أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - دخول المستشفى















المزيد.....

دخول المستشفى


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 19:06
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال بأن هنالك ثلاثة أشياء يصنعن الرجال:الجيش والسجن والغربة, وأنا أضفت لهن عاملا آخر لأقول بأن هنالك أربعة أشياء يصنعن الرجال ويكتشفن أصدقاءك وأقاربك الحقيقيين وهن: الجيش والسجن والغربة والمستشفى,قبل أقل من أسبوع تعرضت إلى ألمٍ شديد في أسفل البطن من الجهة اليمنى وكانت التوقعات كثيرة من حيث تشخيص الحالة بعد الفحوصات المخبرية التي أكدت جميعها بأنني لا أعاني ولا من أي مرض عدى بعض الالتهابات البسيطة التي قد تكون متواجدة عند أي شخص وكانت النتيجة النهائية أو التوقعات النهائية بأنني من الممكن لي أن أكون مصابا بمرض(تهيج القالون العصبي) نتيجة ضغوطات نفسية عصبية وجسدية,كانت هنالك توقعات واحتمالات بأنني مصاب بمرض حصوة في المرارة.و....و..وكان الاحتمال الأخير بأنني قد أكون مصابا بمرض(الزائدة الدودية) وهذه بحاجة إلى فحص سريري أكثر منها إلى فحوصات مخبرية لإثباتها فهذه التهمة قد لا تظهر من خلال تحاليل البول والدم.. واستغرب صديقي الشاعر(محمد سالم العمري)من هذا التوقع وقال:الذي حالته مثل حالتك يجب أن يكون عنده نقص وليس زيادة وكل الذين يشبهونك لديهم نقص في المُركبات العامة والخاصة ومن المستغرب أن تكون مصابا بالزائدة الدودية,وقال في نهاية كلامه: نحمد الله على سلامتك, أما الصديق العظيم الروائي الكبير هاشم غرايبه فقد اتصل بي تلفونيا وهنئني على خروجي من المستشفى وسألني إن كان الأطباء قد سطحوني أو لم يفعلوها بعد؟,وعلى كل حال لم أخرج من المستشفى بريئا كليا من الأمراض فما زالت هنالك احتمالات أخرى وتُهم متعددة تلاحقني من هنا ومن هناك وعبر الهواء مباشرة,وما زال هنالك أطباء يحاولون اتهامي بأمراض أخرى ولكنني اختصرت عليهم الموضوع وخرجتُ من المستشفى على مسئوليتي الخاصة قبل أن يأذن لي الطبيب المختص بمغادرة المستشفى وقررت الذهاب إلى طبيب خاص ريثما تتحسن أوضاعي المالية,والمهم أن آخر احتمالٍ ما زال قائما إلى اليوم وهو (القالون العصبي) ,حيث من الممكن أن أكون مصابا بتهيج في القالون العصبي نتيجة ضغوطات الحياة أو أن أكون مصابا بمرض آخر في الجهاز الهضمي نتيجة تناولي لبعض الأطعمة وخصوصا الأطعمة الحارة, إن من يدخل المحكمة قد يخرج منها بريئا من أي تهمة ولكن من المستحيل أن يدخل المستشفى أي شخص ويخرج بريئا من أي مرض, وبالمثال على ذلك العيادة النفسية حيث من المستحيل أن يدخلها أحد الأصحاء ويخرج منها بدون أي مرض,لا بد بأن يخرج بشهادة كبيرة يعلقها فوق رأسه في غرفة الضيوف تشهد له بأنه مريض وغير سليم كُليا,المهم أنني بهذه الأيام القليلة عرفت فيها أصدقائي الحقيقيين وأقربائي الحقيقيين وكان الفضل للمستشفى الذي حلل دمي وبولي وحلل لي أصدقائي وأقربائي,وعلى طاري التحاليل تذكرت طُرفة عن أحد الحشاشين الذي صادف شيخا يدخل مختبرا فسأله عن سبب دخوله للمختبر فقال: لكي أحلل البول,فقال له الحشاش:أنا بدي أعرف يا شيخ كيف بتحلل البول وبتحرم علينا الخمر!؟؟.

اكتشفتُ الناسَ وأصدقائي جميعا من خلال المستشفى كما يختبر الذهب بالنار وبعدم قابليته للاختلاط مع المعادن الأخرى الخسيسة ,الناس فعلا مثل المعادن التي يصدأ بعضها بسرعة والبعض الآخر لا يصدأ ومثل المعادن الخسيسة التي لا تتحول إلى ذهب حقيقي والناسُ فعلا مثل أسطح المعادن التي يتأثر بعضها بالبيئة بسرعة وبعضها من الصعب عليه أن يؤثر بسطحه النظام البيئي... الإنسان يعرف أصدقاءه الحقيقيين ويعثر عليهم حين يتعرض للمرض أو للسجن أو حين يسافر ويتغرب عن أهله وبلاده أو حين يتعرض لأي مكروه,إنني أتقدم بجزيل الشكر والعرفان للمستشفى الذي قدم لي تحليلا للدم وللبول والذي قام أيضا بتحليل أصدقائي وأقربائي وكشفهم لي عن بَكرة أبيهم,والأصدقاء الذين نتعرف عليهم بالصدفة أو بالبحث عنهم هنا وهناك قد لا يكونوا أصدقاء حقيقيين بمعنى الكلمة للصداقة ما لم نقم بتحليلهم في السجن أو الغربة أو الجيش أو المستشفى,ورأيتُ في المستشفى حالاتٍ غريبة وأناسٍ يتمنون الخروج أو الإفراج عنهم وكأنهم يقيمون في معتقلات تعذيب فهنالك من قطعوا له رجله وتركوه أعرجا واتهموا مرض السكر بأنه هو القاضي الذي حكم عليه وليس هم..وهنالك من حطموا أسنانه وهنالك من أغلقوا فمه للأبد أو لعدة أيام وهنالك من النساء ممن قام المستشفى بتقطيع أوصالهن أو أثدائهن وكان السرطان هو المتهم بمثل هذه العملية والمهم أن الحكومة بريئةً من هذه التهم,وفي الواقع خفتُ على نفسي من كثرة الجراثيم المنتشرة في كافة أرجاء المستشفى ذلك أن جميع من دخلوه مصابون بالأمراض وبالفيروسات وبالتالي المستشفى ليس مكانا للاستجمام ولا أنصح الناس بالذهاب إليه ولا حتى لمجرد الزيارة,وتخوفت على نفسي كثيرا من أن يتم اصطيادي بالمستشفى فيغلقون فمي أو يقطعون يدي دون أن تتحمل الحكومة أي نتيجة لذلك لجأتُ إلى مبدأ:الهزيمة ثلثين المراجل فحزمتُ أمتعتي وقررتُ الخروج على مسؤوليتي, وهنالك من قطعوا له إصبعه وهنالك من كانت معدته مقلوبة وسمعتُ أناسا في الماضي وصفوا بعض المناظر التي رأوها في حياتهم بأن رؤيتهم لها تسببت لهم بقلب معدتهم,وبقيت أسمع بالمعدة المقلوبة حتى رأيتُ رجلا فعلا معدته مقلوبة وغادرت المستشفى وما زال في غيبوبة من أثر العملية الجراحية التي أعادت المعدة إلى وضعها الطبيعي.


,وتلقيت زيارة مفاجأة من أناس لم أكن أتوقع في أي يومٍ من الأيام أنني صديقٌ لهم أو حتى بأن أمري يهمهم في شيء سواء أكان كثيرا أو قليلا, وهنالك أناس لم يسألوا عن صحتي وعن وضعي رغم أنني كنت أعتبرهم في قائمة من سيسألون عني أولا وأخيرا قبل كل الناس غير المتوقعين للسؤال عني, وهنالك أيضا أصدقاء على الإنترنت قد سألوا عني وتمنوا لي الصحة والعافية ولم أكن أتوقع بأن هؤلاء الناس سيسألون عني, وهنالك من لم يسأل عني ولا بمجرد أي كلمة وهنالك من التفت لي لفتة حنونة وعاطفية أنسوني فيها همي وألمي ووجعي من خلال رنة على تلفوني أو من خلال زيارة خاطفة وسريعة وعاجلة إلى السرير الذي رقدتُ عليه كما ترقد الدجاجة على بيضها فلقد كنتُ أشعرُ بأنني أرقد فوق عينات البول والدم لحين تخرج نتائجهما,وأثبت لي المستشفى بأن الدخول به ليس كالخروج منه وأثبت لي الأطباء بأنهم لا يقبلون أي شخص للدخول به إلا إذا كان منتهيا من الألم وماكل زفت,وتأكدتُ بأنني أفضل من غيري بمليون مرة ومره وبأن الصحة فعلا تاجٌ على رؤوس الأصحاء,وتأكدتُ بأن قلبي يعمل بشكل جيد وبأن مخي نظيف 100% ولا أحتاج إلى قطع غيار.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الفرق بين الإسلام والمسيحية
- زواج المصلحة في الإسلام
- تناقضات الإسلام
- تخاريف حول الإعجاز القرآني
- قصيدة في مدحي للشاعر الكبير:رياض لحبيب
- سورة النورين وآية الولاية
- ممتلكاتي
- الإسلام يهدد مستقبل الحريات
- الدين الأعوج
- زيد بن ثابت رجل المهمات الصعبة
- زوجات الصحابة
- يحملونني مسئولية أخطائهم
- عملية حسابية صعبة
- رسالة مني إلى شخصي
- حرق القرآن
- جرح الكتابة
- جعفر الطيار
- الإنجيل غير حياتي
- بيتي هو قصري
- أنا أكثر ثقافة من الأنبياء والرسل


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - دخول المستشفى