أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كيف يشاركني الشيطان طعامي!














المزيد.....

كيف يشاركني الشيطان طعامي!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 21:22
المحور: كتابات ساخرة
    


عدتُ من العمل اليوم مرهقا جدا من شدة الجوع والتعب وأطرافي العُليا ترتجف وترتعش من حرارة الجوع ولهيبه, وبعد أن فتحت باب الدار دخلت إلى المطبخ لأفتح الباب الثاني وهو باب الثلاجة فلم أجد إلا بيض الدجاج وصحن صغير من زيت الزيتون وبجواره صحن زعتر صغير, وأربعة قرون من الفلفل(الفليفلة) المتوسطة الحرورة فطلبت من زوجتي أن تقلي لي بيضة وأن تقدمها لي مع قرن من الفلفل ورأس صغير من البصل اليابس,ودخلتُ إلى غرفة أمي وهي غرفة الجلوس والطعام وتمددتُ على الفراش وبعد برهةٍ من الزمن تقدمت زوجتي بصينية عليها طعامي الذي اشتهيته,بيض+زيت وزعتر+بصل+فلفل, فأخذت أقسم بالخبز بكلى يدي وأكلتُ بشراهة وبسرعةٍ جنونية, بينما كانت تنبعث رائحة اللحوم المشوية من المطعم المجاور لمنزلي,وكنت أحس وأشعرُ بأمي وهي تراقبني وخصوصا حين قضيت على بيضة الدجاج بالكامل فطلبت بيضة أخرى فقالت أمي وزوجتي: باسم الله الرحمان الرحيم...يا رجل سمي,أي أذكر اسم الله على الطعام ذلك أن الشيطان يشاركك في الطعام إذا لم تذكر اسم الله عليه,فقلت:

ارحموني...أنا متعب جدا...هل من المعقول أن يأكل الشيطان معي زيت وزعتر وبيضة مقلية بزيت زيتون مغشوش ويترك المطعم الذي بجواري وهو تفوح منه رائحة أشهى المأكولات؟ ثم كادت عينايا أن تدمع من شدة بؤسي وحزني وقرفي ويأسي من كل شيء وأنا أقول: يعني الشيطان عاجبه أكلي وشربي؟ هل من المعقول إنه عاجبه بيتي؟؟ ثم تعالوا هنا, سمعت قبل مدة على احدى الفضائيات بأن الشياطين يسكنون في المراحيض,كيف يتسنى لعقولكم أن تصدق مثل هذا الكلام؟!! كيف مثلا تترك الشياطين غرف النوم الجميلة وغُرف الاستقبال الوثيرة والفارهة جدا دون أن تسكنها لتجلس وتسكن في المراحيض؟ كيف برجل يحمل شهادة دكتوراه علمية ومتخصص دقيق في العلوم يعتقد أو لديه مثل هذا الاعتقاد!! هذا ذكرني أيضا بقصة رجل وجد مصباحا وحين لمس غطاءه بيده خرج له عفريتا كبيرا وقال له: شبيك لبيك عبدك بين إيديك...أطلب وتمنى، فقال له الرجل: أريد منك أن تجعلني أسكن قصرا كبيرا، فضحك العفريت وقال: صدقني لو كنت أجد غرفة صغيرة أسكن فيها ما سكنت في هذا الإبريق الصغير....ونحن لماذا لا ندع عقولنا تفهم وتعي، ليذهب الشيطان إلى أفخم المطاعم في عمان الواقعة في أرقى الأحياء السكنية..هل من المعقول أن يرفض الشيطان دخول مطعم ماكدونالد ويفضل عليه مائدتي المتواضعة والتي تفوحُ منها رائحة البصل الذي أدقه بيدي؟ إذا صح كلامكم فهذا معناه أن في عالم الشياطين طبقات اجتماعية أي أن منهم الفقير ومنهم الغني أو البرجوازي النتن والبرجوازي الكريم ومنهم طيب القلب ومنهم الأبيض والأسود..آه لقد ذكرتني يا أمي بقصة رواها لي رجل عن امرأة لا تثير في الرجال شهوة وإذا ما قورنت بالجمال بين النساء فحتما ستحتل المنزلة السُفلى ومع ذلك قيل عنها بأن جنيا تزوجها, وسمعت مرة عن رجل مخبول جدا ثيابه رثه ووجهه حاد الملامح وفمه مثل باب المغارة ورأسه مثل دلو الدهان الكبير المستطيل الشكل ومع كل هذا أقسم الجميع أنه متزوج من جنية,أي امرأة عفريته, فقلت معقول؟ معقول يا ناس!!! معقول أن العفريته محرومة جنسيا لهذه الدرجة ولم تجد في عالمها عفريتا يشتهيها ويطلب يدها للزواج؟ هل من المعقول أنها لم تجد إلا هذا الرجل لتتزوج منه؟ ولست أدري هل كان زواجه منها عُرفيا أم سريا أم زواج متعة أم زواج مسفار أو مسيار أو مش عارف شو بدي أحكي عنه!!ولست أدري كيف يترك الجِني ملكات جمال الإغراء في العالم وخصوصا الروسيات والإيطاليات ليتدنى إلى مستوى هذه السيدة العفراء!! وهذا إن صح فمعناه أن هنالك من بين الجن مستويات في الجمال وعشاق يعشقون كما يعشق بني البشر,ثم لنعد إلى موضوعنا الأساسي والمهم, وهو الشيطان الذي يشاركني بيضة مقلية,فهل من المعقول أن ذاك الشيطان فقير الحال مثلي أنا بل وأقل مني فقرا, هذا معناه أنه لا يوجد في بيته زيت وزعتر وبيض دجاج,ثم أن جميع الكتب الدينية تتحدث عن الشيطان وجماله كونه مخلوق من النار فكيف بهذا المخلوق المتضخم الأنا الأعلى والمغرور جدا أن يشتهي طعامي والجلوس معي؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين
- النوم هو الحل
- الثورة البيضاء
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى
- المظاهرات في الأردن
- موعود بحياة سعيدة
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة
- التأصيل العمري
- اخترنا لكم:شريعة الراعي بلغة الخروف
- مقابلة للوظيفة
- رجل محافظ
- البقاء للأوسخ
- اتركوني أغرق
- مكان خيالي
- الحساسون والعقلانيون


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كيف يشاركني الشيطان طعامي!