أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سنان أحمد حقّي - تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!















المزيد.....

تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 09:01
المحور: الطب , والعلوم
    


تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!
لستُ أدري لماذا يُصرّ أغلب الباحثين على التقصّي عن أصل الوجود في العدم؟ أي إعتبار العدم هو أصل الوجود ، وما داموا لا يعلمون كيف يتحوّل العدم إلى وجود فهم سيظلّون في منآى عن القناعة والفهم الراسخ ولو إفترضنا أن أحجية تلك الكيفيّة قد تم حلّها فما هو السبب والمسبّب الذي تسبّب في خلق الوجود من العدم أي لماذا ومن؟ وهكذا...
ماذا لو فكّرنا بقلب الفكرة تماما رأسا على عقب أي أن نفكّر بأن العدم ليس هو الأصل بل الوجود وأن العدم تم خلقه من الوجود أي ما معناه أنه كان هناك وجود وحالة غيابه هو العدم أفلا تكون المعادلة أسهل والفكرة أوضح وأكثر واقعيّة؟
ثم أن وجود شئ هو معرفة وهو شئ محدد ومعروف أمّا العدم فلا معنى لمثل هذا الفرض أبدا إذ أننا نفهم أنه قد يوجد شئ ما محدد أو لا يوجد، ولكن لا نستطيع أن نفهم معنى عدم وجود أي شئ أي بدون تحديده فهذا أمر غير منطقي تماما وقد ذكرنا أنه في الرياضيات المنطقيّة هناك عمليات معروفه منها أن كميّة أكبر من الأخرى أو أصغر منها أو تساويها أو تكون على علاقة مشروطة بالأخرى أو أن تكون موجودة أو وجودها منفي فنقول الكميّة (A ) أونقول أنها( Not A ) ولا نقول العكس أي لا نقول أن الكميّة غير الموجودة هي (Not A )لأننا في حالة عدم الوجود لم نكن نعلم ماذا سيكون موجودا بعد حالة العدم .
ولو نظرنا إلى أي محتوى خالي لا نستطيع أن نحدد ماذا سيوجد فيه لذا لا نستطيع أن نقول أنه لا يوجد شئ إذ أنه يوجد دائما شئ محدد ولا يوجد شئ يتطلّب تحديد ماهيّة هذا الشئ وتمييزه فالأفضل أن نقول لا يوجد برتقالة أو لا يوجد قلم أو لا يوجد كتاب وهذا مرتبط بوجود هذا الشئ وأن عدم وجوده هي عمليّة منطقيّة أمّا عدم وجود كتاب على الطاولة قد تعني وجود شئء آخر كأن يكون موجود هواء أو موجود ضوء أو حتّى موجود فراغ أو فضاء خالي ولكنه في النهاية وجود شئ ولهذا فإنه يوجد دائما شئ وعندما يختفي هذا الشئ فإننا نجد أنه أصبح لا شئ محدّد ومميّز أي أن الأصل هو وجوده ولا معنى منطقي إطلاقا للعدم في الوقت الذي نجد أن الوجود في سبقه للعدم وكونه مسبّبا له يحلّ معظم الأسئلة المحيّرة لأن الوجود سيكون لا نهائيا ومسبوقٌ بوجود يُمثّل ما قبل هذا الوجود القائم وبذلك تكون الموجودات قد تحوّلت عن بعضها البعض وتطوّرت عبر سلسلة طويلة من التحولات وأن العدم حالة أو عمليّة منطقيّة للوجود يُمثّلها منطق النفي .
يؤيّد كلامنا هذا أن عمليّة العدّ كما بيّنا في مقال سابق لا تبدأ من الصفر كما يزعم كثيرون إذ أننا لا نقول الآن لا توجد أيّة كميّة ثم نقول والآن أصبحت واحدا ثم إثنين وهكذا بل يجب أن نتعرّف على تمييز المعدود قبل البدء بالعدّ فنقول يوجد الآن برتقالة واحدة ولا نقول قبل ذلك أنه الآن لا توجد برتقالة ! فمن أدرانا أنه ستوجد برتقالة ؟ ربّما توجد بيضة ثم توجد برتقالة وهذا يُعدّ من العمليات غير المنطقيّة إذ لا يمكن أن نجمع البيض إلى البرتقال ولهذا يجب أن نعلم المعدود في وقت العدّ وقبل العدّ لا يمكننا أن نقول لا يوجد شئ إذ أن الشئ نكرة ولا يمكن تمييزه وأن عملية العدّ لا تبدأ إلاّ بعد تمييزالمعدود وهكذا.
لو نظرنا بهذه الطريقة إلى الوجود والكون سنرى أنها فكرة أقرب إلى الصواب من فكرة أسبقيّة العدم على الوجود، ولو كان العدم أسبق لكنّا نبحث ليس عن الكيفيّة التي خرج فيها الوجود فقط بل سنبحث عن ما قبل العدم ماذا كان هناك وما هو فضاء العدم علما بأن العدم والصفر مقادير غير معرّفة رياضيا، أي بتعابير اللغة العربيّة نكرة والنكرات كما نعلم متعدّدة فإن قلنا كتاب فإنه قد يكون أكثر من كتاب هو المقصودولا يُفيد في توضيح الكتاب المطلوب ولكننا لوقلنا الكتاب فإن كتابا محدّدا هو ما نقصده فقط ولهذا أيضا يُصبح قول لا شئ يعني ما لا نهاية له من الأشياء وهذا لا يمكن أن يكون منطقيا إذ أننا مقبلون على عدّ شئ معرّف أي معرفة وأستشهد لغويّا هنا بقول للخليفة عمر بن الخطّاب ( رض) حيث قال يوما: لا يغلب عُسرٌ يُسرين. وهو يُشير بهذا إلى قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم.فإن مع العسرِ يُسرا . إن مع العسرِ يُسرا..صدق الله العظيم .
ويعني أن كلمة عُسر جاءت معرّفة أي أنها نفس العسر لأنه معروف لهذا جائت معرّفة أمّا اليُسر فلقد جاءت نكرة أي بمعنى أنها غير محدّدة بتعريف أي أنها يُسرٌ آخر وبهذا يكون لدينا يُسران ولهذا إستبشر بوجود يُسرين مع كل عُسر وقال مقالته هذه.
إننا لو وضعنا الأمر مقلوبا تماما أي لو جعلنا الوجود أسبق من العدم فإننا ربّما نجد أن البحث عن معظم المعضلات يمكن أن يكون لها حلّ أي أن نفكّر بالطريقة التالية : إن الوجود هو الأصل وأنه كان دائما هناك وجود أمّا العدم فهو مجرّد عمليّة منطقيّة تمثّل حالة أو مظهرمن مظاهر الوجود وأنه كان قبل الوجود وجودٌ سابق له وكل وجود له وجود سابق له أيضا ولم يكن هناك عدم وجود الوجود لأن عدم وجود شئ مع كون شئ نكرة يعني عدم وجود شئ مميّز( خالٍ من تمييز العدد) وليس كل شئ تماما بسبب من كون نفي وجود أي مقدار أو كميّة يجب أن يكون معرّفا وليس نكرة حيث أن النكرة تحتمل تعدد الوجود ونفيه يعني نفي كميّة مميّزة وليس نفي كميّات غير مميّزة ولا معروفة
كنت في مقالات سابقة قد قدّمت لهذه الأفكار ولكنني للأسف لم أحظ بمن يرى رأيا فيه وقوف على دحضٌ من تقييمٍ لما قدّمته بأسس علميّة.
إن العلوم الطبيعيّة تدخل فضاء جديدا من المعرفة لا تتوفّر فيه المعلومات الكافية ولا الوسائل التي تسمح باختبار الأفكار الجديدة المطروحة ولهذا فإنها تقترب من الفلسفة كثيرا ومن علوم ذهنيّة وأفكار لا يُمكن أن نبتّ بواقعيتها من فنطازيّتها وإن أطرف ما قرأت هذه الأيام هو ما ذكره الأستاذ جواد بشارة في مقال له مازال منشورا على موقعنا المرموق موقع الحوار المتمدن حيث يقول: أن البابا عندما إستقبل العالم هوكينك قال له :إننا متفقون أيها العالم الكبير فكل ما بعد البك بانك لكم وكل ما قبله فهو لنا.
لهذه الأسباب وأسباب أخرى تتعلّق بالمعطيات المتوفّرة حاليا عن الوجود فإن المناقشة تخرج عن فضاء العلوم وتدخل فضاء الفلسفة ويبدو على ما ذكر الأستاذ بشارة من أنه ربّما تم تصميم وعمل هذا الكون بيد عالم رياضيّات أن هذا العالم لم يستغنِ عن زميله الفيزيائي أبدا إذ أن قليل من الناس لا يعلمون مثلا أن إضافة سرعة الضوء إلى سرعة الضوء هي سرعة الضوء نفسها أي أنها لا تزداد أي بمعنى أنها لن تتغير بعد إضافة أي مقادير من سرعة أخرى وهذا يُشبه مفهوم المالانهية أي عند إضافة أي كميّة إلى المالانهاية فإنها تبقى ما لانهاية وفي الرياضيات نبحث في الكميّات ولكنّنا في الفيزياء نبحث في الكيفيات وأن مقدار سرعة الضوء مقدار معلوم وهو كما ذكر الأستاذ جواد بشارة تماما ) 299.792458 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة) ومع ذلك لا نتمكّن من إضافة أي سرعة له لأنها ستبقى نفسها مع أنها ليست كميّة المالانهاية له غير المُعرّفة كما نفعل في الرياضيات وهذا يُشير إلى أن عالم الفيزياء كان موجودا إلى جانب عالم الرياضيات دائما في تفسير عمليّة الوجود الكوني كمّا وكيفا
ونجد أن الرياضيات باعتبارها علم الكميّات لا غنى لها عن الطبيعة لأن أبسط تعامل مع الكميّات يتطلّب التمييز والتمييز بأنواعه ، تمييز نوع المعدود ولا معنى للأعداد بلا تمييز وكذلك الطبيعة فإنها يمكن أن تظللنا دون أن نركن إلى كميّات التحولات النوعيّة وهذه أمور يعلمها أهل التخصّص ولهذا فإن هذا الكون موجود كمّا وكيفا بنفس الأهمية وعلى ما يحقّق نواميس وقوانين الطبيعة والرياضيات معا.
إن مقالنا هذا مجرّد تأملات في الوجود والعدم والكون ولم نتطرّق لأي أفكار ميتافيزقية أو غيبيّة أو دينية وأرجو أن تتم مناقشته أو تقييمه على الأسس العلمية والفلسفيّة فقط لو كان فيه ما يدعو إلى ذلك على أننا لا نعارض وجود تفسيرات أخرى أو من وجهات نظر أخرى لها مكان أو وقت آخر
وللحديث صلةٌ والسلام عليكم.
سنان أحمد حقّي



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتجاج والشجب والإستنكار إحدى أهم وسائل التعبئة الجماهيريّ ...
- المنطق العام ومنطق الأشياء..!
- إلى النّمريّ الكبير..!
- الماركسيّة لا تقمع الواقع بل تنبع منه..! حول مقال الأستاذ ال ...
- النمري ومكارم إبراهيم والرأسماليّة..!
- مهدي محمد علي .. زائرُ الفجر..!
- الظواهر الدينيّة حاضرة بقوّة في التاريخ..!
- عودةٌ إلى الشيوعيّة والأديان..!
- نعم ، لي فيها ألف ناقةٍ وألف جمل..!
- كيف يتم تطبيق الشريعة؟
- وعاءُ العقل والعلم و وعاء العمل ..!
- إسلاموفوبيا..!؟
- منتجوا الثقافة ، نُقّادا..!؟
- ترجمة جديدة لقصيدة لوركا - الزوجة الخائنة -
- ماركسيون وعلمانيون ..لا تبشيريون..!
- قصيدتان في المطر..!
- ومن -الحلول- السهلة ما قتل..!
- نظريّة الفوضى توطئة مترجمة عن الإنكليزيّة ***
- أكلُّ من أمسكَ بالدفّ هو المغنّي..!
- هل قُتلوا بالصعقة الكهربائيّة؟


المزيد.....




- أعراض غير شائعة لالتهاب الأعصاب اعرفها
- وفاة طفل في مستشفى كمال عدوان شمالي غزة بسبب سوء التغذية
- هيظبط مزاجك ويديك طاقة.. تعرف على فوائد الاستحمام يوميا
- مراسلنا: اندلاع النيران في عدة أماكن ومبان داخل مجمع الشفا ...
- 5 نصائح بسيطة لإنقاص وزنك والحفاظ على صحتك
- تصريحات زيلينسكي تثير استهجانا وسخرية على شبكات التواصل الاج ...
- ماكرون ولولا يدشنان غواصة برازيلية بنيت بتكنولوجيا فرنسية
- 8 آثار مدمرة للقلق الحاد على قدراتك العقلية والجسدية
- شد الطفل أذنه علامة على وجود مشكلة.. طبيب يوضح
- الدفعة الـ 14 من أطفال قطاع غزة الجرحى ومرضى السرطان تصل الإ ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سنان أحمد حقّي - تأملات كونيّة..في الوجود والعدم!