أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - مكان خيالي














المزيد.....

مكان خيالي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 21:17
المحور: المجتمع المدني
    


لابد أن نجد مكانا على الأرض يجمعنا جميعا تحت سماء واحدة ننتصرُ من خلال هذا المكان على رغباتنا,لا نفكر بالحرب ولا نفكر إلا بالتصدي للجهل من خلال التقدم العلمي وبفتح آفاق جديدة نحو عالم جديد مملوء بالحب ويتسع للجميع,عالمُ تسود فيه العلاقات الأخوية محل التنافس والصراع على الثروات وأعظم انتصار على وجه الوجود هو أن ينتصر الإنسان على الرغبات الشريرة التي تلحق الضرر بالآخرين نتيجة تحقيق رغبة اللذة والسعادة على حساب الكثير من الشعوب المغلوبة ,مكانٌ ليس فيه سلطة تتحكم بنا وتزيد من رغبتنا بالعمل الإجرامي, مكان لا تقول فيه الدولة:هذا مكاني..ومكانٌ لا تملكه الدولة وتقول هذه هي حدودي فكل الأرض ملكٌ لبني البشر وكل الأرض لنا حقٌ بالتمتع بها وبخيراتها بغض النظر عن منشأنا وأصولنا الجغرافية والتي تصبح هذه الأصول الجغرافية في أغلب الأحيان دينا شعبيا يدين به الإقليميون فالعالم اليوم مقسمٌ ليس إلى أديان وحسب بل إلى دويلات وكل دولة لها دينها الذي لا تظهره على الناس وهو حدودها وإقليميتها وعملتها النقدية, مكانٌ يحمينا حتى من أنفسنا التي تزرع الشر, مكانٌ ليس فيه إلا أنا وأنت وهم وخالٍ جدا من الرغبات المشروخة نعرفُ فيه ما هي واجباتنا ونستزيدُ من تلك الواجبات, نموت ونحيا على حسب قوانين الطبيعة,ننام ونصحو ونستيقظ من جديد وكأننا بين ليلة وضحاها قد ولدنا ولادة جديدة نتحدى الرغبات المكنونة في داخلنا.. لا بد أن نبني هذا المكان المنزوع من السلاح والمنزوع من السلطات ليس فيه سلطة تتحكم بالناس وتلعب بمشاعرهم الدينية, مكانٌ يلم جميع سكان الأرض من كل اللغات ومن كل الجنسيات ونتعلمُ فيه لغةً واحدة, مكان نمسكُ فيه أنفسنا ويزيدنا مناخه حبا لبعضنا, مكانٌ ليس كأي مكان, وسماء فوقنا ليست كأي سماء, لا بد وأن نحصل على هذا المكان ولا بد أن نخطط لمثل هذه الحياة وذلك من خلال التعلم على الانتصار على شهواتنا ورغباتنا, مكان معقول جدا,وجيران معقولين جدا,وواجبات منوطة بنا معقولة جدا تتناسب مع أحجامنا وأشكالنا ونفوسنا, مكان لا نجد فيه شخصا معقدٌ من الحب أو من الجنس الآخر أو من الحياة بكل أشكالها وألوانها, مكان يخيم علينا بظله ومكان يجمعنا ويجمع أسرارنا ويحفظها لنا من الزوال, مكان ليس فيه صوت لقصفٍ أو رعدٍ ما عدى قصف الرعد ووميض البرق وزقزقة العصافير, هذا المكان سنجده جميعا حين ننتصر على رغباتنا التي نراها مختبئة تتلاءم مع النوايا الحسنة لكل إنسان, مكان نشاهد فيها تصرفات الناس وسلوكياتهم ونأخذها ونفسرها بحسن النية وليس بسوء النية ولنفترض جدلا أن جميع الناس نواياهم حسنة ولا يريدون لنا ولأنفسهم إلا ما هو أجمل وأفضل من كل وقتٍ مضى, مكانٌ تنامُ فيه أعين الكبار في السن كما تنام أعين الصغار في السن والوجوه كلها بريئة ترتسمُ على شفاهها الابتسامات العريضة, مكان بريء جدا وكل سلوك محتمل فيه أن يزيل عنا الهم والغم وأن نتسلى بأنفسنا بعيدا عن الوشائج الدينية والمناطحات السياسية, مكانٌ ليس فيه رجل سياسة خبيث أو رجل دين منافق ومتاجر بمشاعر الناس, مكان ليس فيه تاجر ينصب على الناس ببضاعةٍ مغشوشة ومكان نصلي فيه بصمت ومكان نأكل فيه ونشرب بصمت تام بعيدا عن الرغبات التي تكونت لدى الغالبية من الناس حول مفاهيم السيطرة وحب إعلاء الذات, مكان يستجمع فيه كل الناس قواهم من أجل المحبة والسلام وليس من أجل التوسع والاستيطان, مكان لا تقفُ فيه دبابة على حافة النهر ولا تقف فيه بندقية وفوهتها مسددة نحو صدورنا ووجوهنا, مكان نحلم فيه جميعا بأن نعيش به ولو ليوم واحد أو أسبوع واحد مكان مساحته تبلغ مساحة الخيالات والأحلام الطويلة, مكان لا نحسب فيه أيام السنة ولا ننتظر فيه نهاية الشهر ومكان تكون فيه نفوسنا مرتاحة جدا,مكان نحفر فيه أسماءنا ونشاهد فيه وجوهنا ونرى فيه وجه الله الحقيقي, مكانٌ ليس كأي مكان.

في هذا المكان يستطيع الإنسان أن ينمو نموا طبيعيا مستغنيا بذلك عن الذاكرة القوية التي تحفظ له دينه وإقليميته وأن ينشأ ذاكرة جديدة تحفظ له الود والصداقة مع العالم الجديد الذي ينمو فيه الحب محل الكراهية والتنافس الشريف والإبداع محل المحسوبية وقيم الفساد الباطلة حيث لا فرق بين إكس أو واي من الناس ولا يمكن أن نجد مذاهب دينية ومعتقدات وثقافات مختلفة, في هذا المكان يستطيع الإنسان التشهير بأنموذجه الجديد وبنسخته الجديدة المتطورة وبنوعه المتقدم على الأنواع السابقة, لقد تعلقت وتعلق بالإنسان على مدى 5000 عام الكثير والكثير من الثقافات التي مزقت الإنسان وجعلت نصف الكرة الأرضية منقسمة بين شتى المذاهب والأفكارحيث قهرت الثقافة الفئات والشرائح المتعددة من البشر وفرقت بين الناس جميعا ولا يوجد حل إلا من خلال التعايش السلمي بين الأمم والثقافات وقبول الآخر أو من خلال حرق الذاكرة القديمة واعتبارها في طي النسيان.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحساسون والعقلانيون
- خربشات على جدار الصمت
- اقلب الصورة
- مكالمه تلفونيه
- تفسير عالم ألماني لحلمه
- مشكلتي مع جهاد علاونه
- إلى الصديقة أميره
- أميره ونبيل وأنا
- القراءة والكتابة
- بعد فوات الأوان
- دعوة للمحبة وللسلام
- تعالوا لنحب بعضنا2
- تعالوا لنحب بعضنا
- المساواة على الطريقة التقليدية
- من يشتري مني مكتبتي؟
- من يستطيع تطبيق الإسلام؟
- بيت أبي
- طبيعة العرب
- معاوية بن أبي سفيان
- خيانتي سبب سعادتي


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - مكان خيالي