جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 20:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
طبيعة الطبيعة مفهومة وهي أنها لا تؤمن بمد يد العون للضعفاء,وطبيعة الغرب كلها تحدي للطبيعة ومفهومة كونها تمد يد العون للضعفاء وتطعمهم من جيوب الأغنياء من خلال فرض الضرائب عليهم, وخيبة الأمم سبت وحد وخيبة العرب ما(أجتش) على حد, إن العرب ليسوا مع الطبيعة وليسوا مع الغرب فهم لا يؤمنون بالحفاظ على الأقوياء ولا هم مع الطبيعة التي تؤمن برفع يدها عن الضعفاء وقتلهم لكي يصبح كل من على الأرض قويا على مبدأ الانتخاب الطبيعي.
مبدأ الإنسان بالنسبة للطبيعة مبدأ أعوج وغير ومخالف لسنة الطبيعة فالإنسان المتمدن والمتحضر جدا يؤمن بضرورة مساعدة الضعفاء صحية واجتماعيا واقتصاديا, فالمريض تبذل الإنسانية كل جهدها من أجل أن يشفى من مرضه على عكس الطبيعة التي تؤمن بموته كونه ضعيفا وعلى رأي الفيلسوف(نيتشة) إذا استمر الإنسان بمساعدة الضعفاء فإننا بعد فترة من الزمن لن نجد إنسانا قويا بل مجتمعا مريضا وهزيلا لذلك اقترح هذا الفيلسوف مبدأ إبادة الضعفاء الذين لا يستطيعون مقاومة المرض وبدل أن يدخلوا المستشفيات للعلاج يجب رميهم في قبورهم ودفنهم للأبد, وهذا النوع من الإيمان الفلسفي العقائدي يؤمن به بعض السياسيين الذين يرون أن نشوب الحرب بين كل فترة وفترة واجب طبيعي لاستمرار الحياة ففي الحروب يموت الضعفاء ويعيش الأقوياء.
قانون الطبيعة قانون قاسي جدا ولا يرحم وقانون الإنسان قانون كله عدل ورحمة وإنصاف ولكن هنالك نقطة حساسة وهنالك عيوب ظاهرة في قانون الإنسانية التي تمد يدها للضعفاء لكي تساعدهم بينما الطبيعة تدير لهما ظهرها غير آبهة بهم وكأن الطبيعة هنا عدوة للإنسان لا تؤمن إلا بمبدأ الانتخاب الطبيعي وتقاوم كل من يقف في وجهها لتنفيذ خطتها فينا وفي كل المخلوقات, فالإنسان مثلا يؤمن بالتعاون بينما الطبيعة تؤمن بالكراهية وعلى هذا المبدأ تعمل بعض الحكومات اليوم ولكن بطريقة عكسية وكل هذا يحدث على الصعيد العربي, فالعرب هم الوحيدون الذين يدعمون الضعفاء ويديرون ظهرهم للأقوياء, فمثلا على الصعيد الرياضة والشباب نجد أقوى اللاعبين يراقبون اللعب من على المرج والضعفاء يلعبون, وعلى صعيد الثقافة أقوى المثقفين في الشارع ولا يمارسون حقهم الطبيعي في المشاركة بصناعة الثقافة والكتاب بينما الكتاب الضعفاء نجدهم نجوما تتلألأ في سماء صافية والنجوم الحقيقيون على الأرض يموتون كما تموت الفئران بالسم القاتل.
إن العرب إجمالا على عكس الأمم وعلى عكس الطبيعة ففي الأمم الأخرى الأقوياء هم قادة المجتمع والضعفاء في مراكز التأهيل الاجتماعي والثقافي,والطبيعة تفعل عكس كل هذا بحيث أنها تحتضن الضعفاء وتؤمن بضرورة قتل الفقراء لكي تتخلص الطبيعة من مشكلة الفقراء, والذين أجسامهم غير قوية ولا يستطيعون مقاومة المرض نجد الطبيعة تشجع على إبادتهم إلى الأبد ولا تؤمن بضرورة تأهيلهم ليكون أصحاء وقادة مجتمع,وعندنا على الصعيد الغربي المسألة معكوسة بخلاف الغرب والطبيعة والبيئة المحيطة بالغرب, نحن حكوماتنا تؤمن بإبادة الأقوياء وذلك لكي لا يظهر منهم قادة في الأدب والسياسة وباقي العلوم الثقافية وذلك من أجل عدم تجمعهم لأن تجمعهم يشكل حزبا سياسيا أو منتدى ثقافي على غرار ما يحدث في الغرب وهذا الشيء بالنسبة لقادة العرب يهدد مصالحهم ومقاعدهم فإذا نهض الأقوياء فهذا معناه أن القدماء سيتركون عرينهم للأشبال,وحتى لا تكتمل الدائرة هنالك خطة مجنونة من أجل إبادة مجتمع الأقوياء وعدم إعطائهم أي فرصة للنهوض مجددا, وهنالك حقيقة واضحة مثل عين الشمس وهو أن الأقوياء في كل شيء مع مرور الزمن يصبحوا ضعفاء بفعل عمليات الإحباط النفسي التي يتعرضون لها وما هي إلا عدة سنوات حتى يصبح الأقوياء عجزة, لذلك نلاحظ بأن العرب ضعفاء في كل شيء وعلى كافة الصعد: في الرياضة في الثقافة في السياسة في الفن في السينما في الجامعات ومخرجات البحث العلمي.
إن الإنسان منذ أن بدأ يتمدن ويتطور ما كان تمدنه وتطوره سوى الخروج على قانون الطبيعة ومقاومة الطبيعة وتحديها وهذا حتى الآن مفهوم جدا ولكن الحكومات العربية وتصرفاتها غير مفهومة مطلقا فهي لا تقف مع الطبيعة على مبدأ قتل الضعفاء والإبقاء على الأقوياء وليست مع المفهوم الغربي للإنسانية التي تدعم الضعفاء وتأخذ لهم حقهم من الأقوياء فالعالم العربي من شرقه إلى غربه عالم أعوج وعالم متسخ بالقاذورات الفكرية فهو لا يدعم الضعيف ولا يدعم القوي وإنما يضع الضعفاء في نفس المكان الذي من الواجب أن يعيش فيه الأقوياء لذلك الحكومات العربية ساقطة في كل المجالات العلمية والثقافية والفنية.
وعصبة الأمم المتحدة تقف ضد الطبيعة فهي تمنع الدولة القوية من الاعتداء على جارتها الضعيفة ولو سمحت هيئة الأمم المتحدة بأن يأخذ قانون الطبيعة مجراه لهلك أكثر من 70% من سكان العالم تحت وطأة الجهل والتخلف والجوع, إن الطبيعة لها قانون واحد وهو الوقوف إلى جانب كل من يستطيع مقاومة الفقر والجوع والتخلف من خلال طبيعة الجسم البشري القوي القادر على التصدي لكل الأمراض بينما الإنسانية مبدأها أولا وأخيرا الوقوف في وجه الطبيعة ومنعها من ممارسة عملها بل وتعيق الإنسانية عمل الطبيعة من كل الجوانب,ومنذ أن تقدمت العلوم الطبية ازداد عدد سكان الكرة الأرضية وانفجرت القنبلة السكانية وحين كانت الطبيعة تقوم بواجبها كانت الناس وخصوصا الأطفال يموتون بالملايين وأنا سمعت من نساء كبار في السن أنه لم يكن يعيش كل ما ينجبن من أطفال قبل تقدم العلم وكانت الطبيعة تقوم وحدها بعملية تحديد النسل أما اليوم وكلما تقدم العلم كلما تراجعت أعداد الوفيات بين الأطفال بل وازدادت المؤسسات التي ترعى المعاقين والأيتام تحت غطاء الدفاع الاجتماعي ضد الكوارث الطبيعية وضد الفقر والقضاء على جيوبه.
ولكن العرب وحدهم عامل محير جدا ففي كل الدول العربية تسعى الحكومات للقضاء على الأقوياء حتى يموتوا قهرا تحت الإهمال وعدم الاهتمام بهم أو تحت تعذيبهم نفسيا بقهرهم,وتسعى لتقديم الضعفاء على الأقوياء لمعرفتها بأن هؤلاء الضعفاء غير قادرين على تطوير أنفسهم وعلى قيادة المجتمعات من خلال إحداث التغيير,وانظروا إلى كتاب الصحف اليوزمية في الوطن العربي من هم وإلى الممثلين وإلى المبدعين وإلى السياسيين.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