جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3933 - 2012 / 12 / 6 - 16:38
المحور:
حقوق الانسان
السيد المحترم الشاب التونسي(محمد البوعزيزي) أشهر صاحب بسطة في العالم وأشهر منتحر على وجه الوجود حيث أدى انتحاره بالحريق إلى إشعال الثورة في أغلب الدول العربية وليس في تونس وحسب وكانت طريقته في الانتحار تشبه طريقة انتحار النساء وأكبر نسبة انتحار بين الجنسين الذكري والأنثوي هم الذكور بحيث أعداد الذكور المنتحرين أكثر بكثير من عدد الإناث المنتحرات ويستعمل الذكور الأسلحة النارية للانتحار بينما تستعمل النساء شرب الأدوية والسموم أو الحرق بمواد سريعة الاشتعال,وفي آخر دراسة علمية في واشنطون أكدت أن فضلات القطط والاحتكاك معها تؤثر بشكل إيجابي على النساء المنتحرات ذلك أن (تكسو بلازما غوندي) هرمون يساعد على الانتحار ويتشكل في الجسم من خلال ملامسة فضلات القطط,وما زالت الأبحاث جارية حول هذا الموضوع.
و(دايل كارينجي) الكاتب الأمريكي المشهور وصاحب أكبر نسبة بيع للكتب في العالم يقال عنه بأنه مات منتحرا وفي ذلك شكوك ولكن كل الإشارات تدل على أنه لم يمت بسبب المرض بل مات منتحرا,وكل المثقفين يعرفون كتابه الشهير(دع القلق وابدأ الحياة) فهذا النوع من الكتب وهذا العنوان يدل على أن الكاتب كان خبيرا في علاج القلق ولو لم يكن قلقا ومريضا نفسيا لَما كانت لديه كل هذه الخبرة في حث الناس على ترك القلق,تماما مثل الجاحظ الأديب العربي الذي وصف البخلاء بكل براعة في كتابه البخلاء ولو لم يكن بخيلا جدا لَما عرف نفسية البخلاء ولَمْا وصفهم بهذه البراعة..و داليدا مغنية مصرية أقدمت على الانتحار علما أن كل أزواجها الذين تزوجت منهم ماتوا انتحارا وفي النهاية لحقت بهم على طريقة كيليو بترا المنتحرة,و(درية شفيق) ماتت انتحارا علما أنها أول امرأة تقوم بتأسيس أول حزب سياسي نسائي عربي في مصر وفي الدول العربية.
حتى الآن لا يعرف العلماء أسباب انتحار الحيتان فحتى الحيوانات تُقدم بكل شجاعةٍ على الانتحار وقبل أن نفسر أسباب الانتحار عند الحيوانات يجب علينا أن نسلط الضوء على أسباب الانتحار عند الإنسان ونحاول أن نفهم هذه الأسباب فبعض الناس أو المرضى تُجبرهم بعض الأدوية النفسية والعصبية على الانتحار بفعل غير إرادي...الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي نعرف أسباب انتحاره علما أننا لا يمكن أن نُعزي كل حالات الانتحار إلى سببٍ واحد,فهنالك في بعض الدول في العالم التي يكون الليل فيها أطول من النهار سببا في انتحار بعض المنتحرين,فالذين حاولوا الانتحار وفشلوا سئلوا عن أسباب إقدامهم على الانتحار قالوا بأن زيادة ساعات الليل على ساعات النهار هي التي أجبرتهم على الانتحار,وسواء أكان السبب في الانتحار لكذا أو لكذا فإن الهدف الوحيد من وراءه هو التخلص من الحياة الكريهة ومن البشر والحياة معهم وأحيانا يكون الفقر سببا في رغبة المنتحر في التخلص من الحياة وأحيانا أخرى يكون الغنى والثراء وتحقيق كل الأحلام سببا في الانتحار إذ لم يبقى للإنسان الناجح هدفا يسعى إليه في الحياة فكل شيء متوفر وبشكل زائد على عكس أسباب انتحار الفقير الذي لم يحقق كل أحلامه ولا حتى جزء بسيطا منها وكل شيء غير متوفر فهذا ينتحر بسبب الشبع الزائد وذاك ينتحر بسبب الجوع الزائد,وأعجب قصة أعجبتني عن انتحار الأغنياء هي قصة(إكرستينا أوناسيس) إبنة المليادردير اليوناني الشهير(أوناسيس) حيث كان في زمنه من أثرى أثرياء العالم والذي ورثت عنه ابنته كل ثروته وتزوجت عدة مرات وكان الفشل في تحقيق السعادة لها يرافقها أينما ذهبت وأخيرا تعبت من حياة البذخ والمجون والسهر والثراء وتركت حياة الفلل والقصور وتزوجت من رجل شيوعي فقير وسكنت معه في بيت متواضع جدا في موسكو وفشلت أيضا في هذه الزيجة ألأخيرة, تصوروا معي أن زواجها من الأثرياء لم يحقق لها السعادة وزواجها من الفقير لم يحقق لها السعادة وكذلك العيش في القصور والخدم والحشم من حولها لم يحققا لها السعادة وكذلك العيش في بيت فقير مع شيوعي فقير لم يحقق لها السعادة عند ذلك لم يبقى أمامها فرصة أخرى تحقق لها السعادة إلا الموت عن يعمر يناهز ال37 عاما حيث لم تعش طويلا لتروي قصتها بنفسها وبعد ذلك وُجدت ميتة على سواحل الأرجنتين بعد تناولها كمية كبيرة من الحبوب النفسية المنومة.
وترى أغلبية العقائد الدينية بأن حياة الإنسان ليست ملكا له بل هي ملكا لخالقها وهو الوحيد صاحب الحق في التصرف بروحه وبالتالي تُكفر هذه الديانات الإنسان الذي يموتُ انتحارا وعلى رأس تلك الديانات المسيحية التي تُحرم الانتحار تحريما قطعيا ورغم ذلك هنالك الكثير من المسيحيين الذين يموتون انتحارا,وهنالك نسب انتحار بين الكاثوليك والبروستانت متفاوتة جدا
وأكبر نسبة انتحار في العالم كانت في (ليتوانيا) على حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية لسنة 2008م، و 56% منهم ذكور و10% إناث, والإسلام بدون منازع يحرم الانتحار ومن الجدير ذكره أن الإسلام يحرم الانتحار كما جاء في القرآن(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما...سورة النساء29) هذا معناه أنه كانت هنالك نسبة لا بأس بها من الناس تموت انتحارا علما أن هنالك متشددين في الإسلام يجيزون تنفيذ عملية الانتحار بشرط قتل الخصم كما فعل الطيارون اليابانيون على البوارج الأمريكية في الحرب العالمية الثانية.
ولكن الغريب أن بعض المؤمنين بالحياة الأخرى السعيدة إلى الأبد هي التي تحث بعض المنتحرين على الانتحار لكي يتخلصوا من حياة الدنيا ويذهبوا إلى الحياة الآخرة الأكثر سعادة,والدول الفقيرة جدا لا تختلف عن الدول الغنية جدا والدول التي ترتفع فيها معدلات الدخول السنوية لا تختلف عن الدخول التي تتدنى فيها معدلات الدخول ففي كل الحالات وعلى كل الأحوال هنالك أعداد كبيرة من المنتحرين في الدول الفقيرة وفي الدول الغنية والأمر كله يرجع إلى فقدان السعادة والأمر ليس متعلقا بالفقر وحده وبالغنى وحده فهنالك أناس فقراء جدا وسعداء جدا في حياتهم وفقرهم اعتادوا عليه وأصبح بالنسبة لهم لذيذا وهنالك فقراء يرون أنفسهم تعساء ينتحرون بسبب إحساسهم بالتعاسة وهنالك أغنياء سعداء وأغنياء تعساء والموضوع كله يتعلق بفقدان السعادة كليا,فليس كل غني سعيد وليس كل فقير تعيس وهنالك بعض الأفراد والجماعات التي لديها إيمان بتنفيذ عمليات انتحارية لكي يذهبوا إلى الجنة التي عرضها السموات والأرض, ومن الملفت للنظر أن بعض المنتحرين الذين لا يؤمنون بالحياة الأخرى أقدموا على الانتحار لتأكدهم بأنه لا توجد بعد الممات حياة أخرى, وقد ينتحر بعض الناس بسبب فشلهم في الحياة كما فعل بعض نجوم العالم السياسيين والمثقفين والسينمائيين وذلك بسبب بؤسهم من الحياة ومللهم من الشهرة والنجومية وحسد الناس على حياتهم رغم أنهم لا يعيشون تلك الحياة التي يتحدث عنها الحاسدون, فبرغم شهرتهم الواسعة غير أنهم تعساء جدا في حياتهم,ويقال على حسب بعض الدراسات أن أكبر نسبة انتحار في العالم توجد في الصين والهند,وهذه النسبة ليست دقيقة وهذا يعود إلى سبب إخفاء عائلات المنتحرين بحيث تنكر تلك أو أغلب تلك العائلات موت المنتحر وتصر على أنه مات ميتة طبيعية وهذه الأسباب تقف حائلا أمام البحث العلمي لإحصاء عدد المنتحرين إحصاء دقيقاً والمجتمعات العربية الإسلامية تُخفي حقيقة موت بعض أفرادها انتحارا لكي لا يلحق بهم العار ولو تُظهر تلك العائلات حقيقة موت المنتحرين لاحتلت الدول العربية الرقم الأول بالانتحار بدل الصين والهند,وبالمناسبة ليست المجتمعات العربية هي الوحيدة التي تخفي حقيقة الموت انتحارا ففي كل المجتمعات هنالك ظاهرة مثل هذه الظاهرة.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
