أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات














المزيد.....

العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 12:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



قبل الولوج إلى قلب المعاناة ألأبدية سأبدأ بالإشارة الى بعض محاسن العربي لكي لا يتعكّر صفو الحوار , فأنا أدرك إن العربي يميل إلى التبجيل والفخر حتى وإن كان ألأمر فيه من النفاق ما يكفي لإزدرائه ولكن العربي عند سماعة للتبجيل أو عندما تحين له فرصة للظهور ينسى نفسه وتحصل عملية إنفصال نهائي بينه وبين عقله الواعي , والمصيبة إن العربي لا يوجد لديه رابط بالعقل النقدي التقيمي , لذلك لا توجد لديه محطات وقوف ومراجعة ومحاسبة لما مر ويمر عليه من أحداث فهو مستمر في ألإندفاع والحركة إلى ألأمام كما يضن ولا يعلم إنّه تائه لا يمتلك خارطة طريق ولا حتى مرايات عاكسة تساعده على تجنُّب ألإصطدامات , ولكننا ومع كل ذلك لا ننكر إن هناك شذرات من المفكرين والعلماء والقادة والمبدعين على مختلف المجالات ــ لا ضرورة لذكرها مراعاة لمشاعر العربي ــ ولا ننكر إن شعوب وأُمم أستفادت من بعض ألإرث العربي ألإسلامي ــ أعلم إنها مُشكلة ــ ولكننا .. نحن العرب لم نستفد منها شيئ , لأنها في الغالب تقوم على النقائض ولا يوجد لها أي أساس تكاملي جامع

هناك من يعجبنا في مجال الفكر , يحلل ألأحداث بعقلية ألمفكّر الحقيقي ولكن المصيبة فقدان الروابط الفكرية بينه وبين أقرانه من أجل العمل تحت مشروع حضاري إنساني مشترك أو متقارب , قد نقول إن الجابري كان عملاقاً في الفكر ولكن ذلك قد لا يرضي العروي حتى بعد وفات ألأول , وحتى من الرعيل ألأول لوذكرنا المصلح الديني محمد عبده وهو ممن حاول إرساء بعض التغيير ولكن بالنظر الى القادمين بعده لم يأتوا لإستكمال أعماله التجديدية ألإيجابية بل يأتي من يضع ألأشياء على النقيض وكتاب مفهوم العقل للعروي هو أحد الادلة على ذلك , وإن لم يلتقي العروي مع الجابري هل سيلتقي مع أركون أو غيره ,

صحيح إن مناهل العلم والفكر متنوّعة ومصادرها متعددة ولكن ألأمر يقف عند مسألة أساسية ألاَ وهي العقل الجمعي الذي يشكل ألأرضية ألأساسية لبناء ألأفكار الهادفة الى بناء ألشعوب والأُمم , فهناك أُمم تمتلك إستراتيجيات عمل جماعي شامل يهدف إلى بناء ألإنسان على مختلف المجالات , مسلمات لا يوجد عليها غُبار ولا يتعالى عليها أحد ولا تستأثر بها مجموعةً من الناس ولذلك تندفع بشكل مُمنهج وعلمي وعملي بعكس من أصبح عبارةَ عن ظاهرةٌ صوتيةٌ مُزعجة نسمع لها جعجعتٌ ولا نرى لها طحنا

وبالنزول الى مراكز المعرفة الوسطى والدنيا في عالمنا العربي نلتمس الشتات الناتج عن شتات ألأفكار , شتات بين ألأشكال السياسية والفكرية والثقافية والإجتماعية وألإقتصادية المختلفة مع شتات داخل تلك المكونات ذاتها , فإذا كانت النخبة المثقفة المتعلمة التي تشكل وجدان الشعوب وعقليتها لا تربطها طرائق عمل وطني إنساني جامع ... فماذا عسانا أن ننتظر من عامة الناس ؟

هناك موضوع جميل أثاره ألأخ شامل عبدالعزيز تحت عنوان الراية السوداء وثورات الربيع , تطرّق فيه الى واقع الخلل والتصادم العربي من أيام الزمن القديم وحرب داحس والغبراء مروراً بصدر ألإسلام وصولاً إلى التأريخ الحديث والمعاصر , وكأن تلك سمة قد جُبل عليها العربي , وفي السياق طرح بعض المحاورين أسئلة مهمة
’ ما هي ألأسباب ؟ وما هو الحل ؟ ومن أين نبدأ ؟

بالفعل كانت أسئلة قوية توازي ذلك السؤال الكبير والمحُيّر الذي لم يلقى إجابة واقعية مكتملة ومُتّفق عليها إلى حد ألآن
والسؤال هو
لماذا تمشي شعوب ألأقطار العربية عكس حركة التطوّر الحضاري العالمي ؟

هناك من سيأتي ويصمُّ آذانكم بطريقة متعصبة لذاته أو لحزبه أو لقبيلته أو لرئيسه
فإن كان مدّعياً ألعلمانية أتهم ألإسلام والمسلمين
وإن كان مدعياً ألإسلام أتهم العلمانيين
وإن كان من القوى الرأسمالية المحلية والإقليمية ومن لف لفُّهم من النفعيين فأولئك يقفون في مواقع الفتنة ويضربون الشعوب ببعضها مستخدمين الدين والقبيلة والعلمانية وكل الوسائل القذرة الزائفة

فكيف لنا أن نرى النور ؟

أصبحنا لا نُميّز بين ألإختلاف الصحي وبين ألإختلاف المرضي
المتعلمن يقول بالاختلاف تُصنع الحياة وتنتج ألأفكار
والمُتأسلم يقول ستنقسم أمتي إلى بضعٌ وسبعون شعبة كلها بالنار إلاّ واحدة وكأن ألإسلام لا يمتلك من التوجيهات غير هذه
وهناك النائمين على العسل , وهناك المعلقين على ألأحداث وكأنهم أمام مباريات كروية
وهناك من يقرأ جريدة معينة أو يسمع لآخر خبر إعلامي وأتي ليعده على ألأذهان وكأننا أمام تفريخ إعلامي مكرر ومُمِل
وهناك من يستغل كل ألأحداث ويوظفها لمصلحة الحاكم الفاسد وأسياده من القوى الرأسمالية ألإستغلالية

فهل هناك من يجيب على السؤال المطروح أعلاه , لعل وعسى أن نجد بداية السبيل للملمت الشتات ؟ الناتج عن شتات ألأفكار ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين يستمثر جهود اليسار
- سموم ألأقليات الدينية أخطر من سموم ألإسلام السياسي
- ماذا يعني الهجوم على ألإسلاميين دون غيرهم ؟
- خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً
- أعترف بالله تكون مُتخلِّفاً وأنكِرهُ تكون مُتحضّراً
- التقدُّميّة والرجعيّة وجهان للتخلُّف العربي
- عُملاء الصهيونية أدركوا أهميّة الثورات الربيعية قبل أن يدركه ...
- ألنوافذ ألأمامية للعقل العربي مغلقة والخلفية مفتوحة
- هل هناك خيار ثالث غير ألإنحلال أو الجمود والتخلُّف
- العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها
- الى الذين يندبون الحظ لفوز ألإسلاميين
- المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب
- ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين
- لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل
- التغيير ضرورة تأريخية لاحياء العقول
- الفيتو البترولي العربي مصدر للتخلُّف
- العقل السياسي العربي يعمل بالإيجار للدّفع بالشعوب نحو الانحل ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات