أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البقاء للأوسخ














المزيد.....

البقاء للأوسخ


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 00:48
المحور: كتابات ساخرة
    


هنالك من يضحي بالجنين من أجل أن تعيش الأم وهنالك من يضحي بالجنين وبالأم من أجل أن يعيش هو,ودائما في كل الحضارات البقاء للأصلح وللأقوى إلا في دولنا ومجتمعاتنا العربية حيث البقاء للأكثر استبدادا وللأكثر وقاحة وللأكثر إجراما,إن البقاء عندنا للأكثر بيعا لقضيته ولضميره الذي لا يؤنبه ولا حتى يحرك له ساكنا,إن البقاء عندنا من حيث المظهر لله وحده ولكن في حقيقة الأمر عند الأغلبية من الناس البقاء للأكثر كذبا وللأكثر نذالة وفجورا ودموية..البقاء عند الأغلبية يكون للأكثر وساخة وللأكثر جهلا وحماقة,عندنا البقاء للأكثر أنانية وظلما وتعسفا ومنعا للحريات على مبدأ الانتخاب الطبيعي لبعض أو لأغلبية الحكام العرب فقانون الانتخاب الطبيعي عندنا:(تعال وتفرج عليه),البقاء عندنا للسياسي المتحذلق الماهر الذي يدفن المثقفين وهم على قيد الحياة ويشوه صورهم ويجوع أطفالهم ويرمل نساءهم وييتم أطفالهم,إن البقاء عندنا للطغاة الذين يضحون بالملايين من أجل أن يعيشوا هم,والبقاء عندنا للأكثر تعذيبا وتمويتا للناس,وأنظمة الحكم الدموية عندنا هي التي تعيش,فالأكثر قتلا هو الذي يعيش أو يجب أن يعيش حسب فن البقاء العربي إن الأكثر بطشا وكذبا وتدليسا ورياء ونفاقا هو الذي يستمر بالحياة ما دام يرقص على جثث الموتى,أما الراحمون للناس والمحبون للخير وللسلام وللصدق فإن أولئك ليس لهم حظ في البقاء,إنهم يشبهون إلى حدٍ قريب بيض الأخطبوب الذي لا يعيش من بين كل عشر آلاف بيضة من بيض أنثاه إلا بيضة واحدة أو اثنتين,البقاء عندنا ليس للأصلح بل للأكثر فسادا وإفسادا,إن البقاء عند أغلبيتنا يكون للأوسخ وللأكثر غدرا وحقارة أما أولئك الطيبون والصادقون فإن أقدام الطغاة تدوسهم دون تسجيل أي شفقة عليهم.

كثيرون هم الذين ماتوا صلبا كالسيد المسيح من قبله ومن بعده وقد صُلب أغلبيتهم ليس من أجل أن يعيش الآخرون بل من أجل أنفسهم وقد يكون أغلبهم لصوصٌ وقتلة,أما المسيح فلم يقتل المئات والألوف من أجل أن يعيش هو كما فعل ويفعل غيره كل يوم بل على العكس مات يسوع من أجل أن يعيش العشرات ومن ثم المئات وبعد ذلك الملايين من البشر, يجب أن نقف عند هذه الشخصية العظيمة لنتعلم منها قصص البقاء الحقيقي حيث البقاء للأصلح وللأقوى وللأكثر رحمة بالناس وللأكثر إحساسا وشعورا مع المعذبين,ولستُ أدري لماذا لم يتعلم الملايين من العرب قصة صلب المسيح الذي ضحى بدمه من أجل أن تحيى ملايين الوحدات من الدماء في قلوب وعروق وشرايين البسطاء والمحبين فما دام البحث عن البقاء هو هاجس الأغلبية فلماذا لا يتعلمون فن البقاء من خلال الحب والتضحية وليس من خلال قتل الناس وتعذيبهم؟,وربما يسأل نفسه سائلٌ وهو محتار: لماذا نال المسيح كل هذه الشهرة زيادة على غيره من الذين صلبوا قبله وبعده,وللإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف بأن المسيح أقبل على الموت وهو راضٍ عن نفسه وباختياره من أجل أن يعيش الآخرون فلم يكن ليقبل بأن يضحي بالجنين لتعيش الأم ولم يكن ليقبل بأن يضحي بالأم وبالجنين من أجل أن يعيش هو في حياة وفي دنيا نهاية في آخر المطاف الموت والزوال, فما دمنا سنموت وهذه حقيقة فلماذا لا نموتُ من أجل موضوع عظيم وميتة تجعل الملايين من بعدنا تستفيد منها بدل أن نموت على أمور تافهة مثل التنافس غير الشريف والتضحية بالأبرياء من أجل أن يعيش رجلٌ واحد لسنة واحدة أو حتى لعشرين عام ثم يموتُ من بعد ذلك كما تموت الحيوانات..المسيح مات فداء للناس في قصة صلب لا تتكرر إلا كل ألف عام أو ألفي عام مرة واحدة ولا أظنها قد تكررت بعد أما غيره من الرجال أجبروا على تحمل الصلب وهم كارهين له وصلبوا من أجل أشياء رخيصة,أما المسيح فقد كان محبا للصلب رغم أنه صرخ وهو على الصليب حائرا:إلويا إلويا لِما شبقتني.., المسيح علّم السياسيين على الثبات وعدم تغيير أرائهم حسب تغير الظروف فهو لم يغير أقواله بكثيرٍ من الدهاء والخبث السياسي لكي يهرب من العقوبة ذلك أنه أصلا وفصلا جاء لكي يصلب ويكفر عن خطايانا كما كان يعتقد هو وتلامذته ولم يمت من أجل نفسه بل مات من أجل الجميع كما ترمز إلى ذلك قصة الصلب,جاء ليضحي بنفسه من أجل أن يعيش الآخرون,وهنالك -على حسب ما قرأته عن الكاتب(تركي علي الربيعو)-: من يفضل أن يصلب من أجل قضيته كالسيد المسيح,وهنالك من يفضل أن يبيع قضيته بكرسي ك(يهوذا الإسخريوطي),هنالك من يبيع قضيته السياسية بسرعة البرق حين تعرض عليه الحكومة:طاولة وسلة أوراق وسكرتيرة تلبس على الموضه وقلم حبر من أرخص الأنواع, هؤلاء هم المتاجرون بالكلمات وهم الذين يقتلون المئات من الناس من أجل أن يعيشوا هم كالدركولات على حساب مص دماء الأبرياء وتقطيع لحومهم إربا إربا...وكم عدد المعارضين واليساريين في الوطن العربي الذين باعوا نضالهم وكفاحهم وبطولاتهم عندما عرضت عليهم الحكومة مبلغا تافها من المال أو وظيفة متواضعة جدا من الممكن الحصول عليها عند غير المناضلين أي من الممكن أن يحصل عليها رجلٌ بيده شهادة جامعية متوسطة, هؤلاء الفئة من الناس ماتوا من أجل مصالح شخصية وهم في حالةٍ أخرى حين يشعرون بقوتهم على استعدادٍ لقتل الملايين في سبيل أن يعيشوا هم وحدهم إننا لم نتعلم من المسيحية ما معنى الفداء وما معنى التضحية وما معنى شعور الإنسان وهو يموت من أجل أن يحيى الآخرون, هنالك على وجه الأرض من يبيعنا جميعنا جراء مكتب صغير ومراسل إلى جواره يحضر له كل يوم جريدة الصباح وفنجان من القهوة وسكرتيرة متعطرة من أرخص أنواع العطور,لنتعلم من الإنجيل ما قاله بعض الأنبياء والرسل,فقد صرخ بطرس:نجني,من أجل أن ينجو معه الملايين من البسطاء وليس من أجل أن ينجو بنفسه,وداود قال:اختبرني,وموسى قال:علمني,وشمشون قال:شددنني,والتلميذ قال:ائذن لي,ويونان قال:أنقذني,وإشعياء صرخ:أرسلني,واللص قال:أذكرني



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتركوني أغرق
- مكان خيالي
- الحساسون والعقلانيون
- خربشات على جدار الصمت
- اقلب الصورة
- مكالمه تلفونيه
- تفسير عالم ألماني لحلمه
- مشكلتي مع جهاد علاونه
- إلى الصديقة أميره
- أميره ونبيل وأنا
- القراءة والكتابة
- بعد فوات الأوان
- دعوة للمحبة وللسلام
- تعالوا لنحب بعضنا2
- تعالوا لنحب بعضنا
- المساواة على الطريقة التقليدية
- من يشتري مني مكتبتي؟
- من يستطيع تطبيق الإسلام؟
- بيت أبي
- طبيعة العرب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البقاء للأوسخ