أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بيت أبي














المزيد.....

بيت أبي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 00:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بيت أبي من الممكن لك وهذا مؤكد أن تجد بداخله المرأة تصلي إلى جانب الرجل وهي تشعرُ معه بالأمان على نفسها وبعدم التحرش بها جنسيا ولا يوجد في بيت أبي فصلا عنصريا أو جنسيا كما في البيوت الأخرى, ففي البيوت الأخرى لا تأتمن فيه المرأة على نفسها وهي تصلي إلى جانب الرجل, فالرجال في الدور الأول والنساء في الدور الثاني خشية التحرش فيهن جنسيا وهن في بيت يقال عنه أنه بيت الله,وهذا أمرٌ عجيب إذ كيف لا تصلي النساء في البيت الآخر إلى جانب الرجل فلو كانت البيوت الأخرى مثل بيت أبي لصلت المرأة إلى جانب الرجل دون أن تشعر بالخوف منه طالما أنها في بيت الله!! مالكم أين هي عقولكم؟أليس من المفترض أن يكون عقل وقلب المصلي مع الله؟إذا كيف يذهب المصلي في البيت الآخر فكره بعيدا حين يشعرُ بأنه إلى جانب المرأة.

بيت أبي ليس مرتعا للمخمورين وللسكارى وللغارقة أصابع يديهم في دماء الأبرياء من الناس, بيت أبي ليس بيتا للمعاتيه الذين يحفظون ألف صفحة من الكتاب دون أن يعرفوا معانيها أو حتى دون أن يعرفوا معنى سطرٍ واحد فيه, بيت أبي يدخله كل من يفهم الكتاب وليس بالضرورة أن يحفظ دون أن يفهم, هل فهمتم يا أبناء الأفاعي ويا أيها الخارجون من السجون ويا أيها المعتدون على الأطفال جنسيا؟,وبيت أبي ليس حديقة يلتقي فيها التجار وليس فندقا للدجالين وللسحرة وللمشعوذين بيت أبي مفتوح للعلماء وللأطباء الذين يداوون الجروح ويمنعون اتساعها على طول الجسد وعرضه, وبيت أبي بيتٌ يرعاه الرب ويحميه من كل سوء وخصوصا من التجار الذين يريدون بيع المصلين وشرائهم والاتجار بعواطفهم.

وبيت أبي ليس مكانا لسب السينما ونجوم السينما والممثلين وبيت أبي ليس بيتا لشتم المثقفين وتكفيرهم, هنالك فرق كبير بين بيت أبي والبيوت الأخرى,بيت أبي لا تسمع فيه أصوات اللعن والسب والشتم والتكفير وإطالة الألسن, بيت أبي يقع على نهاية الشارع الذي يوصلك للخلاص الأبدي وبيت أبي فيه قلم ومسطرة وأدوات علمية ولا يمكن أن تجد في بيت أبي مقاعد للخاسرين دينهم ودنياهم, بيت أبي طاهرٌ من كل الجوانب وفيه رهبان وراهبات لو سألتهم –كما سأل(البسطامي)-عن مكانٍ طاهر أو أين تجد مكانا طاهرا تصلي به لقالوا لك: طهر قلبك أولا وصلي في أي مكان, بيت أبي مفتوح لكل الناس للأبيض وللأسود وللبني وللكحلي وللمسلم ولليهودي شريطة أن يكون قلبه نظيفا وخاليا من الحقد وعقله مثل قلبه.

بيت أبي ليس مرتعا للكسالى وللعاطلين عن العمل وللنصابين بيت أبي سقفه مصنوع من الإسمنت ومن الرمل وبرغم قوته فإنه لا يرجمُ الناسَ بالحجارة وليس كأي بيت وكل حبة رمل في سقفه تشهد على الملايين الذين تنفسوا به وهم مرتاحو البال والضمير والوجدان, وبيت أبي ليس مكانا لجمع التبرعات لصالح الحروب التي تسفك فيها الدماء وعندما تمر من جانبه تشعر أنك في أمان, لم يتهم بيت أبي أحدا بالزنا أو بالعمالة الخارجية أو بالكفر فلم يسبق وأن صلى به كافر أو رجلا يُكفر الناس وبيت أبي ليس مكانا للعن وللسب وللشتم فلم يسبق وأن لُعن في بيت أبي مسلما أو يهوديا أو نصرانيا.. كان وما زال دائما مكانا للتصالح مع الناس ومع النفس, أنظروا إلى بيت أبي من الداخل ومن الخارج ستجدونه مختلفٌ كل الاختلاف عن بيوتكم, بيت أبي ليس مزخرفا بالآيات المكتوبة على الجدران وإنما مزخرفٌ بقلوب الذين يدخلونه ونيتهم صافية وقلبهم صافٍ ولا يحقدون فيه على أحد وبيت أبي ليس مكانا ينطلق منه القتلة, وبيت أبي ليس مكانا يلتقي فيه القتلة وليس مكانا يجتمع فيه تجار السوق السوداء والحمراء, بيت أبي يجتمع فيه الناس ولا يتفرقون ويتصافحون ولا يتلاعنون ويتعاونون ولا يتشاتمون,بيت أبي مفتوحا في الليل وفي النهار,في الصيف وفي الشتاء,وعندما تهبُ العواصف من كل الإتجاهات.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة العرب
- معاوية بن أبي سفيان
- خيانتي سبب سعادتي
- معجزة جبل أحد
- الثقافة والأحزاب السياسية أوسخ بيئة في العالم
- أحيانا وأحيانا
- قبة المسجد الأقصى ورجاء بن حيوة
- الدين الإسلامي يحاسب الجاهل ويترك العاقل
- من مكة إلى الهيكل2
- من مكة إلى الهيكل1
- صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة
- اللف والدوران
- كل المسلمين كفار
- إننا نبني كثيرا من الأسوار وقليلا من الجسور
- كتاب ال100 الخالدون عبر التاريخ
- دخول المستشفى
- ماهية الفرق بين الإسلام والمسيحية
- زواج المصلحة في الإسلام
- تناقضات الإسلام
- تخاريف حول الإعجاز القرآني


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل مواطناً من قرية فرخة غرب سلفيت
- الإمارات تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد
- عبارة -فلسطين حرة- على وجبات لركاب يهود على متن رحلة لشركة ط ...
- رئيسة المسيحي الديمقراطي تريد نقل سفارة السويد من تل أبيب إل ...
- هل دعا شيخ الأزهر لمسيرة إلى رفح لإغاثة غزة؟
- -في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل ...
- أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030 ...
- قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - بيت أبي