أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - النوم هو الحل















المزيد.....

النوم هو الحل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 19:50
المحور: كتابات ساخرة
    


عملتُ في حياتي ومنذ صغري في مجالاتٍ كثيرة ولكني كنت في كل مرة أعمل فيها أخسر كل شيء بدل أن أربح أو أن أتعرض للسرقة والنشل وأنا في السوق أو للنصب والاحتيال من قِبل الذين كنت أعمل عندهم من خلال توجيهات يتلقونها من مصادر ليست بالبعيدة عني, عملتُ في مهن كثيرة ولكني لم أشعر بأنني أصلح لأي مهنةٍ من المهن التي عملت بها إلا مهنة القراءة والكتابة ولكنها مهنة لم تحافظ عليّ ولم تحرص على توفير حياة كريمة لي فأنا في نظركم كاتب عظيم يستحق كل الإجلال والاحترام والحب والتقدير ولكن في حقيقة الأمر أنا عبارة عن إنسان شحاذ يشحذ من هذا 100 دولار ومن ذاك 200 دولار ليس لكي أترفه بهن بل لتسديد ما عليّ من فواتيرنت وماء وكهرباء ودين للدكاكين فأنا آكل وأشرب مع زوجتي وأولادي وأمي بالدين وتكاد روحي أن تخرج مني للحصول على ال100 دولار أو ال200دولار, لذلك فكرتُ بطريقة جديدة لحل كل مشاكلي العالقة وهي(النوم في العسل) أو الغرق في غرفة النوم حتى يأتيني أجلي لذلك اتخذتُ من سريري قاربا يخترق عباب الماء والمحيطات حتى تضربه الرياح والأعاصير ويغرق بالكامل,وأظن بأن هذه المهنة مهنة(سائق سرير) أو سائق فرشة أسفنجية مضغوطة ليست تهمة لي فلن يستطيع أي أحد تكفيري بسببها أو تهديدي بالقتل علما أنني أخاف أن تخرج فتوى تجعل مني إنسانا كافرا بسبب كثرة نومي وأكلي وشربي!!.

ومن ناحية الأكل والشرب فأنا لا أريد أن آكل وأشرب أنا أريد أن أبقى نائما بدون أكل وشرب وعلى استعداد لذلك مدى العمر حتى أموت,إن مهنة القراءة والكتابة لم تجلب لي إلا الهم والحزن والأسى والسهر طوال الليل في القراءة وفي التفكير بالكتابة,بكتابة أشياء جديدة تكون مثلها مثل السبق الصحفي وحين تعبت من سهر الليالي حاولت أن أعود نفسي على النوم مبكرا لكي أرتاح من عملية التفكير طوال الليل والنهار ذلك أن الأغبياء ينامون مبكرا والأذكياء يتأخرون في النوم,وبما أن الأغبياء أكثر سعادة من الأذكياء فلماذا مثلا لا أكون غبيا لكي أشعر بالسعادة!!؟؟أو مجنونا رسميا كما هو ثابتٌ عني في السجلات الحكومية في الأردن؟ فأنا تعتبرني الحكومة مجنونا ولست عاقلا وغير مسئول عن تصرفاتي بحسب ما قاله لي الأطباء النفسيين وعليه وبناء على كل ما جرى سأجعل من نفسي مجنونا نائما مرفوعاً عنه القلم حتى يعقل ولا أظن بأنني سأعقل وشعاري اليوم: أنا غبي أو أنا نائم إذاً أنا موجود.. فقد قلتُ لنفسي من وراء هذا المنطلق: لماذا لا أحاول أن أكون غبيا لا أفهم في أي شيء وذلك لكي أرتاح من كل شيء, وأخيرا نجحت في قصة الغباء الجديدة فأنا اليوم أنام مبكرا قبل أن ينام الدجاج في(الخُم-بيته) من التاسعة مساء ولا أتابع الصحف ولا ما يكتبه الكتاب على الإنترنت ولا يهمنِ في الدنيا شيء سوى الأكل والشرب والنوم المبكر لكي أرتاح حتى الأكل والشرب من يومين لا ينزل بطني أو معدتي وأنا اليوم فعلا مرتاح وأجهل عن هذا العالم أشياء كثيرة فلا أدري أين ذهب رئيس الحكومة ولا أين سافر أو متى سيعود من السفر ولا أعرف شيئا عن آخر قراراته ومتى سيقرر هو أو رئيس حكومة آخر رفع الدعم عن فاتورة الكهرباء,وأجهل ماذا كُتِبَ آخر ما كُتب في الثقافة وفي نقد الأديان ولا أهتم بحركة الطائرات فلا أهتم بمن ذهب ولا أهتم بمن عاد ولا أعرف أين هو الآن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ولا أعرف ما تفكر فيه حماس ولا أعرف شيئا عن منظمة التحرير الفلسطينية ولستُ أدري متى سيعود دعم الحكومة الأردنية للمشتقات النفطية, ولا أهتم بالوعود وليس عندي إقبال على القراءة أو الكتابة ولست مشتاقا إلى غرفة المكتب والكتب فاشتياقي اليوم فقط لغرفة النوم, فكلما رأيت سريري في غرفة النوم تصير روحي ترفرف حوله كالطير فأذهب إليه وأحتضنه بكل حب وبكل عطف وحنان وأنام ساعات طويلة دون أن أفكر بالمستقبل ودون أن أفكر بأي شيء, سريري اليوم هو صديقي الدائم الذي لا أستغنِ عنه ولا يهمنِ شيء مثلما يهمنِ هو وأشرف عليه طوال الليل والنهار وإذا أصدر صوت أزيز أو صوت خرير مثل صوت خرير الماء أهبُ بسرعةٍ إلى نجدته وإصلاحه لكي يعطيني نوما هادئا, فأنا الآن مهتم به اهتماما جيدا مثلما يهتم جاري الفلاح بشجرة الزيتون الواقعة بفناء منزله ومثلما يهتم البدوي بحصانه وناقته, وأنا كلي حرص على تسجيل إعجابي بسريري كلما مررتُ إلى جانبه, وتحاول أمي منذ شهرٍ بالكامل أن تخرجني من غرفة نومي ولكني إذا خرجت لا أخرج وحدي بل أخرج السرير معي إلى غرفتها من خلال نقل فرشة الإسفنج المضغوطة من على التخت إلى الأرض في غرفة أمي وأنام نوما عميقا حتى وأنا في غرفة أمي ولا شك بأنني أصبحت محترفا في قيادة سريري وفرشتي فأنا أقودها طوال الليل وبسرعةٍ جنونية وأتحدى كل المطبات وكل الإشارات الضوئية التي أتجاوزها بسرعة جنونية سواء أكانت حمراء أم خضراء أم برتقالية, ودعاني جاري قبل يومين للسهر في منزله فاشترطتُ عليه إحضار فرشة نومي معي أو سريري بالكامل فقد قلت له أنني لا أستطيع الاستغناء عن هذا السرير(التخت) فروحي أصبحت معلقة به جدا وأحبه ويحبني ويحب شراشفه جسدي وتحبُ عيوني وسادته ووسادته تعشق اللعاب الذي يسيل من فمي عليها, أنا اليوم مدمن نوم من الدرجة الأولى لأنني أريد أن أرتاح من كل شيء وأنا اليوم أحن إلى الماضي قبل أن أحترف الكتابة والقراءة فما الذي فعلته لي القراءة والكتابة إلا جلب الأعداء ونفور الناس مني!!, الكتابة أبعدتني كثيرا عن الواقع الذي أعيشه وخرجتُ من بين أهلي وناسي وذهبت بأفكاري بعيدا وحين عدتُ إليهم عدتُ إنسانا غريبا عنهم وكأنني قادم من كوكبٍ آخر, لذلك النوم هو الحل وعدم التفكير هو الحل النهائي لكل مشاكلي المادية والمعنوية والنفسية وصحتي أصبحت تساوي عندي كل الدنيا وكل ما فيها, لقد جربتُ كل المهن وكل الصنائع فلم أكن أصلح إلا للقراءة وللكتابة ولكن هذه المهنة مهنة الذين يبحثون عن الفقر ليل نهار ومهنة الذين يبحثون عن الدمار في عالمٍ ليس مكترثا بما نكتبه أو نقرأه أو نقوله وبدل أن أعيش بكرامة أصبحت بين ليلة وضحاها عبارة عن شحاذ يشحذ لقمة الخبز وفاتورة الكهرباء والنت والمياه علما أنني أستحق كما تتوهمون أنتم دعم البرجوازية لي ولكل كتاباتي, وأفضل مهنة هي مهنة النوم, آهٍ..آهٍ..آه, ما ألذ النوم وما أطيبه,فحين تكون الناس في الخارج مشغولة بأعمالها وأشغالها أكون أنا غارقٌ في النوم وفي الحلم السابع ولا شيء يهمنِ سواء تحركت القوات الأمريكية أو الإسرائيلية لضرب غزة, أنا لا أهتم اليوم بأي شيء وكل شيء لا يعنيني فصباح الخير يا جاري أنت بحالك وأنا بحالي, وحتى كلمة صباح الخير تركتُ العمل بها منذ الأمس فحتى كلمة الصباح لا أردها على أحد وكل شيء بالنسبة لي قد انتهى وكل القضايا بالنسبة لي لها حل واحد وهو النوم, فإن كنت عزيزي القارئ تعاني من أي مشكلة أنصحك أن تنام يوما أو يومين متواصلات وهذا هو الحل لمشكلتك,اترك الناس والعالم بحاله ,فأنا أعتبر اليوم أن العالم كله عبارة عن فخار يكسر بعضه وزجاج يحطم بعضه وليس لي دخل في أي شيء.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=275930



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة البيضاء
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى
- المظاهرات في الأردن
- موعود بحياة سعيدة
- المرأة العربية معاقة وليست ملكة
- التأصيل العمري
- اخترنا لكم:شريعة الراعي بلغة الخروف
- مقابلة للوظيفة
- رجل محافظ
- البقاء للأوسخ
- اتركوني أغرق
- مكان خيالي
- الحساسون والعقلانيون
- خربشات على جدار الصمت
- اقلب الصورة
- مكالمه تلفونيه
- تفسير عالم ألماني لحلمه
- مشكلتي مع جهاد علاونه
- إلى الصديقة أميره
- أميره ونبيل وأنا


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - النوم هو الحل