أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سنان أحمد حقّي - الماركسيّة لا تقمع الواقع بل تنبع منه..! حول مقال الأستاذ الكبير النمري..!















المزيد.....


الماركسيّة لا تقمع الواقع بل تنبع منه..! حول مقال الأستاذ الكبير النمري..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 11:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسيّة لا تقمع الواقع بل تنبع منه..!
حول مقال الأستاذ الكبير النمري..!
إن أيّة نظريّة أو كتاب أو مقال أو جهد علمي أو ثقافي مهما كان موضوعه فإنه بعد نشره وطرحه على القرّاء يُصبحُ إرثا وملكاً عامّا لكل الناس يحقّ لهم أن يقرأوه وينقدوه ويرجعوا له أو يستندوا إليه إلى أيّة حدود يبتغيها الباحث .
وكذلك جميع ما تم نشره عن الماركسيّة منذ ماركس وإلى النمري حيث يُصبح إرثا عامّا ولهذا فليس من حقّ الأستاذ الكبير النمري أن يعتبر نفسه وارثا وحيدا لهذا الإرث وأن يُنصّب نفسه منصبا يمنح أو يمنع فيه الألقاب والصفات وهذا من حيث المبدأ وسنأتي على بعض التفاصيل لاحقا.
من جانب آخر، فمع أنني أقدّربل أُقدّس جهود كافة المناضلين من أجل حقوق شعبنا العراقي ومن أجل التحرر وبناء المجتمع الأفضل وأثمّن كافة جهود من سبقنا ومن معنا من مناضلي الحركة الوطنيّة كافّة وبالخصوص الشيوعيين الذين قدّموا دماءهم وأرواحهم ومستقبل عيالهم رخيصة في سوح النضال المجيدة وأتذكّرهم بخيروافضل ذكرى واسأل الله أن يتغمّدهم غراس الجنّة وان يجزيهم خير الجزاء ولكنّني في الحقيقة لست شيوعيّا ولا أنتمي لأي تنظيم شيوعي أو إشتراكي أو سياسي آخرولا ضمن أي فصيل مع إعتزازي بكل المناضلين من أبناء هذا الوطن المعطاءوالشيوعيين منهم خاصّة ولكن هذه حقيقة لا أستطيع القفز فوقها، كما أنّني لست سوى مُطالع ولي قراءات ومطالعات في الفكر الماركسي ولهذا فإنني لا أستحقّ لقب (رفيق) للأسف ومع هذا لا أجد هذا سبباً يمنعني من التعقيب والردّ على الآراء المختلفة ومتابعة مختلف الدراسات بهذا الخصوص ولا أجد حرجا من مناقشة كل من له قدر واسع واجتهاد في الفكر الماركسي بتوسّعاته لأنه إرثٌ إنساني عام.
لكنني لا أستطيع قبول الصفات والنعوت والمراتب التي توصّل لها أستاذنا الكبير النمري لأنها لا تعني شيئا بل ربّما هي تخصّه وحده في أن يُسمّي هذا تقدّميّا أو شيوعيّا أو يجده قد خرج عن الشيوعيّة أو سوى ذلك وربما حرمه من بركات معبده ؛ فالمهم عندي المناقشة العلميّة والموضوعيّة والتي تقوم على البراهين العلميّة وصدق الأفكار عندما نقوم بتجريبها في واقع الممارسة الفعليّة ، فإن كنتُ رأسماليّا أو شيوعيّا أو طالب علم أو مستطرقا أو صحفيّا سائلا أو غير ذلك فلا يجدر بالأستاذ الكبير أن يحشرني في قائمةٍ ما أو أن يُخرجني من أخرى بل يتعيّن عليه ما وسعه الأمر أن يقدّم الدلائل والبراهين على خطل رأيي أو صحتّه أو ردّه وبتفاصيله في ذلك وهذا هو المطلوب فقط وهو الأمر الذي سيجعلني أرى أين موضع قدمي لو كنتُ بعيدا عن الصواب.
وقبل أن اتناول بعض تفاصيل مقال الأستاذ الكبير النمري اودّ أن أنوّه إلى أن البرجوازيّة وعتاة النظام الرأسمالي لا يُحدّدون موقفهم من الشيوعيّة والإشتراكيّة حسب قناعاتهم بحتميّة إنهيار الرأسماليّة من عدمها بل إن موقفهم تحدّده مصالحهم أي بمعنى أنهم يعرفون أن هذا النظام الإجتماعي الإقتصادي لا يمكن أن يستمرّ ولكنهم لا يُريدون التنازل عن ثرواتهم وامتيازاتهم وهذا هو جوهر الأمر بالنسبة لهم، إنهم يتعاملون بالمصالح فقط ولا يكترثون بالآيديولوجيات والأفكار والنظريات حتّى لو وجدوا أنها صحيحة ويُعوّلون كثيرا على الإلتفاف عليها.ولهذا تراهم بمناسبة وأخرى يهزؤون بالآيدولوجيّات وويُسمّونها بالأدلجة كنايةً ويعتبرونها أساسا لكل مصيبة .
لنفترض أننا إلتقينا أحد رجال الأعمال أو كبار رجال الأعمال من أصحاب المصانع الكبرى وبدأنا معه حوارا عن النظام الرأسمالي بشكل معمّق وعلمي فهل أنه لو اقتنع بما نطرحه عليه سيتخلّى عن ملياراته ؟ هذه سذاجة منّا لو كنّا نفكّر بهذا الشكل وربّما سذاجةٌ منه لو فعل، ولهذا السبب أنا أقول إنهم سيفعلون المستحيل من أجل أن لا يُصيبهم إنهيار كامل أو شامل ولو مثّلنا للإشتراكيّة أو الشيوعيّة بموسى النبيّ الطفل ( ع) فإن البرجوازيّة ستعيد نفس ما عمله فرعون بقتل كل مولود يولد في ذلك الموعد حتّى لو علموا أنه لا فائدة من ذلك وأن موسى سيولد وسيعيش وسيكون على يديه تقويض حكم فرعون!
التعقيدات ليست في صلب النظريّة بل في إلتفافات الرأسماليّة وأحابيلها وطرق حمايتها لمصالحها علميّةً كانت أم غير علميّة ومشروعةً أم غير مشروعة كما قدّمنا في تعقيباتنا الآن وسابقا .
وبسبب كوني دارسا وقارئا فإنني لا أبتغي أن يتم تصنيفي ماركسيّا أم لا بل أن البحث عن الحقائق هو الذي يسوقني في المقام الأول ثم الإعتبارات الإنسانيّة الأخرى من هضم حقوق العمال وتعطيل عجلة التقدّم الإجتماعي ومقاومة حركة الحياة نحو الأفضل والرغبة في وقف إثارة الصراعات والتناحرات الدامية فانا لا أعبد العقل بل أجعله نقيضا متّحدابالعمل بحسب متناقضات المنطق الجدلي ولا أتطرّف ولا أحب التطرّف ولا قمع آراء الآخرين مهما كانت بل أحاول جهدي أن أدرسها لو قدرت وأقول لو قدرت لأن في آراء الآخرين كثير من الكنوز التي تفوتنا معرفتها ، فأنا طالب علم وقارئ في الماركسيّة إذا رغب الأستاذ الكبير النمري أن يعرف ذلك ولا لزوم له لولا أنه أي أستاذنا الكبير النمري حاول أن يُرغمنا على الخوض فيه بسخريته منّا في إضافة كلمة العالم !لإسمنا المتواضع.
في حقيقة الأمر وفحواه لا أنظر إلى نفسي إلاّ كما يقولون العبد الفقير الحقير سنان أحمد حقّي فقط ولكنّني في الوقت نفسه عندما أقرأ نصّاً أو كتابا علميّا وفي تلك اللحظات بالذات حصرا أجد نفسي طالب علم كما ذكرت وأنه يجب عليّ أن أتحلّى بصفات العالم وأجتهد ذلك ما وسعتني قدرتي من الإجتهاد في محاورة النصّ واختباره ونقده وتتبّع أسانيده وصحّة روايته للأحداث وتمحيص طرائق التفكير ومنطق الإستنتاج وكل ما يلزم وكأنني عالمٌ فعلا وبغير هذا كيف يُمكن أن نقرأ ؟ كيف نقرأ إذا لم نكن نفعل كلّ هذا ؟ هل نحفظ ونتلقّى فقط ؟ لا نستطيع أن نقول في تلك الحالة أننا فهمنا لأن الفهم السليم يتطلّب القناعة أمّا إذا كان هدف القارئ وربّما كان هدف أستاذنا الكبير في الغالب أن يكون تلميذا مجتهدا يحوز على علامات الإستحسان والجيدة فهذا ليس من أهدافنا التي نبتغي فيها الإقتناع والإيمان بالحقائق وترسيخ ما هو صائبٌ منها .
فأعود وأقول أنني نعم عالم في تلك اللحظات التي أكون فيها مستغرقا في دراسة أي نصّ علمي ولكنّني ما أن أخرج منه حتّى أعود إلى أن أرى نفسي عبدا حقيرا فقيرا ليس إلاّ .
ونعود الآن إلى ما وجده الأستاذ الكبير النمري المحترم مفاجأةً كبيرة وأنّني خرجت به عن ماركسيّتي وكأنها ديني أو مذهبي وهي ليست كذلك حيث وجد أنّني أعتبر أن الماركسيّة شأنها شأن مختلف العلوم تخضع لمنطق التطوّر والتجديد وتواجه حلّ المعضلات والمسائل العلميّة والإجتماعيّة الإقتصاديّة على ضوء المعطيات والمدخلات أي بالضبط كعلم الرياضيات والفيزياء والأحياء والفلك وهكذا وهو هنا يرى أن قولي أننا لا نستطيع أن نستمرّ في النظر إلى النظام الرأسمالي بنفس النظرة التي نظر بها ماركس له وجدها أشبه ما تكون بالكفر في الماركسيّة واعتبرها إهانةً لماركس ورفقائه وهذا غير صحيح مطلقا إذ أن الماركسيّة كما قدّمنا علمٌ وفلسفةٌ شانها شأن باقي العلوم والنظريات تخضع لمنطق التطوّر خصوصا بعد مضيّ أكثر من قرن ونصف على ظهورها وبعد حصول متغيّرات واقعيّة ( أي بمعنى كل ما هو خارج وعينا ومستقلّ عن إرادتنا) ومن يُنكر خضوع المعرفة والفكرللتطوّر بمقتضى تطوّر الواقع الموضوعي ليس ماركسيّا وهو من يخرج عن الماركسيّة وأنه يجدر به أن يُراجع أفكاره من جديد .
أستاذنا الكبير والعزيز أين نذهب بأهم قوانين المنطق الجدلي وهو قانونها الأوّل من أن التراكم الكمّي يؤدّي إلى تحوّل نوعي؟ إن التحوّل النوعي المقصود هنا هو حصول مرتبة جديدة أو عتبة جديدة في سُلّم التطوّر وهذا أمرٌ لا أشكّ أنّك تعرفه جيّدا وعندما تحصل التحولات النوعيّة فإن الواقع يدخل فضاءً جديدا ينقض فيه ما قبله وهذا هو القانون الثاني للمنطق الجدلي وهذا كلّه يعتمد على مواصلة التراكم الكمّي وهذا القانون يفعل فعله ليس في صالح طرف واحد لأننا نرغب به أو لا نرغب بل هو حقيقة من حقائق التطوّر الإجتماعي فلو رفعنا درجة حرارة الماء باستمرار سيتحوّل إلى غازفي فترة تعتمد على الكتلة وعوامل أخرى ولكنّنا لو خفّضنا الحرارةفإن الزمن أو الفترة ستطول وقد يُمكن حبس السائل من أن يتحوّل بأجمعه إلى غاز ، ولأضرب لكم يا أستاذنا الكبير المحترم مثلا آخر وأقول لو اننا رجعنا إلى فكرة التمدّد الحراري التي آمنّا بها منذ صغرنا وأنه لا بدّ لقضبان سكة الحديد من أن تتمدّد ولهذا فإننا نجعل لها مفاصل لنُعطيها الحريّة في تصرّفها الطبيعي وبقينا على هذه الحال عقودا طويلة نعاني من الإهتزاز أثناء السير فماذا نقول لو وجد المهندسون طريقة أخرى لا يفعلون بها أيّة مفاصل للتمدّد ( وهي طريقة مشابهة لعمليات سبق الجهد في علوم الخرسانة المسلّحة سيقول في حينها من لا يفهم في هذا العلم أنه لا يمكن ؟! لأن الحديد سيتمدّد وستتعرّض السكّة والقضبان إلى الخروج عن إستقاماتها ومستوياتها المرسومة وقد تنقلب القاطرات وتحدث كوارث ولكنّ شيئا من هذا لا يحدث الآن في السكك الآمنة التي تسير اليوم بين العواصم الأوربيّة بكل إنسيابيّة وهدوء وبدون إهتزاز( ما ندعوه باللهجة الدارجة الركلة) ولا حركة مربكة! إن الواقع الموضوعي ودراسته وتأمّله أمر تبدأ به نظريّة المعرفة بالتأمّل الحي ولكنّ الممارسة الفعليّة هي التي تنتهي إليها المعرفة أي أن الموضوعيّة يا أستاذنا الكبير والمحترم لها صلة جدليّة بالوضعيّة ولا يعني الإيمان بأن نظريّة ماركس نظرية ماديّة أنها لا تعمل بالوضعيّة في طور من أطوار التفاعل الحيّ بموجب النظرية نفسها أي أننا بعد أن ننتقل إلى الممارسة الفعليّة سنحصل على معطيات جديدة تعود لتؤثّر في الفكر الماركسي وكأنها سلوك موضوعي فنطوّر ونغيّر وننحت معلوماتنا ونضع التصاميم والأفكار الجديدة وهو سلوك وضعي نتواضع به على الواقع الموضوعي ، وهذا هو ما يراه العلماء ثابتا في نظريّة ماركس فقط وليس بسبب ما قاله ماركس أو لينين فقط ، القوانين والتصرّف وسلوك المتغيّرات وعلاقاتها هو الثابت الذي تراه الماركسيّة أمرا راسخا وليس ما قاله ماركس أو بليخانوف أو تروتسكي أو غيرهم من العلماء والمفكرين والفلاسفة الكبار والصغار جميعا
التطوّر والتغيّر والتجدّد هي سنّة الطبيعة وسنّة الحياة كما تفعل الأرض والكواكب والأجرام المختلفة بالضّبط حيث أن كل لحظة من الزمن لا تُشبه سواها وهي تدلّنا على موقع مختلف من الكون الفسيح جدا.
أستاذي العزيز والموقّر لو تذكّرت العالم فليمنغ وهو الذي إبتكر أو توصّل إلى عقار البنسيلين وقدّمه للبشريّة فلن تجد ما قاله قد بقي قانونا على الباحثين والعلماء فلقد خرج علينا جمهور أو طابورٌ من العلماء والباحثين وأوجدوا حقائق مضافة وطوّروا المعارف التي طلع بها على العالم بحيث أنه لو عاد إلى الحياة فلن يفهم عمّاذا هم الآن يتكلّمون من إتّساع الحيّز الذي فتح هو أبوابه وهناك الآن علوم أخرى كثيرة تم إستحداثها بشكل لا يخطر على بال فليمينغ أنها موجودة ، إن المعرفة أو سُلّم المعرفة كما يقول أنجلز يُشبه منحنى حلزوني مقلوب كل حين ترى أن النقطة عليه وكأنها تعود إلى موضعها من المنحنى ولكن هيهات ! فهي تعود ولكن بمدارٍ أوسع أو مختلف على الأقلّ وبدرجة ٍ أرقى ولو قليلا وهكذا كلّ شئ إلى توسّع وتجديد وتطوّر.
أنظر إلى علم الحاسبات والكومبيوتر ! لقد كان حلم وأمنية العلماء الأوائل أن يصنعوا جهازا يحمل عنهم مهمة الحسابات الرياضيّة بقدر من الدقّة الملائمة للأغراض العلميّة فقط، حيث كما تعلم أن المهندسين الذين صمّموا بناية الأمباير ستيت في الولايات المتحدة كانوا قد إستهلكوا أطنانا من الورق حاروا في كيفيّة التخلّص منها فيما بعد كما بلغنا سابقا ولكن أنظر إلى ما وصل إليه علم الحاسبات وتعامله مع مختلف البيانات والسلاسل البيانيّة الرقميّة والمعلوماتيّة أو اللغويّة أو الصوتيّة وخلاف هذا كثير وأصبح لدينا الآن هذا الجهاز الذي أردّ بواسطته على مقالكم وتردّون .
إن الماركسية نظريّة شاملة بمعنى أنها فلسفة متكاملة أي طريقة جديدة في التفكير وتقويم الأفكار وهذا أهم ما فيها من صحّة وهي صحيحة وكاملة الصحّة بهذا المنطق وليس بمنطق ما قاله ماركس ولينين أو ستالين ولا بمنطق ما تقول أو ما أقول بل بمنطق الأشياء كما يقولون أي بموجب منهج وسلوك الأشياء ذاتها وبشكل مستقلّ عن وعينا وخارجٍ عن إرادتنا .
وتقول يا أستاذنا الكبير والعزيز أنني لم أقدّم ولا حجّة واحدة على قولي في تقدّم العلوم والمعارف وإضافاتها ولو تابعت ما كتبتُ طيلة الخمس سنوات الماضية ولو قليلا ما كنتُ كتبتُ على صفحات الحوار المتمدّن الغرّاء فقط لوجدت انّني أشرت إلى تقدّم علم الإحصاء كمفهوم وليس كعلم أي في فلسفة العلم وأن المقولة الفلسفيّة في الصدفة والضرورة والتي كانت أساسا في بدء الأبحاث في علم الإحصاء قد تطوّرت كلّيّا وأنّنا عندما نجد أن إحتمالات حصولنا على أي رقم محدّد بإلقاء الزهر وليكن الرقم ستّة أو ( شيش) لن نستطيع معه أن نقول ولو رمينا للمرة الألف أنه حتما سيظهر هذه المرّة بل هي إحتمالات فنقول الإحتمال 90% أو أكثر أو أقلّ ولكنّنا قد نلقي مليون رمية ولا نحصل على الرقم شيش هنا تعلّمنا أن الضرورة تحوّلت إلى إحتماليّة وليست حتميّة وقد توصّل علماء الكم إلى حقائق إحتماليّة كثيرة في العالم الذي يعملون فيه فالآيونات في الفضاء الكمّي قد تتصادم وقد لا تفعل وكلّه يعتمد على نظريات إحصائيّة ولم يعد أحدٌ متحمّس لفكرة الحتميّة التي تتحدّث عنها فلقد كان كثير من الناس يعتقدون انه طالما مجموع زوايا المثلث هو 180 درجة فسيكون من السهل معرفة الزاوية الثالثة لو تم قياس إثنين من زواياه وحدث هذا لزمن طويل ولكن بعد أن خرجت علينا الهندسة اللاإقليديّة لم يعد هذا صحيحا إذ يمكن أن يكون مجموع زوايا المثلث أكثر أو أقلّ من 180 درجة وبهذا لم يعد صحيحا أن نقول ما دام مجموع زاويتين في المثلث هو مائة درجة إذاً (حتما)تكون الزاوية الثالثة ثمانون درجة ، هذه مفاهيم علميّة تنطلق منها مفاهيم فلسفيّة كلّيّة لا مجال للتلاعب فيها والتي ربما هي حالات خاصّة من حقائق أعمّ منها إن شروط إشتعال سائل ما في درجة حرارة محدّدة يعتمد على ظروف محيطة كثيرة واليوم نتعرّف على الفوضى ونظريّات ثابت لورينز أو جاذب لورينز والهندسة الكسوريّة وكيف تم إكتشاف تأثير طرائق الحلول الرياضية التي تنطوي على التدوير في إنتاج ديناميكيّة متفاقمة وعظمى وكيف يتم تطبيق ذلك على الإقتصاد كما في علوم الفيزياء المختلفة .وأنه يجري بها تفسير جديد لمعنى الصدفة المشار إليه
استاذنا الكبير والعزيز إن التقدّم لا يُخيف الماركسي الحقيقي بل يؤدّي به إلى تصديق ما ذهب إليه المفكرون الأوائل وصواب الطريق الذي سلكوه ومدى عبقريّتهم ولكن ليس معنى هذا أن نقف حيث انتهوا ولا نُحرّك ساكنا إذ أننا حينها سنخرج عن كون أننا نؤمن بهذه الحقائق
إن الأرنب أسرع من السلحفاة بالتأكيد ولكن ما حصل فعلا أن السلحفاة سبقته وهذا واقع موضوعي!لا نستطيع العبث به.
