أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الثورة البيضاء














المزيد.....

الثورة البيضاء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 09:51
المحور: المجتمع المدني
    


في عام 1914م بلغت ثروة بريطانيا المملكة المتحدة ما يقرب من 800مليون جنيه,جراء الثورة الصناعية التي بدأت أول ما بدأت في أراضيها,فانتقل العمال من الأرياف إلى المدن للبحث عن فرص العمل فخطفت بذلك الثورة الصناعية والمصانع أول ما خطفت(الآباء) من بيوتهم ومهنهم اليدوية البسيطة للعمل في المصانع وذلك لزيادة حجم الإنتاج ومن ثم خطفت الأبناء من ذكور وإناث وبزيادة التقدم العلمي في كل المجالات ظهرت ظاهرة الاكتظاظ السكاني وتوسع الأحواض السكنية والنمو السريع في كل شيء ولكل شيء بصورة مكبرة إلى أضعافٍ مضاعفة فظهرت بريطانيا وكأنها رجلٌ معافى صحيا وعقليا وخيم هذا المارد بقامته الطويلة على كل دول العالم,ومن المفارقة العظيمة أن مصنعاً واحدا للنسيج في بريطانيا بذلك الوقت بلغ حجم إنتاجه أكثر من كل عمال الصين قياسا بما ينتجه المصنع بيومٍ واحدٍ مقابل ما ينتجه كل عمال الصين بنفس اليوم وقس على ذلك في شتى أنواع الصناعات التي تطورت من يدوية إلى آلاتٍ ميكانيكية,ومن بعد ذلك مدت بريطانيا الدول الفقيرة بالقروض المالية مثل الدولة العثمانية التي أصبح لقبها آنذاك في أوروبا ( دولة الرجل المريض) مقارنة بكل مظاهر الحياة على خلاف بريطانيا دولة الرجل الحديدي,وتمكنت بريطانيا من مد نفوذها العسكري بفضل الصناعة الحربية إلى معظم دول العالم المتخلف وبنت سكك الحديد لتضمن تنقلا سريعا للبضائع ومع هذه الظاهرة تطورت سكك الحديد لتنقل الناس كما تنقل البضاعة وتطورت وسائل النقل وظهرت ظاهرة جديدة وهي أن السريع يأكل البطيء كقولك القوي يأكل الضعيف,ومن ثم انتقلت أنفلونزا الصناعة من بريطانيا إلى الدول الأوروبية المجاورة لها,فازدهرت تلك البلدان وعلى رأسها ألمانيا مما أدى بداية إلى التنافس على التصنيع المدني ثم الحربي فأصبحت بريطانيا القوة العظمى في العالم هذه الإمبراطورية التي لم تكن تغيب الشمس يوما واحدا عن كل مستعمراتها وكانت الصناعة تبذر خلفها بذرة بداية الحرب العالمية الأولى ومن ثم الثانية وذلك بسبب انتشار الاستعمار والتنافس على السيطرة على المواد الخام الأولية للصناعة لمد المصانع بالمعادن النادرة والثمينة.

وانتشرت المصانع ونزلت المرأة إلى سوق العمل لتعمل مع الرجل أولا في مكاتب البريد والاتصالات وظهرت النقابات العمالية ومن ثم الأحزاب السياسية وتغيرت كافة مظاهر الحياة وانتشر الوعي الثقافي بفضل تطوير صناعة الكتاب وسرعة طباعته وانتشاره وظهرت الصحف اليومية التي تهتم بأخبار الناس البسطاء والفقراء والمعدومين تماما كما تهتم بأخبار كبار السياسيين والملوك والرؤساء والأباطرة وظهرت قيمة الإنسان المعنوية وظهرت حقوق العمال وحقوق الإنسان في معظم الدول الصناعية, هذه الثورة البيضاء تكررت مرة واحدة في التاريخ من دون إراقة نقطة دمٍ واحدة على الأرض,ونحن اليوم نتطلع في الدول العربية إلى ثورة بيضاء تتغير على يدها كافة مظاهر الحياة من خلال فتح المصانع ونشر ثقافة حقوق العمال وحقوق الإنسان,هذا الحِراك السلمي والانقلاب السلمي هو الذي نحتاجه على الأرض لتغيير المفاهيم وخصوصا وجهات النظر القديمة بين اليهود وبين المسلمين فما زال أغلبية المسلمين لديهم وجهات نظر قديمة عن الشعب اليهودي عمرها 1500عام وأكثر من قبل ظهور الإسلام ومن بعده وهنا على الثورة البيضاء وعلى الانقلاب السلمي أن يغير من تلك الأطروحات القديمة فكما قال(برناردشو): الخياط هو الشخص الوحيد إلي يأخذ قياسي من جديد في كل مرة أدخل فيها عليه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى
- المظاهرات في الأردن
- موعود بحياة سعيدة
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة
- التأصيل العمري
- اخترنا لكم:شريعة الراعي بلغة الخروف
- مقابلة للوظيفة
- رجل محافظ
- البقاء للأوسخ
- اتركوني أغرق
- مكان خيالي
- الحساسون والعقلانيون
- خربشات على جدار الصمت
- اقلب الصورة
- مكالمه تلفونيه
- تفسير عالم ألماني لحلمه
- مشكلتي مع جهاد علاونه
- إلى الصديقة أميره
- أميره ونبيل وأنا
- القراءة والكتابة


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الثورة البيضاء