أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد














المزيد.....

ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد الأول: في أمسية سياسية أقامها بعض الناشطين الشباب السوريين في متحف الملكي في تورونتو - كندا الأسبوع المنصرم, تحدث أحد الاساتذة الجامعيين الكنديين و هو المتخصص بالشؤون الشرق أوسطية عن الأزمة السورية و مخاوفه من المستقبل. استفاض الاستاذ في إعرابه عن توجساته على مسيحيي سورية و من خوف المسيحيين من المسلمين السنة و أكد ذلك من خلال تجربته التي لا تتعدى الشهر التي عاشها زائراً لبعض المناطق السورية قبل الثورة. عند كل سؤال يسأله الحضور كان يقول: (أنا لست متأكد لأجيب بدقة عن هذا الموضوع). ساد جو من الاستنكار بين الحاضرين الذين بمعظمهم سوريون. إحدى المتحدثات في المحاضرة و بكل بساطة و عفوية سألته بعد أن أنهى طرح مخاوفه: هل أنت تتحدث عن المسيحيين في سورية أم أنك أخطأت بي سورية و لبنان أو العراق؟ قالت له: أنا مسيحية و من أعرق العائلات الدمشقية, لم نشعر يوماً بأننا نتوجس أو نخاف دخول بيوت أهلنا و أصدقائنا المسلمون السنة كما تقول.
رد عليها أحد الحضور: إنه لا يعرف شيئاً عن سورية و السوريين.
أشير هنا, إلى أن معظم السياسات الغربية تعتمد على عدة مصادر من أهمها دراسات المختصين في جامعاتها, كما هو حال صاحبنا المتخصص بالشرق الأوسط.

المشهد الثاني: في نفس الأمسية, إلتقيت في فترة الاستراحة, بالمتحدثة الأخرى في المحاضرة و هي من أعضاء المجلس الوطني. شخصية معارضة ذات كاريزما و واثقة و يزيد من ثقتها طلاقة التحدث باللغة الانكليزية التي يفهمها الغربيون بحكم دراستها الجامعية في كندا. كانت الأكثر إقناعاً و قبولاً و هذا كان مدعاة لاحترام الحضور لها. خلال الدقائق القليلة لفترة الاستراحة, عرفتها عن نفسي و سألتها عن آخر الأخبار و عن المجلس الوطني, فأخذت تتحدث عن الإخفاقات و عن الأخطاء و تعثر أفقد المجلس المصداقية. كنت متفقاً معها و أضفت إن تعطش البعض في المجلس للسلطة و انكشاف ذلك أمام الحراك الداخلي, الذي يزداد وعياً سبقه تفان و تضحية أسطوريين, أصاب الكثيرين بالخيبة من هذا المجلس. سألتها عن بعض الشخصيات الخلافية و عن كتلة الإخوان المسلمين و تسلطها على المجلس. كانت تجاوبني بكل صراحة و هذا ما دعاني لأقول لها: (أنا لست خائفاً على الثورة كثيراً من الإخوان المسلمين و لكني أسألك عن كتلة الأربع و السبعين). قالت لي بكل صراحة: (أنا من كتلة الأربع و السبعين و أكدت لي أن فيهم العديد من الشرفاء و المعارضين الجيدين). لكنها لاحظت عدم ارتياحي عندما قلت لها: (نحن السوريون, و قبل أن نكون معارضين و نعرف الشخصيات المعارضة السورية منذ السبعينات و الثمانينيات بالاسم و بالتاريخ, نريد لكل واحد يدعي أنه قيادي في المعارضة في الائتلاف أو المجلس أو غيرها و غيرها, أن يتقدم للشعب السوري بسيرته الذاتية كاملة و واضحة قبل أن يتحدث باسم الثورة و السوريين). أضفت لها: (الثورة السورية ستنتصر و لكننا و أؤكد لك, بأننا سنعمل, بعد القصاص من النظام و رموزه في المحاكم السورية العادلة, على المطالبة بمحاكمة كل من ساهم و حرض شباب بابا عمرو و أهل حمص الأبطال على حمل السلاح مؤكداً و واعداً لهم بأن أساطير الناتو بانتظار إشارة منه للتدخل العسكري و الحظر الجوي و فرض المناطق العازلة. لقد ساعد هؤلاء النظام على ما عجز عنه أكثر من ستة أشهر لإجبار الحراك السلمي إلى التحول إلى العسكرة دون تخطيط و عمل ثوري واعي و محترف. كان نتيجة ذلك خسارةً لأروع شباب في معركة غير متكافئة و انحساراً للحراك المدني العظيم الذي هز النظام في اركانه).
جاوبتني و بكل عفوية و صدق: (أنا كنت ضد التسلح و العسكرة منذ البداية و لكن لم يستمع أحد لي..) انقطع الحديث بتدخل غبي من بعض المعجبات بالسيدة الفاضلة و بدأت موشحات المديح و أيات الافتخار بها, فغبت في ضباب أحاديث الحضور و ضحكاتهم المتبادلة.

المشهد الثالث: تم دعوة عدد من الفعاليات المعارضة في مقاطعة أونتاريو من قبل موظفين من الخارجية الكندية في لقاء تعارف و تبادل أفكار عن الأزمة السورية. منح الممثلين عن المكونات السورية الكندية الناشطة فترة من الزمن للتعريف عن مكوناتهم و عن نشاطاتهم و عن مطالبهم من الخارجية الكندية.
في البداية تحدثت مندوبة الخارجية الكندية عن برنامج مساعدات كندي للاجئين السوريين في المخيمات و عن إمكانيات التواصل لإيصال المعونات للداخل و عرفت الأزمة السورية من وجهة نظر الخارجية الكندية بالحرب الأهلية.
تحدث كل مندوب عن منظمته و عن نشاطها و عن أهدافها و التي كانت قاسماً مشتركاً بين الجميع و تحدث البعض عن تجاربهم في الإغاثة و المساعدات الطبية و تطوع العديد من الأطباء و الناشطين السوريين في الخارج للعمل في المخيمات و في المشافي الميدانية في الداخل و إجراء العمليات الجراحية تحت القصف و في أصعب الظروف.
في مداخلتي تحدثت عن القصة السورية القصيرة التي نعيشها منذ آذار 2011 و حتى الآن و عن التهديد الذي يتعرض له السوريون جسدياً و معنوياً و حياتياً و تتعرض له الثقافة و التاريخ السوري للتدمير و الخريب.
في نهاية حديثي, توجهت للسيدتين المندوبتين عن الخارجية الكندية, و قلت لهما: (نحن هنا كسوريين نعتقد أن من واجبنا أن ننقل لكم الرؤية الحقيقية لما يحدث في وطننا الأول, في سورية ثورة إنسانية يقوم بها السوريين ضد نظام استبدادي دكتاتوري من أقسى و أعنف الأنظمة الدكتاتورية في العالم و هذه الثورة فيها مسلمون من كل الطوائف و مسيحيون و عرب و أكراد. إن تعريفنا للحرب الأهلية هي إقتتال مجموعات أهلية ضمن المجتمع ضد مجموعات أهلية أخرى و هذا ما لا يحدث في سورية بالمطلق. إن تصنيفكم للأزمة السورية بأنها حرب أهلية يسيء للثورة و لسورية و يعطي هذا النظام المبررات القانونية لقمع الشعب بحجة أنها حرب أهلية و يجب السيطرة على البلد. لو حدثت حرب أهلية في كندا أليس من واجب الحكومة الكندية أن تقف و تضرب بيد قوية لتوقف هذه الحرب؟ إنكم من دون أن تدروا تساهمون في قتل السوريين الذين يخضون ثورة عظيمة و حقيقية من أجل الحرية و الكرامة و الديمقراطية).



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا جرمانا؟
- قصة من مطار مرج السلطان
- سورية الجديدة تحت المظلة الديمقراطية
- نكسة أم انتكاسة؟
- الائتلاف الوطني السوري. ما العمل؟
- المبادرة الوطنية السورية أكثر من ضرورة
- عصفور و شجرة و وطن في سر حكاية الاستاذ ميشيل كيلو
- ماذا بعد؟
- الحرية و الكرامة أهدافاً أساسية للثورة السورية
- هذه الانسانية قالت: -كفى-
- الكم و النوع في عناصر نجاح الثورة السورية.
- عودوا أنا كنتم, سوريون كما كنتم.
- حزب العائلات السورية المختلطة
- دور موسكو في التاريخ و المصير السوري
- البيان رقم واحد
- الله أكبر ..حرية
- إصرار من غير حدود
- الثورة تتجدد..الثورة تستمر..و تتكامل بالإعلان عن الجمعية الت ...
- إلى المناضل هيثم المناع:
- قرابين الحرية


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد