أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - موعود بحياة سعيدة














المزيد.....

موعود بحياة سعيدة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 20:00
المحور: كتابات ساخرة
    


موعود من قبل كل الناس بأن أسمع في الأيام القادمة أخبارا سارةً تسر النفس وتنعش الروح وتحرك الجسد وتجعلني أكثر نشاطا من أي وقتٍ مضى بدل تلك الأخبار التي تسممُ البدن وتخيب الآمال, ووعدوني بمذيع لنشرة الأخبار صادق جدا مثله مثل مذيع أخبار الطقس اليومي ،وموعود غدا بأن تزداد نفسي قابلية للطعام حتى لو لم يكن الطعام من النوع الذي لا يفتح النفس فقد وعدوني حقا بأن أقبل على الطعام بنفس شهية ومفتوحة وقال لي طبيب العيادة الصحية بعد أن تقزز وكاد أن يغمى عليه من شدة اكتئابي وتقيأ من وضعي الصحي بأنني سأكون غدا صاحب قدرة كبيرة على بلع الطعام وستتحسن صحتي غدا تحسنا ملحوظا وسيحبُ الناس الجلوس والاستماع إليّ لأن العقول ستتغير وستفتح الحكومة مع كل المثقفين قنوات جديدة للاتصال وللتواصل ولتعميق أواصر المحبة,ووعدوني ببيت يشبه البيت السعيد ووعدوني بكسوة للصيف وأخرى للشتاء واثنتان للعيدين,ووعدوني جميعهم بأيام حلوة وجميلة وأنا مصغٍ للجميع ومرتخي الأعصاب وأعلم بأنهم جميعا يكذبون عليّ وعلى أنفسهم فمن أين ستأتينني الأخبار السارة؟ومن أين ستأتينني النفسُ الشهية والقابلة للطعام؟ومن أين ستكون لي قابلية لهضم الطعام!!!! ومن أين لي أن اشعر بطعم الماء في فمي؟.

موعود بأن أشم نسيم الهواء النقي ولو لمرةٍ واحدةٍ في عمري كله وبأن أمشي غدا بين حبات المطر وأركض في الشوارع وأقفزُ من شدة الفرح,وعدوني بالإنسانية وبشرب قهوة الصباح المرة ووعدوني بأحلامٍ رومنسية لم أكن لأفكر بها من ذي قبل لولا أنهم جعلوا أنفي يتحسس رائحتها, وموعود بأن أملأ بيتي بالسكر وبالطحين وبأسطوانتين من الغاز الذي نطهو عليه الطعام وموعود بزجاجة نبيذٍ باردة أشربها في حضن امرأة ساخنةٍ أكثر مني,وموعود بظهور امرأة عصرية تتزوجني زواجا مدنيا تغير حياتي وتبدد الحزن الذي ألم بي من وجع السنين وبأن تضمد لي كل جروحي القديمة والجديدة وموعودٌ أن تعدني وعدا قاطعا بأن لا تفتح لي جرحا جديدا ولهذا اشترطتُ عليهم بأن يأتوني بامرأة لا تفتح لي جرحا قديما أو أن لا تتسبب لي بدمعةِ عينٍ واحدةٍ وبأن تبدد لي كل أحزاني وآلامي المريرة وتملئ حضني وفرجي بالنجوم وبأن لا أرى معها ظلما أو قهرا وبأن لا تدعني أشتاقُ إلى امرأةٍ غيرها وبأن لا تنحاز هي إلى رجلٍ غيري ما دمتُ أنا على قيد الحياة وأضفتُ قائلا: أريد امرأة تنام تحت لساني وتذوبُ في فمي كما يذوب الثلج الأبيض وبأن تكون في معدتي مثلها مثل حبة الأسبرين, موعود بكل شيء من كل الأشكال ومن كل الألوان والأوصاف, وموعود غدا بحياة كريمة وبأن أحصل آخر هذا الشهر على مدخول يكفيني أنا وأولادي دون أن أحتاج لأي إنسان ,وموعود بصانع أفلام للسينما بأن يزين لي حياتي ويجعلها أكثر جمالا ورونقا,وعدوني وكلها ما زالت وعود أنتظر تحقيقها وموعود بأن أسيطر على الحزن في الشوارع والأزقة, وموعود بلقمة خبز ساخنة وموعود بتحقيق كل آمالي وطموحاتي وموعود بأن أعبر إلى الطرف الآخر من الطريق دون أن تعترضني رصاصات طائشة من القناصة المنتشرين في كل مكان, وموعود بالعشب الأخضر الذي سيطلع من بين مسامات جلدي, وموعود بأن أنام وأصحو على أحلى النغمات الموسيقية وموعود ببلادٍ تمتد أمام بصري جدائلها وتفرش لي الأرض بالعشب الأخضر وموعود بعلبة تلوين صغيرة ألون فيها أيامي السوداء باللون الأبيض والأخضر.

وغدا سيأتي من يأخذني معه إلى عالمٍ آخر كله حب وعطف وحنان لقد وعدوني غدا بقطعة حلوى وبمكعب صغير من مكعبات السكر ووعدوني بنهارٍ جميل وبالحرية التي أحلم فيها ليل نهار, وعدوني بسرير دافء وبحصاد مائي وفير وبغصن زيتون وبحمامتين,وعدوني بالنور وبما لم تراه أي عين, أغروني بالحياة كثيرا رغم أنها مقرفة,وعدوني بالأمل القريب وبالفرج القريب وبمعين ماء لا ينضب, وموعود بالخروج يوم الجمعة من بيتي لأشم الهواء وأتسطح تحت أشعة الشمس, وموعود بالصلاة في قعر عينين سوداوين يشبهان عين الزرافة وموعود بالحلم الأبدي وموعود بالوصول إلى نهاية النفق وموعود بإطلالة فجرٍ جديدة وموعود بصدرٍ حنون وموعود بأن أملئ حياتي بكل شيء ينقصها, وموعود بأن أفرد جناحي في الهواء وأطير كالحمامة ،وموعود بألبوم صور جديد أخبئ بداخله أجمل الذكريات الجميلة,وموعود بأن أملأ ذاكرتي بذكرياتٍ جديدة وموعود باستبدال ذاكرتي القديمة بذاكرةٍ جديدة وبأن تمتلئ عيوني بالصور الجديدة والمشرقة، وموعود بشربة ماء باردة وموعود بحمام ماء بارد في فصل الصيف حين تصبح الحرارة خارج المنزل أكثر من حرارة جسمي,وموعود بزجاجة عطرٍ أعطر فيها جسدي برائحة أجمل من رائحة بلادي، وموعود بنسيان كل الماضي,وموعود بطائرة ورقية ألعب فيها كما يلعب الأطفال,وموعود ببيجامة نوم شتوية,وموعود بقميص يحميني من شدة البرد القارص,وموعود بسهرة شتوية على ضفاف إحدى المقاهي،وكلهم وعدوني وعودا صادقة وكلهم أقسموا يمينا خالصا على صدق ما يقولونه وما يخترعونه من كلماتٍ وألفاظ جديدة. أنا موعود إذا أنا سعيد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة
- التأصيل العمري
- اخترنا لكم:شريعة الراعي بلغة الخروف
- مقابلة للوظيفة
- رجل محافظ
- البقاء للأوسخ
- اتركوني أغرق
- مكان خيالي
- الحساسون والعقلانيون
- خربشات على جدار الصمت
- اقلب الصورة
- مكالمه تلفونيه
- تفسير عالم ألماني لحلمه
- مشكلتي مع جهاد علاونه
- إلى الصديقة أميره
- أميره ونبيل وأنا
- القراءة والكتابة
- بعد فوات الأوان
- دعوة للمحبة وللسلام
- تعالوا لنحب بعضنا2


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - موعود بحياة سعيدة