أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سنان أحمد حقّي - عودةٌ إلى الشيوعيّة والأديان..!















المزيد.....

عودةٌ إلى الشيوعيّة والأديان..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عودةٌ إلى الشيوعيّة والأديان..!
كتب الأستاذ ماجد الشمّري مقالا متسلسلا بعنوان ( شتّان ما بين الشيوعيّة والأديان ) وتم نشره على الصفحات الغراء لموقع الحوار المتمدّن إبتداءً من تاريخ 3 تشرين الثاني 2012.
وأرجو أن يسمح لي الأستاذ العزيز في البدء أن أصوّب عنوان المقال على النحو التالي:
قال الأصمعي سألت أعرابيا أيهما تقول ، شتّان بين كذا وكذا أم تقول شتّان ما بين كذا وكذا فقال الأعرابي: لا أقولهما! فقلت له أي الأصمعي وما ذا تقول إذا؟ قال الأعرابيّ : أقول شتّان كذا وكذا لأن شتّان وحدها تعني (ما أشدّ الفرق بين ) وما دامت هكذا تقول العرب فالصواب برأينا هو أن يكون عنوان المقال (شتّان الشيوعيّةُ والأديان..!) وقد حفل المقال بالعديد من الأغلاط اللغويّة والطباعيّة للأسف الشديد رغم أن معظمنا يحصل معه ما حصل مع الأستاذ ماجد المكرّم خصوصا على النت ولكن ليس إلى هذه الحدّ ولا بهذا الحجم ونتمنى للأستاذ العزيز أن يتفادى ما وقع فيه من تلك الأغلاط في مقالاته القابلة وأن يُصحّح ما تم تصويبه وله منّا أكثر من تحيّة وتقدير خصوصا على ما إستخدم من عبارة جميلة وحميمة في آخر كل جزء من مقاله وهي ( وعلى الإخاء نلتقي).
لقد وجدت نفسي مقحما في الرد على عدد من المقالات حول نفس الإطار وهو الأديان والشيوعيّة وأنا مسلم ولكنّني أؤمن بالماركسيّة في نفس الوقت ولا أعتقد أنني أول من فعل هذا فقد وجدت أن الدكتور عبد الوهاب المسيري يحرص على تبنّي هذين الإعتقادين في وقت واحد كما يمكن أن نقول بشكل مماثل عن الدكتور حسام الآلوسي ولهم طبعا آراؤهم الخاصّة وأسانيدهم العلميّة والتاريخيّة وهم فلاسفة قبل كل شئ ويجب أن نحرص على الردّ عليهم بما يوافق الفكر الفلسفي وأساسياته وإلاّ فإن جميع ما سنقوله يمكن أن يستفيدان منه ضدّ طروحاتنا وهناك غيرهم كثير من رجال الدين من المسلمين ولكن إختيار مفكرين من الوسط الفكري الفلسفي له دلالاته بطبيعة الحال.
مما أؤاخذ كاتب المقال عليه أن يُطلق أحكام سريعة ولا يُكلّف نفسه أن يُبيّن لنا كيفيّة ذلك ومن هذا قوله: (.فاذا كان الدين يتقاطع مع العلم-وهذا امرا مفروغا منه-.) ولا أدري كيف إعتبره أمرا مفروغا منه (وطبعا أن الصواب أن يقول : أمرٌ مفروغٌ منه وليس أمراً مفروغا منه..! ) ولا يقدّم لنا الدليل حيث أن الموضوع ما زال قيد النقاش والجدل وهناك وجهات نظر كثيرة مطروحة.
الشيوعيّة يا أستاذنا العزيز هي نظرية تقوم على التنبّؤ العلمي أي بمعنى التوقّع الموضوعي بمسار الأحوال الإجتماعيّة والنظام الإقتصادي الإجتماعي للمجتمعات الإنسانيّة جميعا، وبعد دراسة مستفيضة لهذا المسار المعقّد توصّل الماركسيون ولا سيما الأوائل منهم إلى أن التطور الإجتماعي سيؤدّي بعمليّة الإنتاج أو بنمط الإنتاج إلى مرحلة جديدة وهي أيلولة ملكيّة وسائل الإنتاج إلى العمال والشغيلة بسبب مشروعيّة حيازة الطبقة الموصوفة لتملكهاإيّاها وبسبب ما أفضت إليه نظريّة فائض القيمة المشهورة والتي وضعها كارل ماركس .
كما أن عملية الإنتاج يا أستاذنا العزيز تتكون من العناصر الأساسيّة التالية: قوى الإنتاج ووسائل الإنتاج وعلاقات الإنتاج وهذه المكونات تشكّل نمط الإنتاج فنقول نمط الإنتاج الإقطاعي أو النمط الرأسمالي ولا يوجد نمط إنتاج كولونيالي إذ أن الكولونياليّة نظام سياسي عالمي بمعنى دولي قد تكون له أنماط متنوّعة وهو الإستعمار فليس الإستعمار نمطا إقتصاديا إذ قد يحصل في ظل الأنماط الإقطاعيّة أو الرأسماليّة وهو يمثّل الهيمنة لإحدى الدول أو الشعوب على سيادة شعوب ودول أخرى وإخضاعها لإرادتها كما حصل لبريطانيا مع الهند أو مع عدد من الدول العربيّة أو الأفريقيّة وخصوصا عندما إبتدات دول أوربا المتقدّمة إقتصاديّا باحتلال معظم الدول والشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيّة وليس هذا نمط إنتاج بل نظام سياسي دولي كان سائدا إلى عهد قريب.
أستاذنا المكرّم والعزيز
إن مبادئ الشيوعيّة لم تفشل كلّيّا ولكن هناك بتقديرنا مشكلة مهمة لم يجد أحد لها حلاّ لحد الوقت الحاضر ويمكن وصفها بالشكل الآتي:
إن فهم معظم الناس للظواهر والمنطق الجدلي فهم محدود للأسف فعندما نقول لأي شخص أن العوامل التي تساعد على قيام ظاهرة محدّدة هي ستّ عوامل وهي كذا وكذا وتعددها فإنه يتمسّك بواحدة منها ويترك الأخريات أو يُحاول تلخيصهنّ في عامل واحد إمّا للسهولة أو بسبب قناعة أو بسبب عدم القدرة على التعامل مع متغيرات كثيرة ذهنيا أو للإختصار.
وعندما نقول أن تطبيق أو فهم المبادئ الشيوعيّة يعتمد على عاملين مهمّين وهما العامل الموضوعي ( كل ما هو خارج وعينا ومستقل عن إرادتنا) والعامل الذاتي ( وهي منظومة القيم والمثل الأخلاقيّة والفوقيّة التي تُشكّل بناءنا الذاتي وتشتمل على العمق الثقافي والعلمي والفنّي والجمالي والشرعي أي الحقوقي وسواها) فإننا نربط أحد العاملين ببعضهما الآخر ربطا جدليّا محكما أي بمعنى أن أي تغيّر في أحدهما لا بدّ أن يعود بالتأثير على الآخر ومن ثم يؤثّر الآخر بدوره على الأوّل وهكذا وفي مفهوم العلاقات الجدليّة قد يكون هناك أكثر من متغيّرين إثنين مما يتطلّب تأثير بعضها على الآخرين الأُخريين وهكذا .
وأن مهمة بناء المجتمع الإشتراكي ومن ثمّ المجتمع الشيوعي تتطلّب وعيا عاليا من الفرد أي قدرا كبيرا من الثقافة والعلوم والإيمان بالأهداف والمقاصد وإلماما بمتطلبات المرحلة الإجتماعيّة وعناصر النضال المستجدّة وفضلا عن الإستعداد العالي للتضحية وهكذا..أي نحتاج إلى إنسان في أعلى سلّم الرقيّ لتحقيق الشيوعيّة ، إذا سنواجه مهمتين على قدر من الأهميّة أولهما هي إنضاج الظروف الموضوعيّة من تطوّر صناعي وعلمي وثقافي وفكري فضلا عن الجوانب الراقية في الأبنية الفوقيّة من تقدّم في الفنون والآداب والأفكار والعلاقات الإنتاجيّة والقانونيّة المستجدّة .
ما حصل أيها الأخ العزيز أن التقدّم العلمي والصناعي وهو أيضا تعرّض للتركيز على التسليح وتطوير القوّة العسكريّة ولكن لنقل أن التقدّم الصناعي والعلمي قطع أشواطا بعيدة دون أن يُصاحبه من جانب آخر تقدّم في بناء الشخصيّة التي تقوم على تنفيذ مهمة البناء الإشتراكي وبالتالي الشيوعي والتي تتطلب وعيا يكاد يكون خارقا أو بعيدا، فما ذا حصل؟ لقد وجدنا أن أعضاء كبارا في القيادات العليا وفي اللجان المركزيّة أو المكاتب السياسيّة لم يتردّدوا في التعامل مع الفساد تعاملا غير مقبول وظهر منهم من يستغل نفوذه أو يختلس أو يُسخّر المال العام لمصلحته ومصلحة أعوانه وعندما إستشرى الفساد ووصل إلى هذا المستوى فهل نأمل أن هؤلاء سوف يقومون بتطبيق الإشتراكيّة؟ أو الشيوعيّة؟ لقد إنصبّت البرامج السياسيّة على الصناعة العسكريّة وبعض القطاعات المهمة الأخرى فقط ولم ينتبه أحد إلى بناء الذات التي ستضطلع بمهام بناء المجتمع الجديد وهكذا أصبحت القوّة العسكريّة هي العامل الوحيد بل الأوحد في حين أنها لا يمكن أن تتقدّم إلاّ في ظل تقدّم إقتصادي واسع وشامل ( Comprehensive ) ولا نقصد طبعا هنا(Totalitarian ) وكذلك إغفال التقدّم المطلوب في بناء الذات وأعني به التقدّم في الأبنية الفوقيّة والتي هي المسؤولة عن بناء الشخصيّة التي تقوم بالبناء .
أخي العزيز ..إن النسبيّة صفة أو سلوك للأشياء معروف ومطلوب وأن من طبيعة الأشياء أن تتصرّف بمنطق النسبيّة فعلا ولكن هناك نقيض لها وملازم لفاعليتها هو المطلق فالصفة المطلقة لا يمكن التنكّر لوجودها أبدا و لولا وجود ظاهرة مطلقة ما كانت هناك ظواهر نسبيّة والعلاقة بين المطلق والنسبي هي واحدة من أهم العلاقات الجدليّة التي تقوم عليها نظريّة الماديّة الجدليّة وبالتالي الجدليّة التاريخيّة ( الماديّة التاريخيّة ..كما هو شائع رغم خطئه)، فكل نسبي هو لفترة محدّدة مطلق رغم أنه يخضع للتغيير والتجدّد أي أن كل نسبي هو مطلق في مرحلة ما وكذلك كل مطلق هو نسبي في مرحلة ما بسبب التغيّر والتطوّر
وهكذا هي جميع المقولات الفلسفيّة الناتجة عن الماديّة الجدليّة كالتاريخي والمنطقي والخاص والعام وكثير سواها ، وللأسف فإن تاريخنا الإسلامي عانى كثيرا من عدم فهم العلاقات الجدليّة فنجد أن سرّ التناحر بين التاريخي والمنطقي يرجع إلى عدم إدراك العلاقة الجدليّة بينهما ولهذا نجد المفكرين القدامى قد إنقسموا إلى قسمين منهم الرواة وهم دُعاة المنهج التاريخي ومنهم المناطقة أو أهل العقل وهم دعاة المنهج المنطقي وبقيت الحال هكذا بل توسّعت في إتجاهات شتّى فشملت فهم وتعليل الظواهر التاريخيّة والسياسيّة بل تجذّرت في علوم اللغة أيضا فتجد أن هناك الرواة أي أصحاب سيبويه والأصمعي ومدرسة البصرة والعقليون أو أهل العقل أي المناطقة من أمثال الكسائي ونحاة الكوفة وشاع تصنيف أهل العقل وخلافهم مع أهل النقل ولم يُدرك أحد منهم وجود العلاقة الجدليّة بينهما وبالتالي تطبيق قوانين الجدل الأساسيّة المعروفةعليها ( وحدة وصراع الأضداد، التراكم الكمّي يؤدّي إلى تغيّر نوعي، ثم نقض النقيض أو ما يُدعى بنفي النفي في أحيان أخرى)
وهكذا يجد الأستاذ العزيز ماجد الشمّري أن الشيوعيّة نظريّة إجتماعيّة إقتصاديّة توصّلت إلى أن المسار التاريخي والمنطقي لتطوّر المجتمعات ومن خلال تطوّر نمط الإنتاج وتطور العلاقات الإقتصاديّة ستعود إلى مرحلة المشاعيّة التي سادت في بدء التاريخ عند ما لم تنشأ بعد أيّة أنماط للإنتاج ويعود الفرد إلى التمتّع بقوّة عمله كاملة وتتاح له الفرصة لكي يحصل على ما يحتاج من الحاجات الإقتصاديّة بعد أن تمرّ المجتمعات البشريّة بأشكال أو مراحل جديدة وهي التطوّر الرأسمالي ثم الدخول في بناء المجتمع الإشتراكي القائم على تمليك وسائل الإنتاج لقوى الإنتاج الحقيقيّة وهي الطبقة العاملة ومن ثم وبعد بلوغ الوعي لدى الأفراد حدا بعيدا كما أسلفنا فإنه سيتمكن المجتمع من أن يتحوّل إلى علاقات إنتاج متطوّرة جدا يحصل الفرد فيها على جميع حاجاته لقاء تقديمه قوّة عمله حسب طاقته للمجتمع وهذا كما ذكرنا يتطلب وعيا كبيرا وثقافة عليا وإحساسا عميقا بالمسؤوليّة التاريخيّة واستعدادا للتضحية فيُصبح الفرد ممثلا للمجتمع ومعبّرا عنه في المسار التاريخي وفي خدمته والمجتمع يُعبّر بدوره عن حال تكامليّ للفرد وإنتاجه المادّي أي الموضوعي ( المادة كما ذكرنا في مقالات سابقةهي الواقع الموضوعي بالنسبة للماركسيّة وهو التعريف الفلسفي ولا علاقة له بالتعاريف الفيزياويّة أو الطبيعيّة)
وليس في هذه النظريّة الإجتماعيّة الإقتصاديّة أي تنويه لمبدأ وعقيدة كثير من الناس بأن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة الدنيا وأنه هناك حساب وعقاب أوغيره فالنظريّة لا تنكر ولا تؤيّد وجود أشيائ في الغيب وأنها نظريّة علميّة كما يحصل مع النظريات المماثلة الأخرى في الرياضيات والفيزياء والأحياء والفلك وغيرها فنظريّة الإنفجار الكوني( البنكبانغ ) لم تناقش وجود عالم آخر بعد عالمنا ولا نظريّة آينشتاين ولا قوانين نيوتن ولا قاعدة أرخميدس ولا نظرية فائض القيمة .
إن الأديان تناقش هذا النوع من الحقائق من مثل حقيقة وجود عالم آخر وهل أننا سنبعث من الأجداث بعد أن نتحوّل ترابا وعظاما نخرة ؟
ولا أعتقد أن إعتبارها أي النظريّة الماركسيّة معبّرة عن الوجود برمّته بدءا من أول الخليقة وحتّى إنتهائها عملا علميّا حتّى الوقت الحاضر لسبب بسيط وهو أن المعطيات المتوفّرة للتعامل مع مشوار بعيد وطويل يجعل العمل العلمي ضربا من الفنطازيا والخيال البعيد.
وأنا أعتذر عن إحتمال ظهور تعقيبي هذا أقرب إلى التفكك من الوحدة الموضوعيّة ولكن هكذا كان مقال الأستاذ ماجد أساسا .
إننا ندرك أيضا أن التاريخ لا يمكن أن ينتهي أو تنتهي مهمّته بسبب علاقته الجدليّة وتأثيره المتبادل مع المنطق والعقل كما أسلفنا ولهذا فإن حصل للتاريخ ما يُقال فإن نقيضه وهو المنطق سيتوقّف بالضرورة ويتلاشى تاثيره وهذا يعني توقّف العقل وبالتالي توقّف حركة أو نتاج حركة المادة برمّتها مما يجعل الوجود في حالة سكون مطلق وهو أمر غير ممكن ولا يستطيع أحد تأييده أو حصوله.
من جانب آخر لا يدّعي أحد مقارنة الأديان بالشيوعيّة لسبب بسيط ومهم للغاية إذ أن النظريّة الماركسيّة والماديّة الجدلية نظريات علميّة كأي نظريّة في العلوم الطبيعيّة لا تؤيّد وتناقش ولا تدحض عالم الغيب ووجود عالم آخر و موضوعة إنبعاث الموتى من القبور وأن هذه النظريات العلميّة تقوم على معطيات تقوم بتزويدها لنا الوقائع والأشياء التي تكون عالمنا الحالي ولا علم لها بعالم آخر فيما تستند الأديان إلى أخبار تأتي من الغيب وهذا أمر مختلف لا تنفيه النظريات العلميّة ولا تؤكّده .
إن مهمة من يؤمن بالنظرية المادية الجدليّة أو الماركسيّة تتركّز في موضوعة الإستغلال وحقوق العمال المشروعة وبناء مجتمع خال من الإستغلال وتحقيق أكبر قدر من العدالة الإجتماعيّة وفق عمليّة إعادة توزيع الثروة بحسب مبادئ بلورها دارسون مهتمون بالتطور الإجتماعي الإقتصادي وليست مهمتهم الأولى هي إنكار وجود العالم الآخر فتلك مهمة من يأتي بمثل هذه الأخبار أن يبرهن على وجودها لا أن تأتي نظريّة تبرهن أن لا وجود لشئ فهذا مخالف لأبسط قواعد المنطق فضلا عن أن ذلك ليس من مهام الماركسيين الأساسيّة وإذا كان هناك من يعنيهم البرهنة على الإلحاد من عدمه فهم نوع آخر من المفكرين ولكنهم ليسوا الماركسيين على أية حال.
بل أن المفكرين من أهل الإلحاد وكذلك بعض المغرضين ممن يؤيّدون أرباب العمل ويهمّهم دحض مبادئ الإشتراكيّة هم الذين يُقحمون الدين في تقييم أهداف ومقاصد النظريّة الإشتراكيذة بهدف تحريض الناس ضدّها
الأخ العزيز
أنت تطرح مفاهيم كثيرة وتعبّر عن معنى مدلولاتها بسرعة خاطفة ومثل تلك المواضيع تتسع لخوض طويل في بحرها مثل معنى كلمة الدين أو الإيمان أو التكفير والخروج عن الإيمان وغيرها كثير وهذه مفاهيم عريضة لها جوانب لغويّة أي معاني لغويّة وأخرى شرعيّة وأخرى أيضا فلسفيّة ولهذا لا نستطيع أن نحيط بمعانيها بمثل هذا الإيجاز الخاطف
كما أن المناهج الدينيّة ليست كلها دوغماتيّة ولا تقبل الحوار إذ أن منها ما هو كذلك ومنها ما يؤمن بالحوار والمناقشة وهناك فرق متنوّعة بهذا الخصوص.
كما أن هناك من يؤمن بشكل من أشكال المنطق الجدلي ولو بشكل محدود وليست الأديان منقطعة على المنهج الصوري جميعا إذ لا يستطيع رجل الدين أن يقول أن عصير العنب حراما ولكنه لا يستطيع كذلك أن يُطلق حلّته لأنه بعد مضي وقت محدّد يُصبح خمرا وهنا يُصبح حراما أمّا قبل ذلك فإنه إمّا خلٌّ وهو حلال أو عصير فاكهة وهو حلال أيضا وهذا يختلف عن المنطق الصوري إذ أنه هنا يتعامل مع منطق التطوّر والتغيير ويتعامل مع مقولات لا شك أنها جدليّة أشبه بمفاهيم المطلق النسبي التي مرّ ذكرها فلا يقرّ بتحريم عصير العنب تحريما مطلقا بل هو نسبي يعتمد على مرور المدة أو الزمن عليه وقاعدة ضرورة مرور زمن لكي يتم تحريمه هي في نفس الوقت قاعدة مطلقة وهكذا .
إن الشيوعيّة ليست دين مطلقا ولا يجب أن يُنظر لها كذلك فالأديان أديان والنظريات الإجتماعيّة الإقتصاديّة هي نظريات في المسار الإجتماعي الإقتصادي ولا يجب أن نخلط بينها أبدا وقد دفع الشيوعيون ثمنا غاليا باتهامهم بالإلحاد وهم لا علاقة لهم به من عدمه حيث أن مهمتهم الأساسيّة هي الإستغلال وكيف يواصلون العمل للتحرر من قيود الإستغلال والإستعباد سواء للأرض أو للآله ولا يمنع أن يكون الإنسان مؤمنا بدين محدد وهو بنفس الوقت يؤيّد النظرية الماركسية ويرى أن فائض القيمة نظرية صحيحة وأن هناك فائض يقبضه ربّ العمل وهو من حقّ العمال لأنه فائض قوّة العمل وأن رب العمل يعيش على جهود العمال وهو شخص واحد لا يعمل ولكنه يتقاضى فائض القيمة أو فائض قوة عمل العاملين بأجمعه وهكذا وقد تجد رجل دين يرى في الماركسيّة حلاّ سليما للوضع الإجتماعي ولا يتعارض مع الدين
أخي العزيز
إن الأديان توفّر رؤيا معرفيّة عن الغيب وهذا ما لا تفعله نظريات المعرفة الفلسفيّة والعلميّة المتعارف عليها
ومن جانب آخر وجدت مقال الأستاذ ماجد الشمري قد تناول ظواهر وجوانب ومفاهيم كثيرة جدا وناقشها بشكل خاطف أو أنه ذكرها فقط دون أن يناقشها وقفز على الكثير من المفاهيم مما أعطاه صفة تفكيكيّة لا تتعدّى إستعراض بعض الأفكار والظواهر وننصح أن يتوسّع في قراءة أدبيات الماديّة الدايلكتيكيّة والجدلية التاريخيّة لكي تتكثّف لديه كثير من التصورات علما بأن الإنسان بحد ذاته ليس معبودا بل هو أحد عناصر الطبيعة ونتاج متطوّر أو شكل متطوّر من أشكال المادّة ولا يمكن أن يصلح معبودا خصوصا بالنسبة للإنسان نفسه، حيث لو ظهر كائن على الأرض كما ظهر الإنسان فهل نرفضه أم نتقبّله كما تقبّلتنا الطبيعة من قبل ذلك؟
ومن جانب آخر أيضا لابدّ أن أشير إلى أن الأديان هي الأخرى ليست نظريات إجتماعيّة إقتصاديّة بل منظومة تنبّؤات وإيعازات بسرّ تُسمّى إيحاءات تتضمن تعاليم وإرشادات تضمن لممارسها الجزاء الأوفى
أرجو أن يتقبّل الأستاذ ماجد تقديري
ولعلّي أقول : على محبّة العلم والمعرفة نلتقي..!



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ، لي فيها ألف ناقةٍ وألف جمل..!
- كيف يتم تطبيق الشريعة؟
- وعاءُ العقل والعلم و وعاء العمل ..!
- إسلاموفوبيا..!؟
- منتجوا الثقافة ، نُقّادا..!؟
- ترجمة جديدة لقصيدة لوركا - الزوجة الخائنة -
- ماركسيون وعلمانيون ..لا تبشيريون..!
- قصيدتان في المطر..!
- ومن -الحلول- السهلة ما قتل..!
- نظريّة الفوضى توطئة مترجمة عن الإنكليزيّة ***
- أكلُّ من أمسكَ بالدفّ هو المغنّي..!
- هل قُتلوا بالصعقة الكهربائيّة؟
- وجاءت جرادةٌ وأخذت حبّةًً ً وخرجت..! *
- (فار التنّورُ) بين البيان وبين الصرف وعلم الإشتقاق..!
- قولٌ في الفصاحة..!
- بين عصرالمسرح وعصرالطابعة 3D..!
- هل يوجد فكرٌ يساريٌ إصلاحيّ..؟
- شكلُ الحريّة..لونُ الحرّيّهْ..!
- إلى ذات التنورة النيليّة والسماء الزرقاء..!
- الأنساب لماذا؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سنان أحمد حقّي - عودةٌ إلى الشيوعيّة والأديان..!