أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - يا سامعين الصوت ... صلوا عالنبي














المزيد.....

يا سامعين الصوت ... صلوا عالنبي


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ترنيمة كان يطوف بها شوارع بعض المدن في جنوب العراق رجال يملكون صوتاً قوياً ومسموعاً لقاء اجور يتقاضونها ممن فقد شيئاًما ويبحث عنه ولكن لا يدري اين يبحث . فإما ان يكون هذا الشيئ المفقود قد أفلت من يد صاحبه دون علمه او نسي ان يأخذه معه بعد ان وضعه في مكان ما ،واحتمالات الضياع من هذا النوع كثيرة جداً . لذلك فإن مثل هذا البحث عن الشيئ الضائع قد يهدي من وجد هذا الشيئ مصادفة او عبر اية حالة أخرى لا إرادية وغير مقصودة ، إلى معرفة مَن يفتش عنه فيسلمه له مطمئناً ، لاسيما وإن هذه الترنيمة تنهي بعد التطرق إلى اوصاف المفقود بالتأكيد على الهدية التي سيحصل عليها مَن وجد هذا الشيئ واحتفظ به لحين تسليمه إلى صاحبه وتشير أيضاً إلى مبلغ هذه الهدية إذ تتردد عبارة " والحلاوة ربع دينار " والحلاوة تعني الهدية هنا ، وقد يكون مبلغها أكثر تبعاً لقيمة المفقود او اهميته . هذا النوع من التفتيش عن المفقودات كان الناس يلجأون إليه لإعتقادهم بوجود أخيار قد وجدوا شيئأ فعلاً وهم لا يريدون الإحتفاظ به ، بل تسليمه إلى صاحبه في اقرب فرصة ممكنة . أما مدى فاعلية هذا النداء مع مّن سرقوا هذا الشيئ مع سبق الإصرار ، اي مع اللصوص ، فلذلك تفسير آخر . ففاقد الشيئ يعول هنا ايضاً ومن خلال هذا النداء على إستيقاظ ضمير اللص وندمه على السرقة ، او ان اللص وجد انه لا يستطيع الإنتفاع من الشيئ الذي سرقه فيعيده بهذه الطريقة إلى صاحبه بحجة انه قد وجده ويتقاضى الحلاوة ، وبذلك يكون قد كسب مالاً حلالاً . أما إذا لم يستيقظ ضمير اللص وظل مصِّراً على سرقته فإن صاحب المفقود في هذه الحالة لم يخسر ما فقده فقط ، بل يخسر كذلك أجرة المنادي ، وأمره إلى الله .
هذه الترنيمة يوجهها اليوم وفي الأيام القادمة أهل العراق إلى المؤتمر الوطني الذي سيعقده سياسيوهم النشامى بدعوة من السيد رئيس جمهورية العراق الجديد. لقد فقد العراقيون ومنذ عقود عديدة من الزمن كثيراً من حرياتهم الشخصية والعامة وكثيراً من مصادر رزقهم بإيجاد فرصة عمل محترمة تتناسب ومؤهلاتهم في بلد مليئ بكل الطاقات والكفاءات . كما فقدوا أيضاً ابسط مستلزمات الحياة الحضارية وبلدهم مليئ بالمؤهلات الكثيرة لتوفير اسس هذه الحياة . وفقدوا الأمن الذي جعلهم يعيشون حالة الذعر والرعب ، لا ليلاً فقط ، بل حتى في منتصف النهار . وفقدوا الكثير الكثير من الموارد التي كانت خيرات وطنهم ولم تزل تدرها عليهم وهم يرون سرقتها من قِبَل مَن أثروا على حسابهم بين عشية وضحاها في مؤسسات العراق القديم والجديد .وفقدوا حتى مَن يعطف عليهم من الأباعد والأقارب . وفقدوا وفقدوا وفقدوا وفقدوا .
إنهم لم يكلفوا منادياً بالنداء لهم للتفتيش عما فقدوه . بل إن كل عراقي يصيح اليوم بكل ما تملكه نبرات حنجرته من قوة " يا سامعين الصوت ... صلوا عالنبي " وهو يعلم تماماً اين يصرخ بذلك . إن العراقي يصرخ اليوم بهذا النداء امام القاعة التي سيعقد داخلها سياسيوه النشامى مؤتمرهم الوطني هذا ، وخارجها في كل انحاء العراق موجهاً هذه الصرخات إلى من تضمهم هذه القاعة بين جدرانها ، إذ انه يعلم تماماً ان ما فقده ليس بعيداً عن هؤلاء المجتمعين ، وبإمكانهم رده إليه أو حجبه عنه .
وهنا قد نضع الفكرة التي إنطلقنا منها موضع التطبيق والتي تحتمل الإحتمالات الثلاثة الآنفة الذكر .فإذا تجاوزنا الإحتمال الأول والذي يشير إلى العثور على المفقود ، إذ ان ما فقده العراقيون لم يجر العثور عليه ، بل تم إنتزاعه منهم مع سبق الإصرار ، فلم يبق امامنا إلا الإحتمالين الأخيرين . أي ان المجتمعين في هذا المؤتمر الوطني حتى النخاع إما ان تستيقظ ضمائرهم ويعملون بكل تنصل وإخلاص على إعادة المسروق إلى اهله ، ولا باس من مطالبتهم بالحلاوة التي وإن لم يستحقوها ، حيث انهم غنموا أضعافاً مضاعفة من قيمتها خلال سنين حكمهم وتحكمهم بشؤون الناس والوطن ، ناهيك عن ان هذه المسروقات لا تقدر بثمن ، إلا ان خبرتهم في مساومات المقاولات والمعاملات والفديات والمعاهدات والإتفاقيات والمحاصصات والشراكات ستجعلهم يسهلون مهمة العراقيين بتحديد قيمة الحلاوة التي يريدونها . او أن يقظة الضمير غير موجودة في قواميسهم جميعاً أوفي قواميس البعض منهم فيمنعون أهل الحق من إسترداد حقهم فيما سرقوه منهم . وبذلك تستمر عصابات اللصوص في مواصلة عملها اليومي في الحكم والتحكم حتى بعد إنفضاض هذا المؤتمر العتيد لتنتظر ذلك اليوم الذي سيتمنى فيه أفرادها لو ان أمهاتهم لم تلدهم.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذاري ... حذاري من الدولة الدينية ، فإنها دكتاتورية بامتياز
- هل فشل المشروع الأمريكي في العراق ؟
- خُذ الشور من هذا البروفيسور
- الصراع على ملئ فراغ إنسحاب الأمريكان من العراق
- الحوار المتمدن ... عقد من النضال ألثقافي والإعلامي الهادف
- أردوغان ذو المنطق المفلوج
- ما أوضحه الخاقاني لما إختلفوا فيه من المعاني
- لو فرضنا ...
- فَتِّش عن الإسلام السياسي
- الملف السوري بين الواقع والطموح
- الحقد على الشيوعيين يعمي القلوب قبل الأبصار
- هشام لا تغضب ...
- متسولو القذافي بالأمس ... اين هم منه اليوم ؟
- لا بديل عن التفاوض مع المناضل الأممي عبد الله أوجالان
- دولة بلاد الرافدين الجديدة إسمها - خان إجخان -
- لماذا تصمت المرجعية الشيعية أمام هذا التهريج ؟
- هدنة رمضان
- رحيم الغالبي ... عاشق المنبعين ، الوطن والشطرة
- البعثفاشية والإسلام السياسي في العراق يغتالان ثورة الرابع عش ...
- رحيم الغالبي الذي مرَّ بأثقل ألأحمال على - جسر من طين -


المزيد.....




- السعودية.. فيديو ضرب ورفع سكين على رجل مُسن أمام باب مسجد يش ...
- هل دمر القصف الأمريكي منشأة فوردو بشكل كامل؟ رئيس استخبارات ...
- CIA تكشف امتلاكها أدلة وسط ضجة مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيرا ...
- قائد الجيش الإسرائيلي يكشف عن -تحرك بري في عمق إيران-، وطهرا ...
- فوضى استخباراتية أميركية.. هل يتكرر سيناريو -العراق 2003- ؟ ...
- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - يا سامعين الصوت ... صلوا عالنبي