أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - حزب العائلات السورية المختلطة














المزيد.....

حزب العائلات السورية المختلطة


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من دون أن ندري توارد بيننا سؤال طبيعي التداول بين السوريين عادة, من أين حضرتك؟
و بدأت الأسئلة تتناقل و تتقاطع بين الحاضرين. كانت سهرة سورية خالصة لم يكن فيها حتى أصدقاء عرب في نفس المنطقة و كان على طاولة العشاء أطعمة سورية و غير سورية, فقط للتذكير بتنوع و غنى المطبخ السوري, ديك حبش مطبوخ بالرز و تبولة و برغل بحمص, رز باللحمة مع المكسرات,كبة بأنواعها, فتوش, باب غنوج, باطرش, سلطة روسية, إضافة لحمص مسبحة و متبل و مخللات. كان على الطاولة بعض المشروبات كولا, عرق, شاي مثلج, و من بعيد أبريق الماء المغلي لمن يفضل شرب المتة. على طاولة جانبية كانت هناك بعض الحلوى, كاتو, نمورة, برازق و عجوة, صينية كنافة نابلسية, مامونية, و فطيرة تفاح.
على طاولة العشاء, كانت الأحاديث و النقاشات و طبعاً الأسئلة الشخصية غير المنفرة, من أين حضرتك؟
قالت إحدى السيدات: أنا مسيحية من السويداء و زوجي مسلم من القامشلي. ضحكنا جميعاً و قال أحدهم: شو جاب الشامي على المغربي؟ لكنه نظر إلى نفسه و أخذ يضحك أكثر. سألناه: لماذا؟ . قال: أنا مسلم من السلمية و زوجتي مسيحية من مشتل الحلو. ردت عليه سيدة أخرى: و أنا علوية من جبلة و زوجي مسلم من حماة. وقف صاحب الدعوة و قد بدأ بتقطيع ديك الحبش المطبوخ و قال: أنا مسيحي من ضيعة على جبال الساحل و زوجتي علوية من قرية سوكاس قرب جبلة.
ضحكنا كثيراً و أختلطت الضحكات ببعض العبارات التي تميز بعض لهجاتنا السورية الجميلة.
أخذ الجميع يتداولون قصصاً عن حكايات زواج السوريين من بعضهم رغم اختلاف دياناتهم و طوائفهم و مذاهبهم و إثنياتهم.قال أحد الأصدقاء أن لديه أصدقاء سوريين الزوج مسلم من دمشق و زوجته مسيحية من مجدل شمس المحتلة سأل أحدهم: و هل يوجد مسيحيين في مجدل شمس. قال: طبعاً و يعيشون مع سوريين دروز كأنهم عائلة واحدة تحت ظروف الاحتلال و مازالت أوراق ملكيتهم لأراضيهم في الجولان معهم. قالت سيدة أخرى أن جارتها درزية من جرمانا متزوجة من مسلم شامي و يعملون كأساتذة في جامعة دمشق. ذكرت لهم صديقي الذي يعيش في حلب مع زوجته الطبيبة المسلمة الحلبية و هو درزي من السويداء و يدرس بجامعة تشرين في اللاذقية و أن أخي متزوج من شركسية من قدسيا و أختي متزوجة من فلسطيني. ذكرتني زوجتي بصديقنا علي من قرى طرطوس المتزوج من أمل مسيحية من الحسكة..
صرخ أحدهم: بما أنه زمن تشكيل الأحزاب و التجمعات لماذا لا نعلن عن حزب العائلات السورية المختلطة؟ تعالت الضحكات و الأراء من متحمس و آخر منتقد و آخر مستغرب للفكرة.
أخذت الزيجات المختلطة بين السوريين الذين نعرفهم نتنتاقلها و نتندر لهذا النسيج السوري الجميل الرائع. وجدنا أمام أعيننا بساط من كل الألوان السورية, لوحة فسيفسائية لا يمكن أن تكون بهذا الألق و التألق لو وقعت منه قطعة واحدة.
لم يستطع أحد منا كتم غصته الكبرى بما يحدث في سورية و نحن بعيدين عنها و عن واقع عائلات سورية تنام في العراء دون مأوى بعد أن دمرت آلة همجية بيوتهم و قراهم و ذكرياتهم, و نحن هنا نتناول ما لذ و طاب من مأكولات و مشروبات و حلوى سورية و هم قد ناموا من شدة جوعهم و تعبهم في مدارس أو في الحدائق, يلتحفون السماء.
اختلطت الكلمات بدموع الجميع و بقهر يدق قلوبنا على ما وصلت إليه سورية هذا الوطن المتنوع بين بحر و جبل و سهل و صحراء و ما يعاني منه السوريين في المدن المحاصرة أو في مخيمات الذل على حدود الوطن, نحن السوريين عرب و كرد و سريان و شركس و أرمن و تركمان, مسلمون و مسيحيين سنة, شيعة, علويون, دروز, اسماعليون, أرثزوكس, كاثوليك, بروتستانت, موارنة, نحن كلنا من نرسم شكلاً للوطن و نحن من نفخر بسوريتنا مهما عصف زمان الأنذال بنا و فرق بيننا بعنفه و خبثه و عقده النفسية.

ساد جو من الغم و الحزن على عشائنا و انهمرت دموع النساء و ارتجفت ذقون الرجال حسرة و أسى.
حملت ملعقة الشاي و طرقتها على فنجاني, فتنبه الجميع لما أريد أن أقوله. ترحمت على شهداء الوطن و قلت لهم:
صديقي القادم من درعا حديثاً بعد أن عبر الحدود تاركاً زوجته المعتقلة بثلاث عشر تهمة: إسعاف الجرحى, جمع تبرعات للمنكوبين, إغاثة العوائل النازحة, طهي الطعام للجوعى من القرى المدمرة..., قال لي أنه هرب لأنه ملاحق و مطلوب لأكثر التهم خطورة و هي الخروج في مظاهرة تدعو للحرية و لإسقاط النظام. قال لي أيضاً: لن يستطيع أحد في هذا العالم أن يحمي الطاغية و لو وضعوه في قصور على المريخ. حدثني و أكده لي أن كل سوري هناك ثار على النظام لن يتراجع قيد أنملة عن هدف إسقاط النظام و عن دولة الحرية و الكرامة و أن كل من يتحدث عن الثورة من وراء شاشة الكومبيوتر أو على شاشات الفضائيات لا يمكن له أن يسرق منهم حلمهم و ثورتهم و لكنهم مشغولون بالقصف اليومي لطائرات و مدافع النظام الخائن, و بتأمين أكفان لشهدائهم و مأوى لأهلهم و بعض الحليب لأطفالهم.
قال لي أن الناس تعبت و تحملت ما لا طاقة لبشر و لكنهم صامدون و إرادتهم و عزمهم لا يمكن النيل منها. هذا قرار نهائي لهذا الشعب العظيم و يوم فجر انتصارهم قادم و يشعرون بدفئه و نوره كما يرون و يشاهدون انفجارات براميل النظام الساقطة على بيوتهم و مزارعهم و تاريخهم, لكنها أشارات لسقوط من يرميها عليهم.
قال لي: هذه سورية التي نريدها حرة و كريمة, ستغسل عار زمان العار و الانهزام و الذل و ستسقطه من مستقبلها و ستلملم جراحها و تضع ملحاً لتكويه بعد أن تحقق العدالة و الحق.
سورية و بهمة و طيبة أهلها ستعيد بناء ما دمر و تحطم و لكن بحجارة من الكرامة و الحرية.

قلت لهم: هذه بلدنا و هذا وطننا سيكون و سيبقى حزباً لكل العائلات السورية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور موسكو في التاريخ و المصير السوري
- البيان رقم واحد
- الله أكبر ..حرية
- إصرار من غير حدود
- الثورة تتجدد..الثورة تستمر..و تتكامل بالإعلان عن الجمعية الت ...
- إلى المناضل هيثم المناع:
- قرابين الحرية
- لعنة الأسد أم لعنات الشعوب
- مازال البحث مستمراً.. -حدثت في الصحراء العمانية, ربيع سنة 20 ...
- سقوط العنقاء السورية
- ثوار ضد الثورة
- ميغ 21
- الموت و لا المزلة
- جبال الصوان.. في وطن الياسمين
- قانون العزل السياسي, حق أم واجب
- مسودة بيان من أجل الوطن
- يا ثوار سورية لا تتركوا التحرير
- من مذكرات طاغية في زمن التغيير
- بيان صادر عن المنتدى الديموقراطي السوري الكندي
- الطريق إلى دمشق


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - حزب العائلات السورية المختلطة