلاء المطالبين ليعلنوا مطالبتهم بهذا الحق بعد ان كان كل منهم يطالب به من داخله فقط وفي احسن الأحوال بين اهله وأصدقاءه ومن يثق بهم فقط .
فهل تسري هذه الحقائق ، التي تمخضت عنها الوحدة التي تحققت لقوى لم تلتق يوما ما فالتقت على طريق الحرية والديمقراطية هذا ، على الأوضاع السائدة الآن في وطننا العراق ؟ أعتقد ان كل عراقية وعراقي عانوا الأمرين من إستمرار هذا النهج الذي عليه السياسة العراقية اليوم لا يمكنهم ان يجيبوا إلا بنعم على هذا السؤال ، نعم لوحدة المطالبين بحقوقهم المهضومة ، نعم لوحدة لمُهَمَشين ، نعم لوحدة كل المؤمنين بتحقيق غد أفضل للعراق وأهله من خلال تطبيق سمة العصر التي تتجلى بالديمقراطية بكل مبادءها واسسها بدون اي تزييف او تمويه .
إلا ان الوضع القائم في وطننا العراق قد يختلف اليوم عن الأوضاع السائدة في المجتمعات العربية . ويبرز هذا الإختلاف من خلال مطالبة القوى العراقية المؤمنة بالديمقراطية بإصلاح النظام لا بإسقاطه . وهذه بادرة يجب ان يتلقفها النظام ويعمل على تفعيلها قبل ان ينفذ صبر الناس وتطالب بالمزيد، حيث سيتفاقم ألأمر على القائمين على هذا النظام إن إستمر بهم العمل على هذا المنوال . إن المطالبة بالإصلاح التي بدأت بها الجماهير العراقية في الخامس والعشرين من شباط عام 2011 مطلب وحق من حقوقها التي يجب ان تنتزعها إنتزاعاً عبر نضال وطني تتبناه القوى المؤمنة بإنتزاع هذه الحقوق ، وما هذه القوى إلا تلك المؤمنة إيماناً حقاً ، لا تزلفاً ، بالديمقراطية الحقة ومبادءها المعروفة علمياً.
لذلك فإن تفعيل هذه المطالبة اصبح اليوم مهمة الديمقراطيين العراقيين الذين يجب ان يستوعبوا تجربة التجمعات الجماهيرية التي اسقطت انظمة وزعزعت مواقع اخرى لا بقوة سلاح ، بل بقوة وحدة النداء والسير على ذات الهدف وإن إختلفت المشارب وتعددت المذاهب .فهل سنأخذ بهذا الدرس؟ درس الوحدة من اجل الديمقراطية فقط ، بعيداً عن كل ما قد يسبب الإختلاف والنفور والتباعد ، إذ ان الديمقراطية للعراق هي أدعى لوحدة الديمقراطيين في إتحاد يجمع شملهم ويوحد كلمتهم ويسعى إلى تحقيق هدفهم ، وما التيار الديمقراطي العراقي إلا محاولة صادقة في هذا المجال تنتظر المساهمة والتطوير والمساعدة على تجاوز كل ما يمكن ان يكون سبباً لعثرة او تلكؤ على هذا الدرب الإنساني النبيل .والدعوة عامة لجميع الديمقراطيين العراقيين .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التيار الديمقراطي العراقي ...؟
- صرح للديمقراطية
- تحقيق الذات في إزالة العورات ... أو ؟
- يا سامعين الصوت ... صلوا عالنبي
- حذاري ... حذاري من الدولة الدينية ، فإنها دكتاتورية بامتياز
- هل فشل المشروع الأمريكي في العراق ؟
- خُذ الشور من هذا البروفيسور
- الصراع على ملئ فراغ إنسحاب الأمريكان من العراق
- الحوار المتمدن ... عقد من النضال ألثقافي والإعلامي الهادف
- أردوغان ذو المنطق المفلوج
- ما أوضحه الخاقاني لما إختلفوا فيه من المعاني
- لو فرضنا ...
- فَتِّش عن الإسلام السياسي
- الملف السوري بين الواقع والطموح
- الحقد على الشيوعيين يعمي القلوب قبل الأبصار
- هشام لا تغضب ...
- متسولو القذافي بالأمس ... اين هم منه اليوم ؟
- لا بديل عن التفاوض مع المناضل الأممي عبد الله أوجالان
- دولة بلاد الرافدين الجديدة إسمها - خان إجخان -
- لماذا تصمت المرجعية الشيعية أمام هذا التهريج ؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هل من مبرر بعد لتشتت الديمقراطيين العراقيين ...؟