أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر













المزيد.....

الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 19:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصيني والكوري والهندوسي والشيوعي والملحد والعربي والإنكليزي واليهودي والمسيحي كلهم يعرفون بالفطرة السليمة قيمة عمل الخيرويعرفون أيضا ما هو الحلال والحرام دون اللجوء إلى كتاب ديني مقدس أو إلى شيخ يفتي لهم بحرمة هذا وذاك ولكن يعتقد غالبية المسلمين بأنهم الوحيدون في العالم الذين يخرجون صدقات أموالهم وزكاة أموالهم علما أنهم حسب الإحصائيات الرسمية يتهرب غالبيتهم من إخراج الصدقات والزكاة وعملية حسبة الزكاة لا تكون كاملة 100%,وهذا موضوع آخر، ويعتقدون بأن كافة الأديان المنتشرة والمعتقدات المنتشرة في العالم على وجه العموم لا يقدم أصحابها زكواة أو صدقات أو تبرعات خيرية لصالح الفقراء,وهذا أيضا اعتقاد خاطئ 100%,فمعظم الناس لديهم تحت مسميات مختلفة أعمالا إنسانية تهدف أولا وأخيرا لخدمة الإنسان وتخفيف آلامه وأحزانه عنه على اختلاف المذاهب والأديان والمِلل والنِحل,وكل إنسان يعرف ما يجب عليه أن يفعله من فضيلة أو أخلاق دون اللجوء إلى كتاب ديني مقدس لمعرفة ذلك وأنا لا أقول ولا أحرض على هجر القرآن وإنما أقول أنه من البديهي أن كل إنسان سليم عقليا يعرف راسه من رجليه ويعرف عمل الخير.

ويعتقد أغلبية المسلمين بأنهم الوحيدون في العالم الذين يعرفون الحلال والحرام والصدق والأمانة لأنها مكتوبة في القرآن الكريم وهذا اعتقاد خاطئ فلدى كافة سكان العالم من زنوج ومن هنود ومن أوروبيين ومن شتى بقاع الأرض لديهم معرفة بما هو حلال وبما هو حرام,وعلى فكره الأصح والخطأ يعرفه الأمي والجاهل والمتعلم وغير المتعلم والملوك والرؤساء والشعوب وكل إنسان إذا رجع إلى ضميره الشخصي فإنه سيعرف ما معنى الفضيلة وما معنى أن تكون إنسانا فاضلا,ومعرفة الخير والشر كل الناس تعرفها والإنسان الناضج المكتمل تمام الاكتمال يعرف الفضيلة ويعرف الخير والشر وهذه مسألة لا تحتاج للذهاب إلى قاضي أو إلى كتاب ديني, وعملية شكر المسلم ليل نهار على نعمة الإسلام لأنه عرف من خلاله الحلال والحرام مسألة لا أقول عنها أنها خاطئة ولكن معرفة كل هذا بالفطرة السليمة وبالتربية السليمة يستطيع أي إنسان أن يدرك ما هو الأصح وما هو الخطأ وما هي الفضيلة,وكل عاقل ومحترم ومهذب يحرم الرشوة ويلعن المرتشي والمُرشي,وأغلبية الناس من خلفيات غير إسلامية حرموا على أنفسهم شرب الخمرة والسجائر ويحتقرون الزاني والزانية والخائنة لزوجها والخائن لزوجه وهذا لا يحتاج إلا إلى فطرة سليمة وأنا أقول بأن أي إنسان مهما كان معبوده من الممكن أن يكون إنسانا صالحا ويرضى عنه الله من خلال أعماله الطيبة حتى لو لم يكن مسلما رسميا وكم من مسلم غير جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده قالوا عن الغرب بأنهم رأوا مسلمين هنالك ولم يرو إسلاما,وهذا معناه أنهم رأوا هنالك الفضيلة منتشرة بين معظم الناس رغم أنهم ليسوا مسلمين وهذا ليس بحاجة إلى كتاب من الله للبشر لكي يعرفوه فكل إنسان لديه عقل سليم وقلب نابض بالحياة وضمير حي يستطيع أن يكون إنسانا صالحا ومهذبا ومحبا لعمل الخير.

قبل مدة من الزمن أصيب أحد أولادي بمرض طبيعي وعادي من أمراض الأطفال وعلما بأنني لا أملك في جيبي ما أطعم فيه أولادي أخرجتُ من جيبي رغم ذلك عشرة دنانير وتصدقتُ فيها عن ولدي حتى يشفيه الله لرجلٍ حاله مثل حالي من الناحية المالية والمكشوفة على حائط حارتنا وليس على حائط(ول استريت), فاستغرب الذي أخذ مني الصدقة وسألني: شو هذول؟, فقلت له: صدقة لله, فقال: طيب كيف بحكوا عنك الناس إنك مسيحي؟ فقلت: وهل المسيحي لا يتصدق من حر ماله؟ وهل الصليب الأحمر مسلم أو بوذي؟ كل العالم عندهم أو تجد من بينهم محسنون ويحبون خدمة الناس والإحسان إليهم وأعرف طبيبا أردنيا مات قبل 3 سنوات وكان شيوعيا ولم يكن يقبل بأن يعالج إلا الفقراء بالمجان وكان مكتوب على باب عيادته(لا يدخلها إلا الفقراء) والمسيحي يتصدق واليهودي يتصدق والبوذي يتصدق والشيوعي يتصدق ولكن تحت مسميات مختلفة وهنا يجب علينا أن لا نختلف على المسميات والاصطلاحات لغةً ومعنى وإنا يجب علينا التركيز على الهدف منها وهو خدمة الإنسانية جمعاء، فقال: بعض الناس يقول عنك بأنك ملحد, فقلت: حتى الملحد يتصدق وعنده أعمال إنسانية يقوم فيها وسمها أنت ما شئت أن تسميها فبإمكانك أن تقول عنها: صدقة أو زكاة,أو معروف أو إحسان أو عمل إنساني,أو حتى سميها خشبه أو حديده أو بطيخ امبسمر والمهم دوما والأهم من كل ذلك هو خدمة الإنسان والعمل سوية من أجل رفع الروح المعنوية للفرد وتخفيف الآلام عن الآخرين وبما أن ابني يتألم فربما لديك طفل مثله يتألم من نوع آخر من الألم وكما أحبُ أنا أن يكون ابني سعيدا في حياته فإنني أيضا أحب أن يكون ابنك في أفضل حال,وأنا أتصدق عليك أو أساعدك لكي أجد أيضا من يساعدني فكيف أطلب الرحمة من الناس وأنا لا أرحم الذين من حولي وكيف أطلب العون من الله وبنفس الوقت لا أعين قريبي أو جاري وأنا أيضا مثلك بحاجة لمن يتصدق عليّ وهذا لا يعني أنني غني.

مشكلتي مع مجتمعي المحيط بي من كل ناحية أنهم واهمون جدا على أنفسهم ويعتقدون بأن الإنسان لا يمكن أن يكون إنسانا إلا إذا كان مسلما بالكامل, وأقول لكم: أنتم مخطئون جدا, على أن كثيرا من المسلمين أصحاب أموال كثيرة ولديهم الكثير من أعمال الخير التي من الممكن أن يقدموها لغير المسلم وحتى للمسلمين أنفسهم ولكنهم لديهم تمييز خطير جدا وهذا كله جهل وهراء وكل الناس في نظري خير وبركة ومنهم من يصلي ويصوم ويحج البيت وليس على استعداد لإعطاء أخيه الذي جاء من أمه وأبيه أي دينار بحجة أن الرزاق هو الله ولو أراد الله به خيرا لرزقه وهنا ماذا ستنتفع البشرية من صلاته وصومه وحجه إذا لم يكن في قلبه ذرة إحسان للمحتاجين, العربي والهندي والطلياني والسيخي والبوذي وكثيرٌ من الناس لديهم أعمال إنسانية عظيمة جدا على اختلاف مذاهبهم والمهم هو خدمة الإنسان والعمل سوية لصالح خير الأمة والبشرية جمعاء دون أن نفرق بين أبيض وأسود وكحلي وأزرق نيلي وأخضر ويهودي ومسيحي,هل تقبل أنت أن تراني جائعا وتبقى ساكتا؟ ربما أنت لا تقبل ولكن الملايين من الناس قد يقبلون إذا كنت في نظرهم لا أصلي ولا أصوم ولا أحج البيت.. المهم يا سادة يا كرام أن نراعي حقوق الإنسان الكامل فينا وأن نبحث عن الإنسان فينا قبل أن نبحث عن الرجولة، الإنسان هو مركز اهتمامي بغض النظر عنه وأن نقدم الخير والمساعدة لكل الناس باسم الله و الحب والحرية وحقوق الإنسان وأن لا نحصر عمل الخير فقط لا غير في فئة معينة من الناس, فالمسيحي الصحيح ليس هو الشخص الوحيد الذي عنده إنسانية والمسلم الصحيح ليس هو المسلم الوحيد الذي عنده إنسانية كثيرٌ من المسيحيين لا يحسنون للناس وكثيرٌ من المسلمين لا يحسنون للناس ويجب على الجميع أن يغير وجهة نظره فالإنسان دائما أحوج ما يكون للمساعدة من كل الأديان والطوائف بغض النظر عن هوية كل شخص والمهم أن نحافظ على الصورة المشرقة للإنسان وأن نجعله يستحق هذه الصورة من خلال أعمال الخير الكثيرة التي من الممكن أن نقدمها, كلنا عندنا إنسانية وكلنا نهدف إلى خير وصلاح البشرية والله يوم الدينونة هو من يقرر من سيدخل جنته ومن سيدخل ناره, وهنالك أشخاص ملحدون جدا ولا يؤمنون بأي ديانة إلا أنهم فعلا إنسانيون بطبعهم ولديهم الكثير من أعمال الخير وأيضا لديهم حب عمل الخير وخصوصا أولئك الذين ضاقوا ذرعا بالحياة من آلامها وقسوتها وتكبر الأقوياء على الضعفاء والبسطاء من الناس وأن نستذكر جميعنا قدرة الله علينا وبأننا أمام الرب كلنا ضعفاء وبحاجة إليه مهما بلغت أموالنا عرضا وطولا, حتى في الجاهلية قبل الإسلام كان هنالك معارضون لرسول الله وبنفس الوقت كانوا أيضا محبين لعمل الخير, فعمل الخير لا يحتاج إلى دراسة شاملة وواعية عمل الخير أيضا لا يحتاج إلى مشورة إننا من الواجب علينا أن نعمل عمل الخير وأن نقدمه للناس مهما كان نوعهم أو جنسهم أو صفتهم دون إجراء دراسات وتقديرات وتقييمات,فعمل الخير ليس مشروعا ربحيا مع الناس إنما هو مشروع ربحي مع الله وحده والله وحده هو من يكافئ عليه وهو أعلم بالمتقين منكم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين
- النوم هو الحل
- الثورة البيضاء
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى
- المظاهرات في الأردن
- موعود بحياة سعيدة
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر