أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - العيد يأتي قريباً














المزيد.....

العيد يأتي قريباً


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دالية المتنبي في هجاء كافورً الإخشيدي حاكم مصر إحدى أشهر الهجائيات في الشعر العربي إن لم تكن أشهرها, يقول فيها:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
يمكن أن يختصر الكثير من الكلام و الكثير الكثير من الحزن على ما آلت إليه الأحوال في سورية التي بدأت قبل أن يستفيق التاريخ و سورية التي لا تموت بعد أن يشيخ.
سورية وطن حضارات عرفنا منها و لم نعرف عنها, بدايات الإنسانية و لا نهاياتها, من مشرقها على ضفاف دجلة و آشورو حتى مغربها على ساحل أوغاريت, من جبل شيخها مروراً بقمح حوران و حتى معاصر الزيتون في عفرين, من وداع فراتها عند ألبو كمال و حتى اسكندرون السليب. هذا ما تبقى من بلاد الشام و القادم خير و لمِ الشمل.

أبا الطيب, هل زرت حلب سيف الدولة اليوم؟ هل مررت بأسوقها المهدمة؟ أم أنك هربت إلى مملكة حمص فوجدتها أطلالاً و لم تعرف أن ما أصابها ليس زلزالا؟
إنما طاغية أخرق, كافور جديد أكثر قسوة و همجية من كافورك يقبع فوق أنفاس قاسيون دمشق ليرسل ذئابه و حيواناته المسعورة لينهشو من لحم حوران و غوطة دمشق و ميماس حمص و جورة حماة و معرة أبي علاء و سهول إدلب و قلعة سيف الدولة و فرات دير الزور و رصافة هاشم, يوزع موتاً و قتلاً على الأرض و الإنسان.

أبا الطيب, إخشيدي الشام اليوم يتوارى في سراديب قصر الربوة الذي لم تعرف عنه و لم تكن شاعراً في بلاطه يوماً و قد أحسنت.
قائد الأمة و قد دمرها, قائد الجيوش و قد جعلها وقوداً لجنون عظمته, قائد البشر و قد كواهم برعونته و عنجهيته, قائد الوطن و قد باعه كما باعه أبوه, للأعداء و قبض الثمن.

أبا الطيب, عاد العيد اليوم مرة ثانية و لم نكن نريد أن يعود كما كان منذ سنة, فالأمهات لبسوا السواد و لم يقتصروا بل زادوا و زادوا, الشهداء لم تعد تسعهم الأرض فناموا متعانقين, ما تبقى من الأطفال ينهشهم البرد في مضارب الأشقاء, شرف العذارى من حرائرنا ذبح على مذبح الخيانة و الحقد.
صحيح, أبا الطيب أننا نتقاطع في أنات الألم و الحزن لكن عرش كافورنا هزته طباشير أطفال حوران, و صدى صوت قاشوش حماة, و رقصات أهالي باب عمرو, ألحان مالك جندلي حمص, و غناء سميح شقير, و خطوط علي فرزات, و أزهار غياث مطر, و كاميرات باسل شحادة و أبو يزن الحمصي, و تكبيرات شباب إدلب و دير الزور و حلب و القامشلي و اللاذقية و الشام كلها.

أبا الطيب, و أنت من الذي نظر الأعمى إلى أدبك و أسمعت كلماتك من به صمم, مالذي ستقوله عندما ترى طفلاً فقد يده و يرفع شارة النصر بالأخرى؟ ما قصيدة الشعر التي ستنظمها لشابة حرة تقبع في ظلام سجون إخشيدنا و في عينها بريق الانتصار؟ ما أفضل بحور الشعر لديك لتساعد عبقريتك في رسم صورة شيخ في السبعينات يرفع السلاح في وجه حاكم جائر؟
فرق كبير بينا و بينك. أبا الطيب رميت قصيدتك في مصر و أطلقت عنان خيلك للريح فزعاً من كافورها لكننا في الشام و لم تعرفها سورية, نرمي قصائدنا في وجه كافورنا و نظل ثابتين مرابطين و في يدنا يلمع رعب قصاصه و في عيوننا فجر حريتنا الذي ما عادت تنفع رماح و قنا جيوشه أن تحجبه عنا.
عيدنا لم يحط رحاله في عامنا المغادر بكل الحزن و الأسى هذا, لكنه عاصف طويل مع العام القادم.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لافروف و عودة الابن الضال
- طلاب الولاية لا يولون
- بين خبزنا و دمنا, رسائل
- الانتلجنسيا السورية و سراب الحل السياسي
- سيناريو وطني يوم تحرير الوطن
- أين ذهبت أموال الإغاثة و التبرعات؟؟
- إلى ما قبل قبل العصور الحجرية
- الأكراد السوريون..سوريون أكراد
- ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد
- لماذا جرمانا؟
- قصة من مطار مرج السلطان
- سورية الجديدة تحت المظلة الديمقراطية
- نكسة أم انتكاسة؟
- الائتلاف الوطني السوري. ما العمل؟
- المبادرة الوطنية السورية أكثر من ضرورة
- عصفور و شجرة و وطن في سر حكاية الاستاذ ميشيل كيلو
- ماذا بعد؟
- الحرية و الكرامة أهدافاً أساسية للثورة السورية
- هذه الانسانية قالت: -كفى-
- الكم و النوع في عناصر نجاح الثورة السورية.


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يصافح بوتين في ألاسكا وبدء الاجتماع بينه ...
- شاهد لحظة لقاء ترامب ومصافحته بوتين قبيل توجههما لعقد قمة أل ...
- -80 ألف جندي قيد العلاج-.. انتحار نقيب إسرائيلي يكشف -أزمة ص ...
- دعوة إلى الرفيقات و الرفاق للمشاركة ب”: “أسطول الصمود العالم ...
- لحظة لقاء ترامب وبوتين ألاسكا قبل قمة تاريخية حول أوكرانيا
- 8 مزايا يمنحها تمرين -البلانك- لجسمك في شهر واحد فقط
- انطلاق قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين على وقع مخاوف أوكرانية أو ...
- رويترز: جنوب السودان يناقش مع إسرائيل تهجير فلسطينيين إلى أر ...
- دكاترة تونس.. مسيرة علمية طويلة تنتهي على قارعة الطريق
- -هدد بالمغادرة-.. أبرز تصريحات ترامب قبل قمة ألاسكا مع بوتين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - العيد يأتي قريباً