إن النظريّة الماركسيّة لم تأتِ أو تظهر من فراغ ولم تفرض منطوقها على العلوم والمعارف الأخرى بل أنها خرجت من رحم الفلسفة التي وضّحتها وبنت لبناتها الأساسيّة العلوم والمعارف المختلفة فهي مستمدّة من المخرجات العلميّة للفيزياء والرياضيّات والأحياء والكيمياء وكلّما ثبت صوابها كلّما كانت قدرتها على التطوّر وعلى التجديد ومرونتها أكبر لاستيعاب المخرجات المختلفة لمختلف المعارف الطبيعيّة والتاريخيّة كما تنصّ التاريخيّة الجدليّة بذلك أيضا لأنها حالة خاصّة من الماديّة الدايلكتيكيّة.
ساقول الآن قولا ربّما يُغضبكم وهو أن تطبيقات الماركسيّة هذا اليوم وفي المستقبل يجب أن تكون مختلفة عن أسلوب لينين وستالين وأن الرجوع إلى أفكارهما (وهذا نوع من التفكير السلفي) لا يعني أبدا محاولة جديّة للإنتقال إلى الإشتراكيّة ، لماذا؟ لأن الفشل واقع موضوعي وحصوله لا يمكن إنكاره وهنا يجب إبتكار وسائل متطوّرة مبنيّة على الأسس الفكريّة السليمة ما دمنا نعتقد أن الفكر الفلسفي هو الذي يُعيننا على تمحيص صواب الأفكار من خطلها.
ومن جانب آخر رآي أستاذنا الكبير أنني أطعن بالماركسية وبماركس عندما قلت أن الماركسية أقحمت نفسها في التعامل مع معطيات محدودة لوضع تصوّرات بعيدة المدى فهذا كان المقصود به وضع تصوّرات ومواصفات عن المجتمع الشيوعي والتحدّث عن مراحل إجتماعيّة بتفاصيل لم يكن ممكنا الخوض فيها قبل الإنتهاء من بناء المجتمع الإشتراكي مما يُقحم الفكر الماركسي في التعامل مع معطيات محدودة في وضع تصوّرات بعيدة المدى جدّاولم يكن كلامي يعني ما حاول أستاذنا الكبير طرحه .
إن العبد الفقير الحقير سنان أحمد حقّي أدرك منذ البداية أن عبقريّة ماركس ليست في تأليف كتابه رأس المال ولا في قلب الفلسفة رأسا على عقب كما يُقال ولا في التبشير بالمجتمع الشيوعي ولا في إكتشاف نظريّة فائض القيمة بل هي في إدراكه منطق التجدّد والتغيّر وقوانين التحولات الإجتماعية ومنطق التناقض الذي لم يوضع إلاّ لتفسير التطور والتطوّر الإجتماعي كما في الحياة برمّتها ومنها تفسير الظواهر الإقتصاديّة .
امّا بشأن العلوم الكثيرة التي أوردها ففيها فعلا كثير من العلوم التي لم يُدركها ماركس ولا رفقائه الأوّلون أفلا تنظر إلى الحاسوب؟ أو إلى ريادة الفضاء؟ أو إلى أبحاث الأحياء ومنجزاتها في الـ (DNA or RNA )والمورثات ألا تنظر إلى منجزات علم الفيزياء وفيزياء الكم وما طلعت به من معلومات عن قوانين جديدة قضت بإلغاء نظريات نيوتن كلّيّا واعتبرتها حالات خاصّة أو إلى علوم الإتصالات العجيبة ، هل أدرك ماركس علم التوبولوجي؟وتطوّرات العلوم الرياضيّة؟ وغيرها مما لا مجال لاستعراضه.
أستاذي الكبير والعزيز إن على الماركسي أن يكون شعلةً وهّاجة كما يُقال وأن يكون منارا هاديا كالفنار في البحر فكيف يحدث ذلك بغير مواكبة تطوّرا ت العلوم المختلفة والمنجزات العلميّة ولا أقتصر على العلوم فحسب بل على كل المعارف الإنسانيّة والأنشطة المتعدّدة فالإقتصاد على أهميته كعلم يختصّ بالحاجات الإنسانيّة فهو ليس إلاّ فرع واحد من فروع المعرفة التي لا تُحصى والتي ما نجهل منها أكثر بكثير مما نعلم .
وأنا أي العبد الفقير الحقير سنان أحمد حقّي اعلم جيدا أنه ما من أحدٍ هذا اليوم يستطيع الإلمام بكل هذه العلوم والمعارف ولكن في الحقيقة إن هذا أمرٌ غير مطلوب وما هو مطلوب فقط متابعة المخرجات الكليّة والعامّة أي بمنطوق الفلسفة ( المفاهيم العامّة) وهي ما يعني المثقف الأريب والمفكّر الفلسفي.
كبيرنا وأستاذنا العزيز والكريم ، إن خصيصة النهب التي تتّسم بها الرأسمالية هي التي أرشدتنا إلى عدم مشروعيّة إستحواذ ربّ العمل على عرق العمال ومن هنا بدانا ننتصر للطبقة العاملة وعلمنا مدى النهب الذي تقوم به الطبقات المستغِلّةُ وبالتالي الأنظمة المستغِلّة والتحالفت الأممية وهكذا وهذا شئ مهم جدا لفهم طبيعة النظام الرأسمالي وكل ما قيل عنه كانت أوصاف ولكن النهب هو الخصيصة الأساسيّة وهو جوهر الأطماع والصراع الإجتماعي والسياسي وهو أمرٌ لا يُستهان به ولهذا يُنادي الإشتراكيون بإعادة توزيع الدخل القومي بما ينسجم وجهود الطبقة العاملة في تراكم الإنتاج
أستاذنا الكبير لا يصحّ أبدا إعتبار الماركسيّة نظريّة صائبة فقط لأن لينين قال ذلك بل بالبراهين العمليّة وبمسيرة التاريخ كم هي صائبة ؟ أنني ربما اقول الآن شيئا آخر قد يُغيضكم للأسف وهو أن ستالين تولى مسؤوليّة أوّل دولة إشتراكيّة في العالم بل في التاريخ لأطول فترة وأهم حقبة تاريخيّة ولكنّه لم يقضِ بتسليم وسائل الإنتاج لقوى الإنتاج مما أكسب نظامه سمات رأسماليّة الدولة ومهما كانت الأعذار والأسباب والتعليلات فقد كان لينين قد أصدر مرسوم الأرض وبموجبه أصبحت وسائل الإنتاج بالنسبة للفلاحين بأيديهم وملكهم ولكن شيئا من هذا لم يحصل بالنسبة للعمال فهل كان كثيرا عليهم؟ أم أن هناك غايات تخرج عن مفهوم الإشتراكيّة وبناء الشيوعيّة ؟
يمكن بل يجب أن ندرس مرحلة الثورة الإشتراكيّة في روسيا والدولة السوفييتية ولكنّنا لا يجب أن نقف عند حدود ما إنتهى إليه ستالين أو لينين ولسبب رئيس وهوالنتائج فالأمور كما تعرف يا أستاذنا العزيز والكبير تُقاس بخواتيمها ولو تعكّزتم على مبدأ الخيانة وحده لما وجدنا خيانات بهذا الحجم ولا عودة إلى الحياة الرأسماليّة ورفضا كبيرا من مختلف الأوساط ومنها أوساط ثقافيّة كبيرة أخذنا كل يوم نسمع عن إلتحاق أحدهم إلى الغرب كما كان الأمر قبل الإنهيار .لا بدّ أن هناك عوامل كثيرة ساعدت على إنهيار ذلك النظام ولا بدّ أن يكون الإستبداد أحد أسبابها وتغوّل الأجهزة الإستخباريّة بحيث حلّت تماما محلّ ما كان يُدعى بحزب العمال والفلاحين ..كيف يعود من آمن بالمجتمع الشيوعي ومبادئ قرب حلول المجتمع الذي يقوم على من كل حسب طاقته إلى كل حسب حاجته وبعد أن فهم ما يتطلّبه من إيثار وواقعيّة ونكران ذات وعدالة وتضحية من نوع خاص ومتطوّر ، كيف يعود هو نفسه إلى الأنانيّة وحب الذات وتفضيل الملذات الشخصيّة والسرقة والأستحواذ على المال العام والقبول بالبيروقراطيّة ؟
هناك نقاط أخرى كثيرة في مقال أستاذنا الكبير النمري ولكنني أتركها للقراء الكرام ليتولّوا التعقيب عليها مثل قضيّة أرباب العمل وتحفّظاته على تمليك وسائل الإنتاج لقوى الاٌنتاج وهو يتصرّف بالنظريّة الماركسيّة كما يحلو له فيرى أن ذلك لا يصح في ظل دكتاتوريّة البروليتاريا وهنا يبدو لنا أنه مصرّ على مصطلح أرباب الإنتاج ولم يكن خطأ طباعي كما ظننت وهذا المصطلح من مبتكراته والتي نتركها هي الأخرى لعلماء الإقتصاد ليروا فيه ما يرون !ولا ندري كم كان على دكتاتوريّة البروليتاريا أن تسمرّ وقد كانت الممسك الذي برّر به ستالين تحويل المجتمع إلى معسكر كبير ونحن أوضحنا مرارا أن المقصود بدكتاتوريّة البروليتاريا هو دكتاتوريّة طبقة وليس شخص ولا دكتاتوريّة الأجهزة والمؤسسات السريّة لتحل محل حزب طليعة البروليتاريا أي حزب العمال والفلاحين!
كما أترك التعليق على ما طلع به علينا من أن إنتاج الأسلحة لا يأتي بفائض قيمة ! للقارئ اللبيب أيضا
إن هناك متغيّران مهمّان غفل كثير من الناس عنهما وهما التحريف والجمود وبينهما علاقة جدليّة كاملة وتامّة تنطبق عليها قوانين الجدل بقوّة أي أن الجمود نقيض التحريف ومثلما ينبغي الحرص على عدم الإنجرار إلى التحريف فإنه ينبغي ان لا يدفعنا هذا الحرص إلى أن نقع فرسية الجمود.
إنّني لا أسخر من طروحاتكم يا أستاذنا الكبير ولكن الحياة كل يوم تطرح أمراًجديدا عجيبا وأن الشمس التي تنظر إليها على أنها حتما ستشرق غدا قد ياتي يوم لا تُشرق فيه أو تبدّل مدارها أو أن الأرض نفسها تبدّل مدارها وكل يوم يدرسون إحتمال إصطدام نيزك كبير بالأرض وما ستؤول له الأوضاع ؟أو على أقل تقدير فإنه قد يُغمُّ على الناس فلايرون الشمس أو أن عاصفة ترابيّة ستهبّ وتجعل النهار أسودا معتما لا يمكن معه رؤية الشمس، وهذه حقائق يطرحها علم الفلك والمناخ وفيزياء التنبؤات الجويّة وبشكل جدّي جدا وحينها ، هل سنظلّ نقول حتما؟
مع خالص مودّتي وعميق إعتباري.

سنان أحمد حقّي
العبد الفقير الحقير



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمري ومكارم إبراهيم والرأسماليّة..!
- مهدي محمد علي .. زائرُ الفجر..!
- الظواهر الدينيّة حاضرة بقوّة في التاريخ..!
- عودةٌ إلى الشيوعيّة والأديان..!
- نعم ، لي فيها ألف ناقةٍ وألف جمل..!
- كيف يتم تطبيق الشريعة؟
- وعاءُ العقل والعلم و وعاء العمل ..!
- إسلاموفوبيا..!؟
- منتجوا الثقافة ، نُقّادا..!؟
- ترجمة جديدة لقصيدة لوركا - الزوجة الخائنة -
- ماركسيون وعلمانيون ..لا تبشيريون..!
- قصيدتان في المطر..!
- ومن -الحلول- السهلة ما قتل..!
- نظريّة الفوضى توطئة مترجمة عن الإنكليزيّة ***
- أكلُّ من أمسكَ بالدفّ هو المغنّي..!
- هل قُتلوا بالصعقة الكهربائيّة؟
- وجاءت جرادةٌ وأخذت حبّةًً ً وخرجت..! *
- (فار التنّورُ) بين البيان وبين الصرف وعلم الإشتقاق..!
- قولٌ في الفصاحة..!
- بين عصرالمسرح وعصرالطابعة 3D..!


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سنان أحمد حقّي - الماركسيّة لا تقمع الواقع بل تنبع منه..! حول مقال الأستاذ الكبير النمري..!