أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الأكراد السوريون..سوريون أكراد















المزيد.....

الأكراد السوريون..سوريون أكراد


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية, سأنقل هنا بعض الدراسات عن الجذور التاريخية للأكراد:
- قصص الأنبياء تنسب الكرد إلى أصول آرية أي إلى ابن نوح, آري.
- المؤرخ اليوناني زينفون (355-427) قبل الميلاد, يسمي شعباً باسم كاردوخ هاجم الجيش اليوناني أثناء عبوره المنطقة سنة 400 قبل الميلاد.
- تعرفهم المؤلفات الفارسية و الإسلامية, على أنهم بدو الفرس كما سرد ابن خلدون في مقدمته الشهيرة.
- علماء الأنثروبولوجيا يرون أن الأكراد بغالبيتهم ينتمون إلى عنصر الأرمنويد.
- في دراسة للمؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880-1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد و كردستان" يصنف طبقتين من الكرد, الطبقة الأولى ينسب الأكراد إلى شعوب جبال زاغروس و هي لولو. كوتي, كورتي, هوري, ميتاني, خالدي, سوباري, كاساي, جودي, جوتي, ناري هي الأصل القديم جداً للشعب الكردي. أما الطبقة الثانية فهي الشعوب الهندو-أوربية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر و هم الكاردوخيون و الميديون امتزجت مع الشعوب الأصلية هناك.
إن أصل الميديين كما جاء في كتابات هيرودوت, يعود لاسم دياكو زعيم قبائل منطقة جبال زاغروس.
يضيف أمين زكي, أن الميديين هاجروا سنة 1500 قبل الميلاد من نهر الفولغا شمال بحر قزوين و استقروا في الشمال الغربي من إيران و أسسوا مملكة ميديا. و في القرن السابع قبل الميلاد حصل الميديون على استقلالهم و شكلوا امبراطورية ميديا و كان فرورتيش (665-633) قبل الميلاد أول امبراطور جاء بعده إبنه هووخشتره و بحلول القرن السادس قبل الميلاد أنشأووا أمبراطورية امتدت من أذربيجان (اليوم) إلى آسيا الوسطى و أفغانستان و تمكنوا سنة 612 قبل الميلاد من تدمير عاصمة الآشوريين نينوى و لكن حكمهم لم يدم أكثر من خمسين سنة حين تمكن الملك الفارسي كورش من الإطاحة بالميديين و أقام الامبراطورية الاخمينية.
إعتنق الميديون الديانة الزرادشتية. أقاموا كيانهم الكردي الثاني المستقل المتمثل بمملكة كوردوخ (189-90) قبل الميلاد لكن سرعان ما سيطر الأرمنيون عليهم ثم الرومان سنة 66 قبل الميلاد و بعدهم الفرس.
بعد سقوط هاتين المملكتين تشكلت عدة دول كردية تفاوتت حدودها و استقلاليتها حسب الصراعات الداخلية و التدخلات الخارجية.
اللغة الكردية غنية باللهجات المختلفة و تنسب إلى فرع من مجموعة اللغات الإيرانية و الهندو-أوربية, و تنقسم اللهجات الكردية إلى اللهجة الكرمانجية الشمالية و الكرمانجية الجنوبية و اللهجة اللورية و اللهجة الزازكية. معظم الأكراد يتحدثون اللغات المجاورة كالعربية و الفارسية و التركية.
قدرت الاحصاءات لعام 2011 عدد الأكراد 26712000 نسمة موزعين كما يلي: 56% في تركيا, 16% في إيران, 15% في العراق و 6% في سوريا (و هم في سورية من الكرمانجية).
يشكل الأكراد في سورية نسبة 8% من مجموع سكان سوريا و يقدر عددهم ما بين 500000 و 1600000 نسمة في تقديرات غير دقيقة بعد, يعيش معظمهم شمال شرقي البلاد كمدن الحسكة و القامشلي و ديريك و كوباني (عين العرب) و عامودا و القحطانية و المالكية إضافة إلى عفرين (جبل الأكراد) في محافظة حلب و حي الأكراد في دمشق و ينتشرون على كافة الأراضي السورية و يختلطون تماماً بالنسيج السوري المتنوع.
في سنة 1962 أعلنت الحكومة السورية أن الأكراد غير المسجلين في إحصاء عام 1962 ليسوا مواطنين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن أجدادهم في سجلات النفوس العثمانية قبيل عام 1920 و كان إحصاء 1962 يرمي إلى التعرف على المهاجرين غير القانونيين من تركيا إلى شمال شرق سورية, و كان على الشخص أن يمتلك وثائق تبين إنه يعيش في سورية منذ عام 1945. تختلف المصادر عن عزوف بعض الأكراد عن تسجيل أنفسهم في السجلات, هذا ما نود أن نعرفه من مصادر موثوقة.
الأكراد في سورية اعتبروا ذاك الاحصاء سياسة منظمة لما اسموه سياسة التعريب على أقل تقدير و خاصة في حكم حافظ الأسد في السبعينات حيث حرم الأكراد من تسمية حديثي الولادة بأسماء كردية و منع إطلاق الاسماء غير العربية على المحلات التجارية.

في مقالة للكاتب باسل العودات بعنوان (الأكراد و المشكلة الكردية في سورية) يؤكد على عدم وجود مشكلة كردية تاريخياً في المنطقة, لا في فترة الدولة العربية الاسلامية و لا في عهد المماليك و لا أيام الحكم العثماني. بدأت المشكلة الكردية منذ اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت بلاد الشام و وضعت حدوداً جديدة للدولة التركية بعد إنهيار الامبراطورية العثمانية و قسمت بذلك كردستان بين تركيا و إيران و العراق و خرج الأكراد من اللعبة دون أن يستفيدوا شيئاً. بعد قيام جمهورية مهاباد الكردية في إيران بعيد الحرب العالمية الثانية و ثورة البرزاني في العراق بدء محاولات للحصول على حقوق قومية كردية في تركيا و العراق و إيران انعكس ذلك على سورية أدت هذه المحاولات إلى حذر و ريبة لدى الحكومات السورية المتعاقبة و بدأت الأمور تأخذ بالتعقيد و التأزم.
يضيف الكاتب باسل العودات, أن الأكراد في سورية لا يشكلون تجمعاً في منطقة جغرافية واحدة, كما أن مناطقهم ليست على صلة جغرافية بكردستان, حيث الأكراد بالأصل سكنوا الجبال كما ورد سابقاً, و منطقة الجزيرة التي يسكنونها فيها خليط من عدة إثنيات عربية و كردية و آشورية.

الأكراد السوريون مالهم و ما عليهم:
- الحكومات السورية المتعاقبة لم تتعامل مع الأكراد السوريين كتجمع قومي فضيقت عليهم و لم تعترف بحقوقهم, كحق تدريس لغتهم في المدارس العامة و إقامة مدارس خاصة بهم و إصدار صحف باللغة الكردية, و لم تفتح أمامهم كامل وظائف الدولة, أهملت مناطقهم و لم تشملها بالتنمية كبقية المناطق السورية, رغم غناها الزراعي و النفطي و البشري, فضلاً على إبقاء قضيتهم في الحصول على الجنسية و المواطنة معلقة بدون مبررات منطقية إن لم تكن مقصودة.
رحلت السلطات السورية سكان المناطق المغمورة بمياه سد الفرات من الفلاحين العرب و أسكنتهم في مناطق جديدة تفصل المناطق التركية عن مناطق الغالبية الكردية في سورية و هو ما سمي بالحزام العربي.
التضيق على الأكراد السوريين في ممارسة الطقوس الثقافية الكردية كالأعياد و المناسبات القومية الخاصة بهم.
تهديد السلطات الدائم بتسليح العشائر العربية عند أي أزمة قومية تحدث في المنطقة مما أحدث هوة بين المواطنين السوريين من مختلف الإثنيات.
- نتيجة الثورات و الحروب في كل من العراق و تركيا انتقل الآلاف من أكراد العراق و تركيا إلى سورية في هجرة غير شرعية لم تتعامل معهم السلطات السورية بشكل إنساني و علمي سليم فاستوطنوا مناطق واسعة دون أن يحصلوا على هوية سورية أو يعاملوا كسوريين أو كلاجئين, يؤكد لي أحد السوريين السريان أن أرضه و بيته سكنه أكراد غير سوريين بعد أن هاجر خارج سورية كالعديد من السوريين السريان المهاجرين.
- العلاقة بين الأكراد و بقية الإثنيات السورية و خاصة العرب كانت بغض النظر عن السياسة الحكومية, طبيعية و كان الترابط بينهم و بقية التجمعات السورية وثيقاً, اجتماعياً و ثقافياً و اقتصادياً. الانصهار الاجتماعي في كثير من المناطق السورية كان كبيراً حتى أن أكراد دمشق يعتبرون دمشقيين بامتياز و لا يمكن لأحد أن يلحظ فروقاً بين أي دمشقي عربي و دمشقي كردي. القليل القليل من أكراد دمشق يعرف اللغة الكردية. شخصياً, لم أنتبه إلى الأكراد السوريين إلا عندما عملت بفندق الشام حيث كان هناك عدد كبير من السوريين الأكراد غير الدمشقيين يعملون في مجال البناء و كان بعضهم لا يتكلم العربية بطلاقة. كان جاري صاحب كشك للجرائد في ساحة النجمة بدمشق يتحدث العربية كما نتحدث بها نحن و يتحدث الكردية مع أقاربه عندما يلتقيهم. أذكر أني في أيام الجامعة كنت أذهب إلى الغوطة لحضور عيد النيروز مع أكراد الشام و كانت الاحتفال بهذه المناسبة يتم بنوع من التكتم على السلطات الأمنية و في إحدى المرات توجه بعض من الشباب الأكراد للمطالبة بحقوق الجنسية و قصدوا القصر الجمهوري الذي كان يقيم فيه حافظ الأسد, فقام الحرس الجمهوري بإطلاق النار عليهم, استشهد منهم ثلاثة شباب.
من المهم التذكير بأن هناك العديد من رجالات سورية و قادتها هم من الأكراد السوريين من أهمهم الزعيم إبراهيم هنانو أحد أبطال الاستقلال السوري.
عندما حدثت أزمة الأكراد السوريين بعد مشاجرة فريقين لكرة القدم في مدينة القامشلي و انقسام الشارع السوري بين مؤيد لهم في مطالبهم و حقوقهم و بين مؤيد لعنف النظام و صمت البعض الآخر عن ذلك العنف. كان زميلي بالعمل شاب كردي من دمشق يتناقش معي بما يحدث مستنكراً ما يتعرض له الأكراد في القامشلي رغم عدم تقاطعه معهم عائلياً أو ثقافياً, سوى بأنهم أكراد, فكان يقول معاتباً: (لماذا نسي العرب ما قدمه الأكراد من تضحيات و تاريخ ناصع؟ ألا يكفي كون صلاح الدين الأيوبي الكردي محرراً للقدس لنعرف عمق علاقة الأكراد بالعرب؟) جاوبته مازحاً مستفزاً: (و من قال له أن يحرر القدس؟ لو بقيت القدس و بلاد الشام محتلة لكنا الآن من دول السوق الأوربية المشتركة, أليست حياتنا كانت أفضل مما نعيشه في ظل هذا النظام الاستبدادي؟) ضحك الشاب كثيراً و قال: ( يعني هذا أننا خرجنا من المولد بلا حمص).

الأحزاب الكردية السورية
تأسست في المناطق الكردية السورية أحزاب عديدة بلغت إثني عشر حزباً جميعها غير مرخصة:
1- الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) جناح نصر الدين إبراهيم, تشكل بعد إنقسام البارتي في نهاية الثمانينيات إثر وفاة سكرتيره العام كمال أحمد آغا بحادث سير و هو حليف للحزب اليساري الكردي.
2- الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) جناح عبد الحكيم بشار و هو قريب من الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق.
3- الحزب اليساري الكردي في سورية, يقوده محمد موسى محمد، وهو حزب علماني تأسس في 5 أغسطس (آب) 1965. ويعتبر المرحوم أوصمان صبري الذي أسس أول حزب سياسي كردي في سوريا عام 1956 رمزا لليسار الكردي في سوريا ولعموم المنحدرين من مدرسة اليسار الكردي في سوريا.
4- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (بكتي), ويتميز هذا الحزب بأن الأمين العام أو السكرتير فيه يتبدل بشكل دوري، بحيث يتولى أحد أعضاء المكتب السياسي هذا المنصب لمدة 3 أو 4 سنوات، وينفرد اليكيتي من بين الأحزاب الكردية بهذا التقليد الديمقراطي، وهو حزب يساري التوجه.
5- حزب آزادي الكردي في سورية, يقوده خير الدين مراد، المقيم خارج سوريا، في النرويج تحديدا، ويعتبر هذا الحزب أيضا حزبا علمانيا وذا ميول يساري.
6- الحزب الديمقراطي الكردي في سورية, الذي يقوده جمال شيخ باقي: ويعتبر من الأحزاب المعتدلة في الحركة الكردية، ويتميز بموضوعية طرحه وأفكاره السياسية وهدوئه وعدم انجراره إلى المعارك الجانبية الكردية – الكردية.
7- حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية, يتزعمه عزيز داود، وانفصل هذا الحزب عن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا منذ تسعينات القرن الماضي، ويتحالف مع البارتي، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.
8- الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سورية, يتزعمه طاهر صفوك، الذي انفصل عن حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا بعد وقت قصير من انفصاله مع عزيز داود عن حزب عبد الحميد درويش، ويتحالف بدوره مع البارتي، جناح الدكتور عبد الحكيم بشار.
9- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية, ويتزعمه محيي الدين شيخ آلي، الذي انفصل عن «البارتي» حينما كان موحدا منذ ثمانينات القرن الماضي.
10- الحزب الديمقراطي التقديمي الكردي في سورية, ويقوده عبد الحميد درويش، وتربطه علاقة تحالفية مع حزب الوحدة الديمقراطي إلى جانب عدد من المستقلين
11- حزب الاتحاد الديمقراطي, القريب من حزب العمال الكردستاني، الذي يقوده حاليا صالح مسلم، ويطالب بالإدارة الذاتية لكرد سوريا، وهو حزب جماهيري كبير قياسا بباقي أحزاب الحركة الكردية في سوريا
12- تيار المستقبل الكردي في سورية, الذي جمد عضويته في المجلس السياسي الكردي في سوريا، وكذلك في مجموع الأحزاب الكردية و كان يقوده الشهيد مشعل التمو.
13 - حركة الاصلاح
هناك ثلاثة أطر سياسية جامعة للأحزاب الكردية السورية:
أولا: المجلس السياسي الكردي في سوريا ويضم حاليا 8 أحزاب كردية، ويعتبر الإطار الرئيسي الذي يضم معظم أطراف الحركة الكردية في سوريا؛ حيث تمكنت الحركة لأول مرة في عام 2009 من تأسيس ائتلاف عريض كهذا الذي يتألف من أرقام الأحزاب أعلاه:1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8.
ثانيا: أحزاب المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ويتألف من حزبين فقط وهما: حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا و الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
ثالثا: الأحزاب الخارجة عن الإطارين: حزب الاتحاد الديمقراطي و تيار المستقبل الكردي في سوريا.
تعاونت هذه الأحزاب مع قوى المعارضة السورية الأخرى, خاصة و أن المعارضة السورية تنادي بالاعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد و تجلى هذا التضامن في أحداث- انتفاضة 12 آذار 2004 ، مسيرة التضامن مع اعتقال الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي ، ومن ثم اغتياله ، و في الموقف المشترك لهم في إعلان دمشق ، وفي إعلان حلب, و لكن القوى المعارضة غير الكردية ترى أن حل المسألة الكردية يكون بالحل الديمقراطي في سورية ككل عن طريق نظام عادل ديمقراطي يحل مشاكل المواطن السوري بمختلف انتماآته الأثنية أو الدينية أو الطائفية أو المذهبة أو العقائدية.
مع انطلاق الثورة السورية في آذار 2011, وقفت القوى الكردية بالمجمل مع الحراك الثوري و لم تتوقف المظاهرات الشعبية في القامشلي و عامودا و كوباني,
و شكلت مجموعة من الأحزاب الكردية إطاراً سياسياً جديداً هو الحركة الكردية في سوريا، ويضم جميع الأحزاب الواردة أسماؤها أعلاه عدا تيار المستقبل الكردي. وأطلقت هذه الأحزاب مجتمعة مبادرتها الشهيرة من مدينة قامشلو بُعيد انطلاق الاحتجاجات في المدن الكردية، التي تنطوي على الرؤية الكردية أو خارطة الطريق الكردية، لحل المسألة السورية عامة والكردية خاصة، على قاعدة الاعتراف الدستوري بالكرد كثاني أكبر قومية في البلاد.

مستجدات كردية مرافقة للثورة
- قام النظام السوري مؤخرًا بالانسحاب من بعض المناطق التي يقطنها الأكراد في شمال شرق سوريا وشمال غربها وتسليم إدارتها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، الذي قام باستعراض قوته وإنزال الأعلام السورية ورفع الأعلام الكردية مكانها على المؤسسات والمباني الرسمية.
- تخشى تركيا من أن يؤدي الفراغ في السلطة في سوريا إلى استغلال الأكراد لهذه المرحلة للمسارعة باتجاه تحقيق الحكم الذاتي، الفيدرالية أو الاستقلال في سوريا، أو أن تتحول هذه المنطقة الكردية في سوريا إلى ملاذ آمن لحزب العمال الكردستاني خاصة مع دعم النظام السوري لحزب العمال.
- المبادرة الأخيرة لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني لجمع وتوحيد أكراد سوريا إلى جانب التوسط بين المجلس الوطني الكردي من جهة وحزب الاتحاد الوطني الكردي من جهة أخرى,عززت المخاوف من أن هناك محاولات تجري لإعداد شيء ما في سوريا يتعدى حصول الأكراد على حقوقهم المشروعة فيما يتعلق بالمساواة في المواطنة، إلى شيء مشابه على الأقل لما هو في العراق من حيث الحكم الذاتي أو الفيدرالية، ما سيؤدي إلى إضعاف سوريا كدولة ويفتح الباب أمام تقسيمها، وهو الأمر الذي إن تم فستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة و على الداخل التركي أمنيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.
- باستثناء عدد من المستقلين الوطنيين وقوى شبابية وحزب "المستقبل" الكردي الوطني الذين تنطلق توجهاتهم من حسابات وطنية سورية على قياس الوطن، فإن الموقف الكردي العام في سوريا غير مطمئن؛ فعلى الرغم من إدانة معظم الأحزاب الكردية أعمال حزب الاتحاد الديمقراطي، إلا أنها تلعب لعبة مزدوجة إزاء ما يحدث في سوريا في محاولة للحصول على مكاسب قومية غير مبررة (كالفيدرالية أو الاستقلال) في واقع سوري ينشد سوريا واحدة للجميع بلا تفرقة.
- ما جرى في أحياء الأشرفية وشيخ مقصود الغربي من حلب (وهي ذات غالبية كردية) من حالات الاقتتال بين كتيبة «صلاح الدين» وكتيبة «جبهة نصر» وبين قوات الحماية الشعبية (YPG) الموالية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الموالي للعمال الكردستاني.
- دخول مدينة رأس العين على خط المواجهات العسكرية وتنازع الجيش الحر ومسلحي حزب العمال الكردستاني مدعوما من قوات النظام حول السيطرة عليها منذ أسابيع, ثم الاتفاق على فض الاشتباكات و خروج عناصر الجيش الحر من المدينة و ترك إدارتها للسكان المحليين.
استنتاجات و تمنيات
القضية الكردية السورية قضية عادلة و تحتاج كل الجهود المخلصة و البعيدة عن الشوفينية, كردية كانت أم عربية و النظر بجدية و وطنية إلى الأزمة, التي زج بها النظام الاستبدادي المكونات الأثنية السورية في أتون صراع صامت و شك متبادل كما فعل مع كافة المكونات السورية الدينية و الطائفية و المذهبية ضماناً لسطوته و استمراره في السلطة, كل ذلك يعيدنا لمربع المواطنة و الوطن الذي قامت من أجله الثورة و تستمر منذ عشرين شهراً انتقلت فيها قسراً نحو العنف و الصراع الدموي. إن صمت مكونات سورية عن قهر النظام لمكون سوري آخر أنتج حالة من التدجين دامت ثلاثة عقود بعد صمت السوريين جميعهم على مجازر حماة و تدمر و حلب و جسر الشغور في الثمانينيات, استتبعها مجازر في القامشلي و أخرى في السويداء. كل هذا المسلسل الدموي كان سيستمر لو لم ينتفض الشعب السوري بأغلب مكوناته طلباً للحرية و الكرامة و الديمقراطية. لقد كان أكبر الشعارات هو دولة الوطن و المواطنة. دولة حقوق الانسان الفرد بغض النظر عن أي انتماء آخر يفخر به شخصياً و يفخر به كل سوري.
الأكراد السوريون هم سوريون قبل كل شيء و هم أكراد و هذا مدعاة فخرهم و فخر كل سوري وطني شريف.
إن مستقبل سورية و أكراد سورية هو في سورية الواحدة الديمقراطية المدنية التعددية.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة مشاهد في اسبوع واحد
- لماذا جرمانا؟
- قصة من مطار مرج السلطان
- سورية الجديدة تحت المظلة الديمقراطية
- نكسة أم انتكاسة؟
- الائتلاف الوطني السوري. ما العمل؟
- المبادرة الوطنية السورية أكثر من ضرورة
- عصفور و شجرة و وطن في سر حكاية الاستاذ ميشيل كيلو
- ماذا بعد؟
- الحرية و الكرامة أهدافاً أساسية للثورة السورية
- هذه الانسانية قالت: -كفى-
- الكم و النوع في عناصر نجاح الثورة السورية.
- عودوا أنا كنتم, سوريون كما كنتم.
- حزب العائلات السورية المختلطة
- دور موسكو في التاريخ و المصير السوري
- البيان رقم واحد
- الله أكبر ..حرية
- إصرار من غير حدود
- الثورة تتجدد..الثورة تستمر..و تتكامل بالإعلان عن الجمعية الت ...
- إلى المناضل هيثم المناع:


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - الأكراد السوريون..سوريون أكراد