أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - رسالة مني إلى شخصي














المزيد.....

رسالة مني إلى شخصي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 12:17
المحور: سيرة ذاتية
    


إلى أين ستمضي يا بطل حكايتنا الجميلة في بعض النواحِ والمحزنة والمبكية في النواح الأخرى!للقلب الذي ترك في قلبك جرحا كبيرا؟أم للشمس التي صارت تهزأ من صلاتك في عينها, أم للقمر الذي انشق حزنا عليك إلى نصفين؟.

في أي الاتجاهات أنت اليوم تسير؟ وإلى أي المنعطفات ستنعطف؟ خذني معك وضمني إلى صدرك لتجففني قليلا بفعل حرارتك الزائدة فقد بللني المطر وبللتني دموعي ورياح التغيير التي عصفت بي لم تجفف لي جسدي لا ولا دموعي..وأستحلفك بكل الأصنام التي سجدت لها خوفا ورعبا أن لا تصلي لها أمامي لأن صلاتك تفتح في رأسي صداعا أليما...أراكَ تهزأ بكل الكائنات وأراك تغرفُ من دموعك لتسقي النبتة التي نبتت في قلبك الأخضر..وأراك شعاعا ينكسرُ في دمي...وأراك لعبة جميلة تريد كل الناس أن تأخذها مني...أعطني فرصة واحدة لأعبر لك فيها عن نفسي وعن وجهة نظري بك...أنت لم تفقص من البيضة بعد ومع هذا تريد أن تنحدر في المنحدرات الصعبة...وأنت لم تخرج بعد عن طور الحضانة وأراك ما زلت بحاجةٍ إلى الرعاية الصحية والاجتماعية وتتصرف وكأنك بالغ سن الرشد وأنت أقرب إلى الطفل منك إلى الإنسان العاقل والبالغ سن الرشد.

أراك تبكي في المواقف التي يضحك فيها الناس وتضحك في المواقف التي تبكي فيها الناس,أنت لست إنسانا عاديا وأنت لست زائرا عاديا جاء لزيارة هذه الدنيا بضع سنين ويمضي,أنا أرى أثر أقدامك في كل مكان تذهب إليه وأرى بصماتك في عيون الناس واضحة مثل وضوح الشمس وأراك في مشاهد كثيرة تلملم بعض جراحاتك وتعود ورأسك متدلي إلى الأمام رغم أنك ما زلت طفلا مسكينا تريد من يلملم لك جراحك.. وأراك تنزوي في إحدى الزوايا تستذكر الماضي ومن ثم تستجمع قواك وما بقي فيك من شجاعة لتقف من جديد لتواجه ما تخشاه وما تخاف منه,رغم أنك ما زلت طفلا لم تتعلم بعد كيف تقفُ على رجليك الناعمتين وما زالت عيناك الناعستين يبكيان على لقمة الخبز إن لم تجدها بيديك ورغم كل ذلك تريد أن تشاطر العالم أحزانه وأنت بحاجةٍ إلى من يعطف عليك ويمسح فوق رأسك بيديه...أنت غريب الأطوار في كل النواح تتصدق على البائسين والفقراء رغم أنك بحاجةٍ إلى من يتصدق عليك.. وأنت إنسان لم تتعلم بعد كيف تكتب اسمك وعنوانك دون أن تغلط في العنوان وفي الاسم أكثر من عشرين مرة..قل لي يا صاحب القلب الطيب ما أسمك وما هو عنوانك ومن هو وطنك لأثبت لك أنك حزين جدا وبائس جدا ما زلت تبحث عن سقفٍ يؤويك, وإلى أين سينتهي بك الحنين وأنت ما زلت تبحث عن الحنان بين شفاه بعض النساء ونهودهن البارزة, وكم بقي عليك أن تدفعه للزمن وكم بقي عليك من العذاب؟. أنا أراك تصحو مبكرا لكي تسبق كل الناس إلى الإحساس بالعذاب وأراك تنام مبكرا لكي تتمكن من الحصول على بعض الأحلام والصور, إلى أين سترمي بنفسك هذا العام؟ وإلى أي مكب نفايات في هذا اليوم ستلقي بكل ما لديك من أوراق؟ أعرف بأنه لن تكفيك كل العقاقير الطبية لتسكّن لك آلامك وأوجاعك ولو شربت كل ما في هذا العالم من خمور فلن تنسى همومك لا ولا أحزانك ولو شربت كلَ ما في الكون من مخدرات وحشيشة فلن تكفيك لتنسى صورتك الحقيقية, وأعرف بأنك لست منسجما مع هذا الكون وأعرف عنك الكثير من الحقائق التي تجهلها أنت وأعرف عنك متى تنام ومتى تستيقظ من النوم ولكن ومع كل هذا لم أكن أعرف بأنك إذا وضعت على جسمك كل ما في الكون من عطور لن تستطيع أن تخفي عن أنوفنا رائحتك الحقيقية, أنت إنسان غريب ومدهش ومبكي ومحزن في وقتٍ واحد.

وفي يد من ستضع قدرك النهائي والمحتوم؟وفي حضن من ستتخيل نفسك نائما؟ وعلى أي يد ستنتهي حياتك؟ كم هي الأيام طويلة ومريرة وكم هي الأواني التي أفرغت فيها ما بجعبتك من حكايات؟أنت لست البطل في كل الأمكنة فلقد هزموك في مواقع كثيرة وما زلت مصرا على التمسك بغصن الزيتون الأخضر وبجناح الحمامة البيضاء؟ كم مضى عليك من العمر وأنت مشتت الذهن هنا وهناك!,لقد كنتَ في الماضي مرتاح البال ومرتاح ومطمئن إلى نفسك, لقد كنت تمشي وأنت واثق من نفسك ولكن ما هذا الترنح الذي أراك تترنحه؟وما هذه الدمعة التي تمسحها بيديك كل ساعة تمر عليك من العذاب الأليم,أنصحك اليوم أن لا تستيقظ من نومك مبكرا كعادتك ودع غيرك هذا اليوم يستيقظ مبكرا ليسبقك إلى ساحة العذاب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرق القرآن
- جرح الكتابة
- جعفر الطيار
- الإنجيل غير حياتي
- بيتي هو قصري
- أنا أكثر ثقافة من الأنبياء والرسل
- ليش الدنيا خربانه!
- يجب تعليم العلمانية قبل قراءة سورة الفاتحة
- جهلاء قتلوا علماء
- جهاد الطائش
- شخصية محمد اليتيم
- القانون المدني أفضل من الدين
- أسباب الطلاق في الإسلام ليست منطقية
- لماذا لم يأتِ جبريل بالنسخة الأصلية من الإنجيل؟
- تعليم المسلمة على الرقص
- فضل المسيحيين على المسلمين
- أزمة الإنسان العربي المسلم
- سيدة فاضلة
- الجهل قابل للزيادة
- الأخلاق الإسلامية بين القوة والضعف


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - رسالة مني إلى شخصي