أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الحقد على الشيوعيين يعمي القلوب قبل الأبصار















المزيد.....

الحقد على الشيوعيين يعمي القلوب قبل الأبصار


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الذي لا يخفي فرحته بقتل إنسان بسبب فكره وهو يختلف معه في هذا الفكر يعبر عن مستوى من التخلف لا يمكن ان يقارن بغير مستوى ريادة الجريمة كوسيلة لتحقيق غاية ما. والغاية في قتل هادي المهدي قد تحققت للبعض بإنهاء صوت عراقي نذر نفسه للدفاع عن العراق واهله وما يتعرضون له من نهب وقتل وسلب وجرائم وابتزاز وتهجير وإهمال وإذلال سواءً من قبل الأحزاب الحاكمة وميليشايتها المسلحة أو من قبل عصابات الإرهاب البعثفاشية القاعدية عربية كانت ام اجنبية . حينما يعبر إنسان عن عدم أسفه وعدم المه ، لا بل فرحه على جريمة إنهاء صوت يدافع عن حقوق الناس وآسفاً أن "" يجد هذه الضجة الإعلامية على مقتل محرض للفتنة وعصابي وشيوعي بعثي من امثال الصحفي العراقي هادي المهدي """ فإن ذلك يشير إلى مدى إستهتار هذا المُتشفي بقتل هادي المهدي وبكل ما يشكوا منه الناس بحيث ان عقله الذي لا يستوعب الغير المختلف جعل من هذه المطاليب الجماهيرية التي يلهج بها كل فقير وتنوح بسببها كل ارملة ويستصرخ بها كل طفل ضمير مَن بقي لهم شيئاً من الضمير في هذا البلد المُستباح من عصابات هذا المتشفي ، جعل من كل ذلك " تحريض للفتنة " التي يستحق صاحبها القتل .
لا نريد ان ندخل مع هكذا متخلفين فكرياً في نقاش حول اطروحة قتل الغير المختلف والذي يبدو بأنه لا يعارضها ، إن لم يقف إلى جانبها تماماً ،كما عبر عن ذلك في موقفه من قتل الشهيد هادي المهدي بسبب ممارسته لعمله كإعلامي لا يجامل الحاكم ، بل انه لا يتوانى عن وضع النقاط على الحروف في سياسة هذا الحاكم . أي ان المتشفي بقتل هادي المهدي مؤمن بإجراء كهذا ولا يأسف على جعله كظاهرة تعم الشارع العراقي وتتصدى لحملة الفكر الذي لا يصمت على إعوجاج الحاكم وخطاياه خاصة إذا كانت هذه الخطايا تمس قوت وأمن وحياة الشعب بمجموعه وليس فئة واحدة منه ومن المجاميع المتزلفة الغارقة حتى أذنيها في هذه الخطايا والغارقة في مستنقع الحاكم والساكتة عن جناياته ، وهذا الذي يعبر عن عدم أسفه ولا ألمه بسبب هذه الجريمة وربما بسبب أية جريمة قتل يلقاها المختلف معه فكرياً ، ربما يعلم بأن الساكت عن الحق شيطان اخرس .والأدهى من ذلك كله ان يتنبأ صديق الكواتم هذا بالمزيد من " قتل الشيوعيين بقيادة فخري كريم واحداً واحداً " كما عبر عن ذلك يكلمة التشفي التي اطلقها على الموقع الإلكتروني : عراق القانون في 11.09.2011.
إلى ذلك قادته بنات افكاره . إلى قتل الشيوعيين الذي عاد بذاكرتنا إلى نفس الدعوة التي ترددت في البيان 13 السيئ الصيت الذي اطلقته زمر البعث المجرمة في الثامن من شباط عام 1963. وعاد بذاكرتنا إلى ما جرى بعد ذلك للشيوعيين والقوى الوطنية الأخرى المناهضة لدكتاتورية البعث وللتصفيات الإجرامية التي نفذها ناظم كزار وبرزان التكريتي ومن لف لفهم إبان حقبة الدكتاتورية البعثية الساقطة . ومَن عاش فترة الحكم الملكي عاد تنبؤ هذا المتشفي بقتل هادي المهدي بذاكرته أيضاً إلى جرائم قتل وإعدام الشيوعيين من قبل جلاوزة بهجت العطية وأجهزة أمنه التي شكلت شعبة سمتها بالشعبة الخاصة التي إنطلقت في خصوصيتها هذه صوب ملاحقة الشيوعيين الذين رأت فيهم أصلب المناضلين والمدافعين عن حقوق الشعب والوطن ضد ألإستعمار البريطاني ومؤسساته وقواعده العسكرية في وطننا . وهنا لابد لنا من ان نسأل هذا المتشفي بقتل هادي المهدي والمتنبئ بقتل الشيوعيين في المستقبل من أي مستنقع من مستفقعات مكافحة الشيوعية إستلهم إفكاره التي قادته إلى هذه النتيجة التي يتمناها للشيوعيين وأصدقاءهم ؟
لا نريد ان نناقش هذه الروح السادية وهذا الفكر القمعي لدى إنسان قد يدعي ما يدعي من المبادئ والقيم والأخلاق ، إلا ان المعروف عدم وجود اية مبادئ وقيم وأخلاق تُبيح القتل على هذه الشاكلة التي يريدها هذا " المتنبئ الجديد " للمخالفين لرأيه ، اللهم إلا إذا إنطلق هذا من تبني الحقيقة المطلقة التي لا تسمح بوجود " حقائق " أخرى إلى جانبها ، وما هذا إلا التخلف الفكري بصميمه والذي يسير عليه كل القتلة المجرمين الذين يبررون جرائمهم بامتلاكهم للحقيقة المطلقة دون سواهم .
بل ان ما نريد مناقشته مع المتشفي بقتل هادي المهدي هو هذا التشابك والتلاطم بالأفكار والجهل بالأوصاف التي اطلقها على الشهيد . فهو يعتقد بأن هادي المهدي شيوعي بعثي في آن واحد . إنه إكتشاف جديد في عالم الإنتماءات الحزبية . ربما ينطلق هذا المتنبئ الجديد بقتل الشيوعيين من تجربته الخاصة في بعض الأحزاب الدينية العراقية التي ضمت إلى صفوفها نشطاء بعثيين سابقين أطلقت عليهم صفة التوابين ، أي الذين تابوا في حضرة هذا السيد او ذاك فزودهم بدوره بصكوك الغفران ليكونوا بعدئذ من مؤمني وقياديي ونواب ووزراء وممثلي هذا الحزب او ذاك من الأحزاب الحاكمة اليوم في عراق ما بعد البعثفاشية. نقول ربما ينطلق المنتنبئ هذا من تجربته هذه فيعكسها على الحزب الشيوعي العراقي الذي نال وبقية القوى الوطنية الأخرى ما نال من جرائم دكتاتورية البعث الساقطة ، وهو متضامن مع هذه الأحزاب في حسها الوطني حتى اليوم بالرغم من إختلافه معها فكرياً ومنهجياً . ولكن ليقل لنا المتنبئ هذا لماذا هذا الإصطفاف مع المقبورين من أعداء الشيوعية سواءً في العراق بدءً من مخابرات نوري السعيد وانتهاءً بعصابات مخابرات البعث أو من خارج العراق بدءً من ميكافيلي وهتلر ومروراً باسامة بن لادن وكل من يسير على هذا الدرب الذي اثبت السائرون عليه بأن عداءهم للشيوعية سوف يتنهي بهم لا محالة للعداء لكل ما يصب في درب النضال الوطني المعادي لكل القوى الوطنية الأخرى وليس للشيوعيين وحدهم . ولو أجهد نفسه مَن يتشفى بقتل مُطالب بحقوق الناس ليتحرى عن اسباب قتله وهل ان ما طرحه فتنة ، كما يدعي مَن يتهم الشهيد بإثارة الفتنة أم أنها مطاليب مشروعة لكل الناس وربما للمتشفي نفسه إن كان يعيش كبقية المواطنين في بلد غني بفقراءه .
لقد كتب الشهيد هادي المهدي :
"" ترى كيف اصبح ابرز خادم البعث ربيب لؤي حقي ( ابن صدام الثالث بالتبني ) ناطقا باسم حزب الدعوة وكيف اصبحت انا متهم بالبعث ؟؟ كيف امسى من تزلف وتملق وتربى في مؤسسات المقبور عدي صدام واعني به النائب ( علي الشلاه ) كيف اصبح عضوا في برلمان العراق وممثلا لحزب الدعوة والناطق باسم شهداء الدعوة ودولة القانون وشتام التظاهرات الساخر من تطلعات العراقيين ؟؟ من هو البعثي اذن يا كوادر الدعوة تعالوا نتكاشف امام العراقيين وامام قبر السيد محمد باقر الصدر قدس .. دولة رئيس الوزراء يتهم التظاهرات بالبعث وهو يضم لحزبه وقائمته اشهر خدام البعث ويدفعه ليحتل قناة العراقية ويشتم ويشكك بالتظاهرات .. ليسال نوري المالكي وحزب الدعوة من هو علي الشلاه ومن انا ومن هم المثقفين الشرفاء الذين خرجوا في تظاهرات الجمعة .. لقد قالها بهاء الاعرجي الشجاع في حرم البرلمان وبوجه علي الشلاه ( انت بعثي وعدو الشعب العراقي وربيب مؤسسات البعث ) الم يسمع بذلك المالكى وعلي الحلي وعلي الاديب والركابي .. ام تراهم يجهلون بتاريخ العراقيين ويتورطون بدفع بعثي خدم لؤي حقي وتلقى منه ضربه شهيره بحذائه على جبهته ليوجهوه ويدفعونه لشتم من هم ارفع قامة وانقى تاريخا وتضحيات منه ومن العديد من امعات السلطة والاحزاب ؟؟ من هو البعثي الان يا حزب الدعوة ويا دولة القانون ويا دولة رئيس الوزراء انا وبقية المتظاهرين الشرفاء ام صاحبكم والناطق باسمكم علي الشلاه ؟؟ اريد الرد ان كنتم تملكون شجاعه ووطنية ودين وانى اقيم الحجة عليكم امام الله والعراقيين ."""
فباي من هذه الأقوال الواضحة تكُذب ، ايها المتنبئ بالقتل ، حتى يصبح هذا القول فتنة كما تدعي ؟ وهل إستلهمت وصف الشهيد بالبعثي من نفس هذه المصادر التي رد عليها الشهيد ؟ فإن كان الأمر كذلك ، فأنت مُطالَب بالإجابة على هذه الأسئلة لأنك شريك في الإتهام .
ولكن السؤال الذي يظل يتردد هو لماذا كل هذا الحقد على الحزب الشيوعي العراقي وقد اثبت خلال السنوات الثمان الماضية وبعد سقوط دكتاتورية البعث تعامله مع الوضع الجديد من قناعة الإيمان بالوطن والعمل على رفع شأنه والإرتقاء بمستوى اهله فلم يسرق ممثلوه في الوزارات التي شغلها كما سرق اقرانهم من كافة الأحزاب المُمَثلَة بالحكومات العراقية سابقاً ولاحقاً ، ولم يتوانى عن الدفاع عن حقوق الناس بدءً بالبطاقة التموينية التي جعلها في مقدمة مطاليبه ،مروراً برفضه واستنكاره للطائفية المقيتة التي لم تأت بغير الإرهاب والقتل والتهجير والتي تمارسها كل الأحزاب الحاكمة اليوم ومنذ سقوط دكتاتورية البعث وانتهاءً وليس توقفاً عند نقص الخدمات وانتشار البطالة والغلاء المنتشر والفساد المستشري في كافة اجهزة الدولة التي يشرف عليها من لا يبدأون كلامهم إلا بالبسملة ، وما أدراك ما وراء هذه البسملة .
كل ما نريد الختام به هنا هو ان ننادي مثل هؤلاء الذين يتشفون بقتل المعارضين لسياسة الحكومة العراقية الحالية ، المعارضين لا بالسلاح بل بالفكر داعين إلى ألإصلاح لا إلى الإسقاط . كل ما نقوله للمتنبئين ، وقد يكون تنبؤهم هذا تحريضاً ايضاً بقتل الشيوعيين ، أن يفتشوا عن الموقع الذي يقفون عليه في العداء للشيوعيين العراقيين ، ومدى قربهم في موقعهم هذا من كل الجبابرة الطغاة الذين سبقوهم فلم يذكر التاريخ اي واحد منهم سوى بلعنات الشعوب ولم ينته بهم الأمر إلا لمزبلة التاريخ .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشام لا تغضب ...
- متسولو القذافي بالأمس ... اين هم منه اليوم ؟
- لا بديل عن التفاوض مع المناضل الأممي عبد الله أوجالان
- دولة بلاد الرافدين الجديدة إسمها - خان إجخان -
- لماذا تصمت المرجعية الشيعية أمام هذا التهريج ؟
- هدنة رمضان
- رحيم الغالبي ... عاشق المنبعين ، الوطن والشطرة
- البعثفاشية والإسلام السياسي في العراق يغتالان ثورة الرابع عش ...
- رحيم الغالبي الذي مرَّ بأثقل ألأحمال على - جسر من طين -
- بين حافِرها ونَعَلْها
- شمرة عصا... بين النظام العراقي ودكتاتورية الدولة الدينية
- بين الحقيقي والمزيف المزوّر على الساحة السياسية العراقية
- مو عِدنا...
- برمجة إستغباء الناس في خطاب الإسلام السياسي
- وسقط المالكي ...وماذا بعدئذ...؟
- ديمقراطية العمائم هي التي فشلت بالعراق
- ايها الجبابرة الطغاة ... اين المفر ؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- قاسم العطاء بين ملاعب الشعب والكشافة والزوراء
- أصداء العيد السابع والسبعين للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الحقد على الشيوعيين يعمي القلوب قبل الأبصار