أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - العرب .. أبطال هدم وبدون منافس














المزيد.....

العرب .. أبطال هدم وبدون منافس


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 01:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نظراً لغياب منهج البناء العلمي على مر التأريخ العربي الطويل ونظراً الى واقع العرب وحياتهم الحافلة بالهدم الدائم فنحن نستحق لقب أبطال الهدم وبدون منافس غير الفئران والتي لم تستطع إنتزاع الكأس من العرب على رغم غريزتها في الهدم والفارق إن الفئران لا تطور تلك الوسيلة وحيثما وجدة فاسلوبها واحد فممكن تكون في صحراء قافره أو واحة خضراء أو على قمة جبل أو سهل أو تم طرحها بجوار الجامعات والمراكز الحضارية أو بداخلها , فلا يفرق الامر هنا فهي تؤدي وظيفتها الغريزية بنفس الطريقة في حال أن تجد ما تعبث به وتنخره , وبين العرب والفئران يوجد التشابه في مجال الهدم , فالعربي في الغالب يمتاز بالهدم والصراع والتشتبت يكون حاكماً ومن أي طيف , مثقفاً ومن أي طيف , من حملة الشهادات أو غير حملة الشهادات , متدين أو غير متدين , في البلد أو خارج البلد .... وتلك حقيقة لا ينكرها أحد وما نراه يمارس هو لا يخرج عن إطار عمل فردي عاطفي يسشبع فضول النفوس ولا يهتم لاي معايير بناء إجتماعي إنساني شامل

ولا ننكر ومع ذلك الوضع المعقّد إن لدينا عقول نادرة وقليلة من مختلف الاطياف تلك التي تفكر بطريقتها الانسانية العقلانية الرحبة وتعمل ليل نهار من أجل تأسيس قواعد المجتمع الحضاري المستقر ولكن العوائق الكامنة في طباع العربي في الغالب هي الغالبة , تلك الماهية الفكرية وقيودها التي تنمو مع العربي دون أن يراها , تستقر معه في المنزل وتذهب الى الجامعة والجامع والبرلمان والبلاط الاميري والملكي وترافقه في المزرعة ومناطق الرعي , تسافر الى مختلف الاقطار فتعود وهي جزء من المفهوم الفكري أو المادي أو الحضاري الذي أكتسبه الانسان العربي , نعم إنها الطبيعة التي تشبه الصندوق الاسود الذي يحفظ كل المعلومات في الذاكرة الاجتماعية والفارق هو إن جل تلك المعلومات سوداوية ,

المثل الانجليزي يقول : إن الرفاهية تبدأ بالعقل , وهذا مثل علمي فكري ناضج وأكيد نحصل على نفس النتيجة في حال أن نعكس مفهوم ذلك المثل ونقول إن الاضطراب والمعاناة وضيق العيش كلها تبدأ في العقل . وحتى في حال الحديث عن العلم والاقتناع بأنه الطريق السليم والوحيد للبناء يجب أن تسبقه توعية تهيئ مدارك الناس لذلك المفهوم وتجعل منها أرضية تستلهم معنى العلم وتمتلك القدرة على تكييف أغراضه , وفي سبيل المثال لو أمتلك أي زعيم عربي أو عصابة عربية تقنية السلاح الاستراتيجي لظربة الشعوب بذلك السلاح وفجرت الوضع العالمي , في هذه الحالة يتحول العلم والتكنلوجيا الى خطر , فلا بد من بناء عقلية الانسان العربي وتوسيع مداركة لكي يمتلك القدرة على التعاطي مع ما حوله من الاشياء

والحديث عن بناء مجتمعات متحضره لا يقوم على عنصر العاطفة وخيال الاماني ولا يقوم بعملية تفكيك منهجي متقن لكل بالي وتليد يلحق الضرر في حاضر الانسان ومستقبله , فلا بد من وجود منهج هدم وبناء متوازن , لا بد من قلب طاولة المفاهيم برمتها والقيام بتنقيتها وتصفيتها مع إلغاء لكل بالي ومتخلّف والابقاء على كل جميل وتحييد الاشياء التي تجاب الضرر في حال حذفها أو الابقاء عليها , لا بد من إمتلاك خارطة طريق معرفية بملامحها العلمية المدنية الانسانية الجامعة

لا بد من ايقاظ العقول وإقناعها في أمر الشراكة في الحياة والبناء , لا بد من الحوار مع الآخر , لا بد من مغادرة مواقع الاقصاء ومواقع معالجة الاخطاء الفادحة التي شرّدت الناس بنفس الطريقة إياها , لا بد من التكامل القائم على فتح المدارك وعلى القبول والسلمية , لا بد من دفع الشعوب نحو ميادين السلمية والاستقرار وإخراجها من مربعات الضيق ومواقع الصراع الذي جعل من الواقع مثل المنطقة الزلزالية التي يستحال البناء على ظهرها .... بالمختصر المفيد الشعوب بحاجة الى الوصول الى حالة سلام مع نفسها لكي تستطيع الوصول الى حالة سلام مع الآخر ... ما عدأ ذلك سنظل أبطال للهدم والفئران هي الوصيف



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنتم ؟ ولمن تكتبون ؟
- عقول مقيده تحاول فك قيود الآخرين
- العبودية العصرية في بلاد العم سام والمتخلفة في السعودية
- تنتصرون للقوى الرأسمالية بذكاء وغباء في آن
- الالحاد الذي يخدم الاسلام السياسي
- الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة
- العلمانية التي تشبه الوهابية ( 2 )
- العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها
- اليسار يلعب مع اليمين والرأسمالية تسجل الاهداف
- الخلل في العقول وليس في المناهج العلمانية أو الدينية
- مهما ضاقت حرية موقع الحوار .. يظل هو الافضل
- هل الاديان خرافه .. أم الاسلام فقط ؟ .. الى العلمانيين
- يُدافعون عن ألرسول بألسِنتهم ويسيئون إليه بأفعالهم
- كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها
- ألكُتّاب ألذين يشبهون ألزُّعماء العرب
- كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف
- ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له
- العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات
- اليمين يستمثر جهود اليسار
- سموم ألأقليات الدينية أخطر من سموم ألإسلام السياسي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - العرب .. أبطال هدم وبدون منافس